بوابة الوفد:
2025-01-19@00:27:06 GMT

وإذا القبور بعثرت

تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT

يوجعنا المشهد: حجارة متناثرة، وخيط غبار يلف المكان، وشاهد قبر مُلقى على الأرض، وخواء تام.

تتكرر الصورة من قبر لقبر، ومن علم لآخر، بآلية متسارعة، تعكس نظرة ازدرائية لعظماء سبقونا، أبدعوا، وأنتجوا، وملأوا الأرض نورا وعمرانا.

ما يحدث فى مقابر رموز مصر يستحق أكثر من وقفة.  فالأمر ليس عفويا ولا يعكس جهل السادة المسئولين عن مد كوبري، أو شق طريق جديد، بقيمة رجل مثل أحمد شوقي، أو حافظ إبراهيم، أو محمد رفعت، ومحمود سامى البارودي، وطه حسين، وغيرهم فقط.

لذا فثمة شعور طاغ بتعمد العبث بمقابر رموز الإبداع والفكر والفن فى سيناريوهات خيالية حول مؤامرة مُدبرة غرضها محو ريادة مصر الحداثية للمنطقة. ربما لا يكون الأمر كذلك، لكن ما يحدث مؤلم ويستحق تدبرنا.

لو كان أمير الشعراء أحمد شوقى إنجليزيا، ولو كان شاعر النيل حافظ إبراهيم فرنسيا، ولو كان القارىء البديع محمد رفعت أمريكيا، لتحولت قبورهم إلى مزارات، ولتم الاعتناء بشواهدها، ولامتلأت حرماتها بالورود، ولغسلت لوحاتها الرخامية كل يوم، فالوفاء للعظماء دليل تحضر، وبرهان جمال، ودافع اقتداء.

وما يستخلص من الأزمة هو انطفاء تأثير القوة الثقافية الناعمة فى القضايا العامة. فقبل أيام نبهنى الصديق الناقد والشاعر سيد محمود إلى أن استمرار الاعتداء على الذاكرة المعمارية والحضارية لمصر يعكس فى المقام الأول غياب النخبة المثقفة الواعية مثل يوسف إدريس، ونعمات أحمد فؤاد، وأحمد بهاء الدين، وجمال الغيطاني، والتى لم تكن لتسمح بمثل هذا العبث.

وأنا بالقطع أختلف مع الصديق المثقف؛ لأن الحقيقة هى أن النخبة المثقفة فى مصر حاضرة ويقظة. والإشكالية الفعلية تتمثل فى سيادة اللامبالاة وعدم الاكتراث من جانب الحكومة تجاه المثقفين.

لقد بُحت أصوات إبراهيم عبد المجيد، وأحمد الخميسي، وعاطف معتمد، ولوتس عبد الكريم، وأنور الهواري، وخالد فهمي، ومحمد عفيفي، وغيرهم، وهُم يستحلفون صناع القرار ألا يهدموا مقابر الرموز.

تلك معضلة الهجمة الشرسة على تراث مصر الحضاري، فالحكومة تنظر للمثقفين باعتبارهم «أفندية» متحذلقين، مشاكسين، حرفتهم الاختلاف، وبضاعتهم الكلام والكلام، ولا يفهمون شيئا فى الواقع العملي، وأنها وحدها من تفهم وتعى وتُحسن الفعل.

مصر لم تعدم مفكرين وعباقرة ونجباء وأصحاب رأى شرفاء يُمكن أن يكونوا بمثابة ضمير مُنبه تحت لافتة وحيدة هى مصلحة الأمة، وقضية هدم المقابر من القضايا المُلحة.

والله أعلم

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أحمد شوقي

إقرأ أيضاً:

حكم زيارة المقابر يوم الجمعة.. الإفتاء تجيب

قالت دار الإفتاء المصرية، إنه جاء في الشرع استحباب زيارة المقابر في بعض الأيام التي اختصها الله تعالى بمزيد من الأفضلية؛ لما في الزيارة فيها من وافر الثواب وجزيل العطاء، وقبول الدعاء؛ كيوم الجمعة.

