هل يشترط دخول وقت الصلاة للتيمم ؟ .. والغبار الموجود على الملابس
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
هل يشترط دخول وقت الصلاة للتيمم قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلت لي الأرض مساجد وطهورا أينما أدركتني الصلاة تمسحت وصليت، وقال جعلت الأرض كلها لي ولأمتي مسجدا وطهورا فأينما أدركت رجلا من أمتي الصلاة فعنده مسجده وعنده طهوره، وذهب الإمام مالك والإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل الى اشتراط دخول الوقت للتيمم لقول سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم فأينما أدركت رجلًا من أمتي الصلاة فعنده مسجده وعنده طهوره.
هل يجوز التيمم بالحائط .. أم شرط التراب كيفية التيمم بالحجر .. إليك هذه الخطوات
والحديث في كلامنا هل يشترط دخول وقت الصلاة للتيمم أنه لم يتعرض إلى أن عدم دخول الوقت يبطل الوضوء ، اي أنه مثلا لو تيممت وصليت الظهر ولم ينتقض التيمم ولم أجد الماء الى العصر فلا اتيمم مرة اخرى بعد دخول وقت العصر لان التيمم كان في غير وقت العصر وليس في الحديث ما يدل على هذا وبالتالي دخول الوقت كشرط لا علاقة له بالحديث.
وذهب ابو حنيفة والشوكاني لعدم اشتراطه، وقالوا مقصود الحديث انه أيما رجل أدركته الصلاة وهو على غير طهارة وعلى هذا ان كان مثلا متيمما من الصلاة التي قبلها وجاء وقت الصلاة الاخرى وهو على تيمم ولم ينتقض تيممه جاز له ان يصلي بالتيمم الاول وهذا هو الراجح لان التيمم يقوم مقام الوضوء ويقوم مقام الغسل ولا يشترط لصحة الوضوء دخول وقت الصلاة، يعني من حيث الدليل ربما يكون الارجح هو راي ابو حنيفة في هذا ، وان صار المرء على ما ذهب اليه الجمهور وهو اشتراط دخول الوقت لكي يتيمم آخذا بالاحوط فخير لكنه لو اخذ برأي ابي حنيفة وتيمم قبل الوقت مثلا ثم دخل الوقت وقبل ان يصلي وجد ماء فعليه ان يتوضأ وكذلك لو انه علم بوجود الماء حتى اثناء صلاته يخرج منها ويتوضأ ، وسنتحدث عن اذا علم وجد ماء بعد الصلاة ولم يخرج وقتها بعد.
ورَوَى ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنِ تَوَضَّأَ عَلَى طُهْرٍ كَتَبَ اللَّهُ له عشر حسنات»، وَرُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حنظلة بن أبي عَامِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِالْوُضُوءِ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ طَاهِرًا أَوْ غَيْرَ طَاهِرٍ، فَلَمَّا شَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ أَمَرَ بِالسِّوَاكِ لِكُلِّ صَلَاةٍ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: هَذَا إِعْلَامٌ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ لَا وُضُوءَ عَلَيْهِ إِلَّا إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ دُونَ غَيْرِهَا مِنَ الْأَعْمَالِ، فَأَذِنَ لَهُ أَنْ يَفْعَلَ بَعْدَ الْحَدَثِ مَا بَدَا لَهُ مِنَ الْأَفْعَالِ غَيْرَ الصَّلَاةِ.
التيمم بالغبار الموجود على الملابس
التيمم بالغبار الموجود على الملابس، وفقا لفتاوى دار الإفتاء المصرية فإنه يجوز التيمم شرعًا بالغبار الموجود على الملابس أو الفراش كما أنه يجوز شرعا التيمم بالأحجار الطاهرة والرخام على مذهب الأئمة الحنفية والمالكية فهم لا يشترطون الغبار ولا التراب لصحة التيمم لأن العبرة والهدف أن يكون التيمم بما هو موجود من جنس الأرض.
واتفق الفقهاء على أن التيمم جُعل شرطًا في صحة الأفعال التي اشتُرط في صحتها الوضوء والتي ذكرناها والتي منها الصلاة، ومس المصحف، وقراءة القرآن وأداء أي صلاة ونحو ذلك، لكنهم اخلتفوا في أن يكون التيمم الواحد بأكثر من صلاة فيقول الحنفية إنه يجوز التيمم والجمع بما يريد من الفرائض والنوافل والصلوات لأنه طهور عند عدم الماء، والحدث الواحد لا يجب له طهران؛ لما في حديث أبي ذر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الصَّعِيدُ الطَّيِّبُ وَضُوءُ الْمُسْلِمِ، وَإِنْ لَمْ يَجِدِ الْمَاءَ عَشْرَ سِنِينَ» متفقٌ عليه.
