قال الدكتور محمد مصطفى القاضي خبير التخطيط العمراني، إن انضمام مصر إلي مجموعة دول البريكس وتعظيم الاستفادة من هذه الخطوة تشكل تحولا إيجابيا في موقف الدولة المصرية سياسيا واقتصاديا، كذلك انضمامها بجانب الامارات والسعودية وإيران وإثيوبيا والأرجنتين إضافة شرعية دولية لمجموعة البريكس سياسيا واقتصاديا وتعيد التوازن للقوي العالمية، حيث تعمل على تشجيع التعاون التجاري والسياسي والثقافي بين دول المجموعة.

 

وأوضح أن من أهم المؤشرات التي تعكس مدي استفادة مصر من الانضمام لمجموعة البريكس أن المجموعة تشكل 40% من سكان العالم ونحو 26% من الناتج الإجمالي العالمي بإجمالي 56.56 تريليون دولار، وقد يصل إلي 30% من اقتصاد العالم بعد توسعة قاعدة العضوية الأخيرة، لافتاً إلى أن التقديرات تشير إلى تفوق الناتج الإجمالي للمجموعة في 2030 الناتج الإجمالي للدول الصناعية السبع الكبرى.

 

كما أشار إلى امتلاك البريكس "بنك التنمية الجديد" الذي تأسس في 2015 برأسمال أولي 50 مليار دولار ليكون معادل البنك الدولي ويهدف إلي التنمية ولا سيما البنية التحتية وبناء شراكات تنموية واسعة النطاق، واشتركت مصر في بنك التنمية الجديد في 2021 بمساهمة حوالي 1.2 مليار دولار وتأسس معه ترتيب احتياطي طوارئ البريكس ليكون معادل صندوق النقد الدولي برأسمال 100 مليار دولار الذي يقدم قروضا وضمانات للمشاريع التنموية ويدخل شريكا في تأسيسها.

 

وأكد أن ما يتضح من بعد التوسعة الأخيرة أننا بصدد الإعداد لتغيير جيو-اقتصادي علي مستوي العالم حيث يصعد إلي السطح قوي اقتصادية توازي الدول السبعة الكبرى ويشكل انضمام مصر الي هذه القوي الصاعدة فرصة لا تقدر بثمن للدولة المصرية إذا نجحت في الاستفادة من توافق المصالح وتطابق الأهداف مع دول المجموعة مثل محاولة انهاء سيطرة الدولار علي التجارة العالمية عن طريق استخدام عملات الدول الأعضاء في التجارة بينهم.

 

وأضاف كذلك ستستفيد مصر من العمل علي انشاء عملة موحدة للتجارة داخل دول البريكس، وهو ما قد يساهم في تقليل معاناة الدولة المصرية في تدبير الدولار للوفاء باحتياجاتها الرئيسية اذا ما تم إدارة ملف العملة الموحدة لدول البيركس بصورة توافقية، ويمكن لمصر الاستفادة من القدرات المالية والفنية لبنك التنمية الجديد الذي يسعي بقوة لأثبات وجودة كقوة اقتصادية شريكة في التنمية قبل ان يلعب دور المقرض المالي فقط.

 

وأكد أن الظروف الاقتصادية المصرية بشكل عام وكذلك المؤشرات الاقتصادية مع الدول الأعضاء تشكل تحديا رئيسيا حيث يأتي العجز الكبير في الميزان التجاري بين مصر ودول البريكس لصالح الدول الأعضاء علي رأس التحديات، فطبقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء فإن صادرات مصر للدول الأعضاء لم تتعد 4.9 مليار دولار خلال عام 2022 بينما تخطت الواردات حاجز ال 23.6 مليار دولار لنفس العام، وهو ما قد يشكل ضغطا علي الدولة المصرية في تدبير عملات الدول الأعضاء اذا ما لم يتم تدارك هذا الخلل فورا والعمل بصورة سريعة علي وضع خطط لزيادة الصادرات لهذه الدول بشكل يعدل من العجز في الميزان التجاري.

 

وقال، إذا وفرت مصر المناخ والفرص المناسبة لدول البريكس الذين يبحثون عن أسواق كبيرا وفرصا للاستثمار تحقق لهم أهدافهم من إعادة الهيكلة الجيو-سياسية والجيو-اقتصادية للعالم، مما يعني إمكانية ضخ مليارات الدولارات في استثمارات تنموية في جميع القطاعات، حيث تهدف المجموعة رفع الناتج القومي للمجموعة الذي تستحوذ الصين فيه علي اكثر من 70% من اقتصاديات المجموعة والهند علي 13%.

 

 أضاف أن إدراك مصر للتحديات الجيو-سياسية للانضمام للبريكس مثل الوقوف في معسكر لا ينظر له بشكل ودي من جانب الولايات المتحدة التي تسعي الي الحفاظ على مكانتها كقطب اوحد في مواجهة القوي الصاعدة التي تسعي الي عالم متعدد الأقطاب مما قد يشكل تحديا امام السياسة المصرية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: البريكس مجموعة البريكس اقتصاد الناتج الإجمالي العالمي الدول الأعضاء دول البریکس ملیار دولار

إقرأ أيضاً:

رئيس هيئة الدواء يشارك في المنتدى الثاني لمصنعي اللقاحات والمنتجات الصحية

شارك الدكتور علي الغمراوي، رئيس هيئة الدواء المصرية، في افتتاح المنتدى الثاني لمصنعي اللقاحات والمنتجات الصحية لدول الاتحاد الإفريقي، والذي يُعقد خلال الفترة من 4 إلى 6 فبراير 2025 بالقاهرة، وتنظمه الهيئة المصرية للشراء الموحد بالتعاون مع مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في إفريقيا (Africa CDC)، والتحالف العالمي للقاحات والتطعيم (Gavi)، وتحالف اللقاحات والتعاون الإقليمي في تصنيع اللقاحات (RVMC).

وخلال كلمته، أكد الغمراوي التزام الهيئة بدعم المبادرات الإقليمية لتعزيز الاكتفاء الذاتي الدوائي في إفريقيا، مشيرًا إلى أهمية التكامل بين الدول الأعضاء لضمان توفير لقاحات ومنتجات صحية آمنة وفعالة، بما يسهم في تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية وتعزيز قدرات التصنيع المحلي في القارة.

شهدت الجلسة الافتتاحية حضور نخبة من الشخصيات البارزة، منهم الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للصحة والوقاية، والدكتور هشام ستّيت، رئيس هيئة الشراء الموحد، والدكتور جون كاسيا مدير عام المراكز الإفريقية (Africa CDC)، والسيدة سنية نشتار، الرئيس التنفيذي لـ Gav، وعدد من رؤساء الجهات الصحية والمنظمات الدولية المختلفة بالقارة الإفريقية؛ حيث ناقش المشاركون سبل تعزيز التعاون الإقليمي في مجال تصنيع اللقاحات والمنتجات الصحية، وأهمية تكامل الجهود بين الدول الأعضاء لضمان توفير لقاحات وأدوية آمنة وفعالة تدعم الأمن الصحي في القارة الأفريقية.

يضم المنتدى مسؤولي ملفات الصحة والدواء بالدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، وشركات تصنيع اللقاحات والمستحضرات الطبية الأفريقية، والأجهزة التابعة للاتحاد الإفريقي، ومستشاري تحالف تصنيع اللقاحات الإفريقي، ومنظمات المجتمع المدني، وذلك في إطار تعزيز التعاون الإقليمي في تصنيع اللقاحات والمنتجات الصحية، ودعم الجهود الرامية إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي الدوائي في إفريقيا.

ركز المنتدى على أهمية إطلاق آلية الشراء الإفريقية الموحدة (APPM)، التي تهدف إلى تنسيق عمليات شراء اللقاحات والمنتجات الصحية بين دول الاتحاد الأفريقي، لضمان توفرها بأسعار تنافسية وتعزيز وصولها العادل إلى جميع الدول الأعضاء.

وقد ناقش المشاركون التحديات التي تواجه التنفيذ، وسبل تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء، ودور هيئة الدواء المصرية في تقديم الدعم التنظيمي لضمان جودة وسلامة المنتجات الصحية في إفريقيا.

كما شهد المنتدى الإعلان عن استضافة الهيئة المصرية للشراء الموحد ومعهد Pasteur المغربي لمركز التدريب الحيوي بشمال إفريقيا، في خطوة تعكس التعاون القاري لدعم البحث والتطوير في مجال تصنيع اللقاحات، وتعزيز قدرات الدول الأعضاء في هذا المجال الحيوي.

كما شاركت الدكتورة داليا أبو حسين، مدير عام الإدارة العامة لتوكيد الجودة وممثل الهيئة باللجنة التوجيهية لبرنامج مواءمة الإجراءات التنظيمية للأدوية الأفريقية (AMRH)، في الجلسة الخاصة بتوكيد الجودة والتنظيم الدوائي، واستعرضت جهود الهيئة في دعم توحيد المعايير التنظيمية لضمان جودة المنتجات الدوائية، وتعزيز التكامل الرقابي بين الدول الأفريقية، مما يسهم في تحسين الوصول إلى أدوية ولقاحات آمنة وفعالة في القارة.

حضر الجلسة الافتتاحية من جانب الهيئة د. تامر الحسيني، نائب رئيس الهيئة، د. يس رجائي، مساعد رئيس الهيئة، د. أماني جودت، معاون رئيس الهيئة والمشرف على الإدارة المركزية لمكتب رئيس الهيئة، د. أسماء فؤاد، رئيس الإدارة المركزية للمستحضرات الحيوية والمبتكرة والدراسات الاكلينيكية، د. أسامة حاتم، معاون رئيس الهيئة للسياسات والتعاون الدولي والمشرف على الإدارة المركزية للسياسات الدوائية ودعم الأسواق.

يأتي ذلك في إطار حرص الهيئة على تعزيز التعاون الإقليمي في قطاع الدواء والصحة، ودعم التصنيع المحلي، والمساهمة في تحقيق الأمن الصحي للقارة الأفريقية، بما يسهم في توفير الأدوية واللقاحات بأسعار عادلة وجودة عالية.

مقالات مشابهة

  • ماذا تعرف عن المحكمة الجنائية الدولية التي عاقبها ترامب؟
  • فليك يعدد مزايا لاعبيه بعد قهر فالنسيا
  • التخطيط توقع برنامج عمل مع البنك الإسلامي للتنمية بقيمة 1.5 مليار دولار
  • «التخطيط»: ملتزمون بتعزيز النمو الاقتصادي المستدام والابتكار في أجندة التنمية
  • ماعت تطلق مؤشرًا متخصصًا لتقييم أداء الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان
  • «ماعت» تطلق مؤشرا متخصصا في تقييم أداء الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان
  • 2.4 مليار درهم إيرادات «تيكوم» في 2024
  • "ماعت" تطلق مؤشرًا متخصصًا في تقييم أداء الدول الأعضاء بمجلس حقوق الإنسان
  • محافظ "المركزي المصري": المجموعة الاستشارية تعزز التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء
  • رئيس هيئة الدواء يشارك في المنتدى الثاني لمصنعي اللقاحات والمنتجات الصحية