نصر عبده يكتب: رأيت في توشكى
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
يوم رائع.. رحلة عظيمة.. تفاصيل أعظم.. رغم السفر لأكثر من 10 ساعات.. ورغم حرارة الجو؛ فإن ما شاهدناه ورأيناه هناك من إنجازات ومجهودات وإصرار وتصميم وإرادة أذاب كل هذا كما تذيب المياه جبال الجليد.. رأينا أبطالا روَّضوا الجبال، وتحدوا التضاريس، ورسموا بعرَقِهم وتعبهم اللون الأخضر في كل مكان.
إنها توشكى يا سادة أرض النبتة الطيبة.
. أرض الخير والنماء.. أرض الأمل والعمل.. تفاءلوا بالخير تجدوه.. ولا تصدقوا كل ما يقال ويردد من شائعات حول مشروعات بلدكم مصر.. فمن يُردِّدها لا يريد لنا الخير أبدًا.. الأرقام والصور من أرض الواقع تكذب شائعاتهم وتفرض الحقيقة كشروق الشمس.
هنا توشكى.. هنا الأمل والعمل..
في توشكى.. تجد الخير.. في توشكى تجد الأمل.. في توشكى تجد أبطالًا يتحدون التضاريس ويُغيِّرون ملامح الجبال، تجد أبطالا تحالفت بداخلهم العزيمة والإرادة والصبر والإيمان بهذا الوطن وحبه والتضيحة من أجله.
هذا ما رأيناه في توشكى، رأينا أرضا يابسة كنت تراها فتتساءل لماذا لا نزرعها؟ لكننا رأينا اليابس قد تحوَّل إلى بستان أخضر، رأينا الجبال زُلزلت من أماكنها وانصاعت طوعًا لهؤلاء الأبطال ليتبدل حالها وتحتضن محطات مياه عملاقة، تروي أرض الخير، ليسيطر اللون الأخضر على تفاصيل اللوحة الفنية الجميلة فيسُرّ الناظرين.
هم أبطال أحبوا هذا الوطن، وعملوا من أجله، وتحملوا الكثير من الصعاب ليزرعوا أرضه، تحملوا وعورة التضاريس وقسوة المناخ إلا أن كل هذا يذوب ذوبان جبال الجليد فور رؤيتهم لنبتة طيبة وهي تظهر فوق الأرض بعد أن شقت الرمال لتعلن ميلاد الخير والنماء على أرض الكنانة.
هم أبطال يؤمنون بأن الأمن الغذائي أمن قومي لمصرنا الغالية، لا جدال في ذلك، ويعملون بكل طاقاتهم بل أكثر منها من أجل استصلاح وزراعة الأرض الصحراوية في توشكى والفرافرة، وشرق العوينات، ومستقبل مصر وغيرها من بقاع مصر الطاهرة لتزيد رقعة مصر الزراعية، ويعم الخير على شعبها.
قضيت يوما كاملا بين أبطال مشروع توشكى، استمعت إليهم، واستمتعن بحديثهم، ورأيت ما يقدمونه لوطنهم على أرض الواقع بعكس من يتحدثون ويثرثرون فقط عبر العالم الافتراضي ومواقع التواصل الاجتماعي.
أبطال لم يعبأوا بالصعوبات، بل سخروها واستخدموها كجسر للوصول لهدفهم الأسمى وهو زراعة أرض مصر الصحراوية، ليتحول اللون الأصفر إلى بستان أخضر، وليثبت هؤلاء الأبطال أن مصر وطن يعيش فينا وليس وطن نعيش فيه، وليس هذا مجرد كلام فقط لكنه واقع ملموس وحقيقة جلية لمن يحب أن يراها.
أبطال من كل بقاع مصر، ومن كل المحافظات يعملون وتملؤهم السعادة، يرزعون والأمل بين أيديهم، وحينما رأيناهم وهم يحصدون ثمار بعض ما زرعوه، لك أنت تتصور فرحتهم التي عبرت عنها "لمعة" عيونهم وكأنهم يريدون أن يقولوا للعالم بأسره هذه هي مصر وهذا هو شعب مصر.
في توشكي رأيت الأراضي التي استُصلِحت وزُرِعت بهدف تقليل الفجوة الغذائية وخلق فرص عمل للشباب وإقامة مجتمعات عمرانية جديدة، ترى تلك الأراضي التي بُدِئ باستصلاحها عام 2017 بمساحة 25 ألف فدان، وفي 2018 تم البدء في تنفيذ مشروع التمور بزراعة 2.4 مليون نخلة في مساحة 37 ألف فدان، وفي عام 2019 بدأ مشروع تنمية جنوب الوادي في توشكي على مساحة 500 ألف فدان.
هناك ترى النخيل والتمور تتدلى منه وكأنها مصابيح تنير الصحراء، ترى أشجار الليمون على مساحات واسعة، ترى الذرة، ترى المانجو، ترى العنب، ترى وترى وترى وكأنك في أرض تزرع منذ زمن بعيد بفضل مجهودات جميع من يعمل عليها ويبذل قصار جهده من أجل تحقيق الحلم.
في توشكى ترى 250 ألف فدان تم زراعتها بالقمح، ومن المستهدف زراعة العام ما يقرب من 200 ألف فدان أخرى ليصبح الإجمالي 450 ألف فدان من القمح، ومن المخطط أن تصل إلى 600 ألف فدان في 2042، كما أنه من المستهدف زراعة ما يقرب من 37 إلى 40 ألف فدان من النخيل، علاوة على الزراعات الطبية والعطرية والذرة والليمون والعنب والمانجو وغيرها من المحاصيل والفواكه، بالإضافة إلى المنشآت الصناعية مثل مصنع لإنتاج السكر ومصنع للأخشاب.
