القاهرة- عمر حسن: مستقبل مجهول ينتظر أسعار الأرز عالميًا بعد القيود المتتالية التي تفرضها الهند على صادراتها من هذه السلعة الأساسية التي تشكل أحد أركان الأمن الغذائي للكثير من الدول خاصة الإفريقية.

إجراءات عديدة اتخذتها الهند بدعوى الحفاظ على أمنها الغذائي، من شأنها دفع أسعار الأرز إلى ارتفاعات قياسية لا يعلم أحد مداها، في وقت يشهد العالم خلاله أزمة في الغذاء والإنتاج، فماذا فعلت الهند؟

بداية الأزمة

يبلغ إنتاج الهند من الأرز سنويًا 129.

5 مليون طن كثاني أكبر مُنتج له في العالم بعد الصين التي تنتج 149 مليون طن.

لكن الهند تتصدر دول العالم من حيث حجم المساهمة في تجارة الأرز عالميًا بواقع 22 مليون طن، بما يشكل 40% من حركة التجارة.

وشهد موسم زراعة الأرز في الهند هذا العام تقلصًا في حجم الأمطار بمناطق النمو الرئيسية للمزروعات.

وقالت وزارة الزراعة الهندية إن مساحة زراعة الأرز تراجعت خلال عام من 35.36 مليون هكتار إلى 30.98 مليون هكتار بنسبة 12%.

خشيت الهند أن يؤثر ذلك على أمنها الغذائي، خاصة بعد تضرر محصولها من القمح بفعل موجة الحر الشديدة هذا العام.

هنا قررت الهند وضع حد يضمن توفير الأمن الغذائي لشعبها البالغ تعداده أكثر من 1.4 مليار نسمة.

 

قرارات قاسية

اتخذت الهند على مدار الأسابيع الماضية قرارات عدّها البعض قاسية على الدول المستوردة للأرز خاصة الإفريقية، ولكنها كانت ضرورية من وجهة نظر الهند للحفاظ على استقرار أسعار الأرز محليًا، وذلك قبل الانتخابات العامة المقرر إجراؤها في أوائل 2024.

وتمثلت تلك القرارات في فرض رسوم بنسبة 20% على شحنات الأرز الأبيض والبني، كما حظرت صادرات الأرز الهندي المكسر إلى الخارج.

كما حظرت الهند في يوليو الماضي صادرات الأرز الأبيض غير البسمتي وفرضت رسوما 20 بالمئة على صادرات الأرز المسلوق.

كذلك فرضت الحكومة الهندية حدا أدنى لسعر تصدير شحنات الأرز البسمتي قدره 1200 دولار للطن، مبررة ذلك بأن بعض التجار كانوا يصنفون الأرز الأبيض غير البسمتي على أنه بسمتي للتغلب على قيود التصدير بعد صدور قرار الحظر.

وأضافت أن وضع حد أدنى لسعر التصدير سيساعد السلطات على ضمان عدم تصدير الأرز الأبيض على أنه بسمتي.

وتُصّدر الهند نحو أربعة ملايين طن من الأرز البسمتي إلى بعض الدول مثل إيران والعراق واليمن والسعودية والإمارات والولايات المتحدة.

 

ارتفاع الأسعار

قرارات الهند ستلقي بظلالها في القريب العاجل على أسعار الأرز عالميًا، خاصة في ظل الأزمة الروسية الأوكرانية التي تسببت في ارتفاع أسعار الغذاء عالميًا نتيجة تراجع صادرات أوكرانيا من الحبوب.

وارتفعت أسعار الأرز في آسيا إلى أعلى مستوياتها منذ نحو 15 عاماً في وقت سابق من هذا الشهر، وقد تواصل الزيادة بمستوى أكبر، مما يرفع التكاليف على المستوردين مثل الفلبين وبعض الدول الإفريقية.

وقال بي.في كريشنا راو رئيس اتحاد مصدري الأرز في تصريحات سابقة لـ"رويترز" إن الهند ستعطل سوق الأرز العالمي بسرعة أكبر بكثير مما فعلت أوكرانيا في سوق القمح بغزو روسيا.

