لجريدة عمان:
2024-12-29@03:13:49 GMT

صولجانُ الحافزِ رهانُ التعليم

تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT

بعيدا عن كل تصادمات الواقع السياسي في العالم- التي لا تعدو كونها انعكاسات جليّة(مهما تخفّت وتقنّعت) لحروب اقتصادية معلنة أو غير معلنة تحركها شراكات عالمية أقسى من أن تنتصر لوعي شعوبها أو استقرار أفراده- نجد أننا على أعتاب عام دراسي مقبل بكل ما يحمل من رؤى مستقبلية استشرافية، وآمال مختلفة واعدة، بكل ما قد يذهل أو يصدم من محتويات أو مضامين أعدتها أو لم تعدها مؤسسات تعليمية كثيرة لمراحل تعليمية متباينة، بكل ما لدى الأهل من آمال وصبر وما لدى الأبناء من أحلام ورؤى نستقبل والعالم عاما دراسيا جديدا ليبقى التعليم هو الرهان الأقوى لتغيير واقع الأمم الحالي إلى واقع مأمول لأجيال حالمة بالكثير، طامحة لغد أفضل، مترقبة فرصا وظيفية لا حدود لتوقعاتها، ولا فضاء لتجلياتها.

ومن رهان التعليم الذي يعتبر وحده الصولجان الذي يملك قوة تغيير وجه الواقع مهما كان مريرا، كما يملك تحريك مراكز القوى وتأثير الشعوب، وإن كان للتعليم كل هذه القدرة وكل عظيم الأثر فما سبيلنا لتفعيله سلاحا نراهن عليه لبلوغ المؤمل من واقعنا ومستقبل أجيالنا الواعدة؟

يبدو أن التحدي الأصعب لا يكمن في النظريات التربوية والمناهج المعرفية، ولا يعتمد على التأهيل والتدريب والإنفاق، وإنما مَكْمَنُه خلق الحافز للتعليم أولا وقبل كل شيء لدى المتعلمين، فإن فُقِد ذلك الحافز لن يكون التعليم حينها إلا عملية آلية جامدة لاستقبالٍ ثم إرسالٍ لتراكم معلوماتي باهت خالي الوفاض من المعرفة أو الوعي أو حتى الشغف، وليس هذا ما نبغي على أية حال أو ما يحاول التعليم بلوغه من أهدافه ورسالته.

ما الذي يصنع أو يسلب الحافز للتعليم في هذا الواقع المعاش اليوم؟

أول مثبطات الحافز للتعليم الفكرة التقليدية التي تربط التعليم والشهادة العلمية التخصصية بالوظيفة، فإن صعبت الوظيفة أو تأخرت أو تعطلت انتفى حافز التعلّم لدى كثير من الشباب الذين تربوا على فكرة العلم لأجل الوظيفة، وإن كانت الشهادة الجامعية سببا رئيسا من أسباب الحصول على الوظيفة وإحدى أهم الكفاءات المطلوبة لتحصيل الوظيفة العملية إلا أنها لا ينبغي أن تكون سببا وحيدا للتعليم، وهذا ما ينبغي أن يُنَشَّأ عليه الأبناء لاستبقاء جذوة التعلّم وشغف التعليم لأجل التعليم ذاته الجدير بالسعي، والمستحق للتميز والإبداع مع الوظيفة المنتظرة أو بدونها، خصوصا إن قطعنا الفرص الوظيفية عن مربع المكان، وجرّدنا الكفاءة العلمية من هذا الارتباط الجغرافي لفكرة أرحب وأشمل؛ ألا وهي صلاحية الكفاءة العلمية لكل مكان وكل زمان دون أدنى شعور بالذنب، أو ضعف الوطنية، الوطنية التي ينبغي أن تكون لصيقة بالفكرة لا بالمكان، فلا يمكن تجريد العاملين بشهاداتهم العلمية وتخصصاتهم المختلفة من وطنيتهم لمجرد تحقق ذواتهم وظيفيا خارج سياق أوطانهم جغرافيا، وإنما هي أكثر تجذرا وأقوى أثرا مع اختبار البعد والسعي لصنع بصمة عمانية خاصة في مربعات جغرافية خليجية أو إقليمية أو حتى دولية، مع كل إضافات هذه التجربة من خبرات متنوعة وشبكات تواصل أوسع تتيح لساعيها فتح باب ذاتي لبلوغ الطموح، وأبواب أخر لطموح جماعي قد يُمَكِّن من استقطاب شباب آخرين بشهادات علمية مختلفة ومهارات متنوعة.