في توشكى ترى ما يقرب من 2500 عامل مدني، يعملون بكل جِدٍّ وإخلاص بالإضافة إلى العمالة غير الموسمية، ويشرف عليهم متخصصون في كل القطاعات، ويشارك في الإشراف معهد البحوث الزراعية التابعة لوزارة الزراعة من خلال أستاذة متخصصين في كل علوم الزراعة.
في توشكى ترى أبطالا لا هدف لهم في حياتهم إلا النجاح، وإعلاء راية مصر، والعمل من أجل وطنهم.
تحية إلى الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية، وتحية إلى إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، التي تحرص على تنظيم مثل تلك الزيارات لتوضيح الحقائق وتوصيل حجم العمل والجهد المبذول على أرض مصرنا الغاية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: توشكى مشروع توشكي ارض توشكى فی توشکى ألف فدان
إقرأ أيضاً:
وزير الزراعة: خطة حكومية تنفيذية لإضافة 4 ملايين فدان جديدة
ألقى علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي كلمة خلال فعاليات إطلاق: تقرير المتابعة رقم -2 والمائدة المستديرة حول تطورات تنفيذ المنصة الوطنية لبرنامج "نوفى".
حيث وجه الشكر الى رئيس الوزراء على رعايته إطلاق تقرير المتابعة ، وذلك بحضور د مصطفى مدبولى رئيس الوزراء ، والفريق كامل الوزير نائب رئيس الوزراء وبعض الوزراء.
كما وجه الشكر الى د رانيا المشاط - وزيرة التخطيط والتنمية الإقتصادية والتعاون الدولى لجهدها المتواصل مع المؤسسات الدولية من أجل الحصول على التمويلات التنموية الميسرة لدعم قطاع الزراعة تحت مظلة برنامج نوفى
وزير الزراعةاشاد كذلك بشركاء التنمية والجهات والمؤسسات التمويلية الدولية المشاركة فى تنفيذ محورى الغذاء والمياه ببرنامج نوفى، وخاصة الصندوق الدولى للتنمية الزراعية (IFAD) ، مثمنا الدور الهام الذى تقوم به تلك المؤسسات من خلال العمل مع الفرق الفنية بوزارة الزراعة
وقال إن وزارة الزراعة تسعى إلى إعادة النظر فى الأساليب التقليدية والتفكير خارج الصندوق، والتحول نحو التطبيقات التكنولوجية الحديثة والمبتكرة ، وبرامج التحول الرقمى من أجل تعزيز قدرة قطاع الزراعة على الصمود أمام تحديات تغير المناخ ، والعمل على زيادة الإنتاجية الزراعية وتحقيق الأمن الغذائى للشعب المصرى، وتحقيق فائض للتصدير، وتعزيز القيمة المضافة للمنتج الزراعى المصرى وتعزيز القدرة التنافسية وزيادة إنفاذ الصادرات الزراعية المصرية إلى الأسواق الخارجية .
واشاد بحرص منصة برنامج نوفى على الإهتمام بقطاع الزراعة من خلال محور الإرتباط بين قطاعات المياه ، والغذاء والطاقة. حيث شمل برنامج نوفى خمس مشروعات زراعية وفقا لمنهجية وطنية محددة تهدف إلى تحسين التكيف والمرونة الزراعية ودعم المزارعين فى تبنى ممارسات زراعية جديدة مع التركيز على المناطق الهشة والأكثر تأثراً بالتغيرات المناخية.
وقال وزير الزراعة ان وزارة الزراعة قامت بالتعاون مع وزارة التخطيط والتنمية الإقتصادية والتعاون الدولى في المشاركة بفرقها الفنية مختلفة التخصصات وحضور ممثلى الوزارات والجهات المعنية والقطاع الخاص والبنوك الوطنية للبحث عن الآليات الملائمة لتنفيذ المشروعات المقترح تمويلها ضمن برنامج " نوفى " وتحقيق الإستفادة القصوى من الموارد الطبيعية داخل مصر ولصالح المصريين.
وأشار وزير الزراعة الجهود والزيارات الميدانية الإستشارية والإجتماعات الفنية والتى إنبثق عنها موخراً توقيع الإتفاق التمويلى وموافقة لجنة الدين على مشروع ادارة المياه الزراعية فى وادى النيل والمعروف بــــمشروع (كروان CROWN)، والذى يموله الصندوق الدولى للتنمية الزراعية (IFAD) بقيمة 58 مليون دولار، بهدف تحديث البنية التحتية للرى الحقلى وتحسين قدرة الإنتاج الزراعى فى محافظتى المنيا وبنى سويف، والذى من المقترح أن يغطى مساحة تبلغ نحو 30 ألف فدان ويستفيد منه نحو 378 ألف منتفع.
وفي ختام كلمته أشار فاروق إلى أن قطاع الزراعة المصرى قد شهد نهضة غير مسبوقة خلال العشر سنوات الماضية ، وذلك بفضل الخطط التنفيذية للحكومة المصرية وتنفيذ عدد كبير من المشروعات التنموية العملاقة لإضافة 4 مليون فدان إلى الرقعة الزراعية ، وتنفيذ الإستراتيجيات التى تستهدف زيادة ملموسة فى نمو قطاع الزراعة وتحقيق الأمن الغذائى وتوفير حياة كريمة للشعب المصرى مؤكدا على توحيد الجهود بين الحكومة والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدنى والعمل بروح وطنية يمكن من تحقيق قفزة إقتصادية كبيرة وتعزيز الإستقرار الإقتصادى والإجتماعى فى مصر.