سودانايل:
2025-03-10@11:06:30 GMT

حول قصة خروج البرهان بصحيفة نيويورك نيوز

تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT

شدني الخبر المنشور بالوسائط حول كيفية خروج البرهان من القيادة أو كما يحلو للبعض من البدروم.. فاستعنت بمحرك البحث قوقل Google بعد أن أرهقني وأرهقته في البحث عن صحيفة بإسم نيويورك نيوز. لم أعثر على صحيفة بهذا الإسم وإنما على نيويورك ديلي نيوز New York Daily News المؤسسة في العام ١٩١٩م... بغض النظر عن وجود أو عدم وجود صحيفة بإسم نيويورك نيوز يجب النظر الي فحوى الخبر وتسلسل الأحداث التي تلته مباشرة.

.. فقد أورد الخبر ما نصه :( أن قوة من مشاة البحرية الأمريكية قامت بإجلاء الجنرال البرهان من مبنى قيادة الجيش حيث ، أخطر البنتاغون قيادة الدعم السريع بدخول قوة أمريكية قوامها ٢٥ جندي الي الخرطوم قبل ساعات من التنفيذ.) ويواصل الخبر نقله :( أفرغت إحدى الطائرتين مدرعتين تحركتا من سوبا الي القيادة العامة وهما يحملان اعلام أمريكية كبيرة أخذت الجنرال البرهان الي نقطة هبوط الطائرين ومنها الي قاعدة وادي سيدنا العسكرية)
بغض النظر عن ركاكة الصياغة وعدم احترافيتها وتهافتها العجول، فإن منطق الأحداث التي جرت بعد هذا تشير الي تكذيب الخبر وتؤكد أن من صاغه لم يفلح في حبك خيوط قصته... فالواضح أن كل الخبر يهدف لتأكيد نقطة أساسية وهي أن مغادرة البرهان للقيادة ما كان لها أن تتم لولا موافقة الدعم السريع. وهذا بالتأكيد محاولة لإيصال رسالة مفادها أن البرهان ومن ثَم الجيش ليس بوسعهم التحرك دون "موافقة الدعم السريع". وفي ذلك تأكيد خفي وظاهر بأن اليد العليا في الساحة بيد الدعم السريع.. غير أن تسلسل الأحداث اللاحقة لم يسعف صانع الخبر بحيث تداخلت عليه الخيوط بشكل لم تسعفه من إخراج خبر يتكأ على منطق مقنع.. فقد زار البرهان مدينة عطبرة التي تجول في عدة مواقع فيها ثم بورتسودان دونما حراسة من أي جهة خارجية غير الجيش. وفجأة ودون مقدمات يجد القارئ والمتابع أن دور المارينز الأمريكي والطائرتين والمدرعتين بل وحتى الأسطول الثالث نفسه قد إنتهى... وبذلك يتعرى الخبر من أي هدف غير الذي تم توضيحه أعلاه، غير أن هنالك نقطة يجدر ملاحظتها وهي أن القصة في السياق الكلي تبدو "مُهلهَلة" ومقطعة الأوصال ولا تقوم على منطق داخلي متماسك يسند سياقها الكلي.. فكيف للأمريكان أن يقوموا بعمل مثل هذا دون أن يوصلوه لنهاياته التي تسربت فيما بعد بأن البرهان سيذهب للسعودية لتوقيع إتفاق ينهي الحرب. فإذا كان هذا هو حقيقة فحوى الخبر، إذن لإستيقظت جموع السودانيين وكل المتابعين للشأن السوداني على نبأ مفاده أن البرهان وصل مباشرة وبرعاية الأمريكان الذين تجشموا مشاق إخراجه لمدينة جدة ليحضر مراسم توقيع إتفاق وقف الحرب أو ليوقع مجبرا.
إن ظهور البرهان اللاحق تحت "راكوبة" ست شاي يحتسي القهوة ويأكل الزلابية وهذه الأخيرة فقط تنسف الخبر من أساسه بما حواه من تهويمات وتمويهات تصب في مجملها ليس فقط في رفع الروح المعنوية للدعم السريع، وإنما لتغييب دور الجيش في هذه العملية من أولها لآخرها وهذا أمر لا يقره المنطق الداخلي للقصة ولا تسلسل الأحداث بعدها.. لتكون قصة إخراج البرهان أو بالأحرى خروجه بدل أن تكون هزيمة فعلية للدعم السريع وما تواتر من حصار القيادة العامة تتحول لنوع من النصر بقدرة قادر ( أو بقدرة صانع الخبر).
على كلٍ تشير القراءات من ناحية ثانية الي أن ثمة مستفيد آخر من هذا الخبر وهي القوى السياسية المتلهفة لقبول منطق التسوية عبر إرغام قائد الجيش أولا على الخروج " بعد اذن الدعم السريع " وثانيا ليوقع على تسوية يبيع فيها بقايا النظام السابق الذين اصطفوا مع الجيش ليتركهم البرهان عند التوقيع منبوذين في عراء السياسة، لتأتي مراسم توقيع تدعم "التحول الديمقراطي" هكذا بدون أي مقدمات بعد نفي دور الفاعلين بخاصة الجيش السوداني بمجرد إستثارة خيال سينمائي ضامر يظهر فيه من الأسطول الثالث فجأة وتتحرك منه مروحيتان كبيرتان تلفظان مدرعتين تحملان اعلام أمريكية كبيرة في ضاحية سوبا لتنهي حرباً خربت سوبا وكل السودان.
د. محمد عبد الحميد  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يكثف هجماته على معاقل الدعم السريع وعينه على القصر الرئاسي ومركز العاصمة الخرطوم.. آخر المستجدات