من الممكن اليوم -غير المتاح قبل عقود- إمكانية العمل عن بعد في شركات عالمية، خصوصا في المجالات المرتبطة بتقنية المعلومات والبرمجة والتصميم، وحتى الترجمة والفنون، وكل ما على الخريج الواثق فعله حينها هو تمكنه من بوابات العالم الرقمي وصولا لأفضل الفرص وأقوى العروض التي تضيف لرصيده المعرفي الكثير، كما تحقق استقراره المادي والمجتمعي، وكل هذا الممكن لن يكون ممكنا بغير التعليم والشهادة التي ستكون جواز سفرك لفضاءات أرحب وخبرات أوفر وسلاحك الدائم للقادم من تحديات الغد المجهول.

خلق حافز التعليم ثم تغذيته ورفده مسؤولية الجميع بداية من الأسرة، مرورا بالمؤسسات التعليمية (مدارس أو جامعات) وانتهاء بكل مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص إذ لا يمكن العودة للتجهيل بعد العلم، ولا التقهقر بعد إقدام، كما لا ينبغي التشكيك إطلاقا في قدرة العلم على صنع الفارق في كل مجالات الحياة زمانيا ومكانيا، وما علينا إلا أن نرقب العودة للدراسة بسخاء محبة وفيض دعاء، مباركين سعي الطلاب - في كل المراحل- بناءً لغدهم المشرق، وإخلاص المعلمين رفدا لأجيال لا تنسى الفضل بينها، واجتهاد إدارات كاملة بعدتها وعتادها؛ دعما لا ينفد وتمكينا لا ينتهي وصولا لأهداف نرومها جميعا لوطن جدير بالأفضل منا، والأجمل من سعينا، ولا يكون ذلك ولن يكون إلا بالتعليم وقودا للتنمية ومحركا للتغيير والتطوير.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

مدير تعليم فرشوط يكرم أوائل الطلاب بمدرسة القبيبة للتعليم الأساسى

شهد عبدالرسول صقر مدير إدارة فرشوط التعليمية وعبدالرافع جاد وكيل الإدارة التعليمية حفل تكريم ( أوائل الطلاب _  والأنشطة التربوية _ والمتفوقين رياضيا) وذلك بحضور عاطف ابراهيم رئيس قسم المتابعة وتقييم الأداء ، ووحيد الكيلانى رئيس قسم التخطيط والمتابعة، واسماعيل ابراهيم توجية التربية الرياضية ولفيف من القيادات التعليمية، والحاج محمد عبدالحفيظ عمدة القبيبة وأعضاء مجلس أمناء المدرسة. 

تكريم الطلاب المتميزين فى الأنشطة التربوية والرياضية وأوائل طلاب المدرسة. 

وقال "صقر" فى كلمته يأتى هذا التكريم من أجل حث الطلاب على التفوق والاجتهاد ، وعبر فيها عن امتنانه وشكره لأولياء الأمور الذين لم يدخروا جهداً في رعاية أبنائهم المتفوقين وتقديم كل سبل العون لهم، كما هنأ الطلاب وطالبهم ببذل مزيد من الجهد، وحثهم على مواصلة توفقهم الدراسي لتحقيق طموحاتهم المستقبلية، مشيدا بدور الأسرة في رعاية أبنائها والاهتمام بهم، وتهيئة الأجواء المناسبة للحصول على أعلى الدرجات، مؤكداً على أنه تم تكريم الطلاب المتميزين والمتفوقين لتحفيزهم على مواصلة النجاح والتفوق.

واختتم بتقديم ميدالية رياضية لمدير الإدارة عبدالرسول صقر وتكريم توجية التربية الرياضية إسماعيل ابراهيم عبدالشافى .  

وقدم الشكر إلى سيد عبدالصبور مدير المدرسة وأعضاء هيئة التدريس بالمدرسة على مجهوداتهم المبذولة.  

وأجرى محمد جبران وزير العمل، ومحمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني زيارة لمحافظة قنا، حيث تفقدا مركز قفط للتدريب المهني الذي يقع في مركز مدينة قفط. 

