وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال مداخلة هاتفية له ؛ الشكر للوفد الإعلامي - الذي كان "صدى البلد" جزءًا منهُ - على ما قاموا به من جولة داخل مزارع توشكى ورصد ملحمة العمل الوطني التي تنفذ على أرض الجنوب.

الرئيس السيسي أكد خلال مداخلته الهاتفية أن ما شاهدهُ الوفد الإعلامي هو جزء صغير من ملحمة بناء تقام على أرض مصر.

وأوضح الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الدولة تستهدف إضافة ٤ ملايين فدان جديدة للرقعة الزراعية في مصر.

الرئيس عبد الفتاح السيسي

وأشار الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أنه يتم الآن الانتهاء من محطات رفع المياه وتوصيل الشبكات الكهربائية وأعمال الخرسانات المسلحة وتمهيد الأراضي في توشكى، لكي تدخل الخدمة قبل الموسم الزراعي الجديد في شهر أكتوبر.

وشدد الرئيس عبد الفتاح السيسي على أن ما يحدث في توشكى هو ما يحدث في شرق العوينات والفرافرة وسيناء، مؤكدا على أن فرص الاستثمار متاحة للجميع في تلك الأراضي.

وبدوره قدم "صدى البلد" الشكر للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي على اهتمامه ورعايته لتلك الجولة الوطنية التاريخية.

صدى البلد

كما قدمت جميع وسائل الإعلام التي كانت في الجولة الشكر للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي على اهتمامه بنا وعلى كلامه التحفيزي والتشجيعي بعد يوم أقل ما يتم وصفه بأنه "يوم للتاريخ".

وأكد الوفد الإعلامي له أن "ملحمة توشكى" سوف نتناولها صحفيًا وإعلاميًا وإذاعيًا بكل صدق وعمل وحب واجتهاد، من أجل توضيح ملحمة شعب حوّل الصحارى الصفراء إلى جنان خضراء، أبطال قاموا بتعمير الأرض التي خلقها الله من أجل الخير والإنسانية.

ما القصة؟

في الثامنة صباحًا وفي أجواء مُشمسة أقرب للطبيعية، أقلعت إحدى الطائرات العسكرية من قاعدة شرق القاهرة الجوية مُتجهة لمطار أبوسمبل، قاصدة مشروع تنمية جنوب الوادي توشكى في أقصى جنوب المحروسة.

لماذا لم يكتمل حلم توشكى؟.. هذا هو السؤال الذي طرحتهُ على نفسي من ارتفاع يقترب من 20 ألف قدم ونحنُ متجهون لتلك المنطقة التي رأيت فيها حلمًا لم يتحقق وأملاً لم يكتمل وتحديات شديدة الصعوبة كانت تواجه الدولة حينها  في تسعينيات القرن الماضي.

وفي رحلتنا من القاهرة لأبو سمبل وبعد ساعتين من الطيران، بدأت ملامح لم نعهد بها من قبل، وهي بدء ظهور مساحات خضراء شاسعة وسط صحارى لا تنتهي على مدد النظر ورويدًا رويداً، بدأت الطائرة تأخذ وضع الهبوط الذي كان سلسًا عند الوصول ثقيلًا في التساؤلات والإجابات الخاصة بحلم المصريين.

في أجواء تجاوزت درجة حرارتها الخمسين درجة مئوية، بدأت رحلتنا من مطار أبو سمبل لمنطقة توشكى والتي تبعد عن المطار 60 كيلو مترا، استقللنا أتوبيسًا مكيفًا لم يستطع أن يواجه شدة الحرارة في الخارج على الرغم من حداثته وإمكانياته ، وهنا يكمُن السؤال، إذا كان الوضع هكذا داخل حيز هذا الأتوبيس ، فكيف يعمل المزارعون والمهندسون والعمال في تلك الأجواء؟! .

مزرعة توشكى

بعد رحلة تجاوزت الساعة من مطار أبوسمبل للمنطقة المنشودة، وقبل الوصول لمقر الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية التي تقع داخل منطقة توشكى، كان على جانب الطريق قبل الدخول لمقر الشركة، عدة عمائر مُتشابهة ذات طابع معماري مُتميز مُتناسق مع هوية المكان وهي مدينة توشكى الجديدة التي كانت تنبض بالحياة وسط صحارى شاسعة وقاسية.

أكملنا طريقنا لمقر الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية، وعند دخولنا البوابات قطعنا طريقًا طويلاً لمُدة تزيد على الخمس عشرة دقيقة حتى الوصول للمكان المستهدف، وحتى الوصول لذلك المكان، فعيناك لا تلمح إلا المساحات الخضراء من جهة، ومعدات تعمل في تمهيد الطرق وتطويع الأراضي الصعبة من أجل زراعتها من جهة أخرى.