يواصل الجيش السوداني معاركه مع قوات الدعم السريع في عدة جبهات متفرقة حيث يسعى للسيطرة على مركز العاصمة الخرطوم، كما كثف هجماته الجوية على معاقل الدعم في الفاشر ويسعى للسيطرة على طرق رئيسية بولاية شمال كردفان، بعد أن حقق تقدما بولاية النيل الأبيض.

وتستمر المعارك بوتيرة متصاعدة بين الجيش وقوات الدعم السريع، إذ يسعى الجيش عبر محور وسط الخرطوم إلى السيطرة على مركز العاصمة، بما في ذلك القصر الرئاسي، ومرافق حكومية سيادية.

وفي ولاية شمال كردفان تدور مواجهات بين الجانبين ويسعى الجيش من خلالها للسيطرة على طرق رئيسية.

وجنوبا، تتواصل المعارك أيضا بولايتي النيل الأبيض والنيل الأزرق حيث أعلن الجيش سيطرته على مدن وبلدات تقع على الشريط الحدودي بين السودان وجنوب السودان.

وفي ولاية شمال دارفور، استهدفت قوات الدعم السريع بالمسيّرات مواقع بمدينة المالحة شمالي الولاية اليوم الأحد.

وفيما يتعلق بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، قال الإعلام العسكري في بيان له "إن الطيران الحربي للجيش السوداني نفذ غارات جوية دقيقة، مستهدفا تجمعات العدو ـفي إشارة لقوات الدعم السريعـ بالمحور الشمالي الغربي مساء أمس مما كبّدهم خسائر كبيرة في العتاد والأرواح".

وأضاف البيان أن مدينة الفاشر تشهد حالة من الاستقرار الأمني وأن القوات المسلحة تواصل تقدمها بثبات في جميع المحاور، وسط انهيار واضح في صفوف العدو وأن المعركة مستمرة حتى تحقيق النصر الكامل واستعادة أمن واستقرار البلاد وفقا للبيان".

وفي وقت سابق، قالت وكالة الأنباء السودانية "سونا" إن مدرعات الفرقة السادسة مشاة بالفاشر "نفذت عملية عسكرية محكمة في المحور الشمالي الشرقي للمدينة، أسفرت عن تدمير عربة جرار محملة بالأسلحة والذخائر تابعة لمليشيا آل دقلو المتمردة، إضافة إلى تدمير 3 عربات لاندكروزر كانت تتولى حراستها، دون نجاة أي من العناصر التي كانت على متنها".

كما نقلت عن الفرقة السادسة مشاة قولها إن "الضربات المدفعية الثقيلة مستمرة بمعدل 4 حصص يوميا، بالتزامن مع حملات التمشيط والرمايات الدقيقة، مما أجبر عناصر المليشيا على الانسحاب الواسع من المدينة، بينما فر بعضهم سيرا على الأقدام نحو المناطق النائية".

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يكثف هجماته على معاقل الدعم السريع وعينه على القصر الرئاسي ومركز العاصمة الخرطوم.. آخر المستجدات
  • الجيش يهاجم الدعم السريع بعدة جبهات ويسعى للسيطرة على مركز الخرطوم
  • أي دور للإمارات في حرب السودان بين الجيش و”الدعم السريع”؟
  • الجيش السوداني يكشف عن هروب سيارات قتالية لـ”الدعم السريع” من الفاشر
  • انسحاب كبير لـ “الدعم السريع” من الفاشر.. الجيش يكشف التفاصيل
  • الجيش يكشف عن توترات أمنية ومقتل قادة بارزين من الدعم السريع في نيالا
  • إعلام سوداني: طائرات الجيش استهدفت ميليشيا الدعم السريع جنوب شرقي الخرطوم
  • وزير الدفاع السوداني: الجيش قطع شوطا طويلا ضد الدعم السريع
  • طائرات الجيش السوداني تستهدف ميليشيا الدعم السريع جنوب شرقي الخرطوم
  • الجيش السوداني: لا هدنة مع الدعم السريع ولا خيار غير الحسم