بقلم: إسماعيل الحلوتي

مما لا مراء فيه أن الشباب هم الأمل الذي تبني عليه عديد بلدان العالم أحلامها، باعتبارهم الركيزة الأساسية للأمم وأساس تقدمها وتطورها. فهم نواة المجتمع الأساسية ومصدر قوته ونهضته، بل هم نبراس الأمة ونورها الذي لا ينطفئ، ولاسيما إذا ما تم الحرص على تطوير قدراتهم وحسن استثمار جهودهم وطاقاتهم في اتجاه خدمة البلاد، وإحداث التطور المنشود في كافة المجالات الخدماتية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها.

..

ذلك أنه وفي إطار الاعتراف بما للشباب من مكانة متميزة وحاجة ملحة لطاقاتهم ومواهبهم في بناء حضارات مجتمعاتهم، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة تاريخ 12 غشت يوما عالميا للشباب منذ عام 1999 يتم فيه الاحتفاء بهم قصد تذكير العالم بدورهم الريادي، باعتبارهم عماد الأمم وأساس مشاريعها الثقافية والاجتماعية، ويعدون شركاء أساسيين في الإصلاح والتغيير، إلى جانب كونهم الفئة الأكثر احتياجا للاهتمام في ظل حساسية المرحلة العمرية التي يعيشون في كنفها. كما أن هذه المناسبة الكونية تعتبر فرصة لإذكاء الوعي بالتحديات والمشاكل التي تواجه فئة الشباب. إذ أنه وحسب منظمة اليونيسكو يعيش في العالم حوالي 1,8 مليار شاب وشابة عدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي، فضلا عن التحديات التي تشوب سوق الشغل ومحدودية المشاركة في الحياة السياسية والمدنية، مما يعمق عزلتهم في مجتمعاتهم.

وبالإضافة إلى اليوم العالمي للشباب (12 غشت)، يحرص المغرب على الاحتفال بعيد الشباب في (21 غشت) من كل سنة الذي يصادف ذكرى ميلاد العاهل المغربي محمد السادس. وهي مناسبة يتم فيها تسليط الضوء على التزام جلالته الراسخ برعاية فئة الشباب وتحفيزهم الدائم على الانخراط في الدينامية المجتمعية وتعزيز مشاركتهم السياسية والاقتصادية. كما أنها فرصة متجددة للاحتفاء بهذه الثروة الحقيقية للأمة، وللوقوف كذلك على حصيلة المبادرات التي ما انفك يطلقها لفائدتهم منذ اعتلائه عرش أسلافه الميامين، والتفكير في الأعمال والإجراءات التي من شأنها تحقيق الازدهار الاجتماعي والثقافي لهم، خصوصا أن تنمية المغرب تعتمد على شباب حر ومزدهر، يتمتع بالكفاءة وروح الإبداع والمبادرة وقيم المواطنة الحقة.

بيد أنه هناك عدة مشاكل تعترض الشباب المغربي وتحول دون إثبات ذاته والكشف عن قدراته، فإلى جانب التهميش وعدم تكافؤ الفرص تعد معضلة البطالة من بين أكثر المشاكل الاجتماعية تعقيدا، التي مازالت تشغل بال عشرات الآلاف من الأسر المغربية وتقض مضاجعها، دون أن تكون الحكومات المتعاقبة على تدبير الشأن العام ببلادنا قادرة على ابتكار حلول ملائمة لمواجهتها والحد من معدلاتها المتفاقمة، وخاصة في أوساط ذوي الشهادات العليا من خريجي الجامعات والمعاهد والمؤسسات المغربية. وهو المشكل المقلق والمؤرق الذي لم تعد تنفع معه تلك الحلول الموسمية والترقيعية، التي ليس لها من هدف عدا در الرماد في العيون ومحاولة تذويب الاحتقان الشعبي المتنامي إلى حد أصبح فيه البعض يصف "عطالة الشباب" بالقنبلة الموقوتة، التي لا يمكن التنبؤ بموعد انفجارها ولا بحجم تداعياتها الوخيمة.

فالمذكرات الإخبارية للمندوبية السامية للتخطيط لم تفتأ تكشف عن أرقام صادمة حول ارتفاع معدلات البطالة في صفوف الشباب، حيث أن المذكرة الأخيرة الصادرة في مطلع شهر ماي 2023، أظهرت أن حجم العاطلين في المغرب ارتفع بمعدل 6 في المائة، ما بين الفصل الأول من سنة 2022 والفصل نفسه من سنة 2023. وأفادت ذات المذكرة المتضمنة لأحدث البيانات والمؤشرات حول البطالة بالمغرب، أن عدد العاطلين بالمغرب انتقل من مليون و466 ألف عاطل إلى مليون و549 ألف عاطل، 67 ألف منهم بالوسط الحضري و16 ألف بالوسط القروي.

وأشارت ذات المذكرة إلى أن معدل البطالة ما بين الفصل الأول من العام الماضي والفصل نفسه من السنة الحالية 2023 قفز إلى 0,8 نقطة، منتقلا من 12,1 إلى 12,9 في المائة، بتفاوت واضح بين المجالين الحضري والقروي. كما شهدت البطالة على مستوى أعمار العاطلين ارتفاعا حادا بلغ 1,9 نقطة، في الفئة المتراوحة أعمارهم ما بين 15 و24 سنة، منتقلة بذلك من 33,4 إلى 35,3 في المائة، وفي أوساط الأشخاص المتراوحة أعمارهم ما بين 25 و34 سنة، منتقلة من 19,2 إلى 20,9 في المائة، بمعدل 1,7 + نقطة. أما فيما يخص جنس العاطلين، فقد رصت أرقام المندوبية ارتفاعا في معدل البطالة لدى الجنسين، حيث انتقلت من 10,5 إلى 11,5 في المائة لدى الرجال، ومن 17,3 إلى 18,1 في المائة بالنسبة للنساء...

