العربية:
2025-03-11@12:49:07 GMT

مياه فوكوشيما النووية رميت في المحيط.. فهل نأكل السمك؟!

تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT

مياه فوكوشيما النووية رميت في المحيط.. فهل نأكل السمك؟!

‍‍‍‍‍‍

فعلتها اليابان إذا قبل أيام، وصرفت مياه معالجة ملوثة بالمواد المشعة من محطة فوكوشيما للطاقة النووية، كانت تستخدم لتبريد المفاعلات المتضررة.

إلا أن وزارة البيئة اليابانية أكدت، اليوم الأحد، أن الاختبارات التي أجريت على مياه البحر بالقرب من
المحطة النووية لم ترصد أي نشاط إشعاعي.

العرب والعالم اليابان تبدأ إطلاق مياه محطة فوكوشيما النووية بالمحيط.

. والصين: عمل أناني! مادة اعلانية

وبدأت طوكيو يوم الخميس في تصريف المياه من فوكوشيما إلى المحيط الهادي ما أثار احتجاجات داخلية ومن الدول المجاورة لا سيما الصين التي فرضت حظرا على واردات المنتجات البحرية اليابانية.

إلا أن السلطات اليابانية ومنظمات علمية أوضحت أن المياه صارت آمنة بعد خضوعها لعمليات ترشيح لإزالة معظم العناصر المشعة باستثناء التريتيوم، وهو نظير مشع للهيدروجين.

لماذا المحيط؟

لكن السؤال الذي يطرحه نفسه أولا، هو لماذا التصريف في المحيط؟

للإجابة على هذا السؤال، لابد من العودة إلى التسوناني الذي وقع في 11 مارس 2011، إذ أصيبت المحطة بأضرار جسيمة بعد زلزال عنيف تلاه تسونامي سبّبا حادثاً نووياً وأدى إلى توقف مفاعلاتها عن العمل.

وتنتج "فوكوشيما" أكثر من مئة ألف لتر من المياه الملوّثة كمعدّل يومي، وهي تتألف من مياه الأمطار والمياه الجوفية والمياه اللازمة لتبريد قلب مفاعلاتها التي دخلت في حالة انصهار نووي بعد الحادث.

وتجمع هذه المياه وتعالج وتخزّن في الموقع، إلا أنّ هذا الموقع بلغ حدّه الاستيعابي الأقصى.

فقد خزّن 1,34 مليون طن من المياه أي ما يعادل نحو 540 حوض سباحة أولمبياً، في أكثر من ألف خزّان عملاق.

محطة فوكوشيما (رويترز)

لذا وبعد سنوات من التفكير اختارت اليابان في العام 2021 حلّ المشكلة عبر تصريف المياه في البحر على بُعد كيلومتر واحد من الساحل، عبر قناة بنيت في الماء لهذا الغرض.

ومن المفترض أن تستمرّ عملية التصريف حتّى بداية العام 2050 تحت إشراف الوكالة الدولة للطاقة الذرية، بمعدّل 500 ألف لتر كحدّ أقصى للتصريف في اليوم، بحسب ما أشارت شركة تيبكو المشغلة لمحطة فوكوشيما.

مقلق أم بلا مخاطر؟!

أما السؤال الثاني الذي يطرح في تلك القضية بقوة، فهو هل يعتبر فعلا تصريف تلك المياه في المحيط الهادئ مقلقاً أم بلا مخاطر؟

يميل العديد من الخبراء إلى استبعاد الخطر، لاسيما أن المياه المصرفة تعالج عبر عملية ترشيح تسمّى "نظام معالجة السوائل المتطوّر" ما يؤدّي إلى إزالة معظم المواد المشعّة باستثناء التريتيوم الذي لم تتمكن التقنيات الحالية من إزالته، وبالتالي لا تأثير على الثروات السمكية أو غيرها.

والتريتيوم هو من النويدات المشعة الموجودة في مياه البحر وله تأثير إشعاعي منخفض.

عبر الاستنشاق

أما الخطر الوحيد على صحة الإنسان فيكمن بحسب الخبراء فقط إذا تمّ استنشاقه أو ابتلاعه بكميات كبيرة.

وعملت شركة تيبكو على تقليل مستوى النشاط الإشعاعي لهذه المياه إلى أقل من 1500 بيكريل لكل لتر، أي بنسبة أقل بكثير ممّا تنصّ عليه المعايير الوطنية (60 ألف بيكريل لكلّ لتر من هذه الفئة).

