دوى صوت انفجارات قوية هزت العاصمة السودانية الخرطوم، اليوم الأحد، في تجدد للاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، كما لا تزال المعارك دائرة في مناطق متفرقة من السودان.

 

ممثلة السودان تدعو الدول العربية لدعم الموسم الزراعي ببلادها السودان: مصر فتحت أبوابها وقدمت يد العون لمساعدة جميع السودانيين بعد الأزمة

وشهدت الخرطوم غارات جوية لمقاتلات الجيش السوداني على موقعين تابعين لقوات الدعم السريع ما تسبب في تلك الانفجارات، حسب ما ذكره الجيش.

وفي وقت سابق اليوم شن الجيش هجوماً على مواقع الدعم السريع في مطار الخرطوم الدولي وتخومه.

واندلعت اشتباكات في محيط سلاح المدرعات بالخرطوم وسلاح المهندسين في أم درمان، مصحوبة بقصف مكثف في عدة اتجاهات سواء بالخرطوم وأم درمان وبحري.

وكانت قوات الدعم شنت أمس السبت هجوماً جديدا على معسكر المدرعات جنوب العاصمة، هو السابع من نوعه خلال الأيام الماضية، إلا أن القوات المسلحة تمكنت من صده.

فيما نفذ الجيش قصفا جويا ومدفعيا مكثفا على أجزاء واسعة في مدن العاصمة الثلاث استهدف تمركزات الدعم السريع.

يشار إلى أنه منذ اندلاع الحرب بين القوتين العسكريتين الكبيرتين في 15 أبريل الماضي، هيمنت قوات الدعم السريع على الأرض في العديد من مناطق الخرطوم، في حين حافظ الجيش، الذي يمتلك طائرات حربية ومدفعية ثقيلة، على سيطرته على قواعده الرئيسية في العاصمة، وفي الأجزاء الوسطى والشرقية من البلاد، وفق ما أفادت رويترز.

فيما دارت اشتباكات عنيفة بين الجانبين للسيطرة على القواعد وطرق الإمداد غرب الخرطوم في منطقتي كردفان ودارفور.

وتتواصل المعارك بين الجانبين منذ 5 أشهر، في العديد من المناطق، بلا هوادة، وقد أسفرت حتى الآن عن مقتل نحو خمسة آلاف شخص بحسب منظمة أكليد، ونزوح أكثر من أربعة ملايين سواء داخل السودان أو إلى بلدان مجاورة.

ولم تفلح محاولات للوساطة بين الجيش والدعم السريع، إذ يقول دبلوماسيون إن كل جانب يعتقد أن بوسعه حسم الحرب لصالحه.
وفر أكثر من 4 ملايين شخص من منازلهم، وانهارت الخدمات الأساسية، وأفسح القتال المجال أمام هجمات عنيفة تشنها قوات الدعم السريع والفصائل المسلحة المتحالفة معها في دارفور.
وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، الجمعة: "يهدد هذا الصراع الذي يستشري كالنار في الهشيم وما خلفه من جوع ومرض ونزوح الآن بأن يأتي على البلد بأكمله".
وعبر في بيان عن قلقه إزاء انتشار أعمال العنف في ولاية الجزيرة جنوبي الخرطوم مباشرة، التي تعتبر سلة الغذاء للبلاد، حيث توغلت قوات الدعم السريع.
وأردف قائلا: "مئات الآلاف من الأطفال يعانون سوء التغذية الحاد ويواجهون خطر الموت إذا تركوا من دون علاج".
وحذر من أن أمراضا مثل الحصبة والملاريا وحمى الضنك والإسهال المائي الحاد تنتشر.
قال متحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة، إنه يتوقع أن يؤدي نقص الإمدادات إلى زيادة كبيرة في أعداد وفيات الأطفال.

 

لمزيد من الأخبار العالمية اضغط هنا:

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الخرطوم السودان الدعم السريع الجيش السودانى انفجارات قوية قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

النازيون السمر.. الدعم السريع وهولوكوست التوحش في السودان

تُحيي منظمات الأمم المتحدة والضمير العالمي، في 27 يناير من كل عام، ذكرى ضحايا الهولوكوست، وتؤكد مجددا التزامها القاطع بمكافحة معاداة السامية والعنصرية وسائر أشكال  التعصب التي  من شأنها إثارة العنف ضد جماعات مستهدفة، ولكنها ـ في خضم التجاهل الدولي لما يجري في السودان حالياً ـ قد تتناسي نازيين من السمر الجدد في السودان يختلفون لوناً ولكنهم يمارسون كل أنواع العنف والتوحش ويُعمِلون كل وسائل الاستبداد والتوسع الإجرامي المحمي دون عقاب أو رادع في مواجهة فئات كبيرة من شعب أعزل.

