كشفت دراسة تحليلية أن المسار الإقليمي التصالحي بين إيران وبعض دول مجلس التعاون الخليجي سيكبح ميليشيا الحوثي عن الإقدام من أي مغامرة عسكرية غير محسوبة خصوصاً فيما يتعلق بالأمن الإقليمي، حتى وإن حاول زعيم الجماعة إثبات عكس ذلك إعلامياً.

الدراسة أعدها الباحث وليد الأبارة، رئيس مركز اليمن والخليج للدراسات، أوضحت أن الحراك الدبلوماسي الذي تشهده الأزمة اليمنية قد يتمكن من الحفاظ على حالة التهدئة مع احتمال طفيف جداً بأن تثمر هذه الجهود عن تجديد إعلان هدنة رسمية برعاية أممية واستئناف المحادثات الدبلوماسية بخصوص السلام.

لكن المؤكد هو أن هذا الحراك لن يستطيع أن يطرح مساراً سياسياً شاملاً باتجاه تسوية على الأقل خلال المديين القريب والمتوسط.

وأشارت الدراسة إلى أن قيادات الجماعة الحوثية تدرك أن المجازفة بإشعال المواجهات قد تؤدي لنتائج عكسية؛ وقد تدفع إلى توحد أطراف الشرعية من جهة، والتحالف العربي من جهة أخرى، وهو ما قد يسهم في قلب موازين القوى على الأرض.

وأوضحت أن تصعيد الحوثيين يتخذ مسارين متباينين، الأول يتعلق بتطوير القدرات العسكرية والتحضير الميداني الدائم بنقل السلاح والأفراد إلى جبهات القتال، وهذا المسار يرتبط بطموحات الجماعة الدائمة إلى فرض سيطرتها العسكرية على كامل اليمن، وهى طموحات لن تتوقف بأي حال من الأحوال حتى لو تم التوصل إلى اتفاق سلام. 

فيما المسار الثاني مرتبط بتصريحات الحوثيين بخصوص تفجير الحرب الشاملة في اليمن، أو نقل المواجهة إلى دول الإقليم وتهديد أمن الملاحة الدولية؛ وهذا المسار لا يعدو حتى الآن كونه جزءًا من التكتيكات التفاوضية التي تنتهجها الجماعة بهدف استئناف التفاوض مع الرياض، وانتزاع امتيازات اقتصادية أكبر وتهدئة المجتمع المحلي المحتقن في مناطق سيطرتها.

وأشارت الدراسة إلى أن زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى الرياض، جاءت في ظل التقارب السعودي- الإيراني، وأن توقيتها قد يسهم بشكل غير مباشر في كبح جماح الحوثيين، إذ من غير المرجح أن يتجرأ الحوثيون بإطلاق الرصاصة الأولى وإشعال المواجهات بدون الحصول على ضوء أخضر إيراني.

وأوضحت الدراسة أن جماعة الحوثي انتهجت سياسة تصعيدية مدفوعة بجملة من العوامل، أولها الرغبة في استئناف المسار التفاوضي مع السعودية، والذي انقطع بشكل تام خلال شهر يوليو الفائت، نظراً لمطالب الحوثيين المتعنتة، ورغبتهم في انتزاع مكاسب مالية واقتصادية دون تقديم أي التزامات سياسية وأمنية بخصوص عملية السلام. وثانياً تقديم الرياض دعماً مالياً كبيراً للحكومة اليمنية الشرعية، وهو ما جعلها قادرة على التعامل مع الضغوط الاقتصادية، بعد أن توقف تصدير النفط اليمني بسبب هجمات الحوثيين في العام الماضي، وأسهم في تحسين الموقف التفاوضي للمعسكر اليمني المناهض للحوثي ويسلب الأخير أفضلية الوقت التي كان يحظى بها. 

كما أن تنامي الضغوط الداخلية على الحوثيين، لا سيما بعد أن تحسن الوضع المالي عقب فتح ميناء الحديدة وتهرب سلطاتهم من تقديم أي التزامات مالية للمواطنين؛ لذا يصر الحوثيون على تصعيد لغتهم الإعلامية لتحميل الحكومة اليمنية وحلفائها الإقليميين قضية الرواتب، ومحاولة تأكيد الاستقلالية الذاتية للجماعة عن طهران التي تنتهج حالياً سياسة حسن الجوار.