وقال المتخصّص في الإشعاع في جامعة أديلايد في أستراليا طوني هوكر لوكالة فرانس برس، إنّ محطات الطاقة النووية في جميع أنحاء العالم ظلّت لعقود من الزمن تصرّف التريتيوم في مياه البحر.
بالإضافة إلى محطات معالجة النفايات النووية كمحطة لاهاي في فرنسا.

قبالة محطة فوكوشيما اليابانية (رويترز)

كما أضاف قائلا لم نجد له أيّ "أثر يُذكر على الصحّة أو على البيئة".

إذا من يقلق ولماذا؟

لاشك أن منظمات بيئية انتقدت خطّة اليابان، ومنها منظمة "غرينبيس" التي اتّهمت الحكومة بتقليل المخاطر الفعلية للإشعاع النووي.

كما أثارت هذه الخطة أيضًا قلق الصيادين اليابانيين من أن تتأثر منتجاتهم في السوق المحلية والعالمية.

أما من ناحية الدول المجاورة، فقد انتقدت الصين خطة اليابان التي اعتبرتها "في غاية الأنانية واللامسؤولية".

وقرّرت بكين الخميس الماضي وقف استيراد كل منتجات البحر اليابانية باسم "سلامة الغذاء"، علمًا أنها حظرت منذ تمّوز/يوليو استيراد المواد الغذائية من عشر مقاطعات يابانية بما في ذلك محافظة فوكوشيما.

كما فرضت هونغ كونغ وماكاو إجراءات مماثلة.

في حين لم تعترض سيول التي تحسنت علاقاتها مع طوكيو في الأشهر الأخيرة.

إلّا أنّ سكّان كوريا الجنوبية شعروا بالقلق، فقد قامت تظاهرات في البلاد وخزّن بعض السّكان ملح البحر خوفاً من تلوّثه.

مادة إعلانية تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News فوكوشيما

المصدر: العربية

كلمات دلالية: فوكوشيما محطة فوکوشیما

إقرأ أيضاً:

فوكوزاوا يوكيتشي.. رائدُ الحداثة اليابانية

 

 

 

أحمد الرحبي

 

شكَّل العصر الحديث بمفهومه الحضاري والعلمي وبما حققه من نقله في المجتمعات في العالم من النشاط الزراعي إلى النشاط الصناعي والمعتمد على العلم، وما شكَّله بعد ذلك من انقطاع ما بين هذا العصر والعصور السابقة في فهم الحياة وكُنه مفاهيمها وأسرارها والتصدي للأسئلة وصياغة الاستنتاجات حول المسائل الجدلية للحياة، فهمًا وكُنهًا نابعًا من منطلق العلم وخاصة العلم التجريبي، لا الخرافة.

هذا الأمر وسَّع مدارك الإنسان في العصر الحديث، مُعزِّزًا ثقته بالمنهج العلمي، الذي أتاح له فك مغاليق الطبيعة وأسرارها، مما قاده إلى تحقيق فتوحاته العلمية وتسجيل براءة اختراعاته واكتشافاته التي سهلت حياة الملايين في العالم، وحققت رفاهة العيش لإنسان العصر الحديث، لقد شكل العصر الحديث بالنقلة العلمية والحضارية التي استطاع أن يحققها العالم الغربي بالمفهوم العلمي المجرد، تحديا لبعض الشعوب في العالم، ومن ضمنهم العرب.

وكان للعرب رائدهم الذي حاول في بدايات ما سمي بالنهضة العربية، المُجهضة في القرن التاسع عشر، التعرف على هذا الغرب وسط الفورة الحضارية والعلمية التي يقودها، وفهم حياته وسبر مفاهيم الحياة وطرق العيش والإنجاز والعطاء فيها، مثل المهمة التي أنجزها رفاعة الطهطاوي، وهو الأزهري المُغرق في مفاهيمه التقليدية، لكن أُتيحت له فرصة الذهاب إلى فرنسا والعيش والانغماس في المجتمع الباريسي، مُسجلًا بذكاء ملاحظاته التي لا تخلو من إعجاب بهذا المجتمع في طرق عيشه وأسلوب الحياة المنفتح، وهي ما عُدت- هذه الانطباعات التي سجلها الطهطاوي- في حينه تجاوزًا للصدمة الحضارية التي عاشها المشرق العربي، على وقع المدافع الفرنسية التي دكَّت مدينة القاهرة وثلمت أنف أبو الهول، ضمن النتائج الجانبية، أثناء غزو نابليون بونابرت لمصر الذي جاء بقضه وقضيضه من جنود وعلماء؛ جنود يحاولون أن يُخضِعوا الحياة المصرية، وعلماء يدرسون كل تفاصيل هذه الحياة.

