موقع 24:
2024-11-23@08:50:56 GMT

تمكين المرأة.. نهج إماراتي أصيل

تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT

تمكين المرأة.. نهج إماراتي أصيل

المرأة بما تحظى به من حقوق معيار لتقدم المجتمعات


لن تكفَّ المرأة في مجتمعات العالم كافة عن أن تطالب بحقِّها في جودة الحياة المستقرّة والكريمة، ومن ثم تعزيز قدراتها، وشحذ طاقاتها بما يخدم التقدم والنهوض للوطني، والحقيقة أن النظرة الحضاريَّة التي تتبنّاها دولة الإمارات العربيَّة المتحدة للمرأة الإماراتيَّة في الرؤية التنمويَّة الشاملة تستند إلى ضرورة إعطائها هذه الحقوق مثلها في هذا مثل الرجل تمامًا.


وليس بعيدًا عن هذا المدخل أقول إن الإمارات على موعد لاستضافة أهم مؤتمر عالمي للمناخ COP28 في عام 2023، إذ إن هذا المؤتمر سيحمل رسائل وطنيَّة بالغة الأهميَّة، من أجل وضع التصور التنموي التصاعدي لدولتنا الغالية. سوف تتشكل فرق الاستضافة من كوادرنا النسائيَّة المتميزة، وسيمثل العنصر النسائي ثلثي الفريق القيادي للمؤتمر القادم، وأكثر من خمسين في المائة من الفريق الإداري.
فهل ينكر أحد أن المرأة الإماراتيَّة كانت ولا تزال شريكة في صناعة المستقبل والتنمية المستدامة، بل ومدافعة عن تقاليد مجتمعنا وموروثنا الحضاري، من خلال أدوارها العديدة ضمن المجتمع؛ مما سيُسهم في ترسيخ رؤية الإمارات، ونشر ثقافة إماراتيَّة خاصة تعلي من تقدير نجاح المرأة الإماراتيَّة، وتفوقها على كافة الأصعدة، بما ينعكس بالضرورة على إبراز ما لدينا من تراث أخلاقي وقيمي في المجتمع الإماراتي، ويعمل كذلك على ترسيخ ثقافة المساواة والتوازن والتمكين في جميع المجالات الحيويَّة.
والحقيقة أنّ نجاح المرأة وسعيها نحو التميز والتفرد، لا بدَّ له من آليات عمليَّة، لعل أهمها توفير الأمن الإنساني بمفهومه الشامل، وقد وعت الدولة ذلك منذ نشأتها على يد الأب المؤسس المغفور له- بإذن الله تعالى- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه. ففي ظلِّ الأمن يتمكَّن المواطن من الإبداع والعمل والبناء، ويسود الرّخاء، وتعمُّ التنمية.
ومن الإنصاف أن أشيد هنا بما حقَّقه الاتحاد النسائي العام والتنمية الأسريَّة، من إنجازات عظيمة لتعزيز دور المرأة خلال الخمسين عامًا المقبلةــ بتوجيهات ودعم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك- حفظها الله-، وتفعيلها كلَّ الخطط بشأن تقدُّم المرأة ونهضتها. فهي- حفظها الله-، تترأس الاتحاد النسائي، وهي الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسريَّة، ورئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة؛ رغبةً في الارتقاء بأوضاع المرأة فى الإمارات.
وإنه بفضل هذا التوجُّه، لم يكن غريبًا أن تسبق المرأة الإماراتيَّة كثيرًا من نساء المنطقة والعالم، من حيث تحقيقها للعديد من المكاسب، مثل إقرار التشريعات التي تكفل حقوقها الدستوريَّة، وفي مقدمتها حقُّ العمل، والضمان الاجتماعي، والتملك، وإدارة الأعمال، والتمتع بخدمات التعليم، والرعاية الصحيَّة، والمساواة مع الرجل في الأجر والعمل.
