قد تحتاج مصحة لعلاجها: احذر من السقوط في ظاهرة “التعفن في السرير”
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
رصد – أثير
إعداد: ريما الشيخ
خلق الإنسان ليبدع في هذه الحياة، ليشق طريق العمل بالجهد والمثابرة، ويسير الأمور لتصبح رهينة له في كل الظروف، فهناك الكثير ليقدمه لبناء ذاته والوصول إلى ما يصبو إليه.
وهناك من ترك نفسه وانشغل بالهاتف واندمج بعالم المسلسلات سواءً العربية أو الأجنبية، فأصبح أسيرها وشغلته حتى عن أبسط أمور حياته.
فهل لك أن تتخيل عزيزنا القارئ بأن هناك من يجلس أو يستلقي على سريره مع هاتفه المحمول ووجباته الخفيفة لمدة طويلة جدًا وأكثر من المعتاد للإنسان الطبيعي؟
نعم، ذلك صحيح، حيث انتشرت هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة، ليتم تداولها عبر صور لشباب وهم مستقلين على أسرتهم مع طعامهم المفضل وأجهزتهم المحمولة واللوحية.
حيث حقّق ترند “التعفّن في السرير” (Bed Rotting) حركة رواج سريعة فما أن بدأه عدد قليل من الأشخاص حتى أصبح بشكل متسارع واسع الانتشار، ويطبّقه الكثير من الأشخاص وخاصة الشباب، ويُتناقل الترند عبر مواقع التواصل الاجتماعي وخاصّة منصّة “تيك توك” التي تعدّ أكثر التطبيقات ترويجاً للترندات الشائعة، من ثمّ يتبعه نمط “الريلز” (Reels) عبر “الفيسبوك” و“الإنستغرام”.
وحسب ما رصدته ”أثير“ من عدة مواقع إخبارية، فقد فسر الكثير من الأطباء المتخصصين في علم النفس مفهوم هذه الظاهرة التي أطلق عليها ظاهرة ”التعفن على السرير“، بأنها تتعلق بـ”الجلوس أمام أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف الذكية لفترات طويلة، مع إهمال الحياة المجتمعية”.
ويرجع الأطباء هذا السلوك إلى “الإدمان الإلكتروني”، الذي يدفع صاحبه لإهمال “الدراسة والعمل والعلاقات الاجتماعية، والبعد والانعزال عن المجتمع”؛ ما يقود لنتيجة واحدة هي “الفشل على كل الأصعدة”، ليعيش الإنسان أسير “العالم الافتراضي“.
كما أوضح الأطباء بأن البعض يلجأ إلى “التعفن السريري” للهروب من مشكلات الحياة؛ ليستغرق في عالم التلفزيون والهاتف المحمول وتطبيقات التواصل الاجتماعي.
لكن هذا الهروب الذي يعطي صاحبه إحساسا خادعا، ومؤقتا بالراحة، يضره فيما بعد بمشكلات أخرى في الحياة، نفسية واجتماعية، منها إصابته بالاكتئاب الشديد، والخوف من الناس والمجتمع؛ ما يعطل حركته ومعاملاته في كل النواحي.
وهذا ما أكدته الشابة عذراء الشبلي، خلال حديثها مع “أثير“، حيث قالت: بعد تخرجي من المرحلة الجامعية بدأتُ بالبحث عن العمل، ولكن طال الانتظار بعض الشيء، ووجدتُ مهربًا أقضي به ساعات طويلة أمام جهازي اللوحي، نعم استلقي على سريري طوال الليل أشاهد المسلسلات الكورية المفضل لدي، بل أحيانًا تبدأ ساعات المشاهدة منذُ العصر حتى ساعات الفجر، كان بالنسبة لي روتينًا ليليًا لمدة شهرين، حتى أثر ذلك على نفسيتي وعلى شخصيتي، فقد أصبحت منعزلة عن العالم، لا رغبة لي حتى بالخروج مع أخواتي وصديقاتي.
وأضافت: نصحتني إحدى صديقاتي ذات يوم بأن ما أفعله مضر على صحتي العقلية والجسدية، فبدأتُ بالتدريج التخفيف من قضاء وقت طويل أمام جهازي اللوحي، خصصت وقتًا لا تتجاوز مدته ساعة واحدة لمشاهدة المسلسل المفضل لي.
أما الشاب عيسى اللواتي، فقال: نعم أقضي وقتًا طويلًا مع هاتفي الخاص، فمنذُ نهوضي حتى وقت نومي لا يفارق عيني، أتابع كل ما يحدث في بلدنا العزيز وفي الخارج، بالإضافة إلى مراسلة زملائي وأصدقائي، وبعض الأحيان أقضي وقتًا طويلًا خلال فترة الليل تصل لأربع ساعات ألعب على سريري، وذلك قبيل ذهابي للنوم، ولا زلت على هذا الروتين اليومي ولا أستطيع التبديل، أدرك بأن ما أفعله مضر للصحة وربما في يوم من الأيام قد أتغير للأفضل.
أما الشاب محمد العميري فذكر خلال حديثه مع ”أثير“: يتطلب عملي الجلوس أمام الشاشة لساعات طويلة تصل لسبع ساعات في اليوم، وفي الوقت نفسه أنا من الشباب المهوسين بألعاب الحاسب الآلي، حيث أقضي ما يقارب 4 ساعات يوميًا أمام الشاشة بعد عودتي للمنزل، أصبح هذا مثل الروتين اليومي في حياتي، وبعد وجبة العشاء أشاهد المسلسل الأجنبي المفضل لدي لمدة ساعة أو ساعتين وذلك قبل النوم، مستلقيًا على سريري، ولا أعتقد أنه بوسعي تغير هذا الروتين، ربما في المستقبل القريب.