ولفتت الدراسة إلى أنه وعلى الرغم من التصعيد الحوثي أحادي الجانب تجاه الحكومة ودول التحالف العربي، إلا أن الدور الحكومي ظل شبه غائب، باستثناء تصريحات إعلامية نددت فيها بتلويح الحوثيين بالعودة لمسار الحرب وإعادة النظر في فتح ميناء الحديدة. موضحة أن هذه استفاقة متأخرة، ولو على الصعيد الخطابي، فيما يبقى انخفاض الاستجابة على المسرح العملياتي هو السمة الأبرز حتى اللحظة.


المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

دراسة حديثة تكشف علاقة تناول مضادات الاكتئاب بزيادة الوزن والصحة العامة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كشفت دراسة حديثة قام بها باحثون من جامعة هارفارد عن خطورة تناول بعض المضادات للاكتئاب وتأثيرها على زيادة الوزن وفقا لما نشرته مجلة Annals of Internal Medicine .

وكانت قد قدمت الدراسة دليلا على ذلك  بعد فحص بيانات الوصفات الطبية لنحو 200 ألف بالغ أمريكي وقارنوا تغيرات الوزن بعد 6 و12 و24 شهرا من بدء تناول أحد الأشخاص مضادات الاكتئاب الثمانية الشائعة: سيرترالين وسيتالوبرام وإسيتالوبرام وفلوكستين وباروكستين وبوبروبيون ودولوكستين وفينلافاكسين ووجدوا أن أولئك الذين تناولوا أقراص"إسيتالوبرام"و"باروكستين"و"دولوستين" اكتسبوا وزنا إضافيا بعد عامين من تناول الأدوية.

وأن هؤلاء هم  أكثر عرضة بنسبة 10 إلى 15% لزيادة الوزن بنسبة 5% من وزنهم الأولى على الأقل مقارنة بالأشخاص الذين يتناولون 5 مضادات اكتئاب أخرى، مثل"سيرترالين".

وقال الدكتور جوشوا بيتيمار،المتخصص فى هذا الشأن للجمعية الأمرسكية للتغذية في شيكاغو أن الغالب ما يكون لدى المرضى خيارات عند بدء تناول مضادات الاكتئاب لأول مرة. 

وتوفر هذه الدراسة أدلة واقعية مهمة فيما يتعلق بزيادة الوزن بعد البدء في تناول بعض مضادات الاكتئاب الأكثر شيوعا. 

حيث تتم مقارنة زيادة الوزن مع شخص لا يتناول الدواء وهذا يعني أن الزيادة الطفيفة في الوزن خلال فترة عامين قد تكون صدفة أو بسبب مشكلة صحية ويعتقد أن بعض مضادات الاكتئاب تزيد الشهية ما يدفع الشخص إلى تناول المزيد من السعرات الحرارية وتشمل الآثار الجانبية الأخرى المعروفة لمضادات الاكتئاب: الغثيان والدوار والأرق والعجز الجنسي.

مقالات مشابهة

  • دراسة: مراهقو فرط النشاط أكثر عرضة للأفكار الانتحارية
  • صُراخ ذراع إيران بمعركة المطار.. إعادة تذكير بحقائق الشرعية والانقلاب
  • دراسة: الحبوب ذات الفيتامينات المتعددة لا تطيل العمر
  • مشاهدة التلفاز لفترة طويلة تهدد بجلطات دموية خطيرة.. دراسة توضح
  • دراسة: ارتفاع حرارة المياه الجوفية يهدد 75 مليون شخص بحلول 2100
  • هل افتتحت جماعة الحوثيين مقرا لها في العراق؟
  • ذراع إيران تُهدد الرياض بعد فشل الانفصال بـاليمنية وإغلاق مطار صنعاء
  • دراسة لـ”تريندز” تسلط الضوء على دور الذكاء الاصطناعي التوليدي في مجالات المحتوى و الإبداع
  • إيران غاضبة من «جامعة الدول العربية».. فما السبب؟
  • دراسة حديثة تكشف علاقة تناول مضادات الاكتئاب بزيادة الوزن والصحة العامة