ريف دمشق-سانا

للتخفيف من معاناة مربي الدواجن في ريف دمشق بعد الخسائر التي لحقت بهم نتيجة الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة خلال الأيام الماضية، اتخذت مديرية الزراعة في المحافظة جملة من الإجراءات، منها متابعة الوضع الصحي والإنتاجي بشكل يومي، وإعطاء اللقاحات للطيور في الصباح الباكر والتعليف المبكر والمسائي ودعم الأعلاف بالفيتامينات والأحماض الأمينية، ولا سيما فيتامين “سي”.

مدير الزراعة في المحافظة المهندس عرفان زيادة بين في تصريح لمراسلة سانا أن المديرية وجهت بشكل يومي برش الماء حول أبنية الحظائر لتبريد الهواء قبل دخوله، مع الحذر من ارتفاع نسبة الرطوبة وتعقيمها دورياً وغيرها من الإرشادات للتخفيف من الحرارة والحد من الخسائر.

وأشار زيادة إلى أنه تم إصدار قرارين مؤخرا لتشجيع المربين للعودة إلى تربية الدواجن، يقضي الأول بإعادة منح تراخيص المنشآت الملغى ترخيصها، ويتم بموجب الثاني منح وثيقة استثمار للمنشآت غير المستثمرة المرخصة وغير المرخصة، بهدف تقديم الدعم لها من محروقات وعلف وغير ذلك.

وأوضح زيادة أن آلية تقديم الدعم من مادة المازوت للمربين تتم من خلال لجان تقوم بإجراء الكشف الحسي على المدجنة، والتأكد من أنها عاملة ومستثمرة وتقدير احتياجها من هذه المادة حسب المولدات والآلات المستخدمة بالتربية ونوع التربية وعدد ساعات التقنين، مشيراً إلى أنه يتم تأمين مادة المازوت للمداجن بالسعر الصناعي المخصص لأغراض زراعية، وتقديم دورات علفية للمداجن من قبل المؤسسة العامة للأعلاف حسب المتوافر لديها وبالسعر المدعوم، كما تم التوسع بزراعة الذرة الصفراء وتوفيرها لمداجن المربين.

من جانبه بين رئيس دائرة الإنتاج الحيواني في المديرية المهندس معن عبود أن ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج، ولا سيما الأعلاف التي تشكل 80 بالمئة من تكاليف الإنتاج المؤلفة بشكل رئيسي من مادتي الذرة الصفراء وكسبة فول الصويا المستوردة والظروف المناخية السائدة، كل ذلك أدى إلى خروج أعداد كبيرة من المداجن عن التربية نتيجة الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها.

وضمن هذا السياق، لفت عبود إلى تنفيذ جولات ميدانية على عدد من المداجن للاطلاع على واقع هذه المنشآت، ومتابعة الوضع الصحي والإنتاجي للقطيع بشكل يومي، وتنظيم الأعمال اليومية من حيث جمع وترحيل الطيور النافقة، وإعطاء اللقاحات اللازمة قبل ارتفاع درجات الحرارة، وترحيل الزرق ومنع تراكمها داخل الحظيرة، وتطبيق المكافحة الدورية للقوارض والكلاب، كما تم التأكيد على ضرورة الالتزام ببرنامج التحصين الوقائي للقطعان، والتقيد بشروط التعقيم قبل الدخول للحظيرة.

ووفق عبود بلغ عدد المداجن العاملة المرخصة وغير المرخصة المنتجة للفروج البياض وأمهات الفروج، وأمهات البياض والمفاقس في الربع الثاني من هذا العام 462 مدجنة بنسبة 36 بالمئة من إجمالي مداجن المحافظة، فيما بلغ عدد المداجن المرخصة العاملة المختصة بتربية الدجاج البياض 198 مدجنة بطاقة إنتاجية 3088248 طيراً، وإنتاج حوالي 800 مليون بيضة في العام، و59 مدجنة مرخصة عاملة لتربية الفروج بطاقة إنتاجية 615545 طيراً بالدورة، وإنتاج نحو 925 طناً من لحم فروج بالدورة الواحدة.