الشركة الوطنية لإستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية

وبعد مُعاناة شديدة مع حرارة الجو ورطوبته، استقبلنا رئيس الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية بماء رطب مثل ما شهدناه خلال مسيرتنا مُنذ دخولنا لمنطقة توشكى حتى وصولنا، والذي أوضح أننا محظوظون بأن درجات الحرارة اليوم رائعة وأقرب للربيع في وقت تجاوزت الحرارة فيه الـ 51 دجة مئوية ! .

بعد الترحيب بنا، تحدث معنا رئيس الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية بأن السر وراء إحياء العمل في منطقة توشكى مرة أخرى يكمن في "الإرادة السياسية"، بعد أن أُهمل المشروع منذ عام 2000 ولم يتم إنجاز المُستهدف منهُ منذ ذلك الوقت.

رئيس الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية أوضح أنه تلقى تكليفات رئاسية مباشرة من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسي بدراسة إحياء مشروع توشكى من جديد وإضافة مساحات كبيرة لهُ، وهذا ما حدث لأكثر من عامين في الفترة من 2017 حتى 2019 ، والتي بدأت باستصلاح مزرعة توشكى بمساحة 25000 فدان حتى بدأت الشركة في مشروع تنمية جنوب الوادي بتوشكى بمساحة 500 ألف فدان عام 2019 تصل لـ 600 ألف فدان بنهاية 2024.

مزرعة توشكىصعوبات تصل للمستحيل

في جولة داخل الأراضي التي تعمل الدولة في تهيئتها من أجل استصلاحها وبدء زراعتها لتحويل الصحراء القاسية لمنطقة خضراء تنتج الخير للمصريين، تحدث رئيس الشركة عن الصعوبات التي كانت موجودة بالأرض على الرغم من جودتها وإمكانية زراعتها وفقًا للأبحاث والدراسات التي تمت عليها من قبل الجهات المختصة والمراكز البحثة المُتخصصة، إلا أنها أرادت أن تقول بأن الخير المتوقع منها لن يكون سهلاً ، وعلى قدر العمل سيكون على قدر الخير المُنتظر منها.

العمل الذي لا يستطيع أحد أن يصفهُ حتى لو كان شديد البلاغة والوصف، يُشير إلى أن المصريين يتحدون المُستحيل من أجل إدخال مئات الآلاف من الأفدنة للخدمة من أجل زراعة 500 ألف فدان قمح عند بداية هذا الموسم لإنتاج مليون طن من القمح لتقليل الفجوة الاستيرادية وبداية تحقيق الاكتفاء الذاتي من تلك السلعة الإستراتيجية المهمة ويصل هذا الرقم لـ 600 ألف فدان بنهاية 2024.

المُخطط لتوشكى بأن يتم زراعة محاصيل إستراتيجية للدولة كـ “القمح - الذرة" كذلك زراعات مُهمة كـ "الخضار - الفاكهة - البرسيم" وزراعات لها مستقبل واعد كـ "النباتات الطبية والعطرية".

وعند الحديث عن الزراعة يتم الحديث عن الماء ، لذلك ، البعض لا يعرف أن المياه التي تُغذي مشروع توشكى قادمة من بحيرة السد العالي عبر ترعة الشيخ زايد ويمتد منها 4 فروع مياه، ويتم استخدام تلك المياه في تحقيق أقصى استفادة منها. 

العمل في مشروع توشكىتطويع الصحراء

أثناء التوجه للمزارع الموجودة على أرض الواقع في منطقة توشكى ، تحدث معنا رئيس الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية عن أهداف الشركة ومُستهدفاتها التي أنُشئت من أجلها عام 1995، التي أوضح فيها أن الشركة تعمل استصلاح وزراعة الأراضي الصحرواية وتقليل الفجوة الغذائية وخلق فرص عمل للشباب وإقامة مجتمعات عمرانية جديدة.

أوضح خلال جولتنا داخل مزارع توشكى الممتدة على امتداد البصر، أن هُناك ما يزيد على 4000 مدني يعملون داخل الشركة، نصفهم في مشروع توشكى، بجانب المئات من العمالة غير المباشرة ومهن وصناعات مرتبطة بمشروعات الشركة الزراعية المنتشرة في ربوع مصر.

تطويع الشركة للصحراء لم يأت من فراغ، فقد أوضح رئيس الشركة أنه تم بدء الإستصلاح في منطقة شرق العوينات عام 1999 بمساحة 10000 فدان عام 1999 حتى وصلت إلى 200000 فدان مزروعة حاليًا في قلب الصحراء !.