كما أنشئت في الإمارات العديد من المنظمات والمؤسسات التي ترعى حقوق المرأة وتدافع عنها، مثل الاتحاد النسائي العام، والمجلس الأعلى للطفولة والأمومة، وغيرهما من الجمعيات النسائيَّة.
كل هذا التطور والإنجاز التي تعيشه المراة في الإمارات هو ثمار قيم مجتمعيَّة عاشتها المراة الإماراتيَّة فى حقبة زمنيَّة تملؤها العدالة والمساواة والتكافل في المجتمع الواحد، وتجاوزت من مرحلة المطالبة بالحقوق إلى مرحلة التمكين، ولهذا أصبحت المرأه رقمًا صعبًا في معادلة التنمية والبناء والتحديث.
ثم دعونا ننظر إلى الأمور من زوايا أكثر اتساعًا وعمقًا، أول هذه الزوايا أنه ليس عبثًا أن تبدع المرأة وتشارك الرجل العطاء لصالح المجتمع؛ لأنها تستقي تعاليمها من هذا الوعي القيمي المتصالح مع الدين المعتدل، ولأن الاحترام والتقدير عندما يأتي من المجتمع، يؤكد أن هناك قيادة ملهمة للمسيرة، وتمتلك من الوعى واستشرف المستقبل، ما يرسخ مسيرة المرأة في الإمارات، تلك المسيرة التي أثمرت هذا الكم الهائل من الإنجازات والتقدير الكبير لدورها ومكانتها في المجتمع. كما أن مجتمعنا يشهد الكثير من الميراث الضخم من العادات والتقاليد المتسامحة، وذلك حين يمنح المرأة تقديرًا واحترامًا وثقة في قدرتها على العطاء.
لا أنكر أن هناك معوقات تحول أحيانًا دون تمكين المرأة، أبرزها عدم وعي المجتمع وما قد يطرأ عليه من مفاهيم قديمة حول قدرتها وكفاءتها؛ لهذا أسهمت ثقافتنا الشعبيَّة في خلق مناخ خصب، وفي تكريس قيم الوسطيَّة والاعتدال والتسامح مع المرأة، وتعميقها على الأصعدة كافّة، ومنها: الاجتماعيَّة، والمهنيَّة؛ إيمانًا بدورها المؤثر في بناء المستقبل.
والحمد لله أن من مميزات البيئة المحليَّة لشعبنا، أنّه لم تمرّ عليه رياح الغلوِّ والتشدُّد التي ضربت كثيرًا من المجتمعات، ولم يطغَ عليه إجحاف المرأة حقّها، فالتزمّت الدينيّ له أثر من موروث وعادات رجعيَّة في قمع النساء، وباسمه ترتكب أبشع الانتهاكات ضدهنّ، ويبقين بين مطرقة الانفتاح الكامل غير المراعي لقيم المجتمع وسندان التشدّد، في كلتا الحالتين ينتقص من إنسانيتهنَّ، ويحطّ من قيمة كرامتهنَّ، بما لا يجعلهنَّ قادرات على أن يحصلن على الاستحقاقات الكاملة؛ ليكُنَّ العمود الفقري للوطن.
ولعل المرأة بما تحظى به من حقوق تكون معيارًا يقاس عليه تقدم المجتمعات، فإذا أردت أن تنظر مدى إنسانيَّة وأخلاقيات المجتمعات المستنيرة؛ فلا بدَّ أن تنظر إلى مكانة المرأة في هذه المجتمعات، وإذا أردت أن تعرف النمط الصحي للتدين المعتدل المرتبط بمعانٍ إيجابيَّة ومشاعر إنسانيَّة عالية؛ فانظر إلى مدى التعامل الإنساني العادل مع المرأة.
هنيئًا للمرأة الإماراتيَّة بهذه القيادة الحكيمة الواعية، وبالثقافة المجتمعية حيث تحيا في بيئة تمكينية مقدِّرة للمرأة ودورها من أجل ارتقاء الوطن وبلوغه قمم المجد الشاهقة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني يوم المرأة الإماراتية