كما أن من أسباب التيمم هو ندرة الماء أو وجودها بشكل قليل جدا للشرب أو للطبخ، ومن كان يسافر في الصحراء واحتاج إلى ما يملكه من الماء التي معه لسد حاجته الأساسية خوفًا من عطشه عطشًا يؤدي إلى هلاكه أو أذاه أذًى شديدًا، وكان ذلك الخوف بغلبة الظن لا بالشك فإنه يجوز التيمم ويحتفظ بما معه من الماء لحاجته.
وكذلك يجوز التيمم من احتاج للماء الذي معه في العجن أو طبخ الطعام لأن صيانة النفس أوجب من صيانة الطهارة بالماء، فإن لها بدلًا ولا بدل للنفس.
وقال أبو حنيفة: (إذا خاف فوت وقت صلاة العيد أو الجنازة.. جاز له أن يتيمم لهما، وإن كان واجدا للماء) والدليل على هذا الأمر قَوْله تَعَالَى: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا} [المائدة: 6].. وقال سيدنا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «الصعيد الطيب وضوء المسلم، ما لم يجد الماء». وهذا واجد للماء.
إذا خرج وقت الصلاة بطل التيمم وفقا لرأي الإمام مالك فالتيمم عند المالكية يكون لوقت كل صلاة، وليس لكل صلاة . قال المرداوي في كتابه الإنصاف في الفقه الحنبلي :- ظاهر قول ابن قدامة ( ويبطل التيمم بخروج الوقت ) أن التيمم مبيح لا رافع , وهو صحيح , وهو المذهب- يقصد مذهب الحنابلة – , نص عليه أحمد ، وعليه الأصحاب . قال الزركشي : وهو المختار للإمام والأصحاب . وقال أبو الخطاب في الانتصار- من الحنابلة – : يرفعه رفعا مؤقتا على رواية الوقف . وعنه أنه رافع . فيصلي به إلى حدثه , اختارها ابن الجوزي, والشيخ تقي الدين ابن تيمية , وابن رزين , وصاحب الفائق . فيرفع الحدث إلى القدرة على الماء . ويتيمم لفرض ونفل قبل وقته , ولنفل غير معين ، لا سبب له وقت نهي .
قوله تعالي: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا﴾.. عن جابرِ بنِ عبدِ الله الأنصاريِّ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: قال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: وجُعِلَتْ لي الأرضُ طيِّبةً؛ طَهورًا ومسجِدًا، فأيُّما رجلٍ أدركَتْه الصَّلاةُ، صلَّى حيث كان.
رأي خر في موضوع التيمم هل يبطل خروج وقت الصلاة أم يجوز اداء الفرائض به مادام لم ينقض أي أن التيمم لا يبطل بخروج الوقت، فلو تيمم إنسان لصلاة الفجر وبقي على تيممه إلى صلاة العشاء دون أن يحدث فتيممه صحيح، وله أن يصلي به جميع الصلوات في ذلك اليوم، والدليل على هذا قوله تعالى مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الموجود على على هذا إ ل ى ال ى الله
إقرأ أيضاً:
هل يجوز مس المصحف بدون وضوء ووضع الإصبع على الكلمات أثناء التلاوة؟
ما حكم وضع اليد على الآية عند قراءة القرآن من المصحف؟ إمرار اليد على الآيات عند قراءة القرآن الكريم من المصحف للاستعانة على ضبط القراءة وتيسير الحفظ أمرٌ جائزٌ شرعًا، ولا حَرَجَ فيه ما دامت وسيلة تعين الحفظة على ضبط القراءة وتيسير حفظه، لما ورد أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقوم بعدِّ آيات القرآن بيده وبعموم جواز عدِّ الأذكار على اليد، وعدم ورود ما يمنع من هذا يدل على الجواز، ونرجو أن تشهد له هذه الأصابع بالخير يوم القيامة، فليس هناك خيرٌ أفضل ولا أعظم تشهد عليه اليد من تعلم قراءة القرآن الكريم والسعي على حفظه.