إننا أمام هذه الأرقام المقلقة التي ما فتئت تتطور سنة بعد أخرى، بات لزاما على أصحاب القرار ببلادنا الالتزام بالتعليمات الملكية السامية والانكباب الجاد والمسؤول على سن سياسات عمومية ناجعة، تضع مشاكل الشباب في صلب اهتماماتها، ولاسيما أن الحكومات المتعاقبة مازالت عاجزة عن احتواء الشباب ومعرفة مشاكلهم الحقيقية وتأهيلهم في إطار سياسة تربوية وتكوينية فعالة وهادفة.

ذلك أن ثلث الشباب المغاربة فقدوا ثقتهم في المستقبل، جراء عدة عوامل وفي مقدمتها استشراء الفساد، ضعف النظام التعليمي الذي لا يؤهلهم بشكل كاف لسوق الشغل، انعدام تكافؤ الفرص بين أبناء الشعب المغربي فضلا عن التحديات التي تواجههم بقوة في إيجاد فرص عمل مناسبة تحفظ كرامتهم.

 

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: فی المائة ما بین

إقرأ أيضاً:

موسم واعد بالخير.. التموين تدعو المزارعين إلى سرعة توريد القمح بالسعر المغري

كتب- محمد سامي:

قال الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، إن موسم توريد القمح المحلي لعام 2025 يشهد انطلاقة قوية، تعكس حرص الدولة على دعم الفلاح المصري وتحقيق الأمن الغذائي؛ حيث تم تحديد سعر توريد مغرٍ وعادل يتجاوز السعر العالمي، بما يضمن عائدًا مجزيًا للفلاح ويشجعه على التوريد.

وأشار فاروق، حسب بيان الوزارة اليوم الثلاثاء، إلى أن كل المؤشرات حتى الآن تدعو إلى التفاؤل والثقة بتحقيق المستهدف من الكميات الموردة، مؤكدًا أن الدولة سخَّرت جميع إمكاناتها لإنجاح الموسم، من خلال جاهزية نقاط الاستلام وتوفير كل التيسيرات اللازمة للمزارعين.

وقال الوزير: نحن نعتمد على منظومة قوية تضم جميع الجهات المسوقة؛ وفي مقدمتها جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، بالإضافة إلى الشركة القابضة للصوامع والتخزين، وشركات المطاحن التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية، والبنك الزراعي المصري؛ حيث تعمل جميعها بتناغم كامل لضمان انسيابية عمليات التوريد على مستوى الجمهورية.

وأوضح فاروق أن الوزارة قامت بتجهيز أكثر من 420 نقطة تجميع واستلام؛ لتقليل عبء النقل عن المزارعين وتسهيل عمليات التسليم، مؤكدًا أنه سيتم صرف المستحقات المالية للموردين خلال 48 ساعة فقط من تاريخ التوريد، في إطار حرص الدولة على دعم الفلاح المصري وتحقيق الاستقرار له.

وأشار الوزير إلى أنه تم تشكيل غرفة عمليات مركزية بالوزارة تعمل على مدار الساعة؛ لمتابعة الموقف أولاً بأول، بالإضافة إلى غرف عمليات في جميع مديريات التموين؛ لمتابعة التنفيذ ميدانيًّا والتعامل الفوري مع أي تحديات.

وشدد فاروق على أننا أمام موسم واعد يحمل الخير للفلاح والدولة معًا، وندعو جميع المزارعين إلى سرعة التوريد والاستفادة من السعر المجزي والخدمات المقدمة، دعمًا لمخزوننا الاستراتيجي وتحقيقًا لأمننا الغذائي الوطني.

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

الدكتور شريف فاروق التموين المزارعين توريد القمح

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة أعلى من العالمي.. "التموين": سعر مغرٍ لتوريد القمح المحلي أخبار التموين تمد صرف المنحة الإضافية على بطاقات التموين حتى نهاية مايو 2025 أخبار وزير التموين: تكثيف الرقابة على الأسواق.. وتوافر السلع الغذائية خلال أعياد أخبار 2200 جنيه للأردب.. الجيزة تبدأ استقبال القمح المحلي من المزارعين أخبار

إعلان

إعلان

أخبار

موسم واعد بالخير.. "التموين" تدعو المزارعين إلى سرعة توريد القمح بالسعر المغري

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

البنك المركزي يكشف مصير العملات البلاستيكية وسر الـ10 جنيه الورقية الحديثة ذروة الموجة الحارة.. تحذير من "الأرصاد" بشأن طقس اليوم الثلاثاء 27

القاهرة - مصر

27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • بطالة شباب غزة – جيل عالق بين الحصار والأمل
  • الأهلي والشباب يستعرضان عدد بطولاتهم الرسمية
  • مناقشة برامج التأهيل التي تنفذها اللجنة الوطنية للمرأة
  • هل يتحول القطب المالي للدار البيضاء مستقبلاً إلى “داون تاون” ؟
  • "كان" الفوتسال... المنتخب المغربي يواجه ناميبيا في الرباط وعينه على تحقيق الانتصار
  • موسم واعد بالخير.. التموين تدعو المزارعين إلى سرعة توريد القمح بالسعر المغري
  • منتخب الشباب يواجه نيجيريا وديا استعدادا لأمم إفريقيا
  • موقع أمريكي يشخّص الخطر الذي يواجه ترامب بسبب تجاوزه للحدود الدستورية
  • منتخب الشباب يواجه نيجيريا وديًا في البروفة الأخيرة قبل افتتاح أمم إفريقيا تحت 20 عامًا
  • الشيب المبكر: الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى ظهور الشعر الرمادي في سن الشباب