لم يقف عمل الشركة في شرق العوينات وتوشكى فقط، بل تم استصلاح 10000 فدان بمنطقة سهل بركة  بالفرافرة واستصلاح  مزرعة عين دالة على مساحة 12500 فدان عام 2018، والبدء في تنفيذ مشروع التمور لـ 2.4 مليون نخلة على  مساحة 37000 ألف فدان بتوشكى.

زراعة الصحراء ونقص المياه

المزارع التابعة لـ الشركة الوطنية لاستصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية التي تقع في مناطق "توشكى - الفرافرة - شرق العوينات - عين دالة" جعلتني متسائلاً عن السر وراء الذهاب للصحراء من أجل الزراعة في ظل محدودية المياه في مصر ؟ ، وكانت الإجابة من قبل المُتخصصين والعلماء.

كانت الإجابة عن هذا السؤال عند الأستاذ الدكتور حسن أبو اليسر، الأستاذ بمعهد بحوث وقاية النباتات التابع لمركز البحوث الزراعية لوزارة الزراعة، الذي أوضح أنه يتم استخدام أساليب الري الحديث داخل مزرعة توشكى، حيث يحصل كل نبات على الكمية المُخصصة له من المياه بعد أن تم إجراء الأبحاث والدراسات على طبيعة الأرض والزراعات التي ستتم زراعتها وعوامل الجو وكمية المياه.

"أبو اليسر" واصل حديثه لـ "صدى البلد" الذي أوضح فيه أن هُناك 4 مراكز ومعاهد ومعمل تابعة لوزارة الزراعة تعمل مع الشركة داخل مزرعة توشكى هي: 

معهد بحوث وقاية النباتاتمعهد بحوث أمراض النباتاتمعهد بحوث البساتينالمعمل المركزي لبحوث النخيل والتمور

وكشف الأستاذ بمعهد بحوث وقاية النباتات أن هناك متخصصا مُقيما داخل المزرعة من تلك المعاهد والمراكز يقدم المادة العلمية والإسترشادية مدعومة بمواد تطبيقية من أجل تحقيق أقصى استفادة إنتاجية بأقل إمكانية استخدام المياه.

مزرعة النخيل

كانت أول محطة لـ "صدى البلد" هي مشروع التمور والمستهدف منهُ زراعة 2.4 مليون نخلة على مساحة 37000 ألف فدان، حيث يبلغ المزروع منه حاليًا 1.7 مليون نخلة تحتوي على 36 صنفا من النخيل المُتميز منها سلالات تأتي لمصر لأول مرة ، كما أنه سُيضاف إليها 12 صنفاً جديداً تحسين وراثي في المنطقة من توشكى 1 حتى توشكى 12.

الـ ثانية عشرة ظهراً ، والحرارة تصل لـ 52 درجة مئوية ، ظروف جوية شديدة الصعوبة في مُناخها، لكنها تحمل بشائر الخير ، أهلاً بكم في الحصاد.

وسط همهمات تحفيزية وأجواء مناخية صعبة، كان محمود أبو الحياس محمد من الأقصر يقوم بجمع البلح من النخيل بطريقة مُنظمة حتى لا يُهدر منها شيئا.

أحد العاملين في مزرعة النخيل

-"أنا اللي مربيها وبرعاها" هذا الحديث بدأ به "الأقصري" الذي يعمل داخل مزرعة توشكى منذ خمسة أعوام ونصف العام والذي أوضح أنه منذ تم الإعلان عن حاجة المشروع لوظائف متنوعة، وهو كان حلمه الذهاب لأقصى الجنوب لتعميرهُ حسبما صرح لـ "صدى البلد".

 كشف المزارع محمود محمد ذو الـ 31 عامًا أن يُحب ما يعمل ويتلقى معاملة جيدة ومرتب جيد وظروف معيشية تمتاز بتوافر كل شيء فيها داخل المزرعة التي يقيم بها 15 يومًا ثم ينزل اجازة 12 يومًا للذهاب لأسرته وابنته بعد أنا قام بتدبير فلوس الزواج عن طريق عمله في المشروع والذي وصفهُ بأنه فاتحة خير عليه.

الأقصري لم يكن وحده هو من يعمل في تلك المزرعة ، فـ أحمد يسري ذو الثلاثة عقود خريج الثانوية الأزهرية أوضح أنه حضر ذلك النخل عندما كان صغيرًا منذ أربع سنوات منذ أن تمت زراعته في أرض صحراوية شديدة.