مثلت حروب الدعم السريع منذ أبريل 2023، تحدياً وجودياً للسودان الدولة وهددت كيانها المضطرب الذي لا يكاد يطفي نيران حرب داخلية حتى تشتعل أعواد ثقاب حرب جديدة مختلفة الدوافع والأجندات.

جاءت حروب الدعم السريع مختلفة نمطاً وحيث صممت لتُخاض حرباً داخل المدن وبين السكان المدنيين الذين أتخذتهم دروعاً لحربها المقدسة متحدية كل أخلاقيات الحروب؛ حيث تتجاوز مواجهة أماكن الجيش والقوات الأمنية ـ كطرف ـ إلى الاستهداف المتعمد لكافة المواطنين في سلوكٍ لم يسبق له مثيل حتى الحرب التي دارت رحاها لعقود وتحديداً بين 1983 و2005 بين الحركة الشعبية المتمردة الرئيسية في الجنوب ـ آنذاك ـ التي كان غالبية جنودها مسيحيون ولادينيون، بمقارنتها بقوات (أي الدعم السريع) تدين بالإسلام وتدعو إلى العروبة والبحث عن الديمقراطية لكن تحت شلالات الدم والدموع والآلام والمآسي.

النازيون السمر الجد 

ينظر النازيون إلى العالم أنه مقسم إلى أجناس متنافسة يناضل كل منهم من أجل البقاء والهيمنة ويعتقدون أن الخصائص الفطرية الموروثة بيولوجيا تحدد السلوك البشري، كما يذهب مذهبهم العنصري إلى أن الدم من يحدد الهوية القومية العرقية.

وتأسيساً على ذلك، تتطابق خطاب الدعم السريع معهم تجنيداً وتحشيداً وكشف عن سعي مبكر رغم دعاوي الخطاب المخادع عن الانتقال الديمقراطي لبناء دولته علي أساس إثني ضيق جداً (دولة العطاوة) وهي دعاوى تماهى معها قيادات المجتمع الأهلي التي تنتمي إلى "الجنيديين" القادمين من محطات مختلفة. وكذلك استدعي إليها، المناصرون من المهاجرين من دول الساحل والصحراء في تشاد والنيجر ومالي وأفريقيا الوسطي حيث ازدهت تلك المجموعات بالانتصارات الأولى وجبال "الغنائم" المخواة غصباً من عرق جبين السودانيين وكدهم وتعبهم لعشرات السنين مما استفزّ المشاعر الإنسانية والوطنية الجريحة وطعن كريم المعتقدات والأخلاق في مقتل.

الغيتو والإفقار الممنهج

"الغيتو" هو إسم الحي اليهودي والتي أجبرت السلطات اليهود علي العيش فيه واعتبرته منطقة مغلقة خاصة بطائفة وأجبرتهم علي العيش في ظروف قاسية وفصلْهم عنصرياً ووضعهم تحت المراقبة في انتظار الحل النهائي؛ والذي هو برنامج للقتل والتدمير المنظم ورميهم في حفرة كبيرة بعد رميهم بالرصاص أو ترحيلهم عبر القطارات إلى مراكز القتل حيث يلقون حتفهم الأخير بلا وداع عبر وحدات القتل المتنقلة ويتم استدعاؤهم إلى الموقع وإجبارهم علي خلع ثيابهم وإرغامهم علي الدخول إلى الوادي وحفر مقابر جماعية فكانت مذبحة كليس التي أدت إلى هجرة كل اليهود من ألمانيا هروباً من المذابح وغيرها من الأحوال والفظائع.

كأنما كانت قوات الدعم السريع تقرأ من كتاب تاريخ ممارسات الهولوكوست وتوزعه إلى جنودها المتوحشين؛ إذ كانت تهاجم القرى وتقوم بإغلاق طرقها لعدم مغادرتها، وأن يرغم سكانها قسرياً على القيام بدفع تكاليف إدارة مناطقهم ودعم هذه القوات بالمال والشباب، إضافة إلى معاناة هائلة للسكان والعقاب الجماعي..وكأنما كانت قوات الدعم السريع تقرأ من كتاب تاريخ ممارسات الهولوكوست وتوزعه إلى جنودها المتوحشين؛ إذ كانت تهاجم القرى وتقوم بإغلاق طرقها لعدم مغادرتها، وأن يرغم سكانها قسرياً على القيام بدفع تكاليف إدارة مناطقهم ودعم هذه القوات بالمال والشباب، إضافة إلى معاناة هائلة للسكان والعقاب الجماعي: من الجوع ونقص الغذاء والرعاية الصحية وانقطاع الاتصالات وخدمات الكهرباء لفترة تجاوزت العام في جل مناطق البلاد التي تأثرت بالحرب.

إضافة إلى ذلك، وفي خضم تلك السياسات النازية، بدأت المليشيا المتمردة بإفقار القرى ونهب ممتلكات المواطنين واستهدفت الممتلكات الخاصة ودمجتها في أهدافها العسكرية وخططها الميدانية لجذب واستقطاب المقاتلين عبر الإغراء بـ "التغنيم"، أي وعدهم بالغنائم التي يحصلون عليها كحافز في حد ذاته! حيث نهبت كل شيء ووسمت أسواق المنهوبات بأسم قائدهم (أسواق دقلو) الذي يمثل وصمة عار لا مدعاة للفخر. ونتيجة لذلك، انتشرت في كل دول الساحل، كما تمددت عمليات النهب المنظم والواسع النطاق، لتطال الرأسمالية الوطنية والبنوك والمصانع والمستشفيات ومن ثم إضرام النيران فيها بعد نهبها مما جعلها أفرغ من فؤاد أم موسى!

علاوة على ذلك، لم تسلم البنى التحتية ـ التي شُيدت عبر تراكم الحقب المختلفة وبقروض لاتزال تثقل كاهل السودانيين ـ فدمرتها. هذا ما يجعل المواطنين ـ ممن كُتبت لهم النجاة من القتل والسحل الذي يمارسه جنود الدعم السريع علي امتداد رقعة سيطرتهم ـ أمام بدايات جديدة من الكد والجهد في سبيل تأمين مصادر الرزق وإعادة بناء سبل العيش، إذ حولت سياسات المليشيا الإجرامية كافة المؤسسات والأعيان المدنية إلى مدن للأشباح. فالمأساة أن الغالبية العظمى من سكانها قد أجبروا على الفرار والنزوح فنُهبت ودُمرت تلك المؤسسات والأعيان. ولم يعجز عناصر وقادة المليشيات بعد على ما يبدوـ وتندراً وسخرية ـ من العثور في هذه الأماكن المدنية علي الديمقراطية أو فوق جماجم البسطاء التي توحشت في البطش والتنكيل بهم.

الهولوكست المتوحش

فما أكثر المناصرين من القوى المدنية الذين خدعتهم لافتات الدعم السريع البراقة من قبل هذه القوات التي ولغت في أنهار من الدماء واستباحت القرى النائية الوادعة والمدن الآمنة والتنكيل بالمواطنين وطلب الفدية مقابل إطلاق سراح الرهان والمحتجزين مستهينة بالقانون الدولي غير آبهة بذلك موثقة جرائمها بنفسها كما لاتخشي العقاب أو العواقب كأنما تمتلك رخصة للقتل المجاني؛ فلجأت هذه المليشيا إلى سياسة الأرض المحروقة في محاولة لكسر عزيمة السودانيين فلطخت أياديها بمزيد من الدماء المسفوحة علي الطرقات وأطراف القرى الوادعة فارتفعت أعداد الضحايا بالآلاف ومثلهم من الجرحى والمفقودين والمختطفين والمخفيين قسرياً في مأساة إنسانية ذكرت السودانيين بحملات الدفتردار الانتقامية الذي ثار لمقتل الخديوي إسماعيل باشا وحملات خليفة المهدي عبدالله التعايشي لتأديب الرافضين لحكمه وعسفه في فترة الدولة المهدية، والتي مارستها ذات قبائل العطاوة كأنما التاريخ يعيد نفسه بعد قرن من الزمن..

ويزيد في إعادة جارحة للمآسي والتي تهدد وتنسف كل دعاوى التعايش بين المجموعات الإثنية في السودان وأسقطت هذه المليشيا كل مشروعات مناصريها السياسين من مجموعة (تقدم) والقوى المدنية التي تحالفت معها بهدف تجميل صورتها ولكنها عجزت عن ذلك رغم خطاب قائد القوت بالخطة (ب) والتي ترجمتها قواته إلى المزيد من التوحش في الإيغال في طرد كل السكان والتنكيل بهم في عقاب جماعي وعنف مفرط واستخدمت ذات وسائل  النازيين في التهجير القسري للأفراد والمجتمعات والطرد والترحيل وإطلاق النار عشوائياً في مذابح جماعية باستخدام الأسلحة الثقيلة مما دفع الأمين العام للأمم المتحدة ومسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إلى إدانة هذه الجرائم والتبرؤ منها، وعبروا عن صدمتهم من الجرائم الوحشية الفظيعة في حق المدنيين.

لا تحتفظ القوات بسجلات رسمية للمعتقلين أو المخفيين قسرياً والتي يختلط في سجونها العسكريون والمدنيون والأطفال والنساء وتستخدم إدارة المحتشدات سلاح التجويع مما جعل السجون مسارح للأشباح التي مات الكثيرون منهم بمضاعفات الجوع وخرج البعض منهم هياكل عظيمة تجسد وخشية وبشاعة جرائم النازيين السمر والتي تجعل من "غولاقها" ثقباً أسود يبتلع الآلاف من الضحايا الأبرياء.وفي هذا الإطار، برز إسم عمر شارون الذي يلقب نفسه بـ "شارون" قائداً لعمليات السحل والقتل الميداني وقاهراً لرموز المجتمعات الريفية في مناطق شمال الجزيرة مؤخراً.

معسكرات وسجون الأشباح

أقام النازيون في ألمانيا معسكرات اعتقال أو (دولاج) باللغة الألمانية في جميع مناطق سيطرتهم وجرى توسيع المعسكرات لاستيعاب السجناء السياسيين ومعارضي النظام وأعدائه، حيث بلغت ٤٤٠٠ سجناً مستخدمين الاحتجاز القسري والاعتقال على أساس الهوية الإثنية أو الدينية وسميت بمحتشدات الإبادة حيث كان نزلاؤها يحشدون مع بعضهم البعض ليتوفى الآلاف منهم بالإجهاد والجوع والبرد والمرض.

بالمقارنة، فقد طابقت مواصفات معسكرات الإبادة والاعتقال معسكرات وأقبية سجون الدعم السريع، حيث تنتشر مئات مراكز الاحتجاز غير المعروفة وسياسياتها أكثر تطرفاً من النازيين، فجمع الآلاف من المدنيين والعسكريين في مراكز اعتقال وسجون بعضها مقار عسكرية وبعضها مباني حكومية وبعضها منازل في أحياء سكنية تعاني من انعدام التهوية ودرجات الرطوبة العالية وانعدام الخدمات الأساسية وافتقاد أصحاب الأمراض إلى الرعاية الطبية اللازمة، مما أدى لانتشار الأمراض بسبب ضيق المساحات وانتقلت الفيروسات بين السجناء الذين تم إخضاعهم لنظام استجواب قاسي من صعق بالكهرباء وإطفاء أعقاب السجاير عليهم وتعليقهم من الأرجل ووجود مشانق في بعض المراكز مما أدى إلى وفيات لا حصر لها.

والأدهى من كل ذلك، لا تحتفظ القوات بسجلات رسمية للمعتقلين أو المخفيين قسرياً والتي يختلط في سجونها العسكريون والمدنيون والأطفال والنساء وتستخدم إدارة المحتشدات سلاح التجويع مما جعل السجون مسارح للأشباح التي مات الكثيرون منهم بمضاعفات الجوع وخرج البعض منهم هياكل عظيمة تجسد وخشية وبشاعة جرائم النازيين السمر والتي تجعل من "غولاقها" ثقباً أسود يبتلع الآلاف من الضحايا الأبرياء.

وفي ظل كل هذا التجاهل المتعمد والتواطؤ الفاضح، لا يزال العالم يتفرج على نازيين جدد أسميناهم هنا بالنازيين السمر، وهم يرتكبون كل يوم يمر منذ أبريل 2023، أهوالاً وفظائع ستظل محفورة في ذاكرة ضحاياهم كسلاح يرفعونه ضدهم ما داموا أحياءً أو أمواتا.

مقالات مشابهة

  • الخرطوم تتهم الدعم السريع بارتكاب مذبحة بولاية الجزيرة وقتل 120 مدنيا
  • «القاهرة الإخبارية»: الدعم السريع يستهدف قرى شرق جزيرة السودان
  • اتهامات للدعم السريع بالتحضير لهجوم على شمال دارفور
  • النازيون السمر.. الدعم السريع وهولوكوست التوحش في السودان
  • كشف تفاصيل كارثية في الجزيرة على يد قوات الدعم السريع.. 1000قتيل وإحتجاز مواطنين رهائن وتهجير قسري وحصار
  • انفجارات قوية تهز تل أبيب وسط تصاعد التوترات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية
  • البرهان يهنئ الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب بفوزه في الانتخابات
  • السودان: قوات الدعم السريع تصفي 11 مواطناً في سنجة وتمنع الأهالي من المغادرة
  • الدعم السريع يدمر حاضر السودانيين وقادة الجيش والإسلاميون يدمرون مستقبلهم
  • مقتل 18 مدنيا في هجوم لقوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة