وزير السيحة من قضاء جبيل: يجب أن نصمد ونتضامن بين بعضنا البعض
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
جال وزير السياحة في حكومة تصريف الاعمال وليد نصار في عدد من قرى وبلدات قضاء جبيل الشمالية، يرافقه مستشاره عماد فرحات ورئيس بلدية بلاط- قرطبون ومستيتا عبدو العتيق، حيث أدرج على الخارطة السياحية بعض المعالم الأثرية والأماكن الدينية والسياحية.
استهل نصار جولته في بلدة مشمش، حيث كان في استقباله رئيس البلدية سمعان الخوري وأعضاء المجلس البلدي، كاهن الرعية الخوري انطوان ضاهر، رئيس المكتب الإقليمي للدفاع المدني في قضاء جبيل شكيب غانم وعدد من اهالي البلدة، حيث زار كنيسة مار ضومط، كنيسة سيدة أرميش، دير مار سركيس، دير مار تادروس ومطعم كبوش التوت.
بعدها انتقل الى لحفد حيث كان في استقباله في قاعة رعية مار اسطفان راعي ابرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، نائب رئيس البلدية الياس غانم وأعضاء من المجلس البلدي. وألقى غانم كلمة نوه فيها بالدور الذي يقوم به نصار في وزارته، عارضا للمواقع السياحية والدينية في البلدة.
نصار
وشكر نصار في كلمته المطران عون على حضوره، وقال: "جعلنا من وزارة السياحة وزارة لكل لبنان. وما نقدمه من خدمات لمنطقة جبيل نقدمه ايضا لبقية المناطق اللبنانية، كل منطقة بحسب حاجتها السياحية وما تتحلى به من تراث ديني وزمني، والكل صار شاهدا على عمل وزارة السياحة".
ودعا أبناء لحفد الى "إبراز المعالم السياحية في بلدتهم وهي كثيرة، وتنظيم الزيارات المعرفية لها"، معلنا أنه كإبن منطقة جبيل يتعاطف معهم ويقف الى جانبهم "بتقديم كل مساعدة يحتاجونها سواء من وزارة السياحة أو من بقية الوزارات".
ولفت الى أن "أكثر من مليونين ونصف المليون وافد دخلوا لبنان حتى تاريخه وهم يشكلون رافعة اقتصادية مهمة في هذه الظروف المادية الصعبة التي تعصف باللبنانيين". ودعاهم الى "التمسك بالأرض والعادات القروية، فهي رأسمال عزيز لا يعرف قيمته إلا من يفتقده".
عون
ونوه المطران عون بنشاط "ابن الابرشية الوزير نصار الذي جعل من وزارة السياحة وزارة سيادية في التصنيفات المعتادة عند تأليف الحكومات. وقد أثمر عمله بتوافد عدد كبير من المغتربين والسواح الى لبنان هذا الصيف".
أضاف: "كلنا امل ان تعود الوزارات والادارات الرسمية الى عملها المعتاد خدمة للمواطنين وتلبية لحاجاتهم، لأنه، ونقولها بكل أسف، إدارات الدولة معطلة ومصالح المواطنين مجمدة".
ودعا اللبنانيين الى "الصمود بوجه الحروب المتعددة الأوجه"، وقال: "استمرت الحرب على أرضنا اكثر من 15 عاما، ورغم الدمار الذي أصاب بلدنا فقد خرج اللبناني من هذه الحرب كطائر الفينيق، يجب أن نصمد ونتضامن بين بعضنا البعض بروح المحبة لان اليأس ممنوع في حياتنا".
وختم متوجها الى "الشباب الذي يهاجر طلبا للعلم والعمل": "لا تنسوا وطنكم ولا أهلكم ولا أرضكم".
ميفوق
بعد ذلك انتقل نصار والوفد المرافق الى ميفوق- القطارة حيث كان في استقباله في مبنى البلدية رئيسها هادي الحشاش واعضاء المجلس البلدي والمخاتير وحشد من الاهالي.
وألقى الحشاش كلمة رحب فيها بالوزير متمنيا عليه "متابعة موضوع طريق القديسين الذي توقف العمل به لاسباب مادية"، ومشيرا الى ان "المبلغ المتبقي لانجاز هذا المشروع ليس كبيرا ويمكن العمل على تأمينه من الصناديق الداعمة".
ورد نصار بكلمة شكر فيها الجميع على الاستقبال، مؤكدا ان طريق القديسين في اولى اهتماماته "ولكن الجميع يعرف الاسباب التي ادت الى توقف العمل بها"، واعدا بمتابعة الموضوع.
وتحدث عن أهمية بيوت الضيافة، داعيا الى "ضرورة قيام هذه البيوت في القرى والبلدات لانها تساهم في الحركة الاقتصادية والسياحية في كل بلدة".
