لماذا لا يسافر السيسي إلى هذا البلد
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
"السيسي فضّل البقاء في مصر لمتابعة الأوضاع الداخلية في البلاد".
كان هذا ما قاله المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف، لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في الثاني عشر من حزيران/ يونيو 2015، تعليقا على إلغاء السيسي زيارته إلى جنوب أفريقيا للمشاركة في القمة الأفريقية.
لم تكن هذه المرة الوحيدة التي يلغي السيسي فيها سفره إلى دولة جنوب أفريقيا تحديدا، فقد تكرر الأمر بعدها بأربعة أعوام وتحديدا في أيار/ مايو 2019 عندما اعتذر السيسي عن المشاركة في حفل تنصيب الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا، وأرسل مصطفى مدبولي رئيس الوزراء بدلا منه.
الأسبوع الماضي أيضا، لم يسافر السيسي إلى جنوب أفريقيا للمشاركة في قمة دول البريكس وأرسل مدبولي نيابة عنه، في تكرار لحوادث مشابهة على الرغم من أهمية هذه القمة بالنسبة لمصر حيث وجهت لها دول مجموعة البريكس الدعوة للانضمام إليها بداية من العام المقبل.
في عام 2002، صدقت جنوب أفريقيا على معاهدة روما المؤسسة للمحكمة الجنائية الدولية، ما يمكن القضاء في جنوب أفريقيا من النظر في قضايا متعلقة بجرائم ارتكبت خارج البلاد، بما في ذلك جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وهو ما دفع القضاء في جنوب أفريقيا لفتح تحقيق موسع شمل أسماء بحجم السيسي وبعض وزرائه
لماذا لا يسافر السيسي إلى جنوب أفريقيا إذا؟
نشرت هيئة الإذاعة البريطانية في الثاني عشر من حزيران/ يونيو 2015 خبرا مفاده أن السيسي اعتذر عن المشاركة في القمة الأفريقية، وأوضحت أن السبب الحقيقي يتعلق بحراك قانوني تقدم به اتحاد المحامين المسلمين في جنوب أفريقيا بعد تلقيه شكوى رسمية من مواطن مقيم في جنوب أفريقيا تعرض للقمع والتنكيل في مذبحة رابعة العدوية في مصر.
في عام 2002، صدقت جنوب أفريقيا على معاهدة روما المؤسسة للمحكمة الجنائية الدولية، ما يمكن القضاء في جنوب أفريقيا من النظر في قضايا متعلقة بجرائم ارتكبت خارج البلاد، بما في ذلك جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وهو ما دفع القضاء في جنوب أفريقيا لفتح تحقيق موسع شمل أسماء بحجم السيسي وبعض وزرائه؛ كان من بينهم وزير السياحة السابق منير فخري عبد النور.
بعد انقلاب 3 تموز/ يوليو 2013 في مصر شكّل الرئيس المؤقت عدلي منصور حكومة برئاسة حازم الببلاوي كان من أبرز وزرائها آنذاك الوزير منير فخري عبد النور، الذي خرج في لقاء تلفزيوني على الهواء مباشرة قبل فض رابعة بأيام ليطالب الحكومة بمحاصرة المعتصمين داخل ميدان رابعة ومنع دخول الطعام والشراب لهم لإجبارهم على مغادرة الاعتصام.
الأسبوع الماضي أجرى الوزير السابق حوارا مع موقع ذات مصر انتقد فيه الأوضاع الاقتصادية والسياسية في عهد السيسي، ووصف عملية البحث عن كومبارس للمشاركة في انتخابات الرئاسة القادمة أمام السيسي بالأمر السخيف.
اللافت أن عبد النور كشف مجموعة من الأسرار المثيرة حول أسباب عدم سفر السيسي إلى جنوب أفريقيا. على سبيل المثال، قال إنه في عام 2015 وقبل سفر السيسي إلى جنوب أفريقيا لحضور القمة الأفريقية، اتصل به مدير مكتب السيسي آنذاك ومدير المخابرات الحالي اللواء عباس كامل، وأخبره أنه تم إلغاء السفر له وللسيسي، والسبب هو احتمالية تعرضهما للتحقيق أو التوقيف في جنوب أفريقيا على خلفية شكوى قانونية ضدهم بخصوص رابعة العدوية.
على موقع الرئاسة المصرية لم أجد أن السيسي قام بأي زيارة رسمية إلى جنوب أفريقيا خلال سنوات حكمة التسع، التقى السيسي رئيس جنوب أفريقيا رامافوزا أكثر من مرة في باريس ودول أخرى واستقبله في القاهرة، ولكنه لم يذهب إلى هناك أبدا خشية اعتقاله أو التحقيق معه بتهمة ارتكاب جرائم حرب
على موقع الرئاسة المصرية لم أجد أن السيسي قام بأي زيارة رسمية إلى جنوب أفريقيا خلال سنوات حكمة التسع، التقى السيسي رئيس جنوب أفريقيا رامافوزا أكثر من مرة في باريس ودول أخرى واستقبله في القاهرة، ولكنه لم يذهب إلى هناك أبدا خشية اعتقاله أو التحقيق معه بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
تكرر الأمر مع منير فخري عبد النور نفسه عام 2015، أثناء زيارته لبريطانيا، حيث واجه خطر التوقيف والتحقيق أيضا بعد زيارة استمرت ثلاثة أيام، وفور عودته اتصل به وزير الخارجية المصري سامح شكري والسفير البريطاني في القاهرة وأخبراه بعدم السفر إلى بريطانيا أبدا قبل إخبارهما والتنسيق معهما لتجنب اعتقاله.