قراءة القرآن الكريم
القرآن الكريم هو الهدى والنور الذي أفاض الله به على خلقه؛ ولأن القرآن الكريم فيه للإنسان خيرا الدنيا والآخرة أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بتعلمه وتعليمه؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «تعلَّمُوا القرآن فاقرؤُوهُ وأقرئوه» رواه الترمذي، وأخرجه الدارمي في "سننه" بلفظ: «تعلَّموا هذا القرآنَ فإنَّكم تُؤْجَرُونَ بتلاوته بكل حرفٍ عشر حسناتٍ».
اعتاد كثير من الناس وخصوصًا المبتدئين في حفظ القرآن وتَعَلُّمه أن يضعوا أيديهم على الآية التي يقرؤونها؛ ليضبطوا ويحددوا محل النظر والقراءة معًا؛ ويعدون هذا الفعل مما يُعين القارئ على شدة التركيز والحفظ؛ لأن حفظ القرآن الكريم يراعى فيه أن يكون بأبلغ صور الاهتمام والدقة والإحكام، واجتماع العوامل المساعدة على الحفظ آكد في تثبيت الحفظ وانطباع صورة الآية في الذهن.
ولا يمنع الشرع الشريف من الأمور التي تيسر وتساعد على حفظ القرآن الكريم الذي هو مقصد الشارع سبحانه وتعالى، حيث قال تعالى: «وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ» [القمر: 17]، قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" (9/ 81، ط. دار المعرفة): [فمن أقبل عليه بالمحافظة والتعاهد يُسِّرَ له].
والمقصد من القراءة بالأساس إما التعبد وإما الحفظ، وإذا كان وضع اليد على الآية يعين وييسر كليهما فهو إذًا وسيلة مساعدة.
والاستعانة بالأساليب والوسائل المتنوعة للوصول إلى المقصود المعتبر شرعًا مشروعة؛ فقد كان صلى الله عليه وآله وسلم يُعلِّم أصحابه بأساليب متنوعة، فقد صوَّر لهم ما يشبه اللوحات التوضيحية كما في حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: "خَطَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم خطًّا مربَّعًا، وخطّ خطًّا في الوسط خارجًا منه، وخطّ خُطُطًا صغارًا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط"، وقال: «هذا الإنسان، وهذا أجَلُهُ محيطٌ به -أو: قد أحاط به- وهذا الذي هو خارجٌ أمَلُهُ، وهذه الخُطُطُ الصغار الأعراض، فإنْ أخطأهُ هذا نَهَشَهُ هذا، وإن أخطأَهُ هذا نَهَشَهُ هذا» أخرجه البخاري.
بل قد ورد تأديته صلى الله عليه وآله وسلم بعض العبادات عمليًّا لقصد التعليم كما في حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلى على المنبر، فلما فرغ أقبل على الناس، فقال: «أيها الناس، إنما صنعت هذا لِتَأْتَمُّوا وَلِتَعَلَّمُوا صلاتي» متفقٌ عليه.
ثم سَرَت هذه الطريقة في سلفنا الصالح أيضًا؛ فعن أبي قلابة رضي الله عنه قال: جاءنا مالك بن الحويرث رضي الله عنه -أحد الصحابة رضي الله عنهم- في مسجدنا هذا، فقال: "إنّي لأُصلِّي بكم وما أُريدُ الصَّلاة، أُصلِّي كيف رأيتُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصلِّي" أخرجه البخاري، وترجم له: (باب من صلى بالناس وهو لا يريد إلا أن يعلمهم صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وسنته).
ومن الأمور التي استخدمت فيها اليد كوسيلة لمقصدٍ حسن، ما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من استعماله صلى الله عليه وآله وسلم لليد في عدِّ آي القرآن؛ وبوَّب لذلك الحافظ أبو عمرو الداني في كتابه "البيان في عدِّ آي القرآن" (ص: 66، ط. مركز المخطوطات والتراث)، فقال: بَاب ذكر من رأى العقد باليسار، وأخرج فيه عن أم سَلمَة رضي الله عنها: "أَن النَّبِي صلى الله عليه وآله وسلم كَانَ يعد ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ آيَةً فاصلة، ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ وَكَذَلِكَ كَانَ يَقْرؤها، ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ إِلَى آخرهَا سبع، وَعقد بيده اليسرى وجمع بكفيه"، وظاهرُ عدِّ النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم لأَيام الشهر بأَصابع يديه الشريفتين فيما ورد من حديث ابن عمر رضي الله عنهما في "الصحيحين" عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «الشهر كذا، وكذا، وكذا» وصفَّق بيديه مرتين بكل أصابعهما ونقص في الصفقة الثَّالثة إِبْهَامَ اليمنى أو اليسرى"، فيُشير هذا الحديث إلى عدِّه صلى الله عليه وآله وسلم أيام الشهر بأصابعه، وهذا من باب البيان بالفعل. كما ذكر الإمام الصنعاني في "التحبير" (6/ 209، ط. مكتبة الرشد).
