البوابة نيوز:
2025-03-28@01:25:09 GMT

نصر عبده يكتب: رأيت في توشكى

تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT

يوم رائع.. رحلة عظيمة.. تفاصيل أعظم.. رغم السفر لأكثر من 10 ساعات.. ورغم حرارة الجو؛ فإن ما شاهدناه ورأيناه هناك من إنجازات ومجهودات وإصرار وتصميم وإرادة أذاب كل هذا كما تذيب المياه جبال الجليد.. رأينا أبطالا روَّضوا الجبال، وتحدوا التضاريس، ورسموا بعرَقِهم وتعبهم اللون الأخضر في كل مكان.

إنها توشكى يا سادة أرض النبتة الطيبة.

. أرض الخير والنماء.. أرض الأمل والعمل.. تفاءلوا بالخير تجدوه.. ولا تصدقوا كل ما يقال ويردد من شائعات حول مشروعات بلدكم مصر.. فمن يُردِّدها لا يريد لنا الخير أبدًا.. الأرقام والصور من أرض الواقع تكذب شائعاتهم وتفرض الحقيقة كشروق الشمس.

هنا توشكى.. هنا الأمل والعمل..

في توشكى.. تجد الخير.. في توشكى تجد الأمل.. في توشكى تجد أبطالًا يتحدون التضاريس ويُغيِّرون ملامح الجبال، تجد أبطالا تحالفت بداخلهم العزيمة والإرادة والصبر والإيمان بهذا الوطن وحبه والتضيحة من أجله.

هذا ما رأيناه في توشكى، رأينا أرضا يابسة كنت تراها فتتساءل لماذا لا نزرعها؟ لكننا رأينا اليابس قد تحوَّل إلى بستان أخضر، رأينا الجبال زُلزلت من أماكنها وانصاعت طوعًا لهؤلاء الأبطال ليتبدل حالها وتحتضن محطات مياه عملاقة، تروي أرض الخير، ليسيطر اللون الأخضر على تفاصيل اللوحة الفنية الجميلة فيسُرّ الناظرين.

هم أبطال أحبوا هذا الوطن، وعملوا من أجله، وتحملوا الكثير من الصعاب ليزرعوا أرضه، تحملوا وعورة التضاريس وقسوة المناخ إلا أن كل هذا يذوب ذوبان جبال الجليد فور رؤيتهم لنبتة طيبة وهي تظهر فوق الأرض بعد أن شقت الرمال لتعلن ميلاد الخير والنماء على أرض الكنانة.

هم أبطال يؤمنون بأن الأمن الغذائي أمن قومي لمصرنا الغالية، لا جدال في ذلك، ويعملون بكل طاقاتهم بل أكثر منها من أجل استصلاح وزراعة الأرض الصحراوية في توشكى والفرافرة، وشرق العوينات، ومستقبل مصر وغيرها من بقاع مصر الطاهرة لتزيد رقعة مصر الزراعية، ويعم الخير على شعبها.

قضيت يوما كاملا بين أبطال مشروع توشكى، استمعت إليهم، واستمتعن بحديثهم، ورأيت ما يقدمونه لوطنهم على أرض الواقع بعكس من يتحدثون ويثرثرون فقط عبر العالم الافتراضي ومواقع التواصل الاجتماعي.

أبطال لم يعبأوا بالصعوبات، بل سخروها واستخدموها كجسر للوصول لهدفهم الأسمى وهو زراعة أرض مصر الصحراوية، ليتحول اللون الأصفر إلى بستان أخضر، وليثبت هؤلاء الأبطال أن مصر وطن يعيش فينا وليس وطن نعيش فيه، وليس هذا مجرد كلام فقط لكنه واقع ملموس وحقيقة جلية لمن يحب أن يراها.

أبطال من كل بقاع مصر، ومن كل المحافظات يعملون وتملؤهم السعادة، يرزعون والأمل بين أيديهم، وحينما رأيناهم وهم يحصدون ثمار بعض ما زرعوه، لك أنت تتصور فرحتهم التي عبرت عنها "لمعة" عيونهم وكأنهم يريدون أن يقولوا للعالم بأسره هذه هي مصر وهذا هو شعب مصر.

في توشكي رأيت الأراضي التي استُصلِحت وزُرِعت بهدف تقليل الفجوة الغذائية وخلق فرص عمل للشباب وإقامة مجتمعات عمرانية جديدة، ترى تلك الأراضي التي بُدِئ باستصلاحها عام 2017 بمساحة 25 ألف فدان، وفي 2018 تم البدء في تنفيذ مشروع التمور بزراعة 2.4 مليون نخلة في مساحة 37 ألف فدان، وفي عام 2019 بدأ مشروع تنمية جنوب الوادي في توشكي على مساحة 500 ألف فدان.

هناك ترى النخيل والتمور تتدلى منه وكأنها مصابيح تنير الصحراء، ترى أشجار الليمون على مساحات واسعة، ترى الذرة، ترى المانجو، ترى العنب، ترى وترى وترى وكأنك في أرض تزرع منذ زمن بعيد بفضل مجهودات  جميع من يعمل عليها ويبذل قصار جهده من أجل تحقيق الحلم.

في توشكى ترى 250 ألف فدان  تم زراعتها بالقمح، ومن المستهدف زراعة العام ما يقرب من 200 ألف فدان أخرى ليصبح الإجمالي 450 ألف فدان من القمح، ومن المخطط أن تصل إلى 600 ألف فدان في 2042، كما أنه من المستهدف زراعة ما يقرب من 37 إلى 40 ألف فدان من النخيل، علاوة على الزراعات الطبية والعطرية والذرة والليمون والعنب والمانجو وغيرها من المحاصيل والفواكه، بالإضافة إلى المنشآت الصناعية مثل مصنع لإنتاج  السكر ومصنع للأخشاب.

