ذات يوم، عادت الطفلة كارين ذات الـ9 سنوات من المدرسة وهي في عجلة من أمرها للخروج واللعب مع صديقتها نيكي بجوار منزلهم بمدينة برايتون البريطانية وطلبت من والدتها تحضير فطيرة الدجاج لتناولها مع الشاي حين تعود ثم استبدلت حذائها المدرسي بالحذاء الرياضي الخاص بها وانطلقت مسرعة للقاء صديقتها المقربة.

أخذت الأم في إعداد الفطيرة وانتظرت عودة ابنتها في الميعاد المتفق عليه لتناول الشاي معًا لكنها لم تعود، فذهب الأم لمنزل صديقتها للسؤال عن ما إذا عادت صديقتها المقربة للمنزل أم لا، لكنها لم تجدها أيضًا.

 

فقد الإحساس بالوقت

ذهبت الأم مسرعة لإبلاغ الشرطة عن اختفاء طفلتها وصديقتها وأخبرها المحققون أن الأطفال "يفقدون الإحساس بالوقت – ربما تكون في منزل أحد الأصدقاء"، لكنها كانت تعلم أن ابنتها في خطر لأنها لا تبقى خارج المنزل أبدًا بدون إذا ولا تفوت ميعاد الشاي الخاص بها نهائيًا.

قالت الأم البريطانية وفقًا لصحيفة الديلي ميل البريطانية "كنت حاملاً في الشهر السابع، لكنني بحثت طوال الليل على ابنتي، كنت في حالة ذهول ومشيت إلى حد الإرهاق."

وايلد بارك

وأضافت، "في صباح اليوم التالي، أخذني البحث إلى وايلد بارك، وهي محمية طبيعية محلية، حيث قال واين، ابن أحد الجيران، إنه شاهد الفتيات هناك في اليوم السابق."

بينما كنت أسير، رأيت راسل بيشوب، وهو شاب نحيف ذو شعر أصفر يبلغ من العمر 21 عامًا ويقود كلبًا وقال لي "لقد رأيتهم بالأمس يلعبون بجانب الشجرة. أتمنى لو أحضرتهم إلى المنزل."

وقالت الأم عن هذا الشاب " عاش راسل بالقرب منا. لقد كان يتسكع مع فتاة تدعى ماريون كان يراها منذ أن كانت في الخامسة عشرة من عمرها، على الرغم من أنه يعيش مع شريكته جيني وكان لديهم طفل واحد ويتنظر طفل آخر في الطريق."

موقف جنوني

وتابعت "قبل أسبوعين فقط من جريمة القتل، كان في سيارته على قمة التل وانطلق بأقصى سرعة نحوي، والمصابيح الأمامية مضاءة، وبوق السيارة مدوٍ. فركضت للوصول إلى الرصيف وعندما جاء بجانبي، فتح النافذة وصرخ: "لقد دفعك هذا الأمر إلى الذهاب للرصيف، أليس كذلك!"

ظلت الأم تبحث عن ابنتها حتى وصل الوقت إلى بعد الظهر حيث سمعت صراخًا في الغابة ثم رأت شريط أزرق ممتد حول المدخل المؤدي إلى المنطقة المليئة بالأشجار خلف الغابة وشاهدت ابنتها وصديقتها فاقدين للحياة بين الأشجار.

وقالت "حينها وضع (بيشوب) يديه على وجهه لكنه فتح أصابعه حتى يتمكن من رؤيتي وكأنه كان يتنظر رؤية ردت فعلي. كنت أشعر أن هناك شئ سيئًا وأن بيشوب وراء ما حدث لابنتي، فقد سرد لي تفاصيل دقيقة عن كيفية استلقاء الفتيات على الأرض وغيرها من المعلومات الأخرى."

بعد 3 أسابيع تم القبض على بيشوب ومحاكمته بتهمة الاعتداء الجنسي وقتل الفتاتين لكن الأدلة كانت غير كافية وتم الإفراج عنه.