أحد العاملين في مزرعة النخيل

"يسري" القادم من محافظة المنيا من أجل أن يعمل في المشروع أوضح أن لله حكمتهُ في الأرض، فـ بعد جهد وتعب ومراعاة طيلة 4 سنوات، أتت البشائر وأتى معها الخير كلهً، موضحاً أنهم يتنقلون داخل المزارع المختلفة بمزرعة توشكى باختلاف مواسم الحصاد لكل زرعة.

وعندما نتحدث عن أهل الصعيد، لا يمكن التغافل عن محافظة قنا ، المشهورة بكل معاني الشرف والأمانة والكلمة والعمل ، وهذا ما كان ظاهراً في عمل كريم ناجح محمد الذي يعمل في مزرعة توشكى منذ 5 سنوات الذي أوضح أن عمله في هذا المشروع كان "فاتحة خير عليه" لأنه استطاع أن يتدبر أمور زواجه من عمله في المزرعة كما فعل "صديقه الأقصري".

كريم ناجح ذو الثامنة والعشرين من عمره وحاصل على دبلوم أوضح أنه يعمل في مزرعة توشكى منذ 5 سنوات، وحضر ذلك النخل عندما كان صغيراً في بداية غرسه في الأرض الصحراوية.

كريم ناجح محمد مع الزميل محمد إبراهيممزرعة الليمون

بعد ما شهدناهُ من إرادة حقيقية داخل مزرعة النخيل بتوشكى، كان أبناء مصر داخل مزرعة الليمون بمزرعة توشكى يحصدون إنتاجهم وتعبهم طيلة أشهر في محصول لا يمكن الاستغناء عنهُ أبدا لفوائده المتعددة ولاستخداماته التي لا يمكن أن تُحصى.

ربما لأنني محب لأهل الجنوب، فكان نصيبي مرة أخرى في الحديث مع "أقصري جديد" وهو السيد أحمد قناوي الذي يتخطى عمرهُ الأربعة عقود الذي أوضح أنه يعمل داخل مزرعة توشكى منذ خمسة أعوام.

"القناوي" كما يُحب أن يطلق عليه أوضح في حديثه لـ "صدى البلد" أن ما حدث خلال الفترة الماضية من استصلاح هائل للأراضي الزراعية لا يصدق، قائلاً بلهجته الصعيدية المُتميزة التي نحبُها: "ده خير كتير جوي جاي للبلد دي".

أحد العاملين في مزرعة الليمون

عدنا إلى محافظة قنا مرة أخرى، ما هذا، "أيعلم أهل الصعيد ما أخفيهُ من محبة حتى يكافئونني هكذا"، ربما،.. قابلنا أحمد شحاتة على محمود من رجال محافظة قنا الأبطال الذي أوضح أنه يعمل في المشروع منذ 5 سنوات عندما كانت الأرض صحراء.

وأضاف شحاتة الحاصل على الدبلوم ومعهد تمريض في حديثه وهو يقوم بجني ثمار زرعتهُ ، أن الأرض الخضراء التي نراها الآن أتت بعد جهد وتعب ومشقة من الجميع ، كل في موقعه وتخصصهُ، وعلى قدر المشقة يأتي الخير.

الزميل محمد إبراهيم في أحدى مزارع الليمونمزرعة العنب

كانت المحطة الثالثة لنا هي مزرعة العنب، فـ بامتداد النظر، ترى مساحات واسعة من التكعيبات الخاصة بالفاكهة الأقرب لقلوب المصريين باختلاف أنواعها وأصنافها.

الفضول دفعني بأن أأخذ قطعة عنب من على إحدى التكعيبات لأرى مدى جودتها وذلك أثناء حديثي مع حسين رمضان من محافظة الأقصر، "لحظة واحدة .. الأقصر مرة أخرى !"، بدأ في الحديث ولم أكن معه بتركيز فقاطعتُه قائلاً بالطريقة العامية المصرية: "أنا من الشرقية وبحب الصعايدة جدا .. فرد قائلاً: ولاد عمنا يعني يا أستاذ".

العاملون في حصاد العنب

حسين رمضان الذي يبلغ من العمر 43 عاماً تحدث عن حلمهُ في توشكى الذي بدأ منذ خمس سنوات عندما كانت صحاري واسعة ، لكن قال بكل قناعة وثقة: "ربنا بيحب الإيد الشقيانة" ، وكان هذا درسًا جديداً يضيفهُ لي الأقصري خلال رحلتي التي بدأت في الخامسة فجراً من منزلي.

الزميل محمد إبراهيم في إحدى مزارع العنبمزرعة المانجو

 هُنا المانجو، معشوقة المصريين وملهمتهم، أتدري ماذا يعني انتظار عشرات الملايين من المواطنين كل عام شهرين فقط في السنة من أجل تذوق فاكهة تدخل السرور والبهجة عليهم ! ، قبل ذهابي لتوشكى كانت معلوماتي عن تلك الثمرة أن محافظة الإسماعيلية هي أم الإنتاج وأصل الثمرة في مصر ويأتي بعدها بعض محافظات الدلتا والوجه البحري ، إلا أن المهندس عبد السلام أحمد محمد فاجأني بغير ذلك.

