الجزيرة:
2024-07-29@12:05:59 GMT

لماذا تخشى بعض الشعوب شهر أغسطس؟

تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT

لماذا تخشى بعض الشعوب شهر أغسطس؟

يحظى شهر أغسطس/آب بسمعة سيئة في بعض دول العالم؛ فهو الشهر الذي شهد اندلاع الحرب العالمية الأولى عام 1914، وإلقاء القنبلتين الذريتين على هيروشيما وناغازاكي، والاعتراف رسميا بكارثة تشرنوبيل عام 1986، وهو الشهر ذاته الذي اختبر خلاله الاتحاد السوفياتي القنبلة الهيدروجينية عام 1953.

وغير ذلك عشرات الأحداث الفارقة والمؤثرة، سواء على المستوى العالمي، أو حتى على المستوى الفردي، حيث إنه الشهر الوحيد الذي لا تتخلله أي إجازات رسمية بخلاف تلك الأسبوعية في العديد من دول العالم.

فيما يلي، نسلّط الضوء على أبرز الأحداث التي شهدها شهر أغسطس/آب، وبعض المعتقدات الشعبية بشأنه:

شهر الهستيريا

تقول صحيفة "إكسبرس" البريطانية، إن البعض يطلق على أغسطس/آب اسم "شهر الهستيريا العامة" و"خروج الأحداث عن السيطرة"؛ ففيه بدأت الحرب الأهلية الإنجليزية الأولى سنة 1642، وفيه أعلنت بريطانيا الحرب على ألمانيا عام 1914، كما شملت "الهستيريا" حمى البحث عن الذهب في يوكون بكندا في العام 1969، ونجح جاك السفاح في قتل ضحيته الأولى في 1888، وهو قاتل متسلسل مجهول الهوية نشر الهلع آنذاك في لندن ونواحيها بجرائمه.

وترجع القصة إلى اعتقاد صيني يقول إن الأشباح تخرج من الجحيم بحثا عن المرح في الفترة من 16 أغسطس/آب إلى 14 سبتمبر/أيلول، وخلال تلك الفترة تنطلق الأشباح الجائعة لتنشر الحظ السيئ في كل مكان. ومن الصين إلى الفلبين وبعض الدول الآسيوية، يبدو الإيمان بأثر أغسطس/آب السلبي عميقا.

أغسطس/آب هو الشهر الذي ألهم غابرييل غارسيا ماركيز بكتابة قصة قصيرة بعنوان "أشباح أغسطس" (مواقع التواصل الاجتماعي)

وفي هذا الشهر يتوقف بعض من يؤمنون بهذه المعتقدات عن إطلاق الأعمال التجارية الكبرى، وقرارات البيع والشراء، وحتى الزواج، تلافيا لما ما قد ينتج في هذا الوقت من قرارات تتزامن مع أبواب الجحيم المفتوحة، وأرواح الموتى الشريرة المتجولة في الأنحاء، وفق الاعتقاد السائد.

وذكر موقع "كوسمو" العديد من القرارات التي يتجنبها البعض في أغسطس/آب:

اتخاذ أي قرار يتعلق بتغيير في الحياة. السفر. بدء عمل جديد. الانتقال إلى منزل جديد. الزواج. التقاط العملات المعدنية أو الأشياء الغريبة في الخارج؛ لأنها قد تكون ملكا لمتوفى. التحدث مع النفس. الذهاب إلى المقابر بدون رفقة. البقاء في الخارج لوقت متأخر. الوجود بالقرب من المسطحات المائية. الحديث عن الأشباح أو الموت. ترك الطعام أو تعليق الملابس بعد غروب الشمس. ارتداء اللون الأسود. النقر على رأس الشخص أو كتفه. ماركيز و"أشباح أغسطس"

وقد ألهم الشهر الثامن من السنة الميلادية غابرييل غارسيا ماركيز كتابة قصة قصيرة بعنوان "أشباح أغسطس"؛ تتضمن مقطعا يقول "كان يوم أحد من أول أسبوع في شهر أغسطس (آب)، حارا ومثيرا للأعصاب، يلجأ الناس لتلافي شروره عبر تقديم القرابين، وحرق البخور، وتوزيع الطعام، وأيضا حرق أموال وهمية في أول يوم من الشهر، فضلا عن زيارة قبور المتوفين، وتنظيفها والصلاة لأجلهم، وإقامة مراسم تأبين لهم".

يلقب أغسطس/آب في البرازيل بـ"شهر الحزن" ويفضل الناس البقاء في منازلهم (بيكسلز) شهر الهدنة واللعنة

تذهب القصة إلى أبعد من مجرد اعتقاد صيني، ينتشر في عدة دول آسيوية، ففي مجال المال والأعمال يوصي الخبراء بضرورة تجنب هذا الشهر بالذات، باعتباره أحد أسوأ شهور السنة، حيث يواجه أصحاب الأعمال التجارية صعوبة بالغة، في التواصل مع زبائنهم الذين يكونون على الأغلب في إجازاتهم الصيفية. وفق تقرير نشره موقع "ميديوم".

لذا يُنصح بالتعامل معه على أنه "هدنة" مؤقتة من أجل مباشرة العمل من جديد في الشهور اللاحقة، يدلل على ذلك الهبوط الملحوظ لمؤشرات البورصة خلال أغسطس/آب وفق موقع "إجيسون سيرتيش".

السمعة السيئة للشهر الثامن من السنة الميلادية راحت تتسع، ليس فقط بسبب الأساطير المرتبطة به، ولكن أيضا بسبب أجوائه المتقلبة، فهو في بريطانيا غير ملائم لقضاء العطلة، حيث تصبح الليالي أطول وأكثر برودة بحلول النصف الثاني من الشهر، ويصبح الطقس أقل قابلية للتنبؤ، حتى إن صحيفة "ذا غارديان" وصفت طقس هذا الشهر بالذات هناك بـ"الرهيب".