بعد 3 سنوات

قال الأم "بعد 3 سنوات من جنازة ابنتي، أثناء سماعي للراديو طرق على مسمعي خبر تعرض طفلة 7 سنوات للاختطاف والاعتداء في برايتون، حينها شعرت بنفس الألم الذي شعرت به عندما فقدت ابنتي كارين."

وأضافت " كانت الطفلة التي اعتدى عليها في ذلك اليوم البارد من شهر فبراير عام 1990 أصغر من ابنتي. وقد قام بفعلته عندما ذهب الطفلة لشراء شيئًا ما من محل لكنه كان مغلقا. ونظرًا لكونها ساكنة جديدة في العقار، فلم تستطع راشيل واتس العودة في تعرف عنوانها لكنها لا تعرف بأي طريق تمشي، وحينها سألت أحد الأشخاص عن الاتجاهات."

وتابعت "لكنه من المؤسف أنه هذا الشخص كان راسل بيشوب الذي لم تشك به أبدًا لأنها شاهدته في يوم ما وهو يصلح سيارته عند أبيها الذي كان يعمل ميكانيكي سيارات."

هجوم وحشي وتعدي أليم

أثناء سؤال الطفلة راشيل لبيشوب عن الاتجاهات فاجئها بمداهمته لها ووضعها في صندوق السيارة وإغلاقها بقوة فظلت الفتاة تصرخ حتى قال لها بيشوب اصمتي وإلا سأقتلك!

ركب (بيشوب) سيارته وانطلق واثناء السير وجدة راشيل مطرقة وبدأت في الضرب على صندوق الأمتعة كمحاولة للفرار منه وبعد 25 دقيقة من الرعب أوقف بيشوب سيارته وقام بالاعتداء على الطفل ثم حاول خنقها حتى فقدت وعيها ثم ألقاها بين الأشجار ظننًا منه أنها توفيت.

لكن لحس الحظ، لم تفقد الطفلة حياتها واستعادت وعيها وهي عارية وظلت تجري بين الأشجار حتى خرجت للطريق وأوقف سيارة كان يوجد بها زوجين وقاموا بلفها بسترة وأوصلوها للشرطة التي تأكدت من أقاويلها وبأدلة الطب الشرعي أن راسل بيشوب هو من فعل ذلك بها.

السجن مدى الحياة

تم القبض عليه وعقوبته بالسجن مدى الحياة، مع توصية بأن يقضي 14 عامًا على الأقل وقالت الأم "رغم سعادتي بإلقاء القبض عليه ومعاقبته إلا أنني لكنني ما زلت بحاجة إلى العدالة لكارين ونيكولا."

في يناير من العام الماضي، توفي بيشوب، الذي كان مصابًا بالسرطان، بعد إصابته بفيروس كورونا، عن عمر يناهز 55 عامًا. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السجن مدى الحياة القتل

إقرأ أيضاً:

فنانة بريطانية تنتقد سحب بي بي سي فيلم وثائقيا عن غزة (شاهد)

انتقدت الفنانة البريطانية "جولييت ستيفانسون" سحب هيئة الإذاعة البريطانية، فيلما وثائقيا عن غزة، مؤكدة أن انتقادها لا علاقة له بحماس، وإن غزة تتعرض للقصف المتواصل منذ 16 شهرا.

وقالت إن الفيلم للمشاهد مدى الرعب الذي يعيشه هؤلاء الأطفال الذين يتعرضون لعنف لا يصدق، والذين يفقدون والديهم، أو تُقطع أطرافهم، أو يتضورون جوعًا، أو يصابون بالرعب.

“It's nothing to do with Hamas.”

Juliet Stevenson tells #TimesRadio why she’s signed an open letter criticising a BBC decision to pull a controversial documentary about Gaza.@StigAbell | @KateEMcCann pic.twitter.com/ZFuk17RjJk — Times Radio (@TimesRadio) February 27, 2025

وفي مقابلة لها مع "تايمز راديو" قالت إن الفيلم يدور حول محاولة الأطفال البقاء على قيد الحياة في ظروف لا توصف. ولا علاقة له بحماس.