سفيرة إسماعيل

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

الهدوء العُماني ودوره في اتخاذ القرار

 

سعيد بن سالم البادي

اختصَّ الله سبحانه وتعالى الإنسان العُماني ببعص الخصائص والقيم التي قلّما توجد في مجتمعات أخرى؛ وهي خصائص وقيم ساهمت في تكوين وضبط الشخصية العُمانية، وجعلت أبناءها يتصرفون فيما بينهم وبين الآخرين بأسلوب فريد قلَّ ما يوجد في أيِّ مُجتمع آخر وقد استطاعوا أن يُحافظوا على هذه الخصائص والقيم قروناً من الزمن وعضُّوا عليها بالنواجذ لتبقى إرثهم الشرعي وملكهم الخاص بلا منازع ورأس مالهم الثمين الذي يتفردون به بين سائر الأمم ليظلوا مصدر تعليم هذه الخصائص والقيم للآخرين دون غيرهم.

ومما يتفرَّد به الإنسان العُماني من الخصائص والقيم النبيلة، خاصية الاعتدال في كل شيء؛ فالإنسان العُماني مُعتدل في حديثه، فإذا تحدث فالكلام واضحاً جلّياً لا غموض فيه ولا ضجيج ولا صخب يُعكّر مسامع السامع، ومعتدل في مشيه فإذا مشى موزون الخطي لا بمتعجل ولا متبختر متكبر، يمشي والتواضع كسوته والهيبة تاجه وسلاحه يهابه من استقبله ويعزه ويبجله ويطمح لعودة لقائه من ودعه، معتدل في لبسه إذا لبس لكنه أنيق في مظهره وشخصه، معتدل في ابتسامته إذا ابتسم لا متقهقه بطرًا في فرح ولا عبوس ملولو في ترح، معتدل في جده إذا جد ومعتدل في هزله إذا هزل، يحكمه الاعتدال في صداقته وفي خصومته، فكل سمات الهيبة والجلال تحصن ذلك الإنسان الهادئ في المظهر اليقظ في المخبر.

وهناك من يتساءل عن سبب هذا الاعتدال في كافة مكونات وعناصر حياة الإنسان العُماني سواء كانت الحياة الخاصة أو العامة في أي زمان ومكان كان.

وللإجابة على هذا التساؤل وسر اعتدال الإنسان العُماني في كافة تصرفاته وسلوكياته؛ سواء في علاقته مع أفراد مجتمعه أو في علاقته مع الآخرين من خارج المجتمع العُماني، لا بُد أن نعرف أن الإنسان العُماني يملك خاصية وقيمة مهمة في حياة الإنسان، ألا وهي خاصية الهدوء؛ فهي الخاصية التي تجعل الإنسان يستطيع أن يلاحظ ويفكر ويُقدر ويُقرر ويُنفذ أو يتكلم بعد أن يبني قراره على قناعة تامة متأنية لا يشوبها الاستعجال والتهور المبني على العاطفة الآنية والعابرة وبعد ذلك يخرج بقراره الوسطي المُتزن للعلن.

ومن العوامل التي تساعد على التفكير السليم لتكوين القرار وصياغته وخروجه في قالبه الحكيم عامل أيضًا تفرد بها الإنسان العُماني وتربى عليه وتغذت عليه جذوره المتجذرة في خصب القيم المستمدة من أصله الضارب في أعماق التاريخ، ألا وهو عامل الهدوء؛ وهي خاصية ترعرع بين أحضانها ولهج من ينابيعها منذ نعومة أظافره فغذته أسرته ومحيطه بالهدوء والتأني، وحرصوا على تنشأته تنشأة هادئة مستقرة مع عدم إغفال جرعات الرجولة وصلابة العود والشخصية، والتي هي من أهم العوامل والخصائص في حياة البشرية، فالعُماني هادئ الطبع في كل شيء فهو هاديء في كل جوانب حياته وسلوكياته وحركاته وسكناته لكنه كما أسلفنا يقظ في سريرته نشط في لبه وتفكيره حذق في تصرفاته وسلوكياته وهذه عوامل أساسية من وجهة نظري تساعد على التفكير السليم لاتخاذ القرار السليم في ظروف بيئية هادئة كون الإنسان حينما يتموضع في وسط هاديء يستطيع أن يفكر ويتخذ قرارا ناضجا مبنيا على استنتاجات عقلية، تمت بلورت أركان هذا القرار وقواعده على مُعطيان وبيانات سليمة مؤكدة بصورة أحاطت بكافة جوانبه بعيدًا عن نزوات العاطفة وتشنجاتها وهذا ما ميَّز الإنسان العُماني عن غيره من سائر البشر في كافة قراراته المتعلقة بعلاقاته الداخلية والخارجية.

