مقدمات نشرات الأخبار لهذا المساء... ماذا جاء فيها؟
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
مقدمة "تلفزيون لبنان"
في اروقة الأمم المتحدة تخوض الدبلوماسية اللبنانية مفاوضات شاقة رفضا للصيغة المطروحة في التجديد لليونيفل ومنحها استقلالية الحركة خارج التنسيق مع الحكومة اللبنانية ممثلة بالجيش وفرض القرار 1701 بالقوة الأمر الذي يرفضه لبنان. وقبيل التصويت على مشروع القرار نهاية الشهر الحالي شهدت الحدود الجنوبية استنفارا عسكريا وتحليقا مكثفا للطيران الحربي الاسرائيلي فوق المناطق الحدودية.
وبالتوازي مع الكباش المحموم ضد التوجه لاعتماد الفصل السابع في التجديد لليونيفل برز موقف لحزب الله على لسان النائب علي فياض رأى فيه ان التعديلات المطروحة على مهمة القوات الدولية وحركتها في منطقة انتشارها مرفوضة رسميا وشعبيا.
أما على الصعيد السياسي الداخلي تتطبع المراوحة الاستحقاق الرئاسي الذي يدخل بعد أيام عامه الاول حيث ان المهلة الدستورية لانتخاب رئيس كانت قد بدأت في الأول من أيلول الماضي بعدها انقضت كل المهل الدستورية وتلك الوطنية ولا يزال الفراغ يتمدد في موقع الرئاسة الاولى وهو مرشح للمزيد من الاطالة في ظل التعقيد الذي يطبع الكباش بين الكتل البرلمانية يضاف اليه الغموض الذي يكتنف مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي إلى لبنان جان ايف لودريان، وتراجع الرهانات المعقودة على امكان احداثه خرقا في جدار الازمة الرئاسية لاسيما بعد الانقسام النيابي الواسع بشأن اسئلته. وحيال تمدد الازمة سأل البطريرك الراعي لماذا يحرم لبنان من انتخاب رئيس؟ لماذا ينتهك الميثاق الذي ينص على أن يكون رئيس الجمهورية مسيحيا مارونيا ورئيس الحكومة مسلما سنيا ورئيس مجلس النواب مسلما شيعيا؟
***********
مقدمة تلفزيون "أم تي في"
نايا حنا، اسم جديد يضاف الى ضحايا الرصاص الطائش في لبنان. نايا، ابنة السبع سنوات ووحيدة والديها، لم تكن تعلم عندما غادرت منزلها العائلي قبل ثلاثة وعشرين يوما الى مدرستها الصيفية، انها لن تعود اليه الا جثة هامدة. فبينما كانت تلعب مع رفاقها في ملعب المدرسة انهال الرصاص الطائش فاصابها اصابة بالغة. نايا تشبثت بالحياة ، قاومت وصمدت، لكن لعنة الموت في النتيجة كانت اقوى من نعمة الحياة. اليوم دفنت نايا, لكن قضيتها لا يجب ان تدفن. ففي كل عام يموت سبعة اشخاص على الاقل ويصاب خمسة عشر شخصا نتيجة الرصاص الطائش. فهل مسموح ان تكون ارواح الناس معلقة على وحشية اشخاص لا يعرفون كيف يعبرون عن فرحهم او غضبهم او حزنهم الا باطلاق الرصاص؟ من هنا اهمية ما اعلنه النائب اديب عبد المسيح، من انه سيتقدم يوم الاربعاء باقتراح قانون معجل مكرر اسمه قانون نايا حنا، ويهدف الى رفع سقف العقوبات على مطلقي النار وعلى كل من يتواطأون معهم ويسكتون عنهم. فهل يبصر قانون نايا حنا النور قريبا، ام نبقى رهينة عتمة الموت المجاني حتى اشعار آخر؟