المهندس الزراعي ذو الأصول الأسوانية أوضح أنه يتم زراعة سلالة من فاكهة المانجو داخل مزرعة توشكى، ولم يقف الأمر عند هذا الحد ، بل كشف أنه تم استنباط سلالة جديدة من المانجو وزراعتها وبدأت بشائرها تظهر هذا الموسم، ويتم ذلك وفق طرق علمية مدروسة مبنية على طبيعة الأرض والتربة والمناخ.

مزرعة حقلية

توجهنا لإحدى المزارع الحقلية بعد أن حملت معي إندهاشي من كيفية زرع فاكهة المانجو في أقصى نقطة في جنوب مصر، وعند وصول للمكان المنشود، استقبلني المهندس محمد جمعة أمين وتحدث معي حول آلية عمل الحقل.

المهندس محمد جمعة أمين مع الزميل محمد إبراهيم في المزرعة الحقلية

"أمين" الذي يعمل في مشروع توشكى وقادمًا من بلاد الشمس "أسوان"، أوضح أن الحقل تتم فيه زراعات محاصيل إستراتيجية كـ "القمح والذرة"، موضحًا أن الذرة تنقسم لنوعين هما: "الذرة الرفيعة - والذرة الشامية"، فالأولى متوسط إنتاجها من 25 لـ 30 طن للفدان الواحد ، أما الثانية متوسط إنتاجها من 4 لـ 5 طن للفدان الواحد.

مهندسون وعمال ودرساً للتاريخ

الرابعة عصراً، ولمن لم يذهب لـ توشكى بصفى خاصة أو الجنوب بصفة عامة ولا يعلم هذا التوقيت، فأنك على موعد مع درجات حرارة لم يمكن لأحد أن يتحملها في مثل هذا التوقيت من العام، لكنها رسالتنا، ولأجلها نستحمل ظروفها وتوابعها.

السطور القادمة ربما تقرأها وأنت جالس على أريكتك بجوار المكيف الذي يعطي لك نسائم الهواء، وربما تقرئها وأنت في الطريق لعملك أو للقاء أحبتك ، وربما تقرئها وأنت في حالة ذهول من فكرة أن توشكى لم تُعد حلمًا كما قبل.

لكن الأكيد أن تلك السطور كانت تكتب في ظل أجواء عمل وظروف مناخية لن أستطيع وصفها لأن ليس لها وصفاً صحفيًا دقيقَا حسبما أعلم ، ماذا أصف عند شرحي لعامل لحام يقوم بعمله في حرارة وصلت لـ 53 درجة مأوية ويعمل بمهنة تزيد من درجة تلك الحرارة ، ماذا أصف لعامل حديد يمسك بيديه "السيخ" هو وزملائه لكي ينقله من مكان لآخر لتركيبه حتى لو أنهم يحصلون على أجر متميز نظير ذلك.

محطة رفع المياة

من فضلك.. أغلق مُكيفك حتى تستوعب الكلمات السابقة.

المهندس وائل عياد مدير مشروع شرق شرق الريف المصري "المرحلة الثانية" أوضح أن المشروع كان مُخطط له عدة سنوات، لكن تكليفات رئاسية آتت بأن يتم تنفيذ المشروع قبل بدء الموسم الزراعي الجديد في في شهر ، وهذا ما جعل الجميع يتساءل عن كيفية التعامل مع هذا التحدي.

 كيف سترفع منسوب مياة 100 متر خلال 8 أشهر فقط بدلاً من ثلاث سنوات، هذا هو السؤال الذي وجههُ لي المهندس عياد خلال حديثه لـ "صدى البلد" فقمت بالرد عليه بالطريقة المصرية البسيطة: "بالنية يا بمشهندس"، ضحك كثير وقال لي: "صح أجبتك صح".

كشف المهندس وائل عياد أن إجابتي وهي "النية" كانت العامل الرئيسي للإنجاز الذي نقف عليه حاليًا، لأن نية كل عامل ومشرف ومهندس واستشاري يعمل في هذا المشروع هي إنجاز المستهدف لتحقيق الأمن الغذائي للشعب المصري بإضافة عشرات الآلاف من الأفدنة لتكون صالحة للزراعة خلال وقت قصير للغاية.