ولعل اللافت حقا بشأن أغسطس/آب، أن الخيالات بشأنه ليست محصورة في آسيا وحدها، ففي البرازيل، يبعث أغسطس/آب الفزع في نفوس الناس، حتى إنهم يلقبونه بـ"شهر الحزن"، حيث يبقى الجميع في منازلهم خشية ما قد يحدث لهم إن خرجوا في عطلة، أو انطلقوا في سفر ما، هكذا يتأثر روتين ريو دي جانيرو اليومي، خلال أغسطس/آب، وفق تقرير نشرته "نيويورك تايمز".

ففي هذا التوقيت يرفض بعض الكتّاب السماح بنشر كتبهم، ويمتنع بعض الموسيقيين المشهورين عن إقامة حفلاتهم، ربما لهذا تحول الشهر إلى موضوع العديد من الروايات البرازيلية من بينها "أغسطس" لروبيم فونسيكا، و"شهر الكلاب المسعورة" لموسير سكليار، حيث إن هناك إيمانا عميقا في الدولة العريقة أن أغسطس/آب هو "وقت اللعنة"، فيه انتحر أبو الفقراء الرئيس جيتوليو فارغاس، وفيه استقال الرئيس جانيو كواردروس فغرقت البلاد من بعده في دكتاتورية قاسية امتدت 20 عاما.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: شهر أغسطس أغسطس آب

إقرأ أيضاً:

“إسرائيل” تخشى ردًّا يمنيًّا يشابه عملية ” يافا”

 

لم تخفِ “إسرائيل” خشيتها من الرد اليمني على الاعتداء الذي نفذته في الحديدة. هي منذ اللحظات الأولى تصرفت على أنه حتمي وواقع وقد اتّخذت سلسلة إجراءات، ورفعت من منسوب الاستعداد والاستنفار لصده، دون أن تكوّن صورة عن ماهيته.
حجم الاستعداد “الإسرائيلي” ورفع مستوى الجاهزية أمنيًّا وعسكريًّا واستخباريًّا يشير بوضوح إلى أن الحسابات “الإسرائيلية” تنطلق من أثر “مسيّرة يافا” والهدف الذي ضربته، وإلا لمَ كلّ الاستنفار الحاصل؟!
في خطابه يوم الخميس، ٢٥/ ٧ / ٢٠٢٤م، أكد السيد عبدالملك الحوثي أن “الرد على العدوان “الإسرائيلي” لا بد منه”، وهو يعني بوضوح أن صنعاء اتّخذت قرارها وهي في مرحلة التجهيز لنوعية الرد وأهدافه ومكانه، والمرجح أن يكون جزء منه في يافا المحتلة، وربما أماكن أخرى، كون السيد أشار إلى تصعيد آت بالاشتراك مع المقاومة العراقية، ويبدو واضحًا أن أحد أهداف الرد المرتقب هو تثبيت المعادلة الجديدة ضمن المرحلة الخامسة من التصعيد وهو جعل يافا المحتلة منطقة غير آمنة.
لكن ما يمكن أن يُتوقف عنده هو كشف السيد عبدالملك الحوثي عن أن “مسيّرة يافا”، ذات القدرة العالية من جوانبها كافة، ضربت هدفًا محدّدًا، وقد أصابته، دون أن يحدد ماهيته، مع ترجيح أن يكون هدفا أمنيًّا.
انطلاقًا مما كشفه السيد عبدالملك الحوثي، يمكن فهم طبيعة الجهوزية والاستنفار “الإسرائيليين”، إذ أن “تل أبيب” تتعامل مع الرد اليمني المرتقب انطلاقًا من الضربة التي تعرضت لها في يافا المحتلة، والتي تكشف عن قدرات استخبارية قد لا تكون صنعاء وحدها من تسعى إلى جمعها، وهنا أيضًا يمكن فهم الإشارة في البيان العسكري اليمني الذي تلا الضربة إلى امتلاك صنعاء بنك أهداف أمنياً وعسكرياً قادرة على ضربها، ووفق ما تقدم، فإن “تل أبيب” تترقب ردًّا مؤذيًا، وربما يحمل رسائل أعمق مما حصل في يافا، وهي تضع نفسها أمام اختبار لجهوزيتها في التصدي لهجوم يأتي من بعيد.
في المقابل، تجد صنعاء نفسها ملزمة بتحقيق أهدافها من وراء الرد، خصوصًا مع الإعلان عن المرحلة الخامسة، وعليه هي تأخذ وقتها وتعد للرد ما يضمن الوصول إلى نتائج تدفع “تل أبيب” إلى مراجعة حساباتها بدقة.

مقالات مشابهة

  • الشعب السوداني: معلم الشعوب!!
  • ”مخطط إيراني جديد: هل تخشى طهران انهيار الحوثيين في اليمن؟”
  • استطلاع: 53% من سكان بريطانيا يشعرون بأنهم أكثر فقرا
  • لماذا تخشى أوكرانيا نتائج الانتخابات الأميركية؟
  • “إسرائيل” تخشى ردًّا يمنيًّا يشابه عملية ” يافا”
  • بائع الوهم.. في بيت الكذب ومناخ الضلال
  • "المالية" تنشر توضيحًا مهمًا عن مواعيد صرف الرواتب
  • عاجل.. "المالية" تنشر توضيحًا مهمًا عن مواعيد صرف الرواتب
  • «المالية» تعلن تبكير صرف مرتبات أغسطس وسبتمبر 2024.. «اعرف موعد قبضك»
  • محمد خان وعادل إمام.. لماذا غضب الزعيم من "الحريف"