وقد ورد أنَّ استعمال الأصابع في عدّ الأذكار أمرٌ مندوب إليه شرعًا، وذلك لما خُصَّت به الأنامل في السنة النبوية المطهرة من ضبط العدِّ حال الأذكار بهن؛ فإنهن مسؤولات مُستنطَقات ضِمْن ما يشهد للإنسان أو عليه من أعضائه يوم القيامة؛ وذلك فيما أخرجه أبو داود والترمذي من حديث يُسَيْرَةَ رضي الله عنها وكانت من المهاجرات أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «عليكنَّ بالتسبيح والتهليل والتَّقديس، وَاعْقِدْنَ بالأنامل فإنَّهُنَّ مسؤولاتٌ مُسْتَنْطَقَاتٌ، ولا تَغْفُلْنَ فَتَنْسَيْنَ الرحمة».
ويستفاد من هذا الحديث أنَّ الأنامل إذا كانت تشهد للإنسان عند استخدامها في عد الأذكار، فإنَّه لا يوجد ما يمنع من أنَّها قد تشهد له عند استخدامها في الإمرار على الآيات حال قراءة القرآن من المصحف، كما هو المفهوم أيضًا من قوله تعالى: ﴿يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [النور: 24]؛ فلا ريب في أنَّ اليد ستشهد على فعل صاحبها خيرًا كان أو شرًّا.
والذي يشير إليه الحديث الشريف أيضًا هو أنه كلما كثرت الأعضاء المستعملة في العبادة كان أفضل؛ لتكثير ما يشهد له من أعضائه يوم القيامة، كما أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" عَنِ امرأةٍ من بني كُلَيْب قالت: رأتني عائشة أسبِّحُ بتسابيح معي، فقالت: «أين الشواهد؟» تَعْنِي الْأَصَابِعَ.
وقد أشار إلى هذا المعنى الإمام ابن دقيق العيد في كتابه "إحكام الأحكام" (1/ 226، ط. مطبعة السنة المحمدية) عندما علَّل استحباب المجافاة بين اليدين والجنبين في السجود -وهذه الهيئة تعرف بالتخوية- فقال: [والتخوية مستحبة للرجال؛ لأن فيها إعمال اليدين في العبادة].
حكم قراءة القرآن بدون وضوء
أكد الدكتور أحمد العوضي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أنه لا يشترط الطهارة لقراءة سورة الفاتحة أو غيرها من السور من القرآن الكريم، خاصة عند قبر الميت.
وأوضح أن جمهور الفقهاء يشترطون أن يكون الإنسان طاهراً من الحدث الأكبر عند حمل المصحف الورقي، ومن جملة الآداب أن يكون المتوضئ، أما بالنسبة لقراءة القرآن من الأجهزة الحديثة مثل التابلت أو الموبايل أو الحاسوب، فيُتسامح في هذه الحالة".
وأضاف: "إذا كان الشخص غير متوضئ ويقرأ القرآن من حفظه أو من أي مصدر آخر، فلا حرج في ذلك، حتى لو كان الشخص واقفًا عند المقبرة ويقرأ سورة يس أو أي سورة أخرى مستغفرًا للميت، فهذا جائز ولا يشترط الوضوء".
وتابع: "القراءة من الأجهزة الحديثة لا تستدعي الوضوء، وإن كان الأولى والأفضل أن يكون الإنسان متوضئاً، كما ذكر الإمام النووي في كتابه 'التبيان في آداب حمل القرآن'، أن الإنسان يجب أن يكون متوضئاً عند حمل القرآن."
وأفاد بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرص على الوضوء عند قراءة القرآن، مشيرًا إلى أن الحفاظ على الطهارة والوضوء أمر جيد ومحبب، ولكن قراءة القرآن بدون وضوء تُعتبر صحيحة وجائزة.