بعد ذلك قدم الحشاش ايقونة للعذراء مريم للوزير نصار الذي انتقل الى دير ميفوق للرهبانية اللبنانية المارونية، فمعرض الثراث والتحف القديمة في البلدة حيث اعلن عن ادراجه على خريطة السياحة المحلية.
كذلك زار نصار بلدة ترتج ودير مار سركيس وباخوس ودير مار انطونيوس وكنيسة مار جرجس الأثرية ودرب الصليب في محمية مار جرجس، وهو من تصميم وتنفيذ وانجاز ابن البلدة رئيس مجلس الرعية المارونية في الكويت المهندس جوزيف اسطفان وعقيلته ظريفه حبشي، وكان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي بارك وكرس هذا الدرب في الاحتفال الذي اقيم في آب 2021.
وكان في استقبال نصار في ترتج النائب السابق اميل نوفل ومخاتير البلدة وكاهن الرعية الرئيس السابق للمجلس الثقافي في بلاد جبيل الدكتور نوفل نوفل، وقدم له المؤرخ شربل اسطفان كتابه عن ترتج.
بعد ذلك انتقل نصار الى بلدة جاج حيث كان في استقباله في باحة كنيسة مار عبدا رئيس البلدية غبريال عبود واعضاء المجلس البلدي ومختار البلدة وسيم العنيسي، ثم إلى دير مار ضومط ومتحف النحات بطرس فرحات، ولبى دعوة رئيس البلدية الى مأدبة غدا اقامها على شرفه في "سما جاج"، شارك فيها الرئيس السابق للمجلس الدستوري الدكتور عصام سليمان وعقيلته المحامية أليس، رئيسة هيئة القضايا والتشريع في وزارة العدل القاضية الدكتورة هيلانة إسكندر وزوجها المحامي سليمان سليمان ومدعوون.
واختتم نصار جولته بزيارة كنيسة مار ليشع وAlyassa Village في سقي رشميا.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: المجلس البلدی وزارة السیاحة رئیس البلدیة کنیسة مار نصار فی دیر مار
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة الأزهر: الحوار الحضاري ليس فيه "حق الفيتو" الذي يستحل دماء الدول المستضعفة
أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن المؤتمر الذي تعقده كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر بعنوان: " الدعوة الإسلامية والحوار الحضاري رؤية واقعية استشرافية"، أحسنت الكلية في اختيار موضوعه، لافتًا إلى أن عنوان المؤتمر السابق كان: "نحو شراكة أزهرية في صناعة وعي فكري آمن رؤية واقعية استشرافية"؛ والقاسم المشترك بين المؤتمرين هو الحرصُ على تحديد آفاق الرؤية التي تضع عينا بصيرة على الواقع بهمومه وقضاياه وتضع العين الثانية على استشراف المستقبل لترمق ملامحه من بعيد، والنفوس شغوفة بما يكون في المستقبل تسترق السمع، تتحسس صورته التي ربما لا يمهلها الأجل لتراها رأي عين.
رئيس جامعة الأزهر يكرم خريجي الأزهر التايلانديينودعا رئيس جامعة الأزهر خلال كلمته بالمؤتمر اليوم الأحد إلى ضرورة أن يَعْمَلَ الإنسانُ في يومِه لما يُسْعِدُهُ في غده، مستشهدًا بمقولة سيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما : "اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا"، وأن التخطيط للمستقبل والسعي لما يحقق تقدم العباد والبلاد لتُتِمَّ الأجيالُ القادمةُ ما بدأته وتعبت فيه الأجيالُ المعاصرة لهو من أهم وسائل القوة والنجاح والتقدم والازدهار، وقد سبقتنا الأمم بإتقانها هذا التخطيطَ وإحسانِها رؤيةَ آفاق المستقبل التي تقوم على أسس قوية وأعمدة راسخة تؤسس للبناء عليها في المستقبل .
وفي حديثه عن الحور الحضاري، بيَّن رئيس جامعة الأزهر أن موقع الحوار من الدعوة الإسلامية كموقع الرأس من الجسد، ولا يصلح الجسد إلا بالرأس، وتاريخ الحوار موغلٌ في القدم، يعود إلى بَدْءِ خلق الإنسان، حين خلق الله تعالى سيدنا آدم عليه السلام وأمر الملائكة بالسجود له وأمر إبليس بالسجود له، فدار حوار بين الله جل جلاله وبين الملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، كما جرى الحوار بينه سبحانه وبين إبليسَ أشقى خلقه، وبينه سبحانه وبين سيدِنا آدمَ وذريتِه الذين كرَّمَهُم الله جل وعلا وفضلهم على كثير ممن خلق تفضيلا، وقص الذكر الحكيم هذه الحواراتِ في كثير من سور الكتاب العزيز، ولو شاء سبحانه لأمرهم جميعا فأتمروا، ونهاهم جميعا فانتهُوا، ولكنه جل وعلا يعلمنا أن نلزم الحوار سبيلا مع الأخيار والأشرار، لتتضح الحجة، ويَمِيزَ الحقُّ والباطل، ليحيا من حَيَّ عن بينة ويَهْلِكَ من هلك عن بينة . وهكذا يعلمنا الذكر الحكيم حتى لا نَغْفُلَ عن هذه الوسيلة الإقناعية.