حديث المهندس عياد أكمله حديث المهندس إسلام عشري الذي يعمل في إحدى شركات المقاولات بالمشروع الذي أوضح أن محطة الرفع بالكيلو 8 تبلغ أبعادها 600 متر في 150 متر وتشمل 12 طلمبة كما تبلغ القدرة الكهربائية للمحطة 11 ميجافولت أمبير كما أن كميات الحفر الإجمالية للمحطة 3000000 م3 كما أن قدرتها 36 م3/ الثانية.

المهندس عشري الذي يقيم بمحافظة المنوفية ويعمل في المشروع أوضح أن ما تحقق من إنجاز تنفيذي يتماشى مع المعايير العلمية والفنية سيذكر في التاريخ.

80 كيلو لمشاهدة إنجاز مُستحيل بإعتراف اليابان

حدة الشمس بدأت في الهدوء ، فنظرت للساعة التي كانت عقاربها تشير للخامسة ، هُنا أعتقدت أن الجولة داخل مزرعة توشكى قد انتهت ، ولابد من مراجعة أشيائي قبل طريق العودة للمطار، لكن كانت لتوشكى رأيًا آخر فأحترمته.

من المكان الذي كنت فيه طيلة ستة ساعات كاملة ، توجهت لمنطقة آخرى تبعد عن توشكى 80 كيلو متر، وأثناء ذهابي للمكان المستهدف، نظرتُ إلى تلك الصحاري الشاسعة وتساءلات: لماذا نحنُ نعيش على ذلك الشريط الحدودي القريب من النيل طيلة آلاف الأعوام في ظل إمكانية توصيل تلك المياه في فروع لتعمير تلك المناطق وتنميتها.

محطة رفع المياة

على طريق توشكى شرق العوينات بدأت رحلتنا في الطريق للترعة الفرعية "رقم 4 داش" المتفرعة من ترعة الشيخ زايد الأساسية حتى وصلنا إلى مكانً جديدً لا شبكة هاتف فيه ولا حياة ، معدات وأوناش فقط هي ما تتواجد فيه ، وصيحات تحفيزية من عمل مصر "بُناة المسقبل" لإنجاز مهامهم.

من فضلك.. بعض التركيز في السطور القادمة.

عند وصولنا لـ محطة رفع مياة أخرى، استقبلتنا المهندسة رانيا فاير مدير عمليات المشروع ، أقرأت الأسم صحيح ؟ ، استقبلتنا المهندسة رانيا فايز مدير عمليات مشروع محطة الرفع ، نعم كما قرأت في الثانية ، هي سيدة ومهندسة وتعمل في مشروع يبعد عن القاهرة أكثر من 1200 كيلو متر وتعمل وسط 1500 رجل في المشروع.

مرحبًا بك في مصر.

تحدثت المهندسة راينا فوزي المهندسة بشركة أوراسكوم لـ "صدى البلد" قائلة أن مدة تنفيذ المشروع كانت 24 شهراً لكن توجيهات رئاسية آتت أن يتم تنفيذ المشروع خلال ثماني أشهر فقط لكي يتم اللحاق بموسم الزراعة الجديد.

المهندسة التي سيذُكر أسمها في التاريخ المصري، أوضحت أن الطاقة الإنتاجية لمحطة الرفع تبلغ 6.2 مليون متر3 في اليوم كاشفة أن 95 % من الخامات المستخدمة في المشروع هي صناعة مصرية 100 %.

وتابعت المهندسة المصرية صاحبة الخبرة الكبيرة حديثها حول المشروعالذي أوضحت أن تم إبتكار أدوات تنفيذ من أجل سرعة إنجاز المشروع وذلك عبر عمل ورشة تجميع للطلمبات بجوار الموقع وقمنا بتجميع الطلمبات في الخارج، بعدها، قمنا بنقل 7 طلمبات للمكان المُخصص لها في ثماني أيام فقط، في الوقت الذي تقوم فيه الشركة اليابانية "توريشيما" المُصنعة لمثل تلك الطلبمات بنقل الطلبمة الواحدة في 7 أيام، وقاموا بإرسال جواب شكر وتهنئة لنا عما فعلناه.

وبسؤال "صدى البلد" لها عن كيفية إتخاذ سيدة مثل ذلك القرار الجريء بالعمل في أقصى أقصى جنوب مصر في ظل ظروف مناخية شديدة القسوة في ذلك تلك المغامرة التي قامت بها.. ردت بإجابة قصيرة الكلمات عظيمة المعانى: “عمرك ما تخاف وأنت وسط رجالة مصريين جدعان".

درسًا آخر أعطته لي المهندسة "رانيا فوزي" بعد الدرس الذي أعطهولي "الأقصري" خلال يومي الذي اتفقت معهُ ألا ينتهي.