دار الإفتاء توضح حكم صلاة الفريضة على كرسي دار الإفتاء تحدد وقت أذكار الصباح والمساء فقد تواردت النصوص أنَّ مَن زار قبر أبويه كلّ جمعة غُفِرَ له وكُتبَ بارًّا:

وأضافت دار الإفتاء أن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ زَارَ قَبْرَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدِهِمَا فِي كُلِّ جُمُعَةٍ غُفِرَ لَهُ، وَكُتِبَ بَرًّا» أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط".


وتابعت دار الإفتاء أن وعن ابن عيينة عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال: "كَانَت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تَزُورُ قَبْرَ حَمْزَةَ كُلَّ جُمُعَةٍ" أخرجه عبد الرزاق الصنعاني في "المصنف".

قال العلامة ابن عابدين الحنفي في حاشيته "رد المحتار على الدر المختار" (2/ 242، ط. دار الفكر): [(قوله: وبزيارة القبور): أي لا بأس بها، بل تندب.. وتُزَار في كل أسبوع كما في "مختارات النوازل". قال في "شرح لباب المناسك": إلا أنَّ الأفضل يوم الجمعة والسبت والإثنين والخميس، فقد قال محمد بن واسع: الموتى يعلمون بزوارهم يوم الجمعة ويومًا قبله ويومًا بعده، فتحصل أن يوم الجمعة أفضل].

وقال الشيخ العدوي المالكي في "حاشيته على شرح مختصر خليل" (2/ 135، ط. دار الفكر): [(قوله: أو في التعيين كيوم الجمعة) انظره مع ما ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ زَارَ قَبْرَ أَبَوَيْهِ كُلِّ جُمُعَةٍ غُفِرَ لَهُ، وَكُتِبَ بَرًّا»، وعن بعضهم أنَّ الموتى يعلمون بزوارهم يوم الجمعة ويومًا قبله ويومًا بعده، وعن بعضهم: عشية الخميس ويوم الجمعة ويوم السبت إلى طلوع الشمس.

قال القرطبي: ولذلك يستحب زيارة القبور ليلة الجمعة ويومها وبكرة يوم السبت فيما ذكر العلماء، لكن ذكر في "البيان": قد جاء أنَّ الأرواح بأفنية القبور، وأنها تطلع برؤيتها، وأن أكثر اطلاعها يوم الخميس والجمعة وليلة السبت. (أقول): ويمكن الجواب عن الشارح بأنه عبر بالتعيين، فحاصل كلامه: أنَّ يوم الجمعة لا يتعين للزيارة فيه، إلا أنه وإن كان لا يتعين إلا أنه أفضل من غيره].

مقالات مشابهة

  • منى زكي وأحمد حلمي .. الثنائي الأبرز بحفل joy awards
  • "التجريدة".. رواية جديدة لـ أحمد إبراهيم الشريف في معرض الكتاب
  • معرض القاهرة للكتاب.. التجريدة رواية جديدة لـ أحمد إبراهيم الشريف
  • عمرو دياب وأحمد عز وكريم عبد العزيز.. joy awards في انتظار نجوم مصر
  • إبراهيم صلاح يكشف رأيه في طلبات زيزو لتجديد عقده مع الزمالك
  • وعدني يديني جايزة.. تفاصيل لقاء عمرو وهبة وأحمد السقا بالمطار
  • للمرة الأولى.. مسلسل ولاد الشمس يجمع طه الدسوقي وأحمد مالك ومعتز هشام
  • حكم زيارة المقابر يوم الجمعة.. الإفتاء تجيب
  • موعد عودة ناصر ماهر وأحمد حمدي للمشاركة مع الزمالك
  • تهنئة متبادلة بين تامر عاشور وأحمد سعد بمناسبة ألبوماتهما الجديدة