بالحوار قامت السماوات والأرضوأوضح أنه بالحوار قامت السماوات والأرض فلم يقهرهما خالق القوى والقدر على طاعة أمره حين خلقهما، ولو قهرهما لخضعتا وذلتا، بل خيرهما وحاورهما وسجل ذلك في محكم التنزيل العزيز فقال سبحانه : " ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ( فصلت 11) . مضيفًا فضيلته أن الحوار هو منطق العقول الراشدة التي تسعى إلى الوصول إلى الصواب والسداد، في أناة وحيدة وإنصاف، بعيدا عن التشويش والضجيج الذي يملأ الأفق ويسد المسامع ويعصف بالحق.
وأكد أن الحوار الحضاري هو الحوار الصادق الذي يتغيا الحق والعدل والإنصاف، وليس فيه " حق الفيتو " الذي يغلب فيه صوت الفرد أصوات الجماعة، وكما قالوا "رأي الجماعة لا تشقى البلاد به رغم الخلاف ورأي الفرد يشقيها"، حق الفيتو الذي تستحل به الدولة العظمى القوية دماء الدول المستضعفة وتستبيح قتل رجالها ونسائها وأطفالها كما يحدث اليوم في غزة في حرب ضروس استشهد فيها أكثرُ من أربعين ألفِ شهيد، منهم أكثرُ من عشرة آلاف طفل لا تتجازو أعمارهم سن العاشرة، فضلا عن النساء والعجائز.
وتابع فضيلته أن هذا يحدث منذ سنة كاملة من الإبادة الجماعية التي تقوم بها آلة الدمار الصهيوني على مرأى ومسمع من العالم الذي طالما تغنى بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وأقام البرلمانات الدولية وتفاخر باعتمادها على حرية الرأي والحوار الحضاري واحترام العهود والمواثيق الدولية إلى آخر هذه العبارات الطنانة التي لا وجود لها عند التعامل مع المسلمين.
وأضاف أن لغة الحوار هي لغةُ العقل والمنطق، ولغةَ الحرب هي لغةُ السلاح والدمار، فيا عقلاء العالم : لماذا تركنا لغة السلام إلى لغةِ السلاح، ومنطقِ السلاح، ودمارِالسلاح، وإزهاقِ الأنفس والأرواح ؟
فهل يمكن أن نجتمع على كلمة سواء توقف هذا الدمار ؟ هل يمكن أن تصمت أصوات المدافع وتنطق أصوات الحوار الراشد بالدعوة إلى الاحتكام إلى العقل والمنطق والحكمة والسلام ؟
وقال رئيس جامعة: "إنني على يقين أن أمتنا الإسلامية إذا اتحدت واجتمعت كلمتُها فإن وَحدتها جديرةٌ بأن تُذْهِبَ " حق الفيتو " إلى غير رجعة، وتَرْكُمَه في مزبلة التاريخ ؛ لأنه حقٌّ قام على الظلم والجَور والعدوان، وليس له مثقالُ ذرة من وصف الحق الذي يحمل اسمه، فهو حق أُرِيدَبه باطل، وظلمٌ ينبغي حَذْفُهُ من جميع المواثيق الدولية، بل هو رِجْس ونَجَسٌ لا يغسل أدرانَه ماء البحر !!
وفي ختام كلمته، أعرب فضيلته عن تقدير جامعة الأزهر لهذه الجهودَ المخلصة التي يقوم بها فضيلة الإمام الأكبر الأستاذُ الدكتور أحمد الطيب شيخُ الأزهر الشريفِ حفظه الله تعالى في ملف مهم جد، ملفِّ " الحوار الإسلامي الإسلامي " الذي يسعى إلى جمع كلمة الأمة الإسلامية، وَلَمِّشملِها، ووحدةِ صفها ؛ حتى تكونَ لها رايةٌ مرفوعة، وكلمةٌ مسموعة، وتستردَ عافيتها وعزتها وكرامتها وتغسلَ عن وجهها المشرقِ وجسدِها النظيف أدرانَالفُرقة والتشتُّتِ والضَّعْفِ، وتعودَ أمةً واحدة كما أمر الله جل وعلا في قوله : " إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ " ( الأنبياء 92)، نقولُ لأشقائنا في العالم الإسلامي : أطفئوا نار الخلاف والشقاق والنزاع، وتذكروا أننا جميعا أمةٌ واحدة، وأن السهم الذي يصيب به أحدُنا أخاه يرتد في صدره ويصيبُه هو.