في توشكى ترى ما يقرب من 2500 عامل مدني، يعملون بكل جِدٍّ وإخلاص بالإضافة إلى العمالة غير الموسمية، ويشرف عليهم متخصصون في كل القطاعات، ويشارك في الإشراف معهد البحوث الزراعية التابعة لوزارة الزراعة من خلال أستاذة متخصصين في كل علوم الزراعة.

في توشكى ترى أبطالا لا هدف لهم في حياتهم إلا النجاح، وإعلاء راية مصر، والعمل من أجل وطنهم.

تحية إلى الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية، وتحية إلى إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، التي تحرص على تنظيم مثل تلك الزيارات لتوضيح الحقائق وتوصيل حجم العمل والجهد المبذول على أرض مصرنا الغاية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: توشكى مشروع توشكي ارض توشكى فی توشکى ألف فدان

إقرأ أيضاً:

بلال قنديل يكتب: الصديق قبل الطريق

في رحلة الحياة،  نواجه العديد من التحديات والمنعطفات.  بعضها سهل،  و البعض الآخر صعب،  و البعض قد يكون مفاجئًا تمامًا.  في هذه الرحلة،  يُعدّ وجود الصديق الحقيقي بمثابة البوصلة التي تُرشدنا،  والدعم الذي يُقوّينا،  والنور الذي يُضيء لنا الطريق.  لذلك،  يُقال: "الصديق قبل الطريق".

فالصديق الحقيقي ليس مجرد شخص نلتقي به ونُحادثه،  بل هو شريكٌ في رحلة الحياة،  يُشاركنا أفراحنا وأحزاننا،  يُساندنا في أوقات الشدة،  ويُحتفل معنا في أوقات الفرح.  هو من يُنصت إلينا باهتمام،  ويُقدّم لنا النصائح الحكيمة،  ويُساعدنا على تجاوز الصعاب.  هو من يُحبنا كما نحن،  بإيجابياتنا وسلبياتنا،  ولا يُحاول تغييرنا.

ولكن،  كيف نميّز الصديق الحقيقي من غيره؟  الصديق الحقيقي هو من يُظهر لنا صدقه،  ليس فقط بالكلام،  بل بالأفعال.  هو من يُقف بجانبنا في أوقات الضيق،  ولا يختفي عندما نواجه المشاكل.  هو من يُقدّم لنا الدعم المعنوي والمادي،  ولا يتردد في مساعدتنا.  هو من يُحترم خصوصيتنا،  ولا يتدخل في شؤوننا الشخصية إلا إذا طلبنا منه ذلك.  هو من يُثق بنا،  ويُشاركنا أسراره،  ويُعاملنا بالمثل.

إنّ  وجود  الصديق  الحقيقي  يُضفي  معنىً  خاصًا  على  حياتنا.  فهو  يُساعدنا  على  تجاوز  الصعاب،  ويُشجّعنا  على  المُضيّ  قُدُمًا،  ويُعلّمنا  قيمًا  ثمينةً  مثل  الإخلاص  والوفاء  والثقة.  هو  من  يُشاركنا  الذكريات  الجميلة،  ويُخفّف  عنا  أعباء  الحياة.

ولكن،  يجب  أن  نتذكر  أنّ  العلاقة  مع  الصديق  الحقيقي  تتطلب  الجهد  و  الوقت  و  الاهتمام.  يجب  أن  نُقدّر  وجودهم  في  حياتنا،  ونُعاملُهم  بِالمثل  الذي  نُريدُ  أن  يُعاملونا  به.  يجب  أن  نكون  صادقين  معهم،  ونُشاركهم  أفكارنا  ومشاعرنا.  يجب  أن  نُحافظ  على  علاقتنا  معهم،  ونُراعي  مشاعرهم.

في  ختام  الكلام،  يُمكننا  القُول  إنّ  الصديق  الحقيقي  هو  كنزٌ  ثمينٌ  في  حياتنا.  هو  البوصلة  التي  تُرشدنا  في  طريقنا،  والدعم  الذي  يُقوّينا،  والنور  الذي  يُضيء  لنا  الطريق.  لذلك،  يُقال:  "الصديق  قبل  الطريق".  فمن  وجد  صديقًا  حقيقيًا،  فقد  وجد  كنزًا  لا  يُثمّنُ  بِالثمن.

مقالات مشابهة

  • أهالي الوراق يشتبكون مع الأمن بعد منع دخول مواد البناء.. كيف تجدّدت الأزمة؟ (شاهد)
  • تكثيف أعمال الصيانة لحدائق القناطراستعداداً لاستقبال المواطنين فى عيد الفطر
  • هل رأيت ليلة القدر أمس 27 رمضان؟.. باقي 3 علامات لم تظهر حتى الآن
  • عبد المحسن سلامة: مزرعة 20 ألف فدان بواقع من 5 إلى 10 أفدنة لكل صحفي
  • بلال قنديل يكتب: الصديق قبل الطريق
  • استرداد 166 فدان من أملاك الدولة وإزالة 15 حالة تعدي بأسيوط
  • حسين خوجلي يكتب: لقد انتهى الدرس يا غبي (وخزة)
  • السودان يعلن بدء حصاد 18 ألف فدان قمح 
  • صلاح الدين عووضة يكتب.. روق يا هيثم !!
  • محمد حامد جمعة يكتب: عافية