ومثل ما كان للعرب رائدهم، فإن للشعوب والأمم الأخرى روادها أيضًا، وحتى صدماتها من الحداثة، لكن ربما الفرق بينهم وبين العرب، أن بعض هذه الشعوب والأمم، تجاوزت المنعطف الصعب للصدمة الحضارية، إلى النجاح في اعتناق المفهوم العلمي والحضاري، الذي جعلهم ينخرطون في ركب الحداثة، ويحققون مساهمات وإضافات علمية، بعكس العرب الذين توقف بهم الحال بعد فشل نهضتهم العلمية وعدم تجاوزهم للصدمة الحضارية، مما جعلهم مجرد مستهلكين بدون إضافة يقدمونها.

ويعد فوكوزاوا يوكيتشي المُعلِّم الياباني الذي دعا الى المعرفة المستمدة من الحضارة الغربية خلال عهد ميجي (1868- 1912) والمؤسس لمدرسة كايو جيجوكو (جامعة كايو الآن)، من ضمن هؤلاء الروَّاد الأفذاذ، الذين أفادوا شعوبهم وأثروها بالعلم والمعرفة المعاصرين، والذي يمكن القول عن سيرته إنها ترجمة لتجربة التحديث اليابانية ونجاحها على الرغم من المعوقات التي واجهتها. لقد قام فوكوزاوا يوكيتشي، وفي فترة كان اليابانيون خلالها يجهلون العالم تقريبًا مثلما يجهلهم العالم بتعليمهم أولًا الوضع العام للعالم، ثم أدى دور رائدهم الأكثر بروزا في دراسة الفنون والعلوم الغربية وبدأ في تعليمهم الخطوط العامة لتاريخ العالم وجغرافيته والمبادي الأولية للفيزياء والكيمياء وعلم الفلك وأساليب مسك الدفاتر وعلم التكتيك العسكري في الحروب الميدانية وحصار القلاع وصنع بندقيات المشاة واستخدامها وقد جمعت كتاباته في سبعة عشر مجلدا من القطع الصغير، تعكس تنوع المجالات التي تناولها واتساع نطاقها وتملكه لناصيتها.

ويعبر هذا الرائد العظيم عن فخره، في مذكراته، بما تقوم به اليابان من سعي حثيث لمعانقة حداثة العصر، والثمار التي جنتها في مجال النقل البحري، على سبيل المثال، والذي كان في ذلك الوقت يقوم اعتماده على الطاقة البخارية، يقول فوكوزاوا يوكيتشي: "فيما أتأمل كل شعوب الشرق الأخرى، على نحو ما هي عليه اليوم، يساورني الشعور بالاقتناع بأنه ليست هناك أمة أخرى لديها المقدرة أو الشجاعة على الإبحار بسفينة بخارية عبر المحيط الهادئ بعد فترة خمس سنوات من الخبرة في الإبحار والهندسة. ولا يقتصر على الشرق بروز هذا الإنجاز كعمل لم يسبق له مثيل من أعمال المهارة والجرأة".

وحتى إمبراطور روسيا بطرس الأكبر، الذي مضى إلى هولندا لدراسة الملاحة، لم يستطع بكل إنجازاته أن يصل إلى ما يعادل هذا الإنجاز الذي حققه اليابانيون في هذه المغامرة الكبرى.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • سلطة المياه: البدء بتوريد وتركيب خزانات مياه لمراكز الإيواء في غزة وشمالها
  • دراسة تكشف تأثير أكل السمك على سلوك الأطفال
  • اليابان تحيى الذكرى الـ14 لزلزال 2011 وأزمة فوكوشيما النووية
  • سلطة المياه تخصص جزءا من كميات الوقود لتشغيل 600 بئر مياه في غزة
  • الأمم المتحدة تؤكد تراجع ظاهرة النينيا في المحيط الهادئ
  • فوكوزاوا يوكيتشي.. رائدُ الحداثة اليابانية
  • مناورات إيرانية روسية صينية شمال المحيط الهندي
  • نائب: المليارات التي خصصت إلى أمانة بغداد لمعالجة مياه الأمطار ذهبت إلى جيوب الفاسدين
  • مناورات بحرية مشتركة تجمع «روسيا وإيران والصين» في المحيط الهندي
  • لا مياه لا أسماك لا حياة.. قطر تحذر من تدمير المنشآت النووية الإيرانية