اتخذت حكومة مدينة روما إجراءات لمكافحة انتشار الفئران في منطقة الكولوسيوم التاريخية حيث أعلنت حكومة مدينة روما يوم السبت الموافق 26 أغسطس عن اتخاذ إجراءات لمكافحة غزو الفئران في منطقة الكولوسيوم التاريخية. جاء هذا الإعلان بعد نشر سياح صورٍ على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر فيها القوارض وهي تتجول في المناطق المجاورة للمدرج التاريخي.

صرحت سابرينا ألفونسي، رئيسة هيئة جمع القمامة بالمدينة، بأنه تم البدء في "تدخل خاص" مساء يوم الجمعة وصباح يوم السبت، بهدف تمكين الناس من المرور بأمان في واحدة من أبرز المواقع السياحية في إيطاليا.

وأوضحت حكومة المدينة في بيانها أن هذه العملية ستستمر على مدار الأسبوع، حيث سيتم تنظيف المناطق الخضراء المحيطة بالكولوسيوم وتركيب الفخاخ للتخلص من الفئران.

ووفقًا للبيان، يُقدر عدد الفئران في المدينة بنحو سبعة ملايين فأر، أي ما يعادل 2.5 فأر لكل ساكن.

وأشارت ألفونسي إلى أن ارتفاع أعداد السياح الذين يزورون المدينة هذا الصيف، بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة، أدى إلى زيادة كمية القمامة، مما أسهم في انتشار الفئران.

نشر مجلس المدينة صورًا لعمال النظافة وهم يقومون بجمع كميات كبيرة من زجاجات المياه البلاستيكية وعلب المشروبات والنفايات الأخرى.

تعاني روما من أزمة قمامة متفاقمة منذ سنوات، حيث يتم تراكم النفايات في الشوارع بجوار الحاويات الممتلئة.

تم بناء الكولوسيوم قبل 2000 عام، ويُعتبر أكبر مدرج في الإمبراطورية الرومانية، حيث كان يُستخدم لعروض معارك المصارعة وتنفيذ عمليات الإعدام وصيد الحيوانات.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: روما ايطاليا الفئران الفئران فی

إقرأ أيضاً:

سامح قاسم يكتب | مجدي أحمد علي.. عينٌ على المدينة وقدمٌ في الحلم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ليس من السهل أن تقف في منتصف الحكاية، أن تتأمل النهر دون أن تغرق فيه أو تبتعد عنه. مجدي أحمد علي، المخرج الذي لم يأتِ من الحكاية، بل جاء من أطرافها، من شوارع ضيّقة في مدينة تعج بالمفارقات، ومن أصوات النساء اللواتي يُخفين وجوههن في الأحياء الشعبية، ومن عيون الرجال الذين فقدوا البوصلة في زمن مشوَّه. في كل فيلم يوقعه مجدي، تشعر أنه لا يخرج من العدم، بل ينبعث من طبقات دفينة في الوعي الجمعي، ومن أرشيف روحي لا تزال فيه الجراح تنزف.

 

ولد مجدي في صخب القاهرة، وعاش على تخوم الحلم القومي والسقوط الاجتماعي. درس الصيدلة أولًا، وكأن القدر شاء أن يجعله يعرف معنى المداواة قبل أن يجرحه الفن، لكنه ما لبث أن انحاز إلى المعهد العالي للسينما، متّبعًا صوتًا داخليًا لا يمكن إسكاتُه. وهناك، بدأ في شق طريقه ببطء وصدق، بعيدًا عن بهرجة الضوء، قريبًا من قلب الواقع.

 

لكن مجدي ليس مخرجًا فقط، بل هو ناسك سينمائي؛ يكتب ويخرج وكأنه يفتح أبواب بيت قديم يسكنه الحنين والغضب. في فيلمه الأول "يا دنيا يا غرامي"، لا يستعرض المجد بقدر ما يستعرض المأساة اليومية للمرأة المصرية التي تُجلد في صمت. تلك النبرة، النابعة من تعاطف حقيقي، ظلت ترافقه في أفلامه التالية، كـ"خلطة فوزية" و"أسرار البنات"، حيث الكاميرا ليست عينًا عُليا تحكم، بل رفيق درب يحاول أن يفهم.

