تعرف على أركان العقيدة الإسلامية
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
التوحيد من صفات المتقين وقال اهل ا لعلم إن الله تعالى كرم الإنسان على بقية المخلوقات فضمن له حرية العقيدة من خلال إقراره تعالى لأركانها (مطلب أول) ومجالات ممارستها (مطلب ثان) والقيود الواردة عليها (مطلب ثالث).
إن الإنسان بفطرته يشعر بضعف وحاجة دائمة إلى ربه من أجل إعانته وتوفيقه ورعايته وحفظه، ولذا فهو يطلب التعرف إلى ربه، والتعرف إليه بما يحب من أنواع القرب وضروب الطاعات والعبادات.
ومن أجل تحقيق هذا التعرف كان لابد للإنسان من الإيمان.
هذا الأخير القائم على الإيمان بالله وملائكته وكتبه (فقرة أولى) ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر (فقرة ثانية).
الفقرة الأولى: الإيمان بالله وبالملائكة وبالكتبقبل التعرف على مضمون الإيمان بالله وبالملائكة وبالكتب لابد أولا من التعرف على مفهوم الإيمان.
فالإيمان إذن يتضمن القول والعمل، فهو اعتقاد وقول وعمل، اعتقاد بالقلب وقول باللسان وعمل بالقلب واللسان وعمل بالقلب واللسان والجوارح.
بعد أن تعرفنا على مفهوم الإيمان سنتعرف فيما يلي على الإيمان بالله (أولا) وبملائكته (ثانيا) وبكتبه (ثالثا).
أولا: الإيمان بالله
إن المسلك السهل –والسليم في آن واحد- للبحث عن الإيمان بالله تعالى، أي أن وجوده تعالى والتصديق به ربا وإلها، هو مسلك احترام العقل البشري ،ومن تم وجب على الإنسان أن يؤمن بـ:
– وحدانية الله: والتي تعني “تفرده سبحانه وتعالى بالخلق والتدبر والتصرف” وأنه رب كل شيء ولا رب غيره وبعبارة أخرى: هو الإقرار بان الله تعالى هو خالق كل شيء والمدبر، فهو الذي يعطي ويمنع ويميت ويحي وأنه واحد أحد لم يكن له شريك ولا ولد قال تعالى: {لم يلد ولم يولد} .– اتصافه بصفات الكمال: أي أنه سبحانه وتعالى منزه عن الخلق ولا يشبههم في شيء ودليل ذلك قوله تعالى: {ليس كمثله شيء} وقوله: {لم يكن له كفؤا أحد} .
ثانيا: الإيمان بالملائكة
إن الملائكة هي خلق من مخلوقات الله. باعتبارها مخلوقات نورانية تنتمي إلى عالم الغيب. هذا الأخير الذي هو ضد عالم الشهادة فمن هنا كان من اللازم الإيمان بها حتى يكتمل إيمان المرء نظرا لأن حواس الإنسان هي محصورة الإدراك ومحدودة القوة.
فالفرد عندما يؤمن بأن عليه ملائكة موكلين يراقبون أعماله ويحصونها أينما كان يبتعد عما يغضب الله وتستقيم حياته قال تعالى:{ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} .
فالإنسان يتحصل معرفة الموجودات سواء في الغيب أو الشهادة بواسطة العقل والحواس.
فكيف ننكر بحقيقة وجود الملائكة ونحن نؤمن بعشرات البلاد ولم نرها، كما نرى إنسانا لم يرى الفيل طول حياته وهو يؤمن بوجود هذا الحيوان الذي لم يره .
– إذن كل هذه اليقينيات كانت عن طريق الأثر أو الخبر هما الدليل العقلي للإيمان بكل الغيوب. وبالتالي فالملائكة هي حقيقة ثابتة لا يقوى عاقل على إبطالها أو نفيها .
ثالثا: الإيمان بالكتب
الركن الثالث من أركان العقيدة هو الإيمان بالكتب وهذا الأخير الذي يعني أن على الإنسان أن يؤمن بأن الله هو منزل هذه الكتب سواء منها تلك المنزلة على الرسول صلى الله عليه وسلم أو الأخرى المنزلة على الرسل السابقين ودليل ذلك قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا} .