جاء ذلك بحضور الدكتور حازم عمر نائب محافظ قنا، والدكتور أحمد المحمدي مساعد وزير التربية والتعليم للتخطيط الاستراتيجي والمتابعة، و هاني عنتر مدير مديرية التربية والتعليم بالمحافظة وعدد من نواب مجلس الشعب بالمحافظة. 

وتفقد  محمد جبران، و محمد عبد اللطيف والدكتور حازم عمر نائب المحافظ مركز التدريب المهني، الواقع على مساحة ٣٥٠٠٠ متر مربع، والذي صدر قرار بتخصيصه عام ٢٠٠١، وتم افتتاحه عام ٢٠١٨، ويضم ٢٢ قسمًا، ومن أبرز الدورات المتخصص فيها "كهرباء، وسباكة، ولحام، وتبريد وتكييف، وخياطة، وتطريز، وصيانة الحاسب الآلي، وصيانة المحمول، والمساحة، والتسويق الإلكتروني ، وصيانة الريسيفر والشاشات". 

كما تفقد الوزيران ورشة التركيبات الكهربائية، حيث اطلعا على الأجهزة والمعدات المستخدمة في التدريب والأدوات المستخدمة في مجال التركيبات الكهربائية، وكذلك ورشة الخياطة، واستمعا لشرح حول أسلوب وبرامج التدريب المقدمة في الورشة، والتي تهدف إلى تطوير مهارات الطلاب وتعزيز مهاراتهم الحرفية في تصميم الملابس وخياطتها بأعلى مستويات الجودة. كما قام الوزيران بزيارة ورشة اللحام وورشة السباكة الصحية، حيث شاهدا كيفية تدريب الطلاب على استخدام أدوات اللحام المختلفة وتدريب الطلاب على القيام باللحامات الدقيقة والمعقدة، وكذلك المعدات المستخدمة في تدريب الطلاب على السباكة الصحية، وأسلوب التدريب العملي لتمكين الطلاب من اكتساب المهارات اللازمة وتعزيز قدراتهم ومهاراتهم الفنية.

وفي هذا الإطار، وجه الوزير محمد عبد اللطيف بزيادة عدد أيام تدريب طلاب المدارس الفنية المجاورة في مركز قفط للتدريب المهني لتطوير قدراتهم ومهاراتهم بما يتواكب مع متطلبات سوق العمل. وأكد وزير العمل محمد جبران على أن برنامج زيارة اليوم إلى محافظة قنا، من تفقد مركز التدريب، وتسليم عقود لذوي الهمم ،وتسليم شهادات لخريجي مراكز التدريب، تأتي في إطار تنفيذ أهداف المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان" كما أن تواجد السيد وزير التربية والتعليم في هذه الفعاليات، يؤكد أيضًا السياسية الجديدة للحكومة، وهي العمل بروح الفريق الواحد من أجل صالح المواطن، والوطن.

وأشاد الوزير جبران بالجهود التي يبذلها وزير التربية والتعليم من أجل عملية تعليمية متميزة بلا تكدس داخل الفصول، وتطوير المناهج بما يتلائم مع احتياجات سوق العمل، وكذلك على تعاونه مع وزارة العمل في مجالات التدريب المهني وربط التدريب والتعليم باحتياجات "سوق العمل"، من خلال بروتوكول مفاده الاستفادة من إمكانيات وخبرات الوزارتين ،خاصة مراكز التدريب المهني التابعة لوزارة العمل ،والإستفادة منها في تدريب طلاب المدارس الصناعية على المهن التي يحتاجها سوق العمل في الداخل والخارج، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس ،وذلك في الأجازة الصيفية ،أو خلال العملية التعليمية.

وأشار الوزير إلى أهمية تكثيف التعاون بين المؤسسات المعنية بملف التدريب داخل المحافظة؛ لتوفير العمالة الماهرة والمُدربة، للمصانع والشركات، وقال إن الدولة دائمًا تعمل على توفير الحياة الكريمة للمواطن. 

ووجه الوزير رسالة إلى أهالي المحافظة، حيث حثهم على مواصلة الوقوف خلف القيادة السياسية، ومواجهة الشائعات المغرضة كافة، بالمزيد من العمل والإنتاج. ومن جانبه، أشاد السيد الوزير محمد عبد اللطيف بمركز التدريب المهني، مشيرًا إلى أن التعاون الوثيق مع وزارة العمل في إطار بروتوكول التعاون الموقع بين الوزارتين بهدف ربط مخرجات التعليم والتدريب المهني باحتياجات سوق العمل من خلال التركيز على زيادة أعداد المتدربين من الطلاب والخريجين لتواكب مهاراتهم سوق العمل.

