موقع 24:
2024-12-23@17:20:32 GMT

تمكين المرأة.. نهج إماراتي أصيل

تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT

تمكين المرأة.. نهج إماراتي أصيل

المرأة بما تحظى به من حقوق معيار لتقدم المجتمعات


لن تكفَّ المرأة في مجتمعات العالم كافة عن أن تطالب بحقِّها في جودة الحياة المستقرّة والكريمة، ومن ثم تعزيز قدراتها، وشحذ طاقاتها بما يخدم التقدم والنهوض للوطني، والحقيقة أن النظرة الحضاريَّة التي تتبنّاها دولة الإمارات العربيَّة المتحدة للمرأة الإماراتيَّة في الرؤية التنمويَّة الشاملة تستند إلى ضرورة إعطائها هذه الحقوق مثلها في هذا مثل الرجل تمامًا.


وليس بعيدًا عن هذا المدخل أقول إن الإمارات على موعد لاستضافة أهم مؤتمر عالمي للمناخ COP28 في عام 2023، إذ إن هذا المؤتمر سيحمل رسائل وطنيَّة بالغة الأهميَّة، من أجل وضع التصور التنموي التصاعدي لدولتنا الغالية. سوف تتشكل فرق الاستضافة من كوادرنا النسائيَّة المتميزة، وسيمثل العنصر النسائي ثلثي الفريق القيادي للمؤتمر القادم، وأكثر من خمسين في المائة من الفريق الإداري.
فهل ينكر أحد أن المرأة الإماراتيَّة كانت ولا تزال شريكة في صناعة المستقبل والتنمية المستدامة، بل ومدافعة عن تقاليد مجتمعنا وموروثنا الحضاري، من خلال أدوارها العديدة ضمن المجتمع؛ مما سيُسهم في ترسيخ رؤية الإمارات، ونشر ثقافة إماراتيَّة خاصة تعلي من تقدير نجاح المرأة الإماراتيَّة، وتفوقها على كافة الأصعدة، بما ينعكس بالضرورة على إبراز ما لدينا من تراث أخلاقي وقيمي في المجتمع الإماراتي، ويعمل كذلك على ترسيخ ثقافة المساواة والتوازن والتمكين في جميع المجالات الحيويَّة.
والحقيقة أنّ نجاح المرأة وسعيها نحو التميز والتفرد، لا بدَّ له من آليات عمليَّة، لعل أهمها توفير الأمن الإنساني بمفهومه الشامل، وقد وعت الدولة ذلك منذ نشأتها على يد الأب المؤسس المغفور له- بإذن الله تعالى- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه. ففي ظلِّ الأمن يتمكَّن المواطن من الإبداع والعمل والبناء، ويسود الرّخاء، وتعمُّ التنمية.
ومن الإنصاف أن أشيد هنا بما حقَّقه الاتحاد النسائي العام والتنمية الأسريَّة، من إنجازات عظيمة لتعزيز دور المرأة خلال الخمسين عامًا المقبلةــ بتوجيهات ودعم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك- حفظها الله-، وتفعيلها كلَّ الخطط بشأن تقدُّم المرأة ونهضتها. فهي- حفظها الله-، تترأس الاتحاد النسائي، وهي الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسريَّة، ورئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة؛ رغبةً في الارتقاء بأوضاع المرأة فى الإمارات.
وإنه بفضل هذا التوجُّه، لم يكن غريبًا أن تسبق المرأة الإماراتيَّة كثيرًا من نساء المنطقة والعالم، من حيث تحقيقها للعديد من المكاسب، مثل إقرار التشريعات التي تكفل حقوقها الدستوريَّة، وفي مقدمتها حقُّ العمل، والضمان الاجتماعي، والتملك، وإدارة الأعمال، والتمتع بخدمات التعليم، والرعاية الصحيَّة، والمساواة مع الرجل في الأجر والعمل.
كما أنشئت في الإمارات العديد من المنظمات والمؤسسات التي ترعى حقوق المرأة وتدافع عنها، مثل الاتحاد النسائي العام، والمجلس الأعلى للطفولة والأمومة، وغيرهما من الجمعيات النسائيَّة.
كل هذا التطور والإنجاز التي تعيشه المراة في الإمارات هو ثمار قيم مجتمعيَّة عاشتها المراة الإماراتيَّة فى حقبة زمنيَّة تملؤها العدالة والمساواة والتكافل في المجتمع الواحد، وتجاوزت من مرحلة المطالبة بالحقوق إلى مرحلة التمكين، ولهذا أصبحت المرأه رقمًا صعبًا في معادلة التنمية والبناء والتحديث.
ثم دعونا ننظر إلى الأمور من زوايا أكثر اتساعًا وعمقًا، أول هذه الزوايا أنه ليس عبثًا أن تبدع المرأة وتشارك الرجل العطاء لصالح المجتمع؛ لأنها تستقي تعاليمها من هذا الوعي القيمي المتصالح مع الدين المعتدل، ولأن الاحترام والتقدير عندما يأتي من المجتمع، يؤكد أن هناك قيادة ملهمة للمسيرة، وتمتلك من الوعى واستشرف المستقبل، ما يرسخ مسيرة المرأة في الإمارات، تلك المسيرة التي أثمرت هذا الكم الهائل من الإنجازات والتقدير الكبير لدورها ومكانتها في المجتمع. كما أن مجتمعنا يشهد الكثير من الميراث الضخم من العادات والتقاليد المتسامحة، وذلك حين يمنح المرأة تقديرًا واحترامًا وثقة في قدرتها على العطاء.
لا أنكر أن هناك معوقات تحول أحيانًا دون تمكين المرأة، أبرزها عدم وعي المجتمع وما قد يطرأ عليه من مفاهيم قديمة حول قدرتها وكفاءتها؛ لهذا أسهمت ثقافتنا الشعبيَّة في خلق مناخ خصب، وفي تكريس قيم الوسطيَّة والاعتدال والتسامح مع المرأة، وتعميقها على الأصعدة كافّة، ومنها: الاجتماعيَّة، والمهنيَّة؛ إيمانًا بدورها المؤثر في بناء المستقبل.
والحمد لله أن من مميزات البيئة المحليَّة لشعبنا، أنّه لم تمرّ عليه رياح الغلوِّ والتشدُّد التي ضربت كثيرًا من المجتمعات، ولم يطغَ عليه إجحاف المرأة حقّها، فالتزمّت الدينيّ له أثر من موروث وعادات رجعيَّة في قمع النساء، وباسمه ترتكب أبشع الانتهاكات ضدهنّ، ويبقين بين مطرقة الانفتاح الكامل غير المراعي لقيم المجتمع وسندان التشدّد، في كلتا الحالتين ينتقص من إنسانيتهنَّ، ويحطّ من قيمة كرامتهنَّ، بما لا يجعلهنَّ قادرات على أن يحصلن على الاستحقاقات الكاملة؛ ليكُنَّ العمود الفقري للوطن.
ولعل المرأة بما تحظى به من حقوق تكون معيارًا يقاس عليه تقدم المجتمعات، فإذا أردت أن تنظر مدى إنسانيَّة وأخلاقيات المجتمعات المستنيرة؛ فلا بدَّ أن تنظر إلى مكانة المرأة في هذه المجتمعات، وإذا أردت أن تعرف النمط الصحي للتدين المعتدل المرتبط بمعانٍ إيجابيَّة ومشاعر إنسانيَّة عالية؛ فانظر إلى مدى التعامل الإنساني العادل مع المرأة.
هنيئًا للمرأة الإماراتيَّة بهذه القيادة الحكيمة الواعية، وبالثقافة المجتمعية حيث تحيا في بيئة تمكينية مقدِّرة للمرأة ودورها من أجل ارتقاء الوطن وبلوغه قمم المجد الشاهقة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني يوم المرأة الإماراتية

إقرأ أيضاً:

مصر.. مفتي الجمهورية يحذر من أزمة أخلاقية عميقة بسبب اختلاط مفاهيم الرجولة والأنوثة

مصر – حذر الدكتور نظير عياد، مفتي مصر، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، من أزمة أخلاقية عميقة بسبب اختلاط مفاهيم الرجولة والأنوثة نتيجة الفوضى في المفاهيم.

وخلال لقائه ببرنامج اسأل المفتي، وجه نظير عياد تحذيرا من “تنامي ظاهرة التنصل من المسؤولية في المجتمع، سواء لدى الأبناء أو الأزواج”، موضحا أن “هذه الظاهرة أصبحت سمة شائعة في حياتنا اليومية، وأن هذه الظاهرة قد تكون ناتجة عن فقدان التربية السليمة والصحيحة التي تحفظ العلاقات الأسرية والاجتماعية”.

وأضاف المفتي نظير عياد، أن “المجتمع يعاني من أزمة أخلاقية عميقة، حيث أصبح من الصعب تمييز ملامح الرجولة أو الأنوثة نتيجة للاختلاط والفوضى في المفاهيم”، لافتا إلى أن “السبب في ذلك يعود جزئيا إلى تأثير وسائل الإعلام الحديثة، التي على الرغم من كونها نعمة في كثير من الأحيان، إلا أنها أصبحت وسيلة لنقل أفكار غريبة وسلوكيات منحرفة”.

وأردف: “لقد حولنا وسائل التواصل الحديثة من أدوات للتطور والإيجابية إلى وسائل لنشر أفكار وأفعال غريبة، وهذا لم يحدث بالصدفة بل ربما كان مقصودا”، مشيرا إلى أن “بعض هذه الأفكار قد تكون موجهة بشكل غير مباشر إلى المجتمعات العربية والإسلامية، التي تتمتع بخصوصية ثقافية ودينية تحاول وسائل الإعلام الغربية إحداث تداخل معها”.

وأوضح مفتي مصر أن “المجتمعات العربية والإسلامية تمتاز بوجود الكتلة الصلبة، وهي الأسرة، التي تمثل الركيزة الأساسية في استقرار المجتمع”، مضيفا: “رغم أن المجتمعات الغربية قد شهدت تراجعا في دور الأسرة، إلا أن الأسرة في المجتمعات الشرقية ظلّت تعتبر مؤسسة مقدسة ومهمة”.

وقال نظير عياد: “حتى في الفلسفات القديمة، مثل الفلسفة المصرية والهندية، كان للأسرة مكانة عظيمة باعتبارها حجر الزاوية في بناء المجتمعات”.

وشدد عياد على “ضرورة العودة إلى القيم الأساسية التي تحافظ على الأسرة وتدعم استقرار المجتمع”، محذرا من أن “غياب هذه القيم قد يؤدي إلى تفتت المجتمعات وانتشار التفكك الاجتماعي”.

 

المصدر: “القاهرة 24”

مقالات مشابهة

  • مكتب الالتزام البيئي يدعم تمكين المرأة في القطاعات الخضراء
  • د.رضا مراد لـ " الوفد" : الكوتة النسائية هي الحل الأمثل في المجتمعات النامية
  • انتصار عبود تزور بلدية أجدابيا لتعزيز تمكين المرأة الليبية
  • مصر.. مفتي الجمهورية يحذر من أزمة أخلاقية عميقة بسبب اختلاط مفاهيم الرجولة والأنوثة
  • شروط الحصول على دعم وقرض مشروعات تمكين المرأة.. 5 مواصفات يجب توافرها
  • الصحة النفسية والرفاه الاجتماعي
  • مختصون: السمت العماني .. هوية راسخة لمجتمع أصيل
  • 3 وزراء يتابعون مشروعات تمكين المرأة الريفية في المنيا
  • مفتي الجمهورية: ارتفاع معدلات الطلاق يهدد استقرار المجتمع.. فيديو
  • سعر الدرهم الإماراتي اليوم مقابل الجنيه المصري والدولار في البنوك