«معجزة توشكى».. «شق الجبل» لإحياء مشروع التنمية (ملف خاص)
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
من قلب الصحراء التى بدأت بشائر زراعتها فى الإثمار، وقف الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، يرافقه عدد من كبار رجال الدولة متأملاً مشروع استصلاح الأراضى الزراعية فى منطقة توشكى، قرب الحدود «المصرية - السودانية»، بعد بداية تنفيذ جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة - بالتعاون مع الهيئة الهندسية للقوات المسلحة - أعمال استصلاح وزراعة 25 ألف فدان، مما أعطى «قُبلة الحياة» للمشروع الضخم.
وكعادته، حرص الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال زيارته الميدانية للمشروع، يوم 15 مارس 2019، على الحديث مع المسئولين والقائمين على المشروع على كافة الأصعدة، عن العائق الأساسى الذى يحول دون التوسع فى الاستصلاح وزراعة كميات كبيرة من المحاصيل، حسبما روى مسئولو المشروع لـ«الوطن»، ليردوا بأن هناك حاجزاً صخرياً، يضم جرانيت وصخوراً صلبة يحول دون التوسع وإنشاء الترعة الفرعية رقم 4، والتى ستسهم فى استكمال استصلاح مئات الآلاف من الأفدنة بالمحاصيل التى تحقق الأمن الغذائى لمصر، مع التصدير للخارج، وذلك بناء على دراسات الجهات المعنية فى الدولة حول جودة التربة بتلك الأراضى، وإمكانية استغلالها فى الزراعة.
وبإرادة صلبة لا تلين، ذكَّر الرئيس عبدالفتاح السيسى القائمين على المشروع بالنجاح الذى حققته الدولة فى تنفيذ مدينة الجلالة، وشق «الجبل» لتنفيذ الطرق، وإقامة مدينة عالمية على أرض مصرية، لتبدأ على الفور الجهات المعنية فى تنفيذ المشروع، بالتعاون مع عدد كبير من شركات القطاع الخاص الوطنية الجادة.
وبعد قرابة 4 سنوات على التوجيه الرئاسى، شاركت جريدة «الوطن» فى جولة نظمتها إدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة بالتعاون مع جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، لمشروعات استصلاح الأراضى الزراعية فى توشكى، وهى الجولة الميدانية التفقدية التى استمرت، منذ التحرك من قاعدة شرق القاهرة الجوية وإجراء الجولة الميدانية ثم العودة منها، قرابة 20 ساعة كاملة.
إحدى أهم النقاط للجولة الميدانية، كانت بتفقد مشروع إنشاء الترعة الفرعية رقم 4 فى توشكى، والتى تحققت بعد «نسف»، وتدمير الجبل، أو ما يُعرف بـ«الحاجز الصخرى»، بعد توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى هذا الصدد.
وتُوِّجت الجولة الميدانية المستمرة لعشرات الساعات المتواصلة فى توشكى، باتصال هاتفى جمع الرئيس عبدالفتاح السيسى بالقائمين على إدارة المشروع، وعدد من المحررين العسكريين المشاركين فى الجولة الميدانية، ومن بينهم المحرر العسكرى لجريدة «الوطن».
استهل الرئيس السيسى الاتصال الهاتفى بتوجيه الشكر لوسائل الإعلام المصرية الوطنية الجادة على التعاون مع الدولة فى إبراز المجهود الضخم الذى تبذله الدولة فى تلك الرقعة الغالية من أرض الوطن، مؤكداً ضرورة نقل الجهود غير المسبوقة التى تبذلها مؤسسات الدولة المصرية لسد الفجوة الغذائية، وتحقيق الأمن الغذائى للمواطنين المصريين مع التصدير للخارج.
وقال الرئيس السيسى، فى تصريحاته، إن مشروع توشكى بُذل فيه مجهود ضخم، وسط عمل عشرات الآلاف من المصريين لزراعة وتنمية تلك الرقعة الغالية من أرض الوطن، لكن جهودهم لم تخرج للنور قبل أن تصبح حقيقة على أرض الواقع، لافتاً إلى أن ما شاهده عدد من المحررين العسكريين خلال الزيارة، ليس سوى جزء بسيط جداً مما تبذله الدولة للتنمية، ومواصلة مسيرة العمل والإنجاز.