وأكد وزير التربية والتعليم أن الوزارة تحرص على إحداث طفرة في قطاع التعليم الفني بالتعاون مع مختلف الوزارات والجهات باعتباره أحد أهم سبل تحقيق التنمية المستدامة، وذلك تنفيذا لتوجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي.

وأشار الوزير إلى زيارته السابقة للمركز عندما كان في طور التجهيز، حيث لاحظ أن الورش مزودة بأحدث التقنيات، مما يسمح لطلاب التعليم الفني بالاستفادة منها وتعلمهم تعليمًا جيدًا واكتساب مهارات تقنية عالية من خلال الجزء العملي.

ومن جانبه، أشار الدكتور حازم عمر نائب محافظ قنا إلى أن مركز قفط يعد القطب التنموي لتحقيق التنمية الشاملة وخدمة المنطقة الصناعية والمنطقة الحرة، وذلك بفضل الموارد والإمكانات التنموية والعمرانية المتوفرة في هذا المكان، موضحًا أن التنسيق بين وزارة العمل ووزارة التربية والتعليم ومحافظة قنا يهدف إلى الاستفادة القصوى من جميع الموارد المتاحة.

  وأوضح الدكتور حازم عمر أنه من خلال تفقد الورش تم الاطلاع على المعدات والأدوات التي أتاحتها الدولة والتي كانت غير مستغلة في السابق، لتصبح الآن في خدمة الطلاب في مختلف أقسام التعليم الصناعي، مشيرًا إلى أن هذه الورش تعمل على تزويد الطلاب بالمهارات العملية اللازمة، حيث يتمكنون من الاستفادة من الجزء النظري الذي يدرسونه في المدارس وتطبيقه عمليًا داخل المصانع، قائلًا: "نحن نسعى لتوسيع هذه المبادرة على مستوى المحافظة بأكملها لتمكين أكبر عدد ممكن من الطلاب من الحصول على هذا النوع من التدريب العملي المفيد". 

وخلال زيارة المركز، قام وزير العمل ووزير التربية والتعليم ونائب المحافظ بتسليم ٣٦ شهادة إتمام دورات تدريبية للشباب من الجنسين منهم ١٨ شهادة على مهن "المساحة والخرائط " أو "مسّاح عام" لخريجي مركز التدريب المهني بقفط، و٩ شهادات على مهن الخياطة لخريجي عربة التدريب المتنقلة بقرية القناوية، و٩ شهادات على مهنة الخياطة لخريجي وحدة التدريب الثابتة بقنا.

  كما سلم الوزيران، خلال فعاليات التفقد، ١٤ عقد عمل لذوي الهمم، في إطار تنفيذ أهداف المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان"، ودمج ذوي الهمم في سوق العمل تنفيذًا لتوجيهات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.

مقالات مشابهة

  • خبير اقتصادي: لن يكون هناك فقاعة عقارية في مصر
  • المركز الثقافي اليمني بالقاهرة يقيم محاضرة “صهاريج عدن _ أعجوبة الوظيفة والعمارة”
  • تعرف على تشكيل الأمانة الفنية للمجلس الوطني للتعليم والبحث والابتكار.. وفقًا للقانون
  • أرني سلوت: ليس غريبا على ليفربول أن يكون متصدرًا للدوري
  • حددها القانون.. تعرف على أهداف المجلس الوطني للتعليم والبحث والابتكار
  • الدولار يواصل الصعود مع رهان المستثمرين على مرونة الاقتصاد الأمريكي
  • وفقًا للقانون.. تعرف على تشكيل المجلس الوطني للتعليم والبحث والابتكار
  • تنبؤات بابا فانغا: صراع مدمر وكوارث تهدد البشرية.. فهل يكون عام 2025 بداية النهاية؟
  • 100 طائرة إسرائيلية تهاجم اليمن.. وإعلام: لن يكون الأخير
  • مدير تعليم فرشوط يكرم أوائل الطلاب بمدرسة القبيبة للتعليم الأساسى