راشد بن حميد الراشدي **

 

ما الذي يحدث في مسارات التعليم ووأد أحلام الطلاب وطموحاتهم وآمالهم قبل أن تتشكل تلك النوابغ الذكية من أجل رفعة هذا الوطن وبنائه ناديت وكتبت مقالات من قبل عن الخريجين الذين درسوا في أعرق الجامعات خارج الوطن ورجعوا بمرتبة الشرف في تفوقهم وهم ينتظرون في قطار التوظيف الطويل لسنوات، بعد أن بذل الوطن في تعليمهم كل غالٍ ونفيس، وكانوا هم على قدر المسؤولية والثقة المُلقاة على عاتقهم وينتظرون اليوم الذي يبنون فيه عُمان بما اكتسبوه من علم ومعرفة وخبرة.

اليوم نواجه مشكلة أخرى مع نتائج الشهادة العامة ومع نوابغها الذين سهروا الليل وواصلوه به النهار، فتفوقوا على أنفسهم بالجد والاجتهاد، وبذلوا ما في وسعهم للحصول على أعلى الدرجات وعلى نسب قاربت المائة في المائة، ولكن ما مصير من تفوق؟!

نسبة بسيطة منهم تم قبولهم في تخصصات مثل الطب بدرجات خيالية وصلت إلى فوق الـ98% وعدد بسيط في بعثات للخارج، وكانت لكليات التربية بالجامعة والجامعات الأخرى النسب الخيالية في القبول ومعظمهم تمَّ قبوله في تخصصات لا تلبي طموحاتهم وتفوقهم وحصولهم على تلك النسب العالية.

إن التخطيط السليم وفتح شواغر أكثر في التخصصات المرغوبة لكثير من المتفوقين وفتح باب الابتعاث بأعداد كبيرة سوف يُعزز من مثابرة الجميع نحو التميز والإبداع والتفوق في مجتمع تعليمي شهد الجميع بكفاءة مخرجاته، وخير دليل على ذلك تفوق أبنائنا الخريجين في الخارج على مستوى طلاب العالم.

‏إنني أرى أن وضع الاحتياجات وتشجيع المتفوقين اليوم هو دور المؤسسات التعليمية وخاصة وزارة التعليم العالي في رصد هذه الكفاءات المتميزة المتفوقة وإيجاد عدد أكبر من الفرص التعليمية لأبنائنا الطلاب سوف يسهم في خدمة الوطن وتعزيز الكفاءات الملائمة وخاصة المجالات المطلوبة لسوق العمل والتي تلبي الطموح وترفد الوطن بأمهر الكفاءات وفي مختلف المجالات.

إن التعليم هو عماد الوطن والاستفادة من المتميزين والمتفوقين بنسب عالية وتشجيعهم سيؤتي ثماره غدا بإذن الله وإن كبت تلك الطاقات وذلك الطموح سوف يؤدي إلى إخماد تلك الشعل المضيئة بهمم العلم والمعرفة وتحقيق الآمال التي يصبو لها الطالب والوطن.

نِسبٌ تقارب المائة في المئة وتخصصات لا تلبي طموح بعض الطلاب، جاءت بها نتائج القبول الموحد وفق ما خصص لها من فرص في مؤسسات التعليم العالي داخل وخارج السلطنة؛ حيث نأمل دراسة احتياجات السلطنة من تلك المخرجات وتعزيز فرص المتفوقين على مستوى السلطنة من أجل تحقيق طموحاتهم بالدراسة في التخصصات التي يطمحون في دراستها.

وفق الله جميع أبنائنا الطلبة والطالبات في مرحلتهم الجامعية وأن نراهم خريجين عاملين من أجل رفعة عُمان وتقدمها وازدهارها وكل عام والجميع بخير.

** عضو مجلس إدارة جمعية الصحفيين العمانية

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ارتفاع مؤشر إنتاج البناء بنسبة 15.5% في يناير

أنقرة (زمان التركية) – كشفت بيانات رسمية عن ارتفاع مؤشر التشييد بنسبة 15.5 في المئة على أساس سنوي في يناير 2025.

وارتفعت أنشطة البناء والتشييد بنسبة 18.2 في المائة، بينما زادت أنشطة البناء الخاصة بنسبة 8.5 في المائة.

ووفق معهد الإحصاء التركي، ارتفع المؤشر بنسبة 18.2 في المئة في قطاع تشييد المباني، و12.3 في المئة في تشييد المنشآت غير المبنية و8.5 في المئة في أنشطة التشييد الخاصة في يناير مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي.

كما ارتفع مؤشر إنتاج التشييد بنسبة 5.5 بالمائة على أساس شهري في يناير.

وارتفع المؤشر بنسبة 5 في المائة في قطاع تشييد المباني، و2 في المائة في تشييد المنشآت غير المبنية و9.9 في المائة في أنشطة التشييد الخاصة في يناير مقارنة بالشهر السابق.

Tags: تركيامؤشر إنتاج البناء

مقالات مشابهة

  • بالفيديو.. هطول أمطار متفرقة على عدد من الولايات
  • اليوم.. بدء التأثيرات المباشرة للمنخفض الجوي في طقس السلطنة.. عاجل
  • إطلاق برنامج جديد لتأهيل الكفاءات الوطنية في الحوسبة السحابية
  • سلطنة عمان تحذر من تداعيات التصعيد العسكري في اليمن على أمن المنطقة
  • رئيس شؤون الضباط في وزارة الدفاع العميد محمد منصور: الجيش العربي السوري كان وسيبقى عماد السيادة الوطنية، واستعادة الكفاءات والخبرات العسكرية التي انشقت وانحازت للشعب في مواجهة نظام الأسد البائد والتي خاضت معارك الدفاع عن الوطن أمرٌ ضروري لتعزيز قدرات جيشن
  • ارتفاع مؤشر إنتاج البناء بنسبة 15.5% في يناير
  • من السلطنة إلى المملكة.. كيف غيّر الملك فؤاد الأول نظام الحكم في مصر؟
  • تقارب أمريكي أوروبي بشأن هدنة أوكرانيا
  • تسلم وتسليم في المديرية العامة لقوى الأمن بحضور الحجار.. والأخير: عاهدنا أنفسنا بناء دولة تلبي تطلّعات أبنائها
  • رمضان 29 أم 30 يوما؟.. تعرف على موعد عيد الفطر في السلطنة