نستهدف الوصول بالمساحة المستصلحة والمزروعة لـ4 ملايين فدان خلال عاموأوضح الرئيس السيسى أن الدولة المصرية تستهدف الوصول بالمساحة المستصلحة والمزروعة الجديدة فى مصر إلى 4 ملايين فدان خلال مدة لا تزيد على عام من الآن، موضحاً أن جزءًا كبيراً من البنية التحتية لتلك المشروعات تم الانتهاء من تنفيذه، ضارباً المثل بالمشروعات فى توشكى، بأنه يجرى العمل على محطات رفع المياه والترع، مع استكمال باقى التجهيزات اللوجيستية، لبدء استصلاح مئات الآلاف من الأفدنة فى هذا المشروع الوطنى المهم.
نُجهز لبدء استصلاح وزراعة مئات الآلاف من الأفدنة بتوشكى سنتوسع فى زراعة القمح بالموسم الزراعى الجديد اعتباراً من أكتوبروأشار الرئيس إلى أن منطقة توشكى ستشهد التوسع فى زراعة محصول القمح خلال الموسم الزراعى الجديد الذى سيبدأ خلال شهر أكتوبر المقبل.
نبذل أقصى جهد لاستكمال مسيرة الإنجاز وتحقيق نجاحات تضيف لقوة الدولة المصريةوطالب الرئيس جموع المصريين بالاطمئنان إلى أن مصر تسير فى الطريق الصحيح، وأن رجال الدولة المصرية يبذلون أقصى جهد لاستكمال مسيرة الإنجاز وتحقيق نجاحات غير مسبوقة تُضيف المزيد من القوة للدولة المصرية فى الفترة المقبلة.
مشروعات الدولة متاحة للاستثمار فى البورصة للمصريين.. وتعاقدنا على مصنع لاستغلال جريد النخل فى صناعة الأخشاب وصناعات التمور بتوشكىوأشار «السيسى» إلى أن كافة المشروعات الزراعية والاستصلاح التى تعمل عليها الدولة حالياً متاحة لمن يرغب فى المشاركة بها والاستثمار مع الدولة المصرية فى تنفيذها، موضحاً أنه حينما وجَّه بطرح بعض الشركات الوطنية فى البورصة المصرية، كان يرغب بوجود فرصة لشباب مصر والمواطنين بالمشاركة فى تلك المشروعات من خلال الأسهم، وتوفير الشفافية والمصداقية.
وأردف الرئيس أن المشاركة فى المشروعات القومية الكبرى ليست فقط عبر شراء أسهم فى البورصة، مضيفاً: «لو عايز تاخد ألف أو ألفين فدان.. البنية التحتية جاهزة.. وتعالى شاركنا».
وتطرق الرئيس عبدالفتاح السيسى، خلال تصريحاته لعدد من المحررين العسكريين خلال جولتهم فى «توشكى»، إلى أن الدولة مهتمة بالتصنيع الزراعى، لكن ذلك يتم عقب الاطمئنان على استقرار المنتجات، وتوفير الكميات التى تسمح بضخ استثمارات كبيرة فى تنفيذ تلك المشروعات بصورة تحقق عائداً جيداً، موضحاً أن حجم الأراضى الزراعية المستصلحة «ضخم جداً».
وضرب السيسى المثل بمصنع البطاطس نصف المقلية والمهروسة الذى تم تنفيذه وافتتاحه بمنطقة «شرق العوينات» خلال الفترة الماضية، مشيراً إلى أن تنفيذه جاء بعد استصلاح وزراعة كميات مناسبة من محصول البطاطس فى منطقة قريبة من المشروع ليتم استغلاله.
وأوضح الرئيس أن مصر لديها «اكتفاء ذاتى» تقريباً من الخضراوات والفواكه، موضحاً أن الجهد الذى تبذله الدولة فى مناطق مثل «توشكى، وشرق العوينات، والدلتا الجديدة، ومشروع مستقبل مصر» الجزء الأكبر منه يستهدف زراعة القمح، والذرة، والمحاصيل الاستراتيجية، وسد الفجوة بين احتياجات الدولة منها والمتاح، مضيفاً: «وإحنا ماشيين فى ده كويس جداً.. اطّمنوا».
وأشار «السيسى» إلى أن الدولة تعاقدت على مصنع لاستغلال جريد النخيل فى صناعات خشبية عقب التوسع فى زراعة النخيل فى توشكى، وكذلك مصانع للتمور وتغليفها، والفترة المقبلة ستشهد المزيد بإذن الله.
وأوضح الرئيس أن جهود الاستصلاح الزراعى لا تتم فى مكان واحد فقط من أرض الوطن، لافتاً إلى تنفيذ مشروع ضخم لاستصلاح وزراعة 450 ألف فدان فى شبه جزيرة سيناء، موضحاً أن 100 ألف فدان منها ستدخل الزراعة فى الموسم الزراعى المقبل، فضلاً عن مشروعات توشكى وشرق العوينات والدلتا الجديدة، واستصلاح وزراعة 60 ألف فدان فى بنى سويف.
واستطرد الرئيس: «بنحاول بكل ما هو متاح أن نستغل كل نقطة مياه موجودة لصالح مصر والمصريين فى المشروعات التى ننفذها»، موضحاً أن الدولة حريصة على الميكنة الزراعية والرى الحديث فى مشروعاتها.
وشدد الرئيس عبدالفتاح السيسى على ضرورة نقل ما شاهده «المحررون العسكريون» من طفرة تنموية وزراعية كبرى لجموع المصريين، موجهاً رسالة للشعب المصرى، قائلاً: «دى خطوة واحدة من خطوات عديدة يجب أن تنقلوها للناس، وتطمّنوا المصريين على بلدهم».
واختتم الرئيس السيسى تصريحاته، مجدداً الشكر للإعلاميين المشاركين فى الجولة الميدانية، مؤكداً أهمية دور الإعلام الوطنى الجاد فى بناء «الجمهورية الجديدة».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: توشكى مشروع التنمية استصلاح وزراعة للقوات المسلحة الدولة المصریة الرئیس السیسى الآلاف من الدولة فى أن الدولة ألف فدان فى تنفیذ إلى أن
إقرأ أيضاً:
عوائد اقتصادية.. مشروع الغابات الشجرية ضمن رؤية الدولة لحماية البيئة ويعزز الدخل القومي
تولى الدولة ملف الغابات الشجرية والتشجير اهتماماً خاصاً؛ للاستفادة منها كـ«منقى طبيعى للهواء»، ولقدرتها على امتصاص الغازات الضارة، وإنتاج الأكسجين، إلى جانب استغلال العوائد الاقتصادية الناتجة عنها، من خلال تصدير الأخشاب والزيوت الصادرة عن الأشجار والنباتات العطرية والزيتية، حيث تصدر الحكومة قرارات مهمة بشأن تخصيص قطع أراضى الدولة لزراعة الغابات الشجرية من حين لآخر داخل المحافظات.
رئيس «الإرشاد الزراعى»: «منقّى طبيعى للهواء» لقدرتها على امتصاص الغازات الضارة ويمكن استغلالها فى تصدير الأخشاب والزيوتوقال الدكتور علاء عزوز، رئيس قطاع الإرشاد الزراعى، إن إنشاء الغابات الشجرية فى مصر مشروع قومى ضمن رؤية الدولة لحماية البيئة من التلوث، مؤكداً أن المشروع يستهدف التخلُّص الآمن لمياه الصرف الصحى على مستوى الجمهورية واستغلالها فى إنتاج هذه الغابات بزراعة الأشجار الخشبية المختلفة بها؛ للاستفادة من مياه الصرف الصحى المعالجة، بالإضافة إلى الحد من التلوث الناجم عن الغازات الضارة، ومنها غاز ثانى أكسيد الكربون.
وأوضح «عزوز»، لـ«الوطن»، أن هناك عدداً كبيراً من الأهداف الرئيسية وراء اهتمام الدولة خلال السنوات الأخيرة بملف زراعة الغابات الشجرية، وتتمثل فى إنشاء الغابات الشجرية التى تروى بمياه الصرف الصحى المعالج لإعادة استخدام تلك المياه لزراعة وإنتاج الأشجار الخشبية طبقاً للكود المصرى، بالإضافة إلى حماية البيئة من التلوث، من خلال التوسع فى تشجير المدن والقرى الرئيسية المجاورة للمحطات المعالجة.
