رصد – أثير

إعداد: ريما الشيخ

خلق الإنسان ليبدع في هذه الحياة، ليشق طريق العمل بالجهد والمثابرة، ويسير الأمور لتصبح رهينة له في كل الظروف، فهناك الكثير ليقدمه لبناء ذاته والوصول إلى ما يصبو إليه.

وهناك من ترك نفسه وانشغل بالهاتف واندمج بعالم المسلسلات سواءً العربية أو الأجنبية، فأصبح أسيرها وشغلته حتى عن أبسط أمور حياته.

فهل لك أن تتخيل عزيزنا القارئ بأن هناك من يجلس أو يستلقي على سريره مع هاتفه المحمول ووجباته الخفيفة لمدة طويلة جدًا وأكثر من المعتاد للإنسان الطبيعي؟ 

نعم، ذلك صحيح، حيث انتشرت هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة، ليتم تداولها عبر صور لشباب وهم مستقلين على أسرتهم مع طعامهم المفضل وأجهزتهم المحمولة واللوحية.

حيث حقّق ترند “التعفّن في السرير” (Bed Rotting) حركة رواج سريعة فما أن بدأه عدد قليل من الأشخاص حتى أصبح بشكل متسارع واسع الانتشار، ويطبّقه الكثير من الأشخاص وخاصة الشباب، ويُتناقل الترند عبر مواقع التواصل الاجتماعي وخاصّة منصّة “تيك توك” التي تعدّ أكثر التطبيقات ترويجاً للترندات الشائعة، من ثمّ يتبعه نمط “الريلز” (Reels) عبر “الفيسبوك” و“الإنستغرام”.

وحسب ما رصدته ”أثير“ من عدة مواقع إخبارية، فقد فسر الكثير من الأطباء المتخصصين في علم النفس مفهوم هذه الظاهرة التي أطلق عليها ظاهرة ”التعفن على السرير“، بأنها تتعلق بـ”الجلوس أمام أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف الذكية لفترات طويلة، مع إهمال الحياة المجتمعية”.

ويرجع الأطباء هذا السلوك إلى “الإدمان الإلكتروني”، الذي يدفع صاحبه لإهمال “الدراسة والعمل والعلاقات الاجتماعية، والبعد والانعزال عن المجتمع”؛ ما يقود لنتيجة واحدة هي “الفشل على كل الأصعدة”، ليعيش الإنسان أسير “العالم الافتراضي“.

كما أوضح الأطباء بأن البعض يلجأ إلى “التعفن السريري” للهروب من مشكلات الحياة؛ ليستغرق في عالم التلفزيون والهاتف المحمول وتطبيقات التواصل الاجتماعي.

لكن هذا الهروب الذي يعطي صاحبه إحساسا خادعا، ومؤقتا بالراحة، يضره فيما بعد بمشكلات أخرى في الحياة، نفسية واجتماعية، منها إصابته بالاكتئاب الشديد، والخوف من الناس والمجتمع؛ ما يعطل حركته ومعاملاته في كل النواحي.

وهذا ما أكدته الشابة عذراء الشبلي، خلال حديثها مع “أثير“، حيث قالت: بعد تخرجي من المرحلة الجامعية بدأتُ بالبحث عن العمل، ولكن طال الانتظار بعض الشيء، ووجدتُ مهربًا أقضي به ساعات طويلة أمام جهازي اللوحي، نعم استلقي على سريري طوال الليل أشاهد المسلسلات الكورية المفضل لدي، بل أحيانًا تبدأ ساعات المشاهدة منذُ العصر حتى ساعات الفجر، كان بالنسبة لي روتينًا ليليًا لمدة شهرين، حتى أثر ذلك على نفسيتي وعلى شخصيتي، فقد أصبحت منعزلة عن العالم، لا رغبة لي حتى بالخروج مع أخواتي وصديقاتي.

وأضافت: نصحتني إحدى صديقاتي ذات يوم بأن ما أفعله مضر على صحتي العقلية والجسدية، فبدأتُ بالتدريج التخفيف من قضاء وقت طويل أمام جهازي اللوحي، خصصت وقتًا لا تتجاوز مدته ساعة واحدة لمشاهدة المسلسل المفضل لي.

أما الشاب عيسى اللواتي، فقال: نعم أقضي وقتًا طويلًا مع هاتفي الخاص، فمنذُ نهوضي حتى وقت نومي لا يفارق عيني، أتابع كل ما يحدث في بلدنا العزيز وفي الخارج، بالإضافة إلى مراسلة زملائي وأصدقائي، وبعض الأحيان أقضي وقتًا طويلًا خلال فترة الليل تصل لأربع ساعات ألعب على سريري، وذلك قبيل ذهابي للنوم، ولا زلت على هذا الروتين اليومي ولا أستطيع التبديل، أدرك بأن ما أفعله مضر للصحة وربما في يوم من الأيام قد أتغير للأفضل.

أما الشاب محمد العميري فذكر خلال حديثه مع ”أثير“: يتطلب عملي الجلوس أمام الشاشة لساعات طويلة تصل لسبع ساعات في اليوم، وفي الوقت نفسه أنا من الشباب المهوسين بألعاب الحاسب الآلي، حيث أقضي ما يقارب 4 ساعات يوميًا أمام الشاشة بعد عودتي للمنزل، أصبح هذا مثل الروتين اليومي في حياتي، وبعد وجبة العشاء أشاهد المسلسل الأجنبي المفضل لدي لمدة ساعة أو ساعتين وذلك قبل النوم، مستلقيًا على سريري، ولا أعتقد أنه بوسعي تغير هذا الروتين، ربما في المستقبل القريب.