ويشمل الإيمان بالكتب عدة أمور منها:
– الإيمان الجازم بأن الكتب كلها منزلة من عند الله عز وجل على رسله إلى عباده بالحق المبين والهدي المستبين .– على اعتقاد بأن كل ما فيها من شرائع هو واجب على الأمم الذين نزلت إليهم هذه الكتب وأنه من الضروري الانقياد لما ورد فيها منفالحكمة من الإيمان بكتاب الله تعالى هي الاحتكام إليه في كل صغيرة أو كبيرة قال تعالى: {وأن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم}.
فقد بين الطبري في تفسير للآية الكريمة، أن أحكم يا محمد صلى الله عليه وسلم بينهم بما أنزل إليك من الكتاب ولا تتبع أهواء اليهود الذين احتكموا إليك في قتيلهم وفاجريهم .
فالآية إذن تحذير للرسول صلى الله عليه وسلم من أن يفتنوه أهل الكتاب .
سنتطرق في هذه الفقرة للإيمان بالرسل (أولا) والإيمان باليوم الآخر (ثانيا) وأخيرا الإيمان بالقضاء والقدر (ثالثا).
أولا: الإيمان بالرسل
إن الرسل، المرسلين من عند الله تعالى يفترض علينا الإيمان بهم جميعا ومن ضمنهم محمد صلى الله عليه وسلم، دون تفريق بينهم باعتبار أن هذا الإيمان هو الركن الرابع من أركان العقيدة.
والرسل جمع رسول والرسول “هو من أوحي إليه وأمر بالتبليغ”.
ومعنى الإيمان بالرسل هو التصديق الجازم بأن الله تعالى بعث في كل أمة رسولا يدعوهم إلى عبادته عز وجل وحده لا شريك له مصداقا لقوله تعالى: {وإن من أمة إلا خلا فيها نذير} وأن يؤمن المرء أيضا بكل نبي ورسول عرف نبوته ورسالته عن طريق الوحي إيمانا مطلقا وأن لا يؤمن برسالة بعض ويكفر برسالة آخر .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صلى الله علیه وسلم الإیمان بالله الله تعالى
إقرأ أيضاً:
احذر أن تكون منهم.. 4 صفات للمنافقين كشف عنها القرآن
أكد الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر السابق، أن النفاق يمثل أخطر ألوان الفساد في الأرض، مشيرًا إلى أن من صفات المنافقين أنهم يظهرون عكس ما يبطنون، وهو ما أوضحه الله تعالى في كتابه الكريم بقوله: "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ" (البقرة: 11).
وأوضح "الهدهد"، أن المنافق يبرر أفعاله ولا يعترف بفساده، متوهمًا بأنه قادر على خداع الله كما يخدع الناس، مستشهدًا بقول الله تعالى: "يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ" (البقرة: 9).
وأشار إلى أن هؤلاء يظنون أن الله لا يطلع على ما في قلوبهم، وكأنهم ينكرون أسماء الله الحسنى وصفاته، ومنها أنه "الخبير" و"البصير" و"العليم".
وأضاف أن أصل النفاق مستمد من حيوان في الصحراء يسمى "النافِق"، وهو كائن يتلون بألوان مختلفة ليتخفى عن الأنظار، موضحًا أن التشبيه جاء لأن المنافق يتلون حسب مصلحته، فيظهر الصلاح أمام المؤمنين، بينما يخفي حقيقته الفاسدة عندما يكون مع أقرانه.
وحذر من أن النفاق لا يقتصر على القول، بل يمتد إلى إفساد المجتمع بالقيم الزائفة والمعاصي، وهو ما يؤدي إلى ذهاب البركة والخير من الأرض، مستشهدا بقول الله تعالى: "أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ" (البقرة: 12)، مبينًا أن الله نفى عنهم حتى الشعور، مما يجعلهم في مرتبة أدنى من البهائم التي على الأقل تشعر بمن حولها.
وختم: "لا تظن أيها المفسد في الأرض أن الله يسوق لك الرزق رضا عنك، وإنما يمهلك حتى إذا أخذَك، أخذك أخذ عزيز مقتدر، فاحذر النفاق، واتقِ الله، وأصلح قلبك قبل أن تُحاسب".