إقرأ أيضاً:

وزير إماراتي لـ مدبولي : متحمسون للبدء في تنفيذ المشروعات المشتركة

التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم؛ الدكتور سلطان الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات،  لبحث سبل تعزيز أوجه ومجالات التعاون المُشتركة بين جمهورية مصر العربية، ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في مُختلف القطاعات، وذلك بحضور الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية، وزير الصناعة والنقل، والمهندس محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، ووليد جمال الدين، رئيس الهيئة الاقتصادية لقناة السويس، والعقيد دكتور بهاء الغنام، المدير التنفيذي لجهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، ومن الجانب الإماراتي: سعادة السفيرة/ مريم الكعبي، سفيرة دولة الإمارات العربية المتحدة لدي جمهورية مصر العربية، وسعادة عمر السويدي، وكيل وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في الإمارات، وعدد من المسئولين من الجانبين.

وفي مُستهل اللقاء، رحب الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء بالدكتور سلطان الجابر والوفد المرافق له.

وقال رئيس الوزراء: اليوم يحمل أخباراً جيدة، حيث شهدنا توقيع عدد من الاتفاقيات ومُذكرات التفاهم التي سبق التشاور بشأنها، وكل هذه المشروعات تأتي في إطار أولويات الدولة المصرية، فى  قطا الصناعة والطاقة، والتي تعد أولوية قصوى لنا، حيث من المقرر دخول جزء من الطاقة الكهربائية المُنتجة الصيف المقبل.

وجدد الدكتور مصطفى مدبولي، خلال الاجتماع، التأكيد على عمق العلاقات والروابط بين البلدين، وكذا قيادتي وحكومتي البلدين.

ومن جانبه، استهل الدكتور سلطان الجابر، حديثه قائلاً: أنقل تحيات الشيخ محمد بن زايد، رئيس الدولة، لرئيس الوزراء، ل الوزراء والمسئولين، الذين أولوا اهتماماً خاصاً بهذه المشروعات المشتركة، حيث لمست حرصاً شديداً واهتماماً ومُتابعة عن قرب لكل التفاصيل بشأن المشروعات المشتركة.

وأضاف: وهذا يدل على الاهتمام، والعمل على إحراز تقدم ملموس وعملي على الأرض لتنفيذ توجيهات قيادتي البلدين.

وتابع قائلاً: نشكركم على الجهد المبذول، ونحن مُتحمسون للبدء في تنفيذ هذه المشروعات.

وأشار وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات، إلى أن هناك توجيهات بالإسراع في تنفيذ هذه المشروعات، وهذا هو الفصل الأول من عدة مشروعات سيتم تنفيذها بين البلدين.

وأضاف وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة في دولة الإمارات، أنه ستكون هناك مُتابعة شهرية لمُعدلات انجاز هذه المشروعات، وسيكون هناك تقييم حقيقي للعمل بهذه المشروعات.

ومن جانبه، قدم الفريق مهندس كامل الوزير، الشكر لرئيس الوزراء على دعمه ورعايته للمشروعات المقرر تنفيذها في مجالى الصناعة والطاقة، مُشيراً إلى أنه تم تقديم مختلف المعلومات والتيسيرات للجانب الاماراتي، مؤكداً التزام الجانب المصري بمتابعة تنفيذ هذه المشروعات، ومُستعرضاَ في هذا الصدد عدداً من المشروعات التي تم توقيع اتفاقيات بشأنها.

كما استعرض المهندس محمود عصمت، خلال الاجتماع، عدداً من المشروعات المشتركة التي سيتم تنفيذها مع الجانب الاماراتي، والتي من بينها شراء طاقة من مشروعي طاقة شمسية بقدرة إجمالية 1.2 جيجاوات، وأنظمة لتخزين الطاقة بواسطة تكنولوجيا البطاريات بقدرة إجمالية 720 ميجاوات.

وأعرب وليد جمال الدين، عن تطلعه للعمل في ظل الاتفاقية الجديدة، مؤكداً الاستعداد التام للتعاون بما يسهم في تحقيق مُستهدفات وتطلعات البلدين الشقيقين.

وخلال الاجتماع، لفت العقيد دكتور/ بهاء الغنام، إلى توجيهات القيادة السياسية المستمرة بأهمية استمرار التنسيق والتعاون مع الجانب الاماراتي، مُؤكداً على التواصل المستمر والدائم بين فريقي العمل بالبلدين بما يسهم في تنفيذ المشروعات، مُشيراً إلى ما يتم حالياً من تنسيق يتعلق بعدد آخر من المشروعات.

مقالات مشابهة

  • وفد إماراتي يزور إيرلندا لتعزيز التعاون في العلوم والتكنولوجيا
  • المجتمع وفهم الفنّ
  • اختتام مؤتمر تمكين المجتمع من رفض العنف
  • هل تذكرون الداعية الإماراتي”وسيم يوسف”؟.. شاهدوا النصيحة الذهبية التي قدمها له أشهر أطباء أمريكا لعلاجه من السرطان
  • منى المراكبى : الحكومه المصرية ساعدت على تمكين المرأه لشغل المناصب الإقتصادية
  • جناح الإمارات في COP29 يبحث تمكين المرأة بالعمل المناخي ودمج الثقافة في سياساته
  • وزير إماراتي لـ مدبولي : متحمسون للبدء في تنفيذ المشروعات المشتركة
  • جناح الإمارات في COP29 يبحث تمكين المرأة بالعمل المناخي
  • مؤتمر "تمكين المجتمع من رفض العنف" يستعرض نموذج الإمارات في التسامح
  • موقف إماراتي أردني أكّد على وحدة لبنان وسيادته