الحمراء تستثمر في الماضي لبناء مستقبل سياحي واعد
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
اتجه أهالي ولاية الحمراء بمحافظة الداخلية نحو استثمار التراث الثقافي للولاية من خلال إعادة تأهيل الأبنية التراثية وإنشاء نزل سياحية متنوعة، حيث يتم الحفاظ على تفاصيل التصميم التقليدي بجانب توفير وسائل الراحة الحديثة، وذلك ضمن مساعي الأهالي إلى توفير مصادر دخل جديدة وفرص عمل وإثراء تجربة السياح.
وتسعى الولاية إلى تعزيز المشهد الثقافي من خلال إنشاء متاحف مثل "بيت الحمراء التراثي" الذي يعرض العادات والتقاليد القديمة للمنطقة، ومتحف النقود الذي يلقي الضوء على تطور العملات عبر التاريخ.
وتشهد الولاية انتعاشا سياحيا من السياح المحليين والدوليين على مدار العام، نتيجة لتنوع تضاريسها وجاذبيتها كوجهة مثالية لعشاق المغامرات، ويبرز جبل شمس في مقدمة المعالم السياحية في الولاية، إلى جانب الفالق العظيم، الذي يعكس روعة التضاريس في ولاية الحمراء ويجذب الزوار. وتحتضن الولاية تنوعا كبيرا يتيح للسياح تجربة متنوعة، من الجبال الشاهقة إلى الوديان، وأصبحت وجهة مميزة لمحبي المغامرات وعشاق الطبيعة، بفضل تضاريسها والأنشطة والفعاليات المتنوعة التي تقدمها.
ويعتبر جبل هاط واحدا من أبرز المعالم الطبيعية في ولاية الحمراء، ووجهة محبوبة لعشاق الطبيعة ومحبي التسلق، وتمتاز قمة جبل هاط بمناظرها الخلابة، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بمشاهد بانورامية تطل على الجبال المحيطة والوديان والمناطق الطبيعية المذهلة. ويمتاز جبل هاط بتوفير بيئة مثالية لعشاق المغامرات، حيث تتوفر مسارات متنوعة لمختلف المستويات.
ويعتمد أهالي ولاية الحمراء بشكل كبير على الأفلاج في الري، حيث يبلغ عدد الأفلاج في المنطقة 38 فلجا، مما يسهم في دعم الزراعة وتوفير الموارد المائية، وتكثر فيها زراعة الحمضيات كالليمون والسفرجل والمانجو والعنب. فيما تتضمن جبالها العديد من الأشجار البرية، كالعلعلان والعتم والبوت وغيرها.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
سوريا جذور عميقة ومستقبل واعد
بدايةً يقول أدونيس: “سوريا هي شمس العالم القديم وهي مفتاح بوابة الحضارة”، وأهل سوريا شعب عريق يملك إرثاً حضارياً متميزاً وتاريخاً غنياً بالتجارب والنضال، وبالرغم من كل الظروف الصعبة التي مرت بها سوريا أثبت السوريون قدرتهم على الصمود وإعادة البناء مستفيدين من روحهم الوطنية وكفاءتهم العالية في مختلف المجالات، ذلك إن حب السوريين لوطنهم وتمسكهم بأرضهم يؤهلهم لتجاوز التحديات وصناعة مستقبل أفضل لدولتهم.
وقد لعب السوريون أدواراً بارزة عبر التاريخ القديم والحديث حيث كانت سوريا مهداً لأقدم الحضارات الإنسانية مثل الآرامية والآشورية، كما ساهموا في الحضارة الإسلامية كعلماء ومفكرين مثل ابن النفيس الذي اكتشف الدورة الدموية الصغرى، وفي فترات الاستعمار قاوم السوريون ببسالة وحققوا الاستقلال مؤكدين حبهم للحرية والكرامة، ويمتد تاريخ الشعب السوري لآلاف السنين مما أكسبه خبرة حضارية ووعيًا جمعياً عميقاً.
إن التحديات التي تواجه سوريا في المستقبل قد تبدو ضخمة، لكن الأمل يبقى في إمكانية النهوض من جديد، وبإمكان سوريا استعادة عافيتها عبر بناء مؤسسات دولة حديثة ترتكز على سيادة القانون والشفافية حيث تشكل المصالحة الوطنية العمود الفقري لعملية إعادة الإعمار، وهذه المصالحة ضرورية لضمان مشاركة جميع مكونات المجتمع في بناء وطن موحد ومتين، ولعل الاستثمار في مجال التعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية سيكون بمثابة البوابة الرئيسية لإعادة سوريا إلى مكانتها كقوة اقتصادية وثقافية في المنطقة، ومن المهم تعزيز دور الشباب والمرأة في القيادة وصنع القرار ليكون المستقبل مشتركاً بين جميع أفراد المجتمع ويُبنى على سواعدهم.
هكذا يظل الأمل حاضراً بقوة في نفوس السوريين، وإن إرادة الحياة وحب الوطن ستقود هذا الشعب لإعادة إعمار بلاده وبناء مستقبل أكثر إشراقاً وسوف تظل سوريا منارة للحضارة ومهداً للإبداع وسوف يرسم الشعب السوري المستقبل المشرق الذي يليق بتاريخه العريق.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.