سودانايل:
2024-07-01@18:51:29 GMT

حول قصة خروج البرهان بصحيفة نيويورك نيوز

تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT

شدني الخبر المنشور بالوسائط حول كيفية خروج البرهان من القيادة أو كما يحلو للبعض من البدروم.. فاستعنت بمحرك البحث قوقل Google بعد أن أرهقني وأرهقته في البحث عن صحيفة بإسم نيويورك نيوز. لم أعثر على صحيفة بهذا الإسم وإنما على نيويورك ديلي نيوز New York Daily News المؤسسة في العام ١٩١٩م... بغض النظر عن وجود أو عدم وجود صحيفة بإسم نيويورك نيوز يجب النظر الي فحوى الخبر وتسلسل الأحداث التي تلته مباشرة.

.. فقد أورد الخبر ما نصه :( أن قوة من مشاة البحرية الأمريكية قامت بإجلاء الجنرال البرهان من مبنى قيادة الجيش حيث ، أخطر البنتاغون قيادة الدعم السريع بدخول قوة أمريكية قوامها ٢٥ جندي الي الخرطوم قبل ساعات من التنفيذ.) ويواصل الخبر نقله :( أفرغت إحدى الطائرتين مدرعتين تحركتا من سوبا الي القيادة العامة وهما يحملان اعلام أمريكية كبيرة أخذت الجنرال البرهان الي نقطة هبوط الطائرين ومنها الي قاعدة وادي سيدنا العسكرية)
بغض النظر عن ركاكة الصياغة وعدم احترافيتها وتهافتها العجول، فإن منطق الأحداث التي جرت بعد هذا تشير الي تكذيب الخبر وتؤكد أن من صاغه لم يفلح في حبك خيوط قصته... فالواضح أن كل الخبر يهدف لتأكيد نقطة أساسية وهي أن مغادرة البرهان للقيادة ما كان لها أن تتم لولا موافقة الدعم السريع. وهذا بالتأكيد محاولة لإيصال رسالة مفادها أن البرهان ومن ثَم الجيش ليس بوسعهم التحرك دون "موافقة الدعم السريع". وفي ذلك تأكيد خفي وظاهر بأن اليد العليا في الساحة بيد الدعم السريع.. غير أن تسلسل الأحداث اللاحقة لم يسعف صانع الخبر بحيث تداخلت عليه الخيوط بشكل لم تسعفه من إخراج خبر يتكأ على منطق مقنع.. فقد زار البرهان مدينة عطبرة التي تجول في عدة مواقع فيها ثم بورتسودان دونما حراسة من أي جهة خارجية غير الجيش. وفجأة ودون مقدمات يجد القارئ والمتابع أن دور المارينز الأمريكي والطائرتين والمدرعتين بل وحتى الأسطول الثالث نفسه قد إنتهى... وبذلك يتعرى الخبر من أي هدف غير الذي تم توضيحه أعلاه، غير أن هنالك نقطة يجدر ملاحظتها وهي أن القصة في السياق الكلي تبدو "مُهلهَلة" ومقطعة الأوصال ولا تقوم على منطق داخلي متماسك يسند سياقها الكلي.. فكيف للأمريكان أن يقوموا بعمل مثل هذا دون أن يوصلوه لنهاياته التي تسربت فيما بعد بأن البرهان سيذهب للسعودية لتوقيع إتفاق ينهي الحرب. فإذا كان هذا هو حقيقة فحوى الخبر، إذن لإستيقظت جموع السودانيين وكل المتابعين للشأن السوداني على نبأ مفاده أن البرهان وصل مباشرة وبرعاية الأمريكان الذين تجشموا مشاق إخراجه لمدينة جدة ليحضر مراسم توقيع إتفاق وقف الحرب أو ليوقع مجبرا.
إن ظهور البرهان اللاحق تحت "راكوبة" ست شاي يحتسي القهوة ويأكل الزلابية وهذه الأخيرة فقط تنسف الخبر من أساسه بما حواه من تهويمات وتمويهات تصب في مجملها ليس فقط في رفع الروح المعنوية للدعم السريع، وإنما لتغييب دور الجيش في هذه العملية من أولها لآخرها وهذا أمر لا يقره المنطق الداخلي للقصة ولا تسلسل الأحداث بعدها.. لتكون قصة إخراج البرهان أو بالأحرى خروجه بدل أن تكون هزيمة فعلية للدعم السريع وما تواتر من حصار القيادة العامة تتحول لنوع من النصر بقدرة قادر ( أو بقدرة صانع الخبر).
على كلٍ تشير القراءات من ناحية ثانية الي أن ثمة مستفيد آخر من هذا الخبر وهي القوى السياسية المتلهفة لقبول منطق التسوية عبر إرغام قائد الجيش أولا على الخروج " بعد اذن الدعم السريع " وثانيا ليوقع على تسوية يبيع فيها بقايا النظام السابق الذين اصطفوا مع الجيش ليتركهم البرهان عند التوقيع منبوذين في عراء السياسة، لتأتي مراسم توقيع تدعم "التحول الديمقراطي" هكذا بدون أي مقدمات بعد نفي دور الفاعلين بخاصة الجيش السوداني بمجرد إستثارة خيال سينمائي ضامر يظهر فيه من الأسطول الثالث فجأة وتتحرك منه مروحيتان كبيرتان تلفظان مدرعتين تحملان اعلام أمريكية كبيرة في ضاحية سوبا لتنهي حرباً خربت سوبا وكل السودان.
د. محمد عبد الحميد  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

قوات الدعم السريع تعلن السيطرة على سنجة

سكاي نيوز عربية - أبوظبي
أكد مصدر عسكري في قوات الدعم السريع لـ"سكاي نيوز عربية"، السبت، أن هذه القوات سيطرت على مدينة سنجة بولاية سنار جنوب شرقي السودان.

وقال‫ شهود عيان لـ"سكاي نيوز عربية"، إن قوات الدعم السريع تقيم ارتكازات داخل المدينة، مؤكدين سماع أصوات الرصاص في سنجة.

وكانت اشتباكات عنيفة قد اندلعت، السبت، بين الجيش وقوات الدعم السريع في مدينة سنجة الاستراتيجية، الرابطة بين ولايتي سنار والنيل الأزرق الحدودية، في خضم الحرب التي يشهدها السودان منذ منتصف أبريل 2023.

ورصد ناشطون حركة نزوح كبيرة للسكان في اتجاه الجنوب نحو ولاية النيل الأزرق المتاخمة، وهو المنفذ الوحيد المتاح لخروج المدنيين، في ظل التوