تبذل سلطنة عُمان جهودًا حثيثة لجذب الاستثمارات الدوليَّة في العديد من القِطاعات الاقتصاديَّة التي تنطلق من رؤية «عُمان 2040» الطموحة، والتي تسعى إلى قامة اقتصاد متنوِّع، يؤدِّي دَوْرًا مُهمًّا وحيويًّا في تحقيق التنمية الشاملة المستدامة، وتتسارع الجهود الحكوميَّة لتحقيق تلك الأهداف انطلاقًا ممَّا تملكه السَّلطنة من علاقات دوليَّة مميَّزة، لَهَا إرث دبلوماسيٌّ قائم على الاحترام المتبادل، تعمل على تقويته عَبْرَ علاقات اقتصاديَّة تُلبِّي طموحات وتطلُّعات الشَّعب العُمانيِّ والشعوب الشَّقيقة والصَّديقة في المنطقة وباقي المناطق حَوْلَ العالَم.

لذا تحرص على حضور المؤتمرات والاجتماعات الدوليَّة، خصوصًا مع الكيانات الكبرى، التي تفتح آفاقًا أوسع للتعاون التجاريِّ، والتبادل الاستثماريِّ الذي يُحقِّق الأهداف التنمويَّة المنشودة.
ويأتي اجتماع وزراء التجارة والاستثمار لمجموعة العشرين، الذي عُقد في جايبور بالجمهوريَّة الهنديَّة، أحَدَ الأحداث المُهمَّة على هذا الصعيد، والتي حرصت سلطنة عُمان على المشاركة فيها، حيث تضمُّ المجموعة أكثر من 75 بالمئة من التجارة العالميَّة، وحرصت المشاركة العُمانيَّة على مناقشة تسهيل التجارة مع الدوَل المُشارِكة، خصوصًا جمهوريَّة الهند الصَّديقة المستضيفة للاجتماع، كما عقَد المسؤولون العُمانيون عددًا من اللقاءات الثنائيَّة مع ممثِّلي دوَل مجموعة العشرين والدوَل المدعوَّة والمنظَّمات الدوليَّة لمناقشة عددٍ من المواضيع ذات الأهمِّية، حيث تمَّ مناقشة آفاق التعاون التجاريِّ والاستثماريِّ، والجهود التي تُبذل لإحداث الإصلاح المنشود في منظَّمة التجارة العالميَّة، حيث تبادل مُمثِّلو مجموعة العشرين الرؤى حَوْلَ إصلاحات منظَّمة التجارة العالميَّة، وتحسين طريقة عمل المنظَّمة، وتعزيز الثّقة في النظام التجاريِّ مُتعدِّد الأطراف.
وشكَّل هذا الاجتماع الذي أقيم هذا العام عَبْرَ شعار «أرض واحدة عائلة واحدة، مستقبل واحد» فرصة لمناقشة بناء اقتصاد عالَميٍّ قويٍّ ومتطوِّر، ونظام تجاريٍّ أكثر مرونة وشموليَّة، قائم على جعل سلاسل القِيمة العالميَّة تعمل من أجْل التنمية الشاملة والمرنة والمستدامة بعد عقدٍ من الركود، وستُسهم هذه الاجتماعات بشكلٍ كبير ليس فقط في بَلْوَرة آليَّة إصلاح منظَّمة التجارة العالميَّة، ولكن أيضًا في ضمان تلبية النظام التجاريِّ مُتعدِّد الأطراف لاحتياجات القرن الحادي والعشرين، وهي فرصة كبيرة لاستعراض المُقوِّمات الاقتصاديَّة المُتعدِّدة التي تملكها سلطنة عُمان في العديد من القِطاعات، واستعراض الفرص الاستثماريَّة في مُدُنِها الصناعيَّة ومناطقها الاقتصاديَّة والحُرَّة، التي أصبحت وجهة آمنة للاستثمارات وتملك فرصًا واعدة.
فقَدِ استطاعت السَّلطنة استقطاب العديد من المشروعات الكبرى في العديد من مناطقها الحُرَّة والاقتصاديَّة والصناعيَّة العامَ الحاليَّ، خصوصًا في المنطقة الحُرَّة بصلالة التي تمكَّنت من استقطاب مشروعات اقتصاديَّة في العام الجاري عَبْرَ توقيع (5) اتفاقيَّات حقِّ انتفاع جديدة بحجم استثمارات يُقدَّر بـ(727) مليون ريال عُماني. وبلغ عدد الاتفاقيَّات التراكميَّة في المنطقة الحُرَّة بصلالة (127) اتفاقيَّة حقِّ انتفاع بإجماليِّ حجم استثمار تراكميٍّ يصل إلى (4) مليارات و(500) مليون ريال عُماني، وهي نموذج لِمَا تملكه سلطنة عُمان من فرص استثماريَّة متنوِّعة في العديد من القِطاعات، خصوصًا في قِطاع الاستزراع السَّمكي الذي يُعدُّ ركيزةً أساسيَّة في التنويع الاقتصادي، ويُعدُّ مشروع استزراع الروبيان في قرية خويمة بولاية جعلان بني بوعلي في محافظة جنوب الشرقيَّة نموذجًا مميَّزًا للاستثمار في هذا القِطاع الحيويِّ.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: التجارة العالمی فی العدید من ع مانی خصوص ا

إقرأ أيضاً:

في اليوم العالمي للغة العربية.. رحلة لغة الضاد التي توجت بحروف من نور تضيء بآيات القرآن الكريم وسياسة الاعتماد الدولي بعد سنوات عجاف

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يوافق اليوم الأربعاء، 18 ديسمبر من كل عام، الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، تقديرًا لهذه اللغة العظيمة، "لغة الضاد"، ومكانتها الكبيرة، تحت شعار "العربية والذكاء الاصطناعي: تحفيز الابتكار وصون التراث الثقافي".

وتعد اللغة العربية هي لغتنا التي شرفها الله تعالى بأن أنزل بها القرآن الكريم من فوق سبع سماوات؛ وعلينا أن نعتز جميعا باللغة العربية وأهمية الحفاظ على هذه اللغة، وتعلمها.

ويهدف اليوم العالم للغة العربية، إلى تعزيز استخدام اللغة العربية، والاعتراف بمكانتها الثقافية، والإرثية في العالم، ويعد هذا اليوم فرصة لتسليط الضوء على أهمية اللغة العربية في التواصل العالمي، وفي الثقافة والفكر العربي.

تاريخ الاحتفال

قررت الأمم المتحدة الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية في 18 ديسمبر من كل عام؛ لأنه اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم 3190 في ديسمبر عام 1973، والذي يقر بموجبه إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية، ولغات العمل في الأمم المتحدة، بعد اقتراح قدمته المملكة المغربية، والمملكة العربية السعودية، خلال انعقاد الدورة 190 لـ "المجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو".

وصدر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 878 الدورة التاسعة المؤرخ في 4 ديسمبر 1954، والذي يجيز الترجمة التحريرية فقط إلى اللغة العربية، ويقيد عدد صفحات ذلك بأربعة آلاف صفحة في السنة، وشرط أن تدفع الدولة التي تطلبها تكاليف الترجمة، وعلى أن تكون هذه الوثائق ذات طبيعة سياسية، أو قانونية تهم الدول العربية.

هذا الأمر تطور في عام 1960؛ حيث اتخذت منظمة اليونسكو قرارًا يقضي باستخدام اللغة العربية في المؤتمرات الإقليمية التي تُنظَّم في البلدان الناطقة بالعربية، وبترجمة الوثائق والمنشورات الأساسية إلى العربية.

بينما في عام 1966، تم اعتماد قرار يقضي بتعزيز استخدام اللغة العربية في اليونسكو، وتقرر تأمين خدمات الترجمة الفورية إلى العربية، ومن العربية إلى لغات أخرى، في إطار الجلسات العامة.

وفي عام 1968، تم اعتماد اللغة العربية تدريجياً كـ "لغة عمل" في منظمة اليونسكو، التابعة لـ الأمم المتحدة، مع البدء بترجمة وثائق العمل، والمحاضر الحرفية، وتوفير خدمات الترجمة الفورية إلى اللغة العربية.

وبعد هذا التاريخ، استمر الضغط الدبلوماسي العربي، وتحديدا من دولة المغرب الشفيفة، بالتعاون مع بعض الدول العربية الأخرى، إلى أن تمكنوا من جعل اللغة العربية تُستعمل كلغة شفوية خلال انعقاد دورات الجمعية العامة في سبتمبر 1973.

وبعد إصدار جامعة الدول العربية في دورتها الستين قرارا يقضي بجعل اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية للأمم المتحدة، وباقي هيئاتها، ترتب عنه صدور قرار الجمعية العامة رقم 3190 خلال الدورة 28 في ديسمبر 1973 يوصي بجعل اللغة العربية لغة رسمية للجمعية العامة وهيئاتها.

وفي أكتوبر من عام 2012، وعند انعقاد الدورة 190 لـ المجلس التنفيذي لليونسكو، تقرر تكريس هذا اليوم 18 ديسمبر من كل عام ليكون اليوم العالمي للغة العربية، واحتفلت اليونيسكو في تلك السنة للمرة الأولى بهذا اليوم.

وفي 23 أكتوبر من عام 2013، قررت الهيئة الاستشارية للخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية "آرابيا" التابعة لليونسكو، اعتماد اليوم العالمي للغة العربية، كأحد العناصر الأساسية في برنامج عملها لكل سنة.

لغة عالمية

قالت الأمم المتحدة، في الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية 2024، إن العربية لغة عالمية ذات أهمية ثقافية جمّة، إذ يبلغ عدد الناطقين بها ما يربو عن 450 مليون شخص، وهي تتمتع بصفة لغة رسمية في نحو 25 دولة، ومع ذلك، فإن المحتوى المتاح على شبكة الإنترنت باللغة العربية لا يتجاوز نسبة 3%؛ مما يحد من إمكانية انتفاع ملايين الأشخاص به.

وتابعت المنظمة، أن العربية هي كذلك لغة شعائرية رئيسة لدى عدد من الكنائس المسيحية في المنطقة العربية حيث كتب بها كثير من أهم الأعمال الدينية والفكرية اليهودية في العصور الوسطى، فضلًا عن ذلك، مثَّلت اللغة العربية كذلك حافزًا إلى إنتاج المعارف ونشرها، وساعدت على نقل المعارف العلمية والفلسفية اليونانية والرومانية إلى أوروبا في عصر النهضة، كما أتاحت إقامة الحوار بين الثقافات على طول المسالك البرية والبحرية لطريق الحرير من سواحل الهند إلى القرن الإفريقي.

كما قالت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو"، أن اليوم العالمي للغة العربية الذي تنظمه اليونسكو يوفر منبرًا تفاعليًا يعزز الحوار والتبادل والتفاهم، وذلك احتفاءً بأهمية اللغة العربية على الصعيد العالمي، فضلًا عن السعي إلى جمع المتحدثين من مختلف الفئات وتعزيز الروابط الثقافية.

مقالات مشابهة

  • في اليوم العالمي للغة العربية.. رحلة لغة الضاد التي توجت بحروف من نور تضيء بآيات القرآن الكريم وسياسة الاعتماد الدولي بعد سنوات عجاف
  • لتعزيز التعاون.. رئيس التمثيل التجاري يلتقي النائب الأول لوزير الصناعة بجمهورية بيلاروسيا
  • أبو العينين: يجب عمل محفظة للاستثمار البحري ووضعها أمام العالم - فيديو
  • الاقتصاد الرقمي والعملات المشفرة.. مستقبل المال والتحول الاقتصادي العالمي
  • البرلمان العربي يشيد بالجهود والإنجازات التي حققتها سلطنة عمان في مجال حقوق الإنسان تحت قيادة السلطان هيثم
  • التجارة الإلكترونية في سلطنة عُمان.. نمو وتطلعات
  • تصريح للوفد.. جهاز تنمية التجارة يعلن عن محفظة الأراضي الصالحة للاستثمار
  • سفير تركيا بالقاهرة: مصر شريكنا التجاري والاستثماري الأول بالمنطقة وإفريقيا
  • اتفاقية التجارة الحرة بين سلطنة عُمان وأمريكا تفتح آفاقا جديدة للتعاون
  • مجدي الجلاد: الصحافة المصرية لم تواكب التطور العالمي.. واختيار القيادات ينبع من النوايا التي تضمرها الدولة