 

يملك مجدي قدرة فريدة على الإنصات. أفلامه لا تصرخ، بل تهمس. وفي الهمس، غالبًا ما يُقال كل شيء. خذ مثلًا "عصافير النيل"، المأخوذ عن رواية إبراهيم أصلان، ستجد فيه تأملًا طويلًا في الإنسان الذي يعيش على حافة الانطفاء. لا بطولة هنا، بل هشاشة. لا صراع خارجي، بل داخل روح باردة تبحث عن شيء يشبه الحياة.

 

أما فيلم "مولانا"، فكان بمثابة منعطف. ليس لأنه يقترب من موضوعات شائكة كالدين والسياسة فحسب، بل لأنه يعلن بوضوح عن شجاعة مجدي في اقتحام المسكوت عنه، دون أن يفقد رهافته. الشيخ في الفيلم ليس مجرد رمز، بل هو رجل ممزق بين الميكروفون والمحراب، بين الإيمان واللعبة الكبرى.

 

وفي "2 طلعت حرب"، يصل مجدي إلى ذروة رمزيته، إذ تتحول الشقة المطلة على الميدان إلى مسرح مغلق لتاريخ وطن بحاله. أربعة مشاهد، أربعة أزمنة، أربعة وجوه للخذلان. هنا، لم تعد السينما مرآة للواقع، بل صدى لما لم يُقَل بعد. الحكايات ليست متجاورة فحسب، بل متورطة في بعضها، كما هو حال التاريخ عندما يُعاد تدويره في غرف مغلقة.

 

لكن ما يُميز مجدي أحمد علي، بعيدًا عن مُنجزه السينمائي، هو حضوره الخافت والمستمر في المشهد الثقافي. لا يُكثر من الظهور، لكنه حين يتكلم، يضع إصبعه على الجرح دون تردد. لا يسعى إلى النجومية، بل إلى بناء أرشيف سينمائي مقاوم للنسيان، أرشيف يحاول فيه كل فيلم أن يستبقي لحظة ما من الصدق قبل أن تبتلعها الموجة.

 

أخيرًا، لا يمكن الحديث عن مجدي دون التوقف عند ابنه أحمد مجدي، الذي ورث الفن بروحه لا بألقه. من السهل أن ترى بين الاثنين جسرًا غير مرئي، مبنيًا على احترام الحكاية والانحياز إلى الإنسان العادي، إلى الذين لا يملكون أصواتًا ولكنهم يملكون وجوهًا لا تُنسى.

 

في زمن السينما التي تحاول أن تُرضي الجميع، يظل مجدي أحمد علي مخرجًا لا يهمّه أن يُرضي أحدًا سوى وعيه وضميره. ولذلك تحديدًا، تظل أفلامه شاهدة على عصر، لا بوقًا له.

مقالات مشابهة

  • طقس المدينة المنورة.. تنبيه من أمطار على المهد والحناكية
  • حماس تعلن استعدادها لهدنة طويلة وتعتبر سلاحها خطا أحمر
  • “حكومة عدن” تعلن عن رفع جديد في تسعيرة البنزين
  • الدعم السريع تعلن دخول الحرب مرحلة جديدة والبرهان يتوعد بسحقها
  • مع قرب التوصل لاتفاق سلام.. ترامب وزيلنسكي يجتمعان في روما (صور)
  • سامسونج تعلن الحرب على آبل.. S25 Edge يسبق iPhone 17 Air بخطوة كبيرة
  • أوكرانيا تطرح مبادرة سلام جديدة: تنازلات محتملة وإشارات انفراج في الحرب مع موسكو
  • حقن الذهب في العين.. تقنية جديدة للحفاظ على البصر
  • سامح قاسم يكتب | مجدي أحمد علي.. عينٌ على المدينة وقدمٌ في الحلم
  • روسيا تعلن انهيار مباحثات وقف الحرب وتتهم زيلنسكي بإفاشال جولة المحادثات