ومن المتوقع أن تكون الدول الإفريقية أكثر الدول تضرراً من القرار، وسط توقعات بأن تطالب العديد من الدول، الهند، باستئناف شحنات الأرز.

وكانت شركة "غرو إنتيليجنس" -التي تحلل البيانات الخاصة بالمواد الخام- حذرت من أن قرار الهند قد يؤدي إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي في البلدان التي تعتمد بشكل كبير على واردات الأرز.

وتوقعت الشركة أن تعاني الدول الأفريقية وتركيا وسوريا وباكستان من الحظر لأنها تواجه بالفعل تضخمًا هائلا في أسعار المواد الغذائية.

كما قال موكيش جين، مدير شركة "سبونج إنتربرايسيز" لشحن الأرز في تصريحات سابقة، إن أسعار بعض الأصناف زادت بأكثر من 10%، في ولايات أساسية لزراعة الأرز مثل البنغال الغربية وأوديشا وتشاتيسجار، وذلك بسبب ضعف هطول الأمطار والطلب المتزايد على المحصول من بنجلادش.

وأضاف أن أسعار التصدير للتسليم من خلال الشاحنات قد ترتفع من 365 دولارا حاليا، إلى 400 دولار للطن الواحد في سبتمبر.

 

للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا

المصدر: معلومات مباشر

إقرأ أيضاً:

نصف مليون شخص في غزة يواجهون أسوأ مستويات الجوع

25 يونيو، 2024

بغداد/المسلة الحدث: أظهر تقرير لمبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أن خطر المجاعة لا يزال قائماً بشدة في أنحاء قطاع غزة ما دام القتال بين إسرائيل وحركة حماس مستمراً، واستمرت القيود على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وأفاد التقرير، بأن أكثر من 495 ألف شخص، أو أكثر من خُمس سكان غزة، يواجهون مستويات كارثية هي الأخطر من انعدام الأمن الغذائي.

وذكرت المبادرة أن زيادة عمليات توصيل الطعام والخدمات الغذائية إلى شمال قطاع غزة خلال شهري مارس (آذار) وأبريل (نيسان) بدت أنها خففت حدة الجوع في المنطقة التي توقعت المبادرة المدعومة من الأمم المتحدة حدوث مجاعة فيها.

لكنها قالت إنه رغم التحسن الملحوظ في أبريل، فمن الممكن أن يتبدد سريعاً.

وجاء في تحديث للمبادرة: تتضاءل باستمرار مساحة العمل المتاحة للمنظمات العاملة في المجال الإنساني، والقدرة على تقديم المساعدات بأمان للسكان مع تردي الأوضاع الحالية وعدم استقرارها إلى حد كبير.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

مقالات مشابهة

  • أسعار السلع الأساسية في مصر اليوم الخميس 27 يونيو 2024
  • تحديات تواجه قطاع الزراعة والأمن الغذائي.. نقيب الفلاحين: «غياب الأسمدة والتغيرات المناخية» الأبرز.. رضا: لا بديل من عودة الإرشاد الزراعي والسياسات التحفيزية للمحاصيل الاستراتيجية
  • بايتاس: الحكومة “تتحكم بشكل دقيق” في العجز وفي المديونية
  • نداء عالمي لحماية المجتمعات من خطر المخدرات
  • نصف مليون شخص في غزة يواجهون أسوأ مستويات الجوع
  • انخفاض أسعار الذهب عالميًا واستقرارها محليًا
  • استقرار أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 25 يونيو 2024
  • مطلوب التحرك بسرعة.. تحذير برلماني من مخاطر ارتفاعات الحرارة على الزراعة والأمن الغذائي
  • لماذا يتحدّث الكيان عن زواله؟ الأمن القوميّ بتحذيرٍ إستراتيجيٍّ مفاجئٍ: الكيان بات معزولاً ومنبوذًا عالميًا
  • المقرحي: لولا ثورة 30 يونيو لكانت مصر ممزقة