هذا وينصح الأطباء بأن من يجد في نفسه هذه الظاهرة، بالبعد عن كل وسائل التواصل الاجتماعي، على الأقل لمدة 3 أسابيع، وإن استدعى الأمر أن يتوجه إلى مصحة للعلاج، ليعود للحياة الطبيعية تحت إِشراف طبيب متخصص، وأيضا النظر إلى أنشطة أخرى يمكن أن يتوجه لها الإنسان المصاب بهذه الظاهرة لتشده بعيدا عن الانغماس فيها، مثل أن يمارس رياضة، يقرأ كتبا، يستمتع بأشياء مسلية خارج العالم الافتراضي الإلكتروني.

المراجع : 

‏https://www.skynewsarabia.com/varieties/1637228-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%81%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%B8%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%AF%D8%B9%D8%A9%D8%9F

‏https://www.trtarabi.com/explainers/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%81%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%AA%D8%AD%D8%AF-%D8%B9%D8%A7%D8%A8%D8%B1-%D8%A3%D9%85-%D9%85%D8%A4%D8%B4%D8%B1-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%AD%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%AE%D8%B7%D9%8A%D8%B1%D8%A9-14148232

‏https://arabic.cnn.com/science-and-health/article/2023/07/11/bed-rotting-tiktok-trend-wellness

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: هذه الظاهرة

إقرأ أيضاً:

إيداع المتهم المصاب بأمراض عقلية تحت الملاحظة في مصحة حكومية 45 يوما وفقا للقانون

أقر مجلس النواب برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي خلال الجلسة العامة لمجلس النواب العامة اليوم الأثنين على عدد من المواد المتعلقة بمشروع قانون الإجراءات الجنائية ، تتمثل في ضوابط التعامل مع المتهمين المصابين بأمراض عقلية ونفسية.

وأقرت ضوابط التعامل مع المتهمين المصابين بأمراض عقلية ونفسية جواز ان تقوم المحكمة بإيداع المتهم المصاب بأمراض عقلية ونفسية في جناية أو جنحة معاقب عليها بالحبس مدة لاتقل عن سنة ، تحت الملاحظة في إحدى منشآت الصحة النفسية الحكومية، والتي يصدر بتحديدها قرار من المجلس القومي للصحة النفسية، لمدة أو مدد لا يزيد مجموعها عن 45 يوم،

وأجازت المحكمة مد مدة إيداع المتهم المصاب بأمراض عقلية ونفسية في جناية أو جنحة معاقب عليها بالحبس مدة لاتقل عن سنة تحت الملاحظة لمدة أو مدد أخرى بناء على طلب المجلس الإقليمي للصحة النفسية المختص على ألا يزيد مجموع مدة الإيداع في جميع الأحوال بالمنشأة عن 3 أشهر على أن يتم تكليف المجلس الإقليمي للصحة النفسية المختص بانتداب لجنة ثلاثية من الأطباء النفسيين المقيدين لديه لفحصه، وإعداد تقرير طبي يتضمن تقييمًا لحالته النفسية والمرضية وقت ارتكاب الجريمة، ووقت إجراء التقييم والخطة العلاجية المقترحة، حال ثبوت إصابته باضطراب نفسي أو عقلي.

وبدأ مجلس النواب خلال جلستة العامة المنعقدة الآن برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي استكمال مناقشة تقرير لجنة الشئون الدستورية والتشريعية عن مشروع قانون الإجراءات الجنائية الجديد.

ويحسم النواب خلال جلسته اليوم، المواد من 339 حتى المادة 398 من مشروع قانون الإجراءات الجنائية، بحضور ممثلي الحكومة والجهات المعنية. 

ويمثل مشروع الإجراءات الجنائية، قانونا متكاملا يحقق فلسفة جديدة تتسق مع دستور ٢٠١٤، والإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، ويتلافى العديد من الملاحظات والتوصيات الصادرة عن بعض الأجهزة التابعة للمنظمات الدولية الرسمية. 

ويواكب مشروع قانون الإجراءات الجنائية، التطور التكنولوجي، بما يحقق المصلحة العليا للدولة في مجال حقوق الإنسان على الصعيدين الداخلي والدولي، ويحقق الاستقرار المنشود للقواعد الإجرائية. 

وتضمن مشروع قانون الإجراءات الجنائية، مزيدًا من ضمانات الحقوق والحريات للمواطن المصري بما يليق بالجمهورية الجديدة على النحو الوارد بتقرير اللجنة المشتركة بشأنه.

مقالات مشابهة

  • إيشيبا يهدي ترامب “خوذة الخلود” بلونه المفضل (صور)
  • حولوها إلكترونية.. طوابير طويلة أمام شباك دفع الرسوم في تربية الأنبار
  • «ظاهرة» تقلق الريال قبل صدام السيتي في دوري الأبطال!
  • إيداع المتهم المصاب بأمراض عقلية تحت الملاحظة في مصحة حكومية 45 يوما وفقا للقانون
  • “يويفا” يمنع بايرن ميونخ من ارتداء قميصه في دوري أبطال أوروبا
  • دي زاربي: “سعيد جدا بمردود بن ناصر في أول مباراة”
  • ظاهرة “عنيفة للغاية” شكلت أخاديد ضخمة على القمر في 10 دقائق فقط!
  • ماذا قال مدرب ليفربول بعد السقوط المفاجئ في كأس الاتحاد الإنجليزي أمام فريق مغمور؟
  • زاوي: “مباراتنا أمام بارادو ستكون صعبة ونسعى فيها لتحقيق الفوز”
  • الجنرال المزيّف “بلحساني يعقوب” وآخرون أمام مجلس قضاء الجزائر