سياسيا، انه يوم بشري. فمدينة المقدمين انشغلت باثنين: انتخابات لجنة جبران خليل جبران، وزيارة جبران باسيل اليها. بالنسبة الى الانتخابات، النتيجة، على ما يبدو، شبه محسومة للائحة المدعومة من القوات اللبنانية، اذ يتوقع ان يفوز اعضاؤها الخمسة عشر. لكن السؤال يبقى حول النسبة التي ستحصل عليها اللائحة المدعومة قواتيا مقابل اللائحة المدعومة من القوى الاخرى. اما بالنسبة الى زيارة باسيل الى وادي قاديشا، التي تزامنت مع انتخابات لجنة جبران، فانها تطرح سؤالا: هل الامر مجرد مصادفة، ام ان لا مصادفات في السياسة؟ علما انه خلال الزيارة جدد باسيل دعوته الى تحقيق اللامركزية الموسعة والى انشاء الصندوق الائتماني، معتبرا ان الامرين هما المدخل الطبيعي للانماء الشامل. في الاثناء التوترات مستمرة في سوريا. اذ لليوم الثامن على التوالي خرجت تظاهرات في السويداء تطالب باسقاط نظام بشار الاسد. توازيا، تحدثت معلومات عن تحركات لقوافل عسكرية اميركية داخل بعض المدن العراقية. فهل من سيناريو ما يعد للمنطقة؟ وهل صحيح ان الولايات المتحدة تعتزم احكام قبضتها على الحدود العراقية- السورية، قطعا للخط الذي يربط طهران ببيروت، مرورا ببغداد ودمشق؟
*************
مقدمة تلفزيون "الجديد"
نجح بالبالكوريا. فقتل طفلة السبع سنوات بعلاماته الطائشة. نايا حنا عزفت نهايتها بصمت وقاومتها ثلاثة أسابيع لكنها أسلمت الروح لحيا ولد ناجح ثانويا ساقط مع أهله وصحبه أخلاقيا ومعهم كل من يستسهل الابتاج عبر اطلاق النار وإنهاء حياة الناس عشوائيا. نايا لا تعرف قاتلها، لكن دولة لا تعاقب المتهورين ولا تجرم حملة السلاح المتفلت هي في كل مرة أمام الامتحان. وستهان وروح نايا ستلعنها من السماء فهذه الأفعال الجرمية لم تعد طائشة بل ستصبح جرائم مرتكبة عمدا. أما إذا وضعت السلطة قوانين وضوابط وفرضت سطوتها وهيبتها على الاحياء والمناطق. فليجرؤ عندها الناجح "ان يرفع إيدو" إبتهاجا بالرصاص. وفي الذخائر الدولية المجهزة للبنان.. حرب تدور في أروقة الأمم المتحدة حول توسيع صلاحيات اليونيفل بعد معلومات عن إدخال القرار 1701 تحت الفصل السابع. لكن مرجعا حكوميا رفيعا قال للجديد إن هذا الامر غير مطروح. وسواء طرح أم هو مستبعد، فإن للبنان الحق في الاعتراض وله ان يسجل ملاحظاته على القرار 1701 وأولها أن إسرائيل تخرق هذا القرار ألفا وسبعمئة مرة في اليوم، وتحرق سماءه وتنطلق من سمائنا لتنفيذ اعتداءاتها على سوريا ولم تطبق اسرائيل مرة هذا القرار السلمي بل استخدمته لأعمال حربية وعدائية.
واليوم يدفع مجلس الأمن بالوكالة عن إسرائيل نحو توسيع صلاحيات اليونيفل، وربما إدخال قوات ردع دولية بعد أن التمس العدو تعاظم القدرة الدفاعية للمقاومة وارتفاع تصدي الجيش عند الحدود. وفي توسعة للصلاحيات القضائية يدخل ملف الحاكم السابق رياض سلامة الثلاثاء الى غرفة العناية المركزة لدى الهيئة الاتهامية برئاسة القاضي ماهر شعيتو وعضوية قاضيين اخرين سيتخذا القرار مع الرئيس. ولتاريخه فان سلامة لم يحسم امكانية حضورة الجلسة التي استبقتها رئيسة هيئة القضايا هيلانة اسكندر باصدار الاحكام العرفية قبل ان تتراجع عن تصريحاتها التي اجازت فيها توقيف سلامة سواء حضر ام لم يحضر. ولكن الهيئة الاتهامية لا تزال في مرحلة التشاور ودرس القرار وقالت مصادر الجديد ان سلامة اذا حضر امامها فلن يتم استجوابه لان الهيئة ستصدر قرارها حصرا في مذكرة التوقيف وليس في ملف التحقيقات معه.وهناك احتمالات عدة تتصدر الجلسة لكن جميعها يتوقف على موقف سلامة من الحضور او عدمه.