حديث المهندسة رانيا فوزي تبعهُ حديث المهندس حسام سيد متولي مدير مشروع محطة الرفع الذي أوضح أن المحطة يوجد بها 12 طلمبة وكان التحدي الأكبر هو في مدة تنفيذ المشروع وفقا للتوجيهات الرئاسية.

مدير المشروع أوضح أن ملحمة البناء التي تحدث يشارك فيها 1500 عامل ومهندس واستشاري يعملون على مدار 24 ساعة لتنفيذ المشروع الذي يعمل على رفع المياة 20 متر رأسي ويضخ 4.6 مليون متر مكعب في اليوم.

مكالمة من الرئيس السيسي

أنتهت جولتنا في تلك المحطة التي تعمل بها المهندسة رانيا والمهندس حسام و1500 مصري من بناة المستقبل، انتهت جولتنا وبدأ الظلام في الدخول، وما أدراك ظلام الصحراء يُضاف إليه 10 ساعات من العمل المتواصل طيلة اليوم.

ذهبنا في طريقنا لـ موقع مزرعة توشكى مرة أخرى، وعند الوصول للمقر، تفاجئنا بمكالمة من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ، نعم كما قرأت ، مكالمة من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ، وجه فيها الشكر للوفد الإعلامي - الذي كان "صدى البلد" جزءً من جولته - على ما قامو به من جولة في مشروع توشكى وعدة مواقع عمل أخرى.

الرئيس السيسي أكد في مُكالمتهُ لنا أن ما رأيناهُ هو جزء صغير من ملحمة بناء تقام على أرض مصر.

الرئيس عبد الفتاح السيسيوبدوره قدم "صدى البلد" الشكر للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي على اهتمامهُ ورعايته لتلك الجولة الوطنية التاريخية.

كما قدمت جميع وسائل الإعلام التي كانت في الجولة الشكر للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي على اهتمامهُ بنا وعلى كلامهُ التحفيزي والتشجيعي بعد يوم أقل ما يتم وصفه بأنه "يوم للتاريخ".

وأكدت وسائل الإعلاملك للرئيس أن "ملحمة توشكى" سوف يتم تناولها صحافيًا وإعلاميًا وإذاعيًا بكل صدق وعمل وحب واجتهاد، من أجل توضيح ملحمة شعب حول الصحاري الصفراء إلى جنان خضراء، أبطال قاموا بتعمير الأرض التي خلقها الله من أجل الخير والإنسانية.

في الطريق العودة للعاصمة

مكالمة الرئيس السيسي لنا كانت خير حافز لبث طاقة النشاط من جديد بعد يوم عمل تجاوز الخمسة عشر ساعة، لكن وقت الرحيل قد حان، وقبل الرحيل، قدمنا الشكر لرئيس الشركة الوطنية لاستطصلاح وزراعة الأراضي الصحراوية على ما قام به من مجهود كبير ومساعدة صادقة ومخلصة من أجل تسهيل عملنا.

وصلنا لمطار أبو سمبل مرة أخرى وكانت الطائرة تنتظرنا، أقلعت الطائرة في طريق عودتها لعاصمة المحروسة مرة أخرى.

وطيلة المسافة ، راودني سؤلاً واحدً.. من أين أبدء ؟

إدارة الشئون المعنوية .. العمل في صمت؟

كل ما تم سرده خلال الجولة الميدانية الطويلة التي قرأتها عزيز القارئ ما كان أن يُمكن إلا بتنظيم وإشرف دقيق من إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، والتي قامت بتوفير وتسهيل العمل وتقديم كافة المعلومات والإمكانيات لكي يخرج هذا اليوم في أبهى صورته.

إدارة الشئون المعنوية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الرئیس السیسی تنفیذ المشروع الزمیل محمد فی المشروع الذی یعمل التی کانت عندما کان صدى البلد فی مزرعة العمل فی مرة أخرى ألف فدان على أرض یعمل فی فی مصر فی تلک ما کان من أجل من قبل بعد أن

إقرأ أيضاً:

حزب المصريين: رسائل الرئيس السيسي من أكاديمية الشرطة اتسمت بالشفافية والمصارحة

قال المستشار حسين أبو العطا، رئيس حزب “المصريين”، عضو المكتب التنفيذي لتحالف الأحزاب المصرية، إن الرسائل التي وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم خلال زيارته مقر أكاديمية الشرطة طمأنت الشعب المصري وكانت رسائل قوية وواضحة، واتسمت بالشفافية والمكاشفة والمصارحة، لا سيما في ظل ما يشهده العالم أجمع والمنطقة من أزمات وتحديات إقليمية، تستلزم الوعي والتكاتف خلف القيادة السياسية لاستكمال مسيرة البناء والتعميرة ومواصلة الإنجازات على أرض الدولة المصرية التي تستحق مننا الكثير في شتى القطاعات.