وأضاف: «الغابات الشجرية تفتح المجال لخلق فرص عمل جديدة للشباب، والإسهام فى القضاء على مشكلة البطالة، وخلق الاستقرار داخل المجتمع، بجانب دورها الرئيسى فى ترشيد استهلاك المياه العذبة، وتحسين مناخ المنطقة، وهى عامل رئيسى لجذب الطيور المهاجرة النادرة، وأخيراً استغلال الأراضى الهامشية». وأشار إلى أن هناك 31 غابة شجرية تابعة لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى داخل 15 محافظة، وهى: «الجيزة - بنى سويف - أسيوط - سوهاج - قنا - الأقصر - البحر الأحمر - أسوان - الدقهلية - الإسماعيلية - البحيرة - مرسى مطروح - شمال سيناء - جنوب سيناء - الوادى الجديد».
وأوضح رئيس قطاع الإرشاد الزراعى أن هناك عائداً اقتصادياً يعود من زراعة الغابات الشجرية، إذ تتيح زراعتها إنتاج وتوفير الأخشاب، والعمل على سد الفجوة الناتجة عن نقص الأخشاب الطبيعية المحلية، والحد من الاستيراد وتوفير العملة الصعبة، بالإضافة إلى إنشاء المسطحات الخضراء داخل المدن الرئيسية، واعتماد المسطحات الخضراء داخل المدن الجديدة، إلى جانب تعظيم الدخل القومى بما تضيفه زراعة هذه الأشجار الخشبية من قيمة اقتصادية.
كما أشار «عزوز» إلى العائد البيئى الناتج عن زراعة الغابات الشجرية فى مصر، حيث يسهم فى الاستخدام الآمن لمياه الصرف الصحى المعالجة، التى لا تُستخدم إلا فى رى الأشجار الخشبية أو المنتجة للوقود الحيوى، والعمل على الحد من الآثار السلبية للتغيرات المناخية، بالإضافة إلى الارتقاء بمنظومة التنوع الحيوى، والترويج لإنشاء السياحة البيئية بتنظيم زيارات سياحية على كل من المحورين المحلى والدولى.
وأكد أن هناك عائداً اجتماعياً يعود من خلال زراعة الغابات والأشجار، والتى تشمل توفير فرص عمل للشباب فى المجتمعات والقرى المتاخمة لمواقع تلك الغابات، من خلال الإسهام فى الأنشطة الاقتصادية لمنتجات الغابات من الأخشاب والزيوت والمنتج الثانوى من الراتنجات والفينولات، علاوة على رفع مستوى المعيشة للسكان المحليين بالمناطق المجاورة لمواقع الغابات بالمناطق الصحراوية، والذى يحد من التكدس السكانى بمناطق الوادى والدلتا.
ونوه رئيس قطاع الإرشاد الزراعى بأن خطة زراعة الغابات الشجرية تستهدف إنشاء مصدات للرياح فى المدن الجديدة، وتقليل استيراد الأخشاب، وتوفير العملة الصعبة، وتثبيت الكثبان الرملية فى المناطق الصحراوية، بالإضافة إلى التخفيف من الآثار السلبية للتغيرات المناخية، مشيراً إلى خطة رفع كفاءة الغابات الشجرية، حيث جرى العمل على تزويد غابات سرابيوم بالإسماعيلية، والغردقة بالبحر الأحمر، وجمصة بالدقهلية.
كما أشار «عزوز» إلى أنه مع التزايد المستمر لكميات مياه الصرف الصحى، التى يتم معالجتها، وتوالى إنشاء محطات المعالجة فى سائر أنحاء الجمهورية خلال سنوات الخطة، جاء الاهتمام بزراعة مزيد من الغابات الشجرية والأحزمة الخضراء حول الطريق الدائرى للقاهرة الكبرى ومع الطرق المتقاطعة وحول المدن الصناعية والجديدة، حيث إن البرنامج الوطنى للاستخدام الآمن لمياه الصرف الصحى المعالجة فى زراعة الغابات الشجرية يؤدى إلى حل المشكلة البيئية لتراكم مياه الصرف الصحى، ويسهم فى تقليل حدة تلوث الهواء والتربة كأحد عناصر تلطيف وتحسين المناخ.