*************
مقدمة تلفزيون "المنار"
أسطر واضحة ورسالة مسننة من حركة حماس كفيلة بان ياخذ الاحتلال اضيق زواياه للتفكير بعواقب تهديد رئيس حكومته بنيامين نتنياهو بحق نائب رئيس المكتب السياسي للحركة الشيخ صالح العاروري.
ربما يقال ان نتنياهو يسعى لانجاز يرمم سمعة حكومته المازومة ، أو أن يغطي اهتراء كيانه المتهالك داخليا ، أو ان يكبح صعود المقاومة في الضفة الغربية او غير ذلك، ولكن بالواقع فان مثل هذه المغامرات يمكن ان تكون قشة تكسر ظهر الاحتلال وتضعه امام مصير محسوم في ظل تماسك محور المقاومة وتمحوره حول مشروع تحرير فلسطين .. ولان نتنياهو ذكر اسم لبنان في معرض تهديده العاروري ، فلا بأس من تذكيره بان الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله قد حذر كيان الاحتلال في التاسع من آب العام الماضي بان الاعتداء على أي مسؤول فلسطيني في لبنان لن يبقى من دون عواقب ومن دون رد.
فلسطين التي تحسن ارباك الاحتلال واضعافه تلتقي في مدرستها بالتضحية والمقاومة مع كربلاء ليطلق باسمهما معا، وللعام الثاني على التوالي، نداء للاقصى من مدينة كربلاء المقدسة في فعالية كبيرة تلامس وتناقش محورية القضيتين معا في مواجهة الظلم والغطرسة على طريق الحرية مهما غلت التضحيات.
والى لبنان الذي يمسي شعبه ويضحي على مراوحة سياسية سلبية، لا يرعوي بعض المعرقلين عن الحاق مزيد من الاذى بحياة المواطنين ومستقبلهم، وحتى الساعة لا ملامح لما ستحمله عودة الموفد الفرنسي الى لبنان الشهر المقبل بل لا تصورات لنتائجها في ظل اشهار البعض سيف الاعتراض على هذا المسعى الفرنسي قبل ان يحصل.
*************
مقدمة تلفزيون "أل بي سي"
نايا جان حنا، الجميع سيبكونها، من أمها وأبيها المفجوعين، إلى جميع الناس، ولكن ماذا ستفعل الدولة حيال هذه الجريمة المتمادية؟ أين المجتمع المدني الذي لم يبلغ يوما عن مطلق الرصاص ابتهاجا؟ هل يعقل أن يطلق مئات المجرمين الرصاص ولا يشاهدهم أحد أو يبلغ عنهم أحد... تستطيع الدولة، إذا أرادات، أن تحصي من أطلقوا النار لحظة أصيبت الطفلة نايا جان حنا، ويستطيع جيران من أطلقوا النار ان يبلغوا عنهم، لكننا في بلد نتستر فيه على المجرمين. وإلى حين وقف التستر، سيبقى اللبنانيون يسقطون ضحايا الرصاص الطائش والمتفلت، ولا حسيب ولا رقيب.
في السياسة، راوح مكانك، الجميع يتحركون في الوقت الضائع أو لملء الوقت الضائع. في الحركة الفرنسية، لا أثر للموفد لودريان، وفي حوار حزب الله التيار الوطني الحر، لا مؤشرات. الملف الرئاسي شبه متروك، والبطريرك الماروني يصرخ وينتقد في كل عظة.
حياتيا، هل تبحث لجنة الكهرباء في السرايا غدا، الارتفاع الهائل في فواتير الكهرباء في ظل الانقطاع المتمادي؟ هل ستقدم للمواطنين أجوبة على هذه المعضلة؟
خارجيا كانت لافتة زيارة نواب أميركيين مناطق المعارضة السورية، عبر تركيا.
************
مقدمة تلفزيون "أو تي في"
بعد ضحايا المرفأ والطيونة والقرنة السوداء وعين ابل والكحالة، غفت الطفلة نايا حنا اليوم. اما العدالة في الوطن المشلع فلم تستيقظ بعد، فيما اللائحة السوداء تطول، والحسيب غائب والرقيب في غيبوبة. صحيح ان الظروف تختلف بين حالة واخرى، تماما كالمناطق والاطراف والمسؤولين. لكن سبب كل المآسي واحد: لبنان ارض وشعب، لكن بلا دولة. فكيف تكون دولة، والاستقلال الذي ظننا اننا استعدناه عام 2005، استولت عليه سفارات ودول. كيف تكون دولة، واموال الناس الذين خدعوا بالشعارات والوعود والجوائز، مسروقة… وثرواتهم الممكنة في خطر شديد. كيف تكون دولة بلا رئيس، وبمجلس نيابي لا ينتخب رئيسا ولا يقر قانونا اصلاحيا، وبحكومة لا تعرف من الميثاق الا الصورة في الديمان؟ كيف تكون دولة والسلاح متفلت على مساحة الوطن، من الشمال الى الجنوب، ومن الشرق الى الغرب، والشواهد كثيرة. كيف تكون دولة، ويموت كل هؤلاء الناس، ولا يحاسب احد، الا بالكلام، ولا يتخذ تدبير واحد، الا بالبيانات والتصريحات عبر مواقع التواصل والاعلام. كيف تكون دولة، لا يعيش فيها الا موتى الضمير، من سياسيين، او من كائنات لا يربطها بالانسانية الا الشكل، وتصر على رصاص الابتهاج بالاحزان.
امس غفت نايا حنا. فمن سيغفو غدا وفي الآتي من الايام، وبسبب من؟ ابنوا لنا دولة. قوموا من موت الضمير.
*************
مقدمة تلفزيون "أن بي أن"
مرتا، مرتا، إنك تهتمين بأمور كثيرة، وتضطربين! إنما المطلوب واحد!". وهكذا هو حال رئيس تيار العتمة. وهو "فلتة الزمان" في الديماغوجية بكل مستوياتها من الخفة في التناول الى السطحية في التفكير وتراخي الضوابط وسيادة الغرائز.
ولأنه كذلك خاض معركة طواحين الهواء في التدقيق الجنائي فنصب نفسه قاضيا للقضاة وبدأ بتوجيه الإتهامات بلغة العالم بالماورائيات فتنحنح بداية وقال: "التقرير تم إخفاؤه لأن فيه وصفا جرميا وتحديد مسؤوليات.. فأعلن النفير العام وتقدم جيوشه الى الأمام لتحرير التقرير ثم ما لبث أن أصدر حكمه المبرم بعد صدور هذا التقرير وتبين معه أنه أظهر جريمة مالية "غير مسبوقة في تاريخ البشرية" مطالبا بتسليم كل المستندات المطلوبة واستكمال التدقيق في المصرف المركزي وكل مؤسسات الدولة ولم ينس أن يكمل فصول مسرحيته الشعبوية عندما إعتبر أن نشر التقرير أظهر الكثير من المخالفات والسرقات للمال العام وأموال المودعين.
الى هنا واكتفى. فأسدل الستار وابتلع لسانه بعدما تبين في وثائق التدقيق الجنائي العار والشنار. مليار يجر المليار. تحت عنوان التيار... والنتيجة 24 مليارا من جيوب الناس و24 ساعة من الظلام. لأول مرة يصدق في كلامه. هي بالفعل جريمة مالية "غير مسبوقة في تاريخ البشرية". هدر كل هذه الأصفار في المليارات، مقابل صفر كهرباء.
ومن بيروت إلى نيويورك تكثف الدبلوماسية اللبنانية اتصالاتها مع مندوبي الدول الأعضاء في مجلس الأمن قبل أيام من الجلسة التي يعقدها المجلس من أجل تمديد مهمة القوات الدولية العاملة في الجنوب. ويتركز الحراك اللبناني على تفادي نقل هذه المهمة من الفصل السادس إلى الفصل السابع وتعديل ما ورد في مسودة مشروع القرار المطروح والتي تبيح لليونيفيل تسيير دوريات بمعزل عن التنسيق مع الحكومة اللبنانية ممثلة بالجيش. ويفترض ان تتظهر نتائج المساعي اللبنانية خلال اليومين المقبلين علما بأن جلسة التجديد ستعقد قبل بداية الشهر المقبل.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: نایا حنا
إقرأ أيضاً:
ماذا يعني إلغاء إسرائيل الاعتقال الإداري للمستوطنين بالضفة؟
مخاوف فلسطينية أثارها قرار وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس، وقف إصدار مذكرات اعتقال إداري ضد مستوطنين إسرائيليين متهمين بمهاجمة فلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة.
المخاوف تنبع خصوصا من كون اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين تصاعدت منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حتى في ظل إصدار مذكرات اعتقال بحق بعضهم.
والجمعة، أعلنت وزارة الحرب الإسرائيلية وقف إصدار قرارات اعتقال إداري ضد مستوطنين متهمين بمهاجمة فلسطينيين في الضفة الغربية.
وقال مكتب الوزير يسرائيل كاتس في بيان، إن الوزير أبلغ رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك" رونين بار، في لقاء عقداه الأسبوع الجاري، "قراره وقف استخدام مذكرات الاعتقال الإدارية ضد المستوطنين اليهود في الضفة الغربية وطلب منه وضع أدوات بديلة".
والاعتقال الإداري هو اعتقال يستند إلى معلومات سرية لا يتم الكشف عنها، لكنها طالت مستوطنين متهمين بجرائم خطيرة ضد المدنيين الفلسطينيين بما فيها القتل وإحراق الأراضي والممتلكات والاعتداءات الجسدية المبرحة.
زيادة من خطر المستوطنين وضوء أخضر لانتهاكاتهم
وعن الموضوع تحدث محافظ نابلس غسان دغلس لـ"الأناضول" قائلا إن القرار "سيزيد من خطر المستوطنين في الضفة ويمنح ضوءًا أخضرا لهم لممارسة مزيد من الانتهاكات والجرائم بحق الفلسطينيين في الضفة".
واعتبر دغلس القرار "تشريعًا لقتل الفلسطينيين خاصة مع تعزيز عمليات تسليحهم وحماية جيش الاحتلال الإسرائيلي لهم".
ويأتي القرار "متوافقًا مع سلسلة قرارات سابقة للحكومة الإسرائيلية ووزرائها، هدفت لتعزيز الاستيطان في الضفة، تمهيدًا لضمها"، وفق دغلس.
وحذر دغلس من "تصاعد اعتداءات المستوطنين في قابل الأيام، واستهداف كل ما هو فلسطيني".
رسالة للجمهور الإسرائيلي: "لن نضعف أمام الجنائية الدولية"
مدير عام النشر والتوثيق في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أمير داود رأى بدوره عدم وجود جديد في القرار "كون الاعتقالات التي تمت لمستوطنين متهمين بهجمات على الفلسطينيين، كانت محدودة وغير مؤثرة، وهدفها ذر الرماد في العيون".
وبين داود أن "قادة المستوطنين ممن يدعمون ويمولون إرهابهم بالضفة، لم يسبق أن تعرضوا للاعتقال أو المساءلة".
واعتبر أن "اعتقالات بعض المستوطنين سابقًا، كانت شكلية ولم تؤثر على طبيعة وكثافة اعتداءاتهم، وأظهرت تواطؤا للحكومة الإسرائيلية معهم".
وعلى سبيل المثال ذكر داود أن "أكثر من 800 مستوطن هاجموا قرية المغير (شمال شرق رام الله، في نيسان/ أبريل الماضي)، وأحرقوا منازل ومنشآت، لكن لم يتم اعتقال سوى ثلاثة منهم، وأطلق سراح اثنين لاحقا".
"لا نتوقع من حكومة قادتها ووزراؤها هم من قادة المستوطنين ومنظماتهم، إلا أن تدعم إرهاب المستوطنين وتشجعه"، يضيف داود.
ويعتقد داود أن قرار كاتس هو "رسالة للجمهور الإسرائيلي بأن الحكومة ماضية في مخططاتها ولن تضعف أمام قرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت".
والخميس، أصدرت المحكمة مذكرتي اعتقال دوليتين بحق نتنياهو وغالانت، بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال الإبادة المتواصلة التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين بقطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ووفق البيان حول إلغاء الاعتقال الإداري قال كاتس إنه "ليس من المناسب لإسرائيل أن تتخذ مثل هذا الإجراء الصارم ضد المستوطنين في واقع يتعرض فيه الاستيطان اليهودي في الضفة لتهديدات إرهابية فلسطينية خطيرة، بدعم ومساندة من محور الشر الإيراني"، على حد تعبيره.
وزاد: "إذا كان هناك اشتباه في ارتكاب أعمال إجرامية يمكن محاكمة مُرتكبيها، وإذا لم يكن الأمر كذلك، هناك إجراءات وقائية أخرى يمكن اتخاذها غير الاعتقال الإداري"، دون ذكر تلك الإجراءات.
وكانت وزارة الخارجية الفلسطينية، اعتبرت أن قرار كاتس، "سيشجع المستوطنين المتطرفين على ممارسة الإرهاب ضد الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم، وتصعيد الجرائم ضدهم، ويعطيهم شعورا إضافيا بالحصانة والحماية".
وأكدت الخارجية الفلسطينية أن "عدد الذين تم اعتقالهم من المستوطنين قليل جدا، وفق اعتقالات شكلية بنمط الباب الدوار".
وطالبت "بتحرك دولي فاعل للجم إرهاب مليشيات المستوطنين، ووضع حد لإفلاتهم المستمر من العقاب، وحماية شعبنا من تغول الاحتلال".
فيما أدانت حركة "السلام الآن" اليسارية الإسرائيلية، والنائب العربي بالكنيست أحمد الطيبي، قرار كاتس، واعتبرا أنه "دعم للإرهاب اليهودي".
وقالت "السلام الآن"، التي ترصد الاستيطان بالأراضي الفلسطينية وتعارضه، في منشور على منصة "إكس": "حكومة تدعم الإرهاب اليهودي".
تسهيلات لارتكاب مزيد من الجرائم
اعتبر رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين في فلسطين قدورة فارس، السبت، أن قرار وقف إصدار مذكرات اعتقال إداري ضد مستوطنين متهمين بمهاجمة فلسطينيين بالضفة الغربية، "يضعهم فوق أي محاسبة قانونية ويعطيهم تسهيلات لارتكاب مزيد من الجرائم".
وفي بيان، قال فارس إن "صدور هذا القرار بهذا الوقت، دليل على مدى وقاحة الاحتلال واستهتاره وتعاليه على المنظومة الدولية وتشكيلاتها".
وأضاف أن القرار "يعطي تسهيلات للمستوطنين لارتكاب مزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين، ويجردهم من بعض القيود الشكلية، والتي كان الاعتقال الإداري لهم جزءًا منها".
وشدد أن قرار كاتس "يعكس عنصرية إسرائيلية كونه يأتي في الوقت الذي تتوسع فيه سلطات الاحتلال باستخدام سياسة الاعتقال الإداري ضد الفلسطينيين، والتي يحتجز بفعلها اليوم نحو 3500 فلسطيني".
وطالب فارس المجتمع الدولي "الخروج عن صمته القاتل بحق الشعب الفلسطيني وحقوقه".
بدورها، اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان، الجمعة، أن قرار كاتس "يشجع المستوطنين على مزيد من الجرائم".
شهادة "كوشير"
من جهته، قال الطيبي في منشور على "إكس": "في الواقع، هذه شهادة كوشير (شهادات الحلال اليهودي) من وزير الدفاع للإرهاب اليهودي. ثم سيتذمرون من لاهاي (المحكمة الجنائية الدولية)، إنها حكومة من أنصار الإرهاب".
وفي 7 أكتوبر 2024، أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات على جماعة إسرائيلية متطرفة تدعى "شبان التلال"، لعملها على إقامة بؤر استيطانية "غير شرعية" في مختلف أنحاء الضفة الغربية.
ووفق معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، نفذ المستوطنون 360 اعتداء بالضفة الغربية خلال تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
ويقيم نحو نصف مليون مستوطن في 146 مستوطنة، و144 بؤرة استيطانية مقامة على أراض فلسطينية بالضفة الغربية.
وبموازاة حرب الإبادة في قطاع غزة، وسّع الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، ما أسفر إجمالا عن استشهاد 795 فلسطينيا، وإصابة نحو 6 آلاف و450 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.
وبدعم أمريكي ترتكب "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 148 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.