وتابعت أن من أراد إزالة الفيلم، لا يريد للعالم أن ينظر للفلسطينيين على أنهم بشر.

في سياق متصل، نشر موقع "ميدل إيست آي" مقالا لرئيس مجلس التفاهم البريطاني-العربي (كابو)، كريس دويل، اعتبر  أن قرار "بي بي سي" سحب فيلم عن معاناة غزة هو صورة عن عدم قدرتها على الوقوف أمام "إسرائيل". وقارن مواقف "بي بي سي" المتمسكة بخطها الإنتاجي ومواقفها في برامج وثائقية وتصرفها تجاه فيلم "غزة".

وبحسب دويل كشف كل من انتقدوا هذا الفيلم الوثائقي تقريبا أنهم لا يهتمون كثيرا بحياة الفلسطينيين وحقوقهم. وكان العديد منهم من المشجعين على الإبادة الجماعية التي ارتكبتها "إسرائيل" في غزة، بمن فيهم السفيرة الإسرائيلية، وهي ممثلة دولة  منعت قناة الجزيرة من البث في "إسرائيل" والضفة الغربية وكانت مسؤولة عن مقتل ما لا يقل عن 170 صحفيا وعاملا في الإعلام منذ بدء حرب غزة في 7  تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وقع أكثر من مئة موظف في "بي بي سي"، منهم إعلاميون بارزون على رسالة موجهة إلى قيادة المؤسسة تنتقد التغطية، وجاء فيها: "لقد كانت المبادئ الصحفية الأساسية مفقودة عندما يتعلق الأمر بمحاسبة إسرائيل على أفعالها".




ويشير دويل إلى معاملة "بي بي سي" لضيوفها، وبخاصة لو ذكر أي منهم "إبادة جماعية" في المقابلة، حيث يسارع المذيع  لترديد الموقف الإسرائيلي: "أنت تعرف ما سأقول وهو أن إسرائيل تنكر ذلك".

وفي بيان لها قالت "بي بي سي": "منذ بث فيلمنا الوثائقي عن غزة، أصبحت "بي بي سي" على علم بالروابط العائلية لراوي الفيلم، وهو طفل يدعى عبد الله. لقد وعدنا جمهورنا بأعلى معايير الشفافية، لذا فمن الصواب أن نضيف بعض التفاصيل الإضافية إلى الفيلم قبل إعادة بثه نتيجة لهذه المعلومات الجديدة. نعتذر عن حذف هذه التفاصيل من الفيلم الأصلي".

وأضافت الهيئة: "الفيلم لا يزال رؤية قوية من خلال عين الطفل عن التداعيات الكارثية للحرب في غزة ونعتقد أنه شهادة ثمينة لتجاربهم. ويجب علينا الوفاء بالتزاماتنا من ناحية الشفافية".

مقالات مشابهة

  • نظرة بريطانية متشائمة.. كوردستان ساحة لصراع تركي إيراني مرتقب
  • تركيا.. انكماش التصنيع للشهر الحادي عشر على التوالي
  • مسلسل أشغال شقة جدا الحلقة 4.. حمدي يضع «أم صابرين» في شنطة سيارته
  • توقيف يابانية نسيت طفلتها في متجر
  • شاب يشعل النار في نفسه أمام مسجد في ظروف غامضة
  • العثور على جثة شخص بها طلقات نارية فى ظروف غامضة بالبحيرة
  • خيط الجريمة.. عاطل يقتل زوجته لرفضها العودة إليه
  • فنانة بريطانية تنتقد سحب بي بي سي فيلما وثائقيا عن غزة (شاهد)
  • فنانة بريطانية تنتقد سحب بي بي سي فيلم وثائقيا عن غزة (شاهد)
  • شيرين تخطف الأنظار بظهورها مع ابنتها في رمضان