هل تجوز قراءة القرآن بدون وضوء ؟
قال الدكتور محمود شلبي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، إنه لا يجوز قراءة القرآن بدون وضوء من المصحف، لأن مس المس يشترط له الطهارة، لقوله تعالى: «لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ» (الواقعة:79)، والآية -وإن فسرها كثير من الصحابة بأن المقصود بالمطهرين فيها الملائكة- إلا أن تخصيص ذكر وصف «المطهرين» دليل على أن هذا هو شأن المصحف الكريم، ألا يمسه إلا من اتصف بالطهارة.
ولفت «شلبي»، في إجابته عن سؤال: «ما حكم القراءة من المصحف بدون وضوء؟»، إلى أنه يؤكد ذلك الحديث الصحيح الذي يرويه الإمام مالك في "الموطأ"، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حَزم: أن في الكتاب الذي كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم: «ألا يمس القرآن إلا طاهر».
حكم قراءة القرآن بدون وضوء
وأشار إلى أن قراءة القرآن بغير وضوء بدون مس المصحف جائز شرعا، فيجوز أن تردد آيات من القرآن وأنت تسير في الشارع على غير وضوء، وأنت تقرأ من الهاتف المحمول على غير وضوء، لافتًا إلى أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ القرآن على كل حال إلا إذا كان جنبًا فلا يمس المصحف حتى يطهر.
قراءة القرآن بدون وضوء من الجوال
ونوه بأن الإمساك بالهاتف المحمول لقراءة القرآن منه على غير وضوء جائز، لأنه ليس مصحفًا كما قال العلماء، وأن المصحف الحقيقي هو الذي لا يجوز مسه إلا المطهرون.
هل يجوز قراءة القرآن للحائض من المصحف
اختلف الفقهاء في هذه المسألة، فيرى جمهور الفقهاء حرمة قراءة الحائض والنفساء للقرآن ومس المصحف، ويرى المالكية جواز قراءتهما القرآن في حال استرسال الدم مُطلَقًا، فإذا انقطع الدم لم يَجُزْ للمرأة القراءة حتى تغتسل إلَّا أن تخاف النسيان، كما ذهبوا إلى جواز مس المصحف لِمَن تتعلم القرآن أو تُعلِّمه؛ وذلك حال التعلم أو التعليم فقط.
فالأولى العمل برأي الجمهور خروجًا من الخلاف، فمن وجدت في ذلك مشقةً وحرجًا واحتاجت إلى قراءة القرآن أو مَسِّ المصحف للحفظ أو التعليم أو العمل في التدريس فيجوز لها حينئذٍ تقليد المالكية، ولا إثم عليها في ذلك ولا حرج.
وقال الدكتور علي فخر، مدير إدارة الحساب الشرعي، وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إن جمهور الفقهاء حرّم قراءة القرآن للحائض من المصحف، وهذا ما عليه الفقهاء، بينما يرى المالكية جواز مس الحائض للقرآن لِمَن تتعلم القرآن أو تُعلِّمه.
قالت دار الإفتاء، إنه لا يشترط ستر العورة عند قراءة القرآن، ولكن يستحب للمسلم إذا قرأ القرآن أن يكون ساترًا لعورته، وأن يكون على هيئة حسنة.
ونقلت الإفتاء قول الحكيم الترمذي في كتاب «نوادر الأصول في أحاديث الرسول» (3/ 253): «من حُرْمَة الْقُرْآن أَن لَا تمسه إِلَّا طَاهِرا وَأَن تَقْرَأهُ وَأَنت على طَهَارَة وَأَن تستاك وَأَن تتخلل وتطيب فَإِن هَذَا طَرِيقه وَأَن تستوي قَاعِدا إِن كنت فِي غير صَلَاة وَلَا تكون مُتكئا، وَأَن تتلبس لَهُ كَمَا تتلبس للدخول على الْأَمِير لِأَنَّك مناج وَأَن تسْتَقْبل الْقبْلَة».
وأفادت بأنه يجوز للمرأة أن تقرأ القرآن من غير أن تضع حجابًا على رأسها؛ إذ لم يرد في الكتاب والسنة ما يأمرها بتغطية رأسها عند تلاوة القرآن، ولو غطته من باب كمال الأدب مع كتاب الله فهو أفضل، فلقراءة القرآن آداب ينبغي مراعاتها لتحصيل أكبر قدر من ثوابها منها: ستر العورة، والطهارة من الحدث الأصغر والأكبر، واستقبال القبلة، واتباع أحكام التلاوة.