الأسبوع الماضي أجريتُ مقابلة مع المحامي البريطاني وعضو الفريق القانوني لملاحقة المتورطين في مذبحة رابعة، الطيب علي، وكشف لي أن القضية ضد منير فخري عبد النور وعدد آخر من رموز نظام السيسي لا زالت سارية أمام الشرطة والقضاء في بريطانيا وستتم إضافة عدد آخر من الإعلاميين أيضا تحت مظلة الولاية القضائية الدولية، وأن تلك القضايا لا تسقط بالتقادم.
الوزير منير فخري عبد النور اعترف في حواره أن النظام وإعلامه فشلا في إقناع الغرب بروايتهما عن رابعة وفشلا في الترويج بأنها كانت عبارة عن اعتصام مسلح، في حين قال إن الإعلام المعارض امتلك الأدوات والشطارة ليتواصل مع الآخر ويؤثر فيه بشكل كبير.
النظام المصري حذف حوار منير فخري عبد النور مع موقع "ذات"، ولكنه لن يستطيع أن يحذف جرائمه ضد المصريين في رابعة وما بعدها.
twitter.com/osgaweesh
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه السيسي مصر جنوب أفريقيا رابعة مصر رابعة السيسي جنوب أفريقيا محاكمات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة تفاعلي سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
بعد أن أبصر اتفاق غزة النور.. أسئلة تحتاج لإجابة
قالت الولايات المتحدة والوسيط القطري إن إسرائيل وحماس توصلتا إلى اتفاق من شأنه أن يوقف الحرب في غزة ويشهد إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين.
الرئيس الأميركي جو بايدن لفت إلى أن المرحلة الأولى ستستمر 6 أسابيع وستشهد "وقف إطلاق نار كامل وشامل".
وقال بايدن إن "عددا من الرهائن" الذين تحتجزهم حماس، بما في ذلك النساء وكبار السن والمرضى، سيتم إطلاق سراحهم مقابل مئات السجناء الفلسطينيين.
وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية ستنسحب خلال هذه المرحلة من "كل" المناطق المأهولة بالسكان في غزة، في حين "يمكن للفلسطينيين أيضاً العودة إلى أحيائهم في كل مناطق غزة".
كما ستكون هناك زيادة في عمليات تسليم المساعدات الإنسانية إلى غزة، مع السماح لمئات الشاحنات بالدخول كل يوم.
المرحلة الثانية
وفقاً لبايدن فإن المرحلة الثانية ستكون "نهاية دائمة للحرب".
وسيتم إطلاق سراح الرهائن الأحياء المتبقين، بما في ذلك الرجال، في مقابل المزيد من السجناء الفلسطينيين.
وسوف يكون هناك أيضا انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة.
المرحلة الثالثة
ستشمل المرحلة الثالثة والأخيرة إعادة إعمار غزة وهو أمر قد يستغرق سنوات ويتضمن إعادة أي جثث رهائن متبقية.
هل ينهي الاتفاق الحرب نهائيا؟
لقد استغرق الوصول إلى هذه النقطة شهوراً من المفاوضات غير المباشرة المضنية، ويرجع هذا جزئياً إلى عدم الثقة التامة بين إسرائيل وحماس.
لقد أرادت حماس إنهاء الحرب بشكل كامل قبل إطلاق سراح الرهائن، وهو الأمر الذي لم تقبله إسرائيل.
إن وقف إطلاق النار من شأنه أن يوقف الحرب في الواقع إلى حين تنفيذ شروطه، ولكن من غير الواضح ما إذا كان هذا يعني أن الحرب انتهت إلى الأبد.
وقف إطلاق نار هش أم صلب؟
لقد كان أحد الأهداف الرئيسية لإسرائيل في الحرب تدمير القدرات العسكرية والحكومية لحماس.
ورغم أن إسرائيل ألحقت بها أضراراً بالغة، فإن حماس لا تزال تتمتع ببعض القدرة على العمل وإعادة التجمع.
لا يُعرف ما إذا كانت إسرائيل ستوافق على الانسحاب من المنطقة العازلة بحلول تاريخ معين، أو ما إذا كان وجودها هناك سيكون مفتوحاً إلى أجل غير مسمى.
وهناك ترجيحات بأن يكون وقف إطلاق النار هشاً، وأي حادث صغير قد يتحول إلى تهديد كبير.
ماذا عن مصير الرهائن والأسرى المتبقين؟
من غير الواضح أي الرهائن ما زالوا على قيد الحياة أو أمواتاً أو ما إذا كانت حماس تعرف مكان كل أولئك الذين لا يزالوا في عداد المفقودين.
من جانبها، طالبت حماس بالإفراج عن بعض السجناء الذين تقول إسرائيل إنها لن تطلق سراحهم، ويُعتقد أن هذا يشمل أولئك الذين شاركوا في هجمات 7 أكتوبر.