حينما سطع نور حكمة واعتدال الإنسان العُماني والاطمئنان إلى نظرة بصيرته قبل بصره للأحداث كملاذ أخير لحل سائر عقد الحياة ومعضلاتها المستعصي حلها على الجميع تم الرجوع إلى نور حكمة واعتدال الإنسان العُماني للاستضاءة بضياء هدوئه وميزان عدله.

وقد تدخل الهدوء العُماني في بعض القضايا العالمية الشائكة والمستعصية على أكبر خبراء العالم فوجدوا لها الحل العادل والمرضي لمن يبحث عن العدل كالقضية القائمة بين إيران من جانب والولايات الأمريكية والدول الأوربية من جانب آخر. كما حلت الدبلوماسية العُمانية كثيرًا من الملفات المستعصية على مر التاريخ المعاصر بفضل ما يتمتع به سلاطين ورجالات هذه البلاد من حكمة ثاقبة وآراء صائبة بسبب التفكير الهاديء والنظرة المتأنية والرغبة الصادقة والنيات المخلصة التي تمارس في بيئة هادئة بعيدة عن ضجيج المأثرات الجانبية.   

إلّا أنه في الآونة الأخيرة وللأسف الشديد برزت بعض السلوكيات الدخيلة التي يمكن أن تهدد أساس هذه الصفة والقيمة المهمة قيمة الهدوء التي المفترض أن نستمر في صونها والحفاظ عليها ونذود عنها بكل غالٍ ونفيس لما تغمرنا به من فوائد ونتائج في غاية الأهمية فقيمة الهدوء والسكينة تحافظ على بيئتنا نظيفة من التلوثات السمعية والبصرية والصحية.

ومن تلك السلوكيات المؤثرة على قيمة الهدوء، سلوكيات دخيلة على المجتمع العُماني سأكتب عنها في مقال مُقبِل.

إنَّ رسالتي لأبناء هذا الوطن العزيز المحافظة على تلك الخصيصة والميزة القيّمة والتمسك بها وعلى كل أبٍ ومُربٍ ومعلمٍ أن يحث من تحت مسؤوليته على قيمة الهدوء ليهنأ مجتمعنا بالصفات والقيم والسلوكيات التي تحفظ له تميزه في كل جوانب الحياة.

مقالات مشابهة

  • ضبط 27000 مخالفة مرورية خلال 24 ساعة
  • هاريس: إيران قوة خطيرة ولن أتردد في اتخاذ إجراءات دفاعية
  • مؤسسة النفط تبحث زيادة معدلات الإنتاج
  • من هو الشهيد عبود شاهين الذي طارده الاحتلال والسلطة؟
  • جامعة أسيوط تتابع تطبيق إجراءات السلامة والصحة المهنية
  • غلق وتشميع الوحدات التجارية المخالفة لقانون التصالح في النزهة
  • زيادة الحفارات في عجيبة.. رئيس الوزراء يتابع مع وزير البترول سداد مستحقات الشركاء الأجانب
  • «الوقائع» تنشر قرار وزير الطيران المدني بمنح مهلة لتوفيق أوضاع الشركات المرخصة
  • حزب الله ينفي اتخاذ إجراءات تنظيمية داخل قيادته
  • الهدوء العُماني ودوره في اتخاذ القرار