وأضاف “أبو العطا”، في بيان اليوم السبت، أن الرئيس السيسي تحدث بوضوح خلال رسائله عن خطر الشائعات وحذر منها ومن الانسياق لها، واستغلال البعض لمواقع التواصل الاجتماعي لتزييف الوعي ونشر الأكاذيب والسموم والشائعات بهدف ضرب استقرار الدولة المصرية، لأنه يعي جيدًا أن الدولة المصرية تواجه حرب شائعات شرسة من خلال التشكيك في إنجازات الدولة المصرية، وهو ما لم يأتي ثماره على مدار السنوات الماضية منذ ثورة 30 يونيو وإسقاط حكم جماعة الإخوان الإرهابية، موضحًا أن الرئيس السيسي يتحدث في معظم خطاباته للشعب المصري عن الشائعات؛ لأنه يُدرك تمامًا هذه المخططات وأهدافها ويعلم جيدًا كيفية الرد عليها من خلال الإنجازات التي تتحقق في مختلف المجالات.

وأوضح رئيس حزب “المصريين”، أن المصريين أصبحوا على وعي وإدراك كاملين بما يُحاك بالدولة من مؤمرات ومخططات خبيثة ويدركون أيضًا الإنجازات التي تحققت خلال حكم الرئيس السيسي، وهو ما يُساهم في إحباط هذه المخططات الخبيثة، مؤكدًا أن مصر تواجه العديد من التحديات، التي تتطلب توحيد الجبهة الداخلية خلف القيادة السياسية، للحفاظ على استقرار الوطن في ظل ما تعيشه المنطقة من صراعات وحروب مسلحة.

وأكد أن الرئيس السيسي يُدير الدولة المصرية بشكل يحفظ البلاد والمنطقة، وهنا يأتي دور الشعب المصري والمتمثل بكل تأكيد في الاصطفاف خلف القيادة السياسية ومواجهة الشائعات والحروب التي تُدار من قبل جماعات الشر والظلام وكتائب الإخوان الإلكترونية وعدم الانصياع خلف الشائعات التي قد تنال من عزيمتهم، موضحًا أن الشائعات هي العدو الأول ضد النمو والاستقرار والتنمية، ومصر تتعرض لحرب شائعات تستهدف التشكيك في إنجازات الدولة ومواقفها في مختلف القضايا سواء المحلية أو الإقليمية.

ولفت إلى أن القيادة السياسية أحدثت طفرة تنموية غير مسبوقة في مختلف القطاعات، بعدما كانت تعاني من التدهور في عدة مجالات بعد ثورة 30 يونيو، فضلاً عن التحديات الكبيرة التي تمثلت في مكافحة الإرهاب في سيناء، مشيرًا إلى أن الرئيس السيسي كان حريصًا على تأهيل البنية التحتية لتمكين الدولة من الانطلاق نحو التنمية الشاملة، وكان لهذا الدور الكبير في جذب الاستثمارات.

ونوه بأن الدولة المصرية عملت خلال العقد الماضي على تنفيذ مشروعات قومية عملاقة ساهمت في تحسين حياة المواطنين وتعزيز الجمهورية الجديدة، ما أثار حفيظة أعداء الوطن الذين يسعون إلى نشر الشائعات بهدف التشكيك في هذه الإنجازات.

مقالات مشابهة

  • لقطة هتموت الأعداء.. أحمد موسى يكشف سر جدارية الرئيس السيسي في القصر الجديد
  • أحمد موسى: الرئيس السيسي كان شايف اللي بيحصل من بدري ورفض طلب مرسي
  • رسالة الرئيس السيسي لـ المصريين.. ويحذر من مخطط هدفه إسقاط الدولة
  • محافظ أسوان يوجه ببحث مقترحات مواقع وحدات الإسكان بـ"سكن لكل المصريين"
  • حزب ”المصريين“: رسائل الرئيس السيسي من أكاديمية الشرطة تجسد رؤية طموحة
  • المصريين الأحرار يُشيد بزيارة الرئيس السيسي لأكاديمية الشرطة: استراتيجية بناء وطنية
  • الرئيس السيسي: إضافة 4 ملايين فدان للرقعة الزراعية لتحقيق الاكتفاء الذاتي بحلول 2025
  • حزب المصريين: رسائل الرئيس السيسي من أكاديمية الشرطة اتسمت بالشفافية والمصارحة
  • أحمد موسى: الرئيس السيسي حذر المصريين من أمر خطير يحاك ضد الوطن
  • الرئيس السيسي: الدولة ستضيف 4 ملايين فدان للرقعة الزراعية بحلول 2025