الجوع كافر .. يا حسين العزي ..!!
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
كتب / إبراهيم ناصر الجرفي ..
يا عزي …
الجوع قد يدفع ببعض الناس إلى الكفر بدين الله تعالى لا سمح الله ، ومن المؤكد بأن مقولة الجوع كافر قد تسربت إلى مسامعك.بصورة أو بأخرى .. لكن يبدو أن ترف العيش ورغده ونعيمه قد ينسي الإنسان الكثير من الحكم والقصص التي تعلمها أو سمعها، وقد يبعده كثيرا عن الشعور بحجم معاناة الجائعين والمحرومين من مرتباتهم وحقوقهم طيلة سبع سنوات .
يا عزي ..
السلطة الحاكمة ملزمة شرعا وقانونا واخلاقا وعرفا بدفع مرتبات الموظفين العاملين لديها ، في كل زمان ومكان وفي كل الظروف والأحوال ، وكل المبررات والذرائع والحركات السياسية لا تعفي السلطة الحاكمة في أي مكان في العالم من تسليم مرتبات موظفيها بأي طريقة كانت ، واعتقد بأنك قد نسيت أنكم من رفع شعار كيف لا يجد الرجل قوت يومه ولا يخرج شاهرا سيفه ، ومجلي الصمدي مواطن يمني بسيط لا يمتلك سيف ولا قوة فلم نشاهده يخرج عليكم شاهرا سيفه بل خرج مطالبا بحقوقه ومرتباته بطريقة سلمية ومدنية ، وما تعرض له من اعتداء هو ظلم كبير يضاف فوق الظلم الواقع عليه كموظف محروم من مرتباته وحقوقه لأكثر من سبع سنوات ، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول ( الظلم ظلمات يوم القيامة ) ..!!
يا عزي
إن مرور السنوات دون أن تجدوا حلاً لمرتبات الموظفين يضع سلطتكم في موقف صعب ومحرج جداً على كل المستويات، فالأعذار والأسباب التي قد كانت مقبولة قبل فترة لم تعد اليوم مقبولة ، والأعذار التي كان يتم تمريرها أثناء فترة الحرب لن يتم تمريرها اليوم في فترة الهدنة ووقف الحرب ، فلكل مقام مقام ، ولكل موقف حديث، والسلطة الناجحة هي التي تجد الحلول والبدائل للمشكلات والمعوقات التي تعترض طريقها في وقت قياسي، وسبع سنوات كانت كفيلة بمنح أفشل سلطة في العالم الوقت الكافي لإيجاد الحلول والبدائل لكل مشاكلها بكل أريحية ، فقط إذا توفرت الإرادة السياسية والنوايا الصادقة، لكن يبدو أن سلطتكم قد استساغت الوضع وطاب لها المقام ، في ظل الجبايات والايرادات الهائلة التي تجمعها ، وفي ظل عدم قيامها بدفع مرتبات الموظفين ، وفي ظل سكوت الموظفين وعدم مطالبتهم بحقوقهم، بسبب سياسات الترهيب المفروضة عليهم . وما تعرض له الصمدي انموذجا ، وهكذا وضع قد يشجع أي سلطة على الاستمرار في سياساتها في هذا المجال ، حتى لو كانت تمتلك الحلول والبدائل الكفيلة بتوفير وصرف المرتبات ..!!
يا عزي ….
إن كلامك هذا فيه تصريح واضح للبلطجة والاعتداء على الناس خارج نطاق الشرع والتظام والقانون ، لمجرد التفسير الخاطئ لتغريدة أو لجملة أو لمقالة أو لمنشور ، لذلك كان الالتزام بالشرع والنظام والقانون هو الحل لقطع الطريق أمام أصحاب الأهواء واصحاب التعصبات ، وفي حقيقة الأمر الصمدي لم يتعرض بالإساءة للنبي عليه الصلاة والسلام ابدا لا من قريب ولا من بعيد، فالحقوق قبل العبادات في الشرع الإسلامي ، والحساب في الحقوق الإنسانية يوم القيامة قبل الحساب في الحقوق الإلهية ، كل ذلك يعطي دلالة واضحة على مكانة الحقوق في الإسلام.، والنبي عليه الصلاة والسلام إلتزم بذلك وبدأ بتطبيق ذلك على نفسه ليكون القدوة والنموذج لكل المسلمين حكام ومحكومين، فقد جمع الصحابة وقال لهم فيما معناه من كان عندي له حق أو مظلمة فليأخذ حقه مني وهذه القصة معروف في كتب الأحاديث والسيرة النبوية ..!!
ياعزي ……
الصمدي يطالب اليوم من سلطتكم الحاكمة تسليم حقوقه ومرتباته بعد الصبر والتحمل والمعاناة والألم الذي تجاوز السبع سنوات ، وهذا الأمر المفترض أن يشفع له عند سلطتكم فلم يكن يتوقع أن جزاء الصبر والمعاناة سيكون بهذا الشكل ، وذكره للنبي عليه الصلاة هو تذكير لكم بمنهجه وسلوكه ومعاملته الرحيمة لرعاياه ، فلم يكن النبي عليه الصلاة والسلام جابياً ولا مستبداً ولا ظالماً ولا فظاً ولا غليظاً في تعامله مع ألمسلمين ومع من يطالبونه بحقوقهم ، قال تعالى (( ولو كنت فظاً غليظ القلب لأنفضوا من حولك )) ، هذا هو نبينا محمد عليه الصلاة والسلام الذي نؤمن به ونحبه أكثر من أنفسنا وأولادنا ، والذي هو قدوتنا وقائدنا ، هذا هو نبينا عليه الصلاة والسلام الذي قال فيه الله تعالى (( وإنك لعلى خلق عظيم )) ، فأين الأخلاق العظيمة في حرمان الناس من حقوقهم ومرتباتهم ؟؟ وأين الاخلاق العظيمة في الاعتداء على الناس لأنهم يطالبون بحقوقهم ومرتباتهم ؟؟ وأين الأخلاق في إقامة الاحتفالات والمهرجانات والندوات والكرنفالات والاستعراضات وموظفي الدولة بدون مرتبات ؟؟ فمن كان يحب النبي عليه الصلاة والسلام وحريص عليه فعلاً ، المفترض به أن يكون حريص على تسليم حقوق الناس ومرتباتهم ، وحريص على توفير الأمن والحماية لهم ، وحريص على الاقتداء بمنهجه وسلوكه وسيرته قولاً وعملاً وسلوكاً وممارسة ..!!
المصدر: موقع حيروت الإخباري
إقرأ أيضاً:
نفاد “المدخرات” يهدد 12 مليون سوداني بكارثة
بعد عمل شاق في أحد أسواق كسلا بشرق السودان، عاد أحمد البالغ من العمر 11 عاما إلى أمه وإخوته الخمس الصغار الذين يقيمون في مركز نزوح متهالك في طرف المدينة، يحمل قليلا من الطماطم والبصل هو كل حصيلة هذه الساعات الطوال من عمله الشاق، لكن أحمد ليس الوحيد الذي يعاني شظف العيش، حيث تفاقم الأزمة الاقتصادية مأساة 12 مليون نازح أجبرتهم الحرب على ترك بيوتهم وجردتهم من مصادر الدخل.
ووصف المفوض السامي لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، فولكر تورك، الوضع الإنساني في السودان بأنه "بائس"، وقال إن الصراع أصبح يتخذ "منعطفًا أكثر خطورة على المدنيين".
وأودى الصراع المستمر، بحياة أكثر من 150 ألف بحسب بيانات نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز"، الخميس، في ظل تقارير تحدثت عن انتشار واسع للوفيات الناجمة عن الجوع والمرض والانعكاسات الإنسانية للحرب.
نازحون جوعى
مع اتساع رقعة الحرب وشمولها أكثر من 70 في المئة من مناطق البلاد، تزداد مخاطر الجوع التي تحاصر بالفعل نصف السكان البالغ تعدادهم 48 مليون نسمة.
ووفقا لبيانات للمصفوفة العالمية لتتبع النزوح، فإن 88 في المئة من النازحين داخليا، أي نحو 10 ملايين نازح، يفتقدون القدرة تماما على توفير الغذاء الكافي بسبب ارتفاع الأسعار وعوامل أخرى.
وتقول أم أحمد وهي كانت قبل اندلاع الحرب تعمل موظفة في أحد المصانع في العاصمة الخرطوم لموقع سكاي نيوز عربية: "يحاول أحمد مساعدة الأسرة للحصول على الطعام، لكن حصيلة ساعات عمله الطويلة تكفي بالكاد لوجبة واحدة متواضعة تقي اخوانه الخمس قساوة الشعور بالجوع".
وتشير أم أحمد التي فقدت عملها بعد الدمار الذي ألحقته الحرب بأكثر من 400 مصنع، إلى صعوبات كبيرة تواجه آلاف الأسر النازحة التي كان معظم معيليها من الموظفين والعمال الذين فقدوا وظائفهم بسبب الحرب.
ووفقا لتنسيقية المهنيين والنقابات السودانية، فقد نحو 3 ملايين سودانيا وظائفهم، كما انقطعت أجور ملايين العمال لفترات طويلة منذ اندلاع الحرب.
ويقدر باحثين اجتماعيين عدد المتأثرين بفقدان وظائف معيليهم، أو انقطاع أجورهم بنحو 20 مليونا.
إنكار رسمي
وتنتقد السلطات الحكومية التقارير التي تتحدث عن أزمة الجوع في السودان، وتعتبرها جزءا من حملة موجهة، لكن مراقبين يحملون عملية الإنكار تلك مسؤولية تفاقم أزمة الجوع في البلاد.
ويرى الباحث الأمين مختار، أن جزء كبير من الأزمة يكمن في إنكار الحكومة لوجود المجاعة، رغم عدم توفر الطعام والدواء لدي غالبية السكان، مع تعطل الموارد البشرية والمادية. ويوضح "معظم السكان يواجهون صعوبات كبيرة في توفير ادني الاحتياجات (...) الوضع كارثي ويتطلب تدخل عاجل من أجل توفير الأمن الغذائي".
ارتفاع الأسعار
ارتفعت أسعار معظم السلع الأساسية بأكثر من 400 في المئة، بعد اندلاع الحرب، مما حد من القدرة الشرائية بشكل كبير.
يجد 90 في المئة من النازحين صعوبات كبيرة في الحصول على الخدمات، بسبب ارتفاع الأسعار، ونفاد المدخرات، أو نقص السيولة.
تشكل النساء 56 في المئة، والأطفال دون 18 عاما 53 في المئة من النازحين داخليًا، يفتقد 64 في المئة منهم المأوى المناسب.
إضافة إلى ارتفاع الأسعار ونفاد المدخرات، يواجه النازحون الذين يعتمدون على المداخيل اليومية الضئيلة أزمة سيولة حادة نجمت عن عملية استبدال العملة التي تمت نهاية الشهر الماضي، وسط تقارير تشير إلى عجز الكثير من السكان عن استبدال ما يملكون من عملات قديمة.
وقالت تنسيقية المهنيين والنقابات السودانية "عملية استبدال العملة في السودان تمت في بيئة غير مستقرة سياسيًا وأمنيًا، مما ساهم في تفاقم الأزمات الاقتصادية وزيادة الاعتماد على السوق السوداء".
سكاي نيوز عربية - أبوظبي