هذا وينصح الأطباء بأن من يجد في نفسه هذه الظاهرة، بالبعد عن كل وسائل التواصل الاجتماعي، على الأقل لمدة 3 أسابيع، وإن استدعى الأمر أن يتوجه إلى مصحة للعلاج، ليعود للحياة الطبيعية تحت إِشراف طبيب متخصص، وأيضا النظر إلى أنشطة أخرى يمكن أن يتوجه لها الإنسان المصاب بهذه الظاهرة لتشده بعيدا عن الانغماس فيها، مثل أن يمارس رياضة، يقرأ كتبا، يستمتع بأشياء مسلية خارج العالم الافتراضي الإلكتروني.
المراجع :
https://www.skynewsarabia.com/varieties/1637228-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%81%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%81-%D8%A7%D9%84%D8%B8%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%AF%D8%B9%D8%A9%D8%9F
https://www.trtarabi.com/explainers/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%81%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%AA%D8%AD%D8%AF-%D8%B9%D8%A7%D8%A8%D8%B1-%D8%A3%D9%85-%D9%85%D8%A4%D8%B4%D8%B1-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%AD%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D9%86%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D8%AE%D8%B7%D9%8A%D8%B1%D8%A9-14148232
https://arabic.cnn.com/science-and-health/article/2023/07/11/bed-rotting-tiktok-trend-wellness
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: هذه الظاهرة
إقرأ أيضاً:
وفدا المكسيك وناميبيا: “إسرائيل” مُلزمة بإدخال المساعدات ولا يحق لها منع الجهات الدولية من أداء مهامها داخل الأراضي الفلسطينية
الثورة / متابعات
تواصلت أمس في لاهاي، ولليوم الرابع جلسات استماع علنية لرأي استشاري بخصوص التزامات الكيان الصهيوني تجاه الأمم المتحدة ووكالاتها وهيئاتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وبدأت محكمة العدل الدولية، يوم الاثنين، أسبوعا من جلسات الاستماع المخصصة لالتزامات الكيان الصهيوني الإنسانية تجاه الفلسطينيين، بعد أكثر من 50 يومًا على فرضه حصارًا شاملًا على دخول المساعدات إلى قطاع غزة الذي مزقته الحرب.
وهذا الأسبوع، تقدم 38 دولة مرافعاتها، بما في ذلك الولايات المتحدة والصين وفرنسا وروسيا والمملكة العربية السعودية، إضافة إلى جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الإفريقي.
ووفقا لأجندة المحكمة، ستعقد جلسات الاستماع (مرافعات شفوية) خلال الفترة من 28 أبريل وحتى 2 مايو 2025، حيث إنّ 44 دولة و4 منظمات دولية أعربت عن نيتها المشاركة في المرافعات أمام المحكمة.
ويأتي هذا التحرك بناء على قرار تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر الماضي، بناء على اقتراح من النرويج، يدعو محكمة العدل الدولية لإصدار رأي استشاري يحدد التزامات الكيان الصهيوني حيال تسهيل وصول الإمدادات الإنسانية العاجلة للفلسطينيين وضمان عدم عرقلتها.
إلى ذلك أكد وفد دولة ناميبيا أمام محكمة العدل الدولية، ضرورة تعاون “إسرائيل” مع الأمم المتحدة واحترام الحصانات الممنوحة لها بموجب القوانين الدولية، مشددة على واجب “إسرائيل” في الالتزام بتلك الحصانات داخل فلسطين.
وأشارت ممثلة ناميبيا، في كلمتها أمام المحكمة أمس إلى أن الإجراءات التي اتخذتها “إسرائيل” ضد وكالة “الأونروا” غير مبررة. وأضافت أن غياب “الأونروا” سيحرم الشعب الفلسطيني من سبل البقاء على قيد الحياة.
واتهمت “إسرائيل” بانتهاك منهجي لحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، مؤكدة أنه لا يحق لها منع الجهات الدولية من أداء مهامها داخل الأراضي الفلسطينية.
ولفتت إلى أن الفلسطينيين في قطاع غزة بحاجة ماسة للماء والغذاء والكهرباء والمستلزمات الطبية، ويجب على “إسرائيل” تسهيل دخول هذه المساعدات. واختتمت ممثلة ناميبيا كلمتها بمطالبة المحكمة برفض المزاعم التي تروجها “إسرائيل” بشأن وكالة “الأونروا”.
من جهته، أكد ممثل وفد المكسيك أمام المحكمة الدولية، أن “إسرائيل” مُلزمة باتفاقية جنيف التي تفرض على قوة الاحتلال الالتزام بإدخال المساعدات واحترام منظمات الإغاثة.
وقال الممثل خلال إفادته أمام محكمة العدل الدولية، في لاهاي، : إن غزة تحولت إلى منطقة قتل والمدنيون يعيشون في حلقة قتل، داعياً “إسرائيل” بالالتزام باحترام عمل منظمات الأمم المتحدة الإنسانية وعلى رأسها الأونروا.
واتهم ممثل وفد المكسيك، “إسرائيل” بقتل عدد من موظفي الدفاع المدني في غزة ودفنهم لإخفاء جريمتها، مشيراً إلى أن “إسرائيل” ملزمة بأحكام ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الخاص بحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، واتفاقية جنيف التي تفرض على قوة العدو الالتزام بإدخال المساعدات واحترام منظمات الإغاثة.
وكان العدو الإسرائيلي قد استأنف فجر 18 مارس 2025، عدوانه وحصاره المشدد على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، إلا أن الاحتلال خرق بنود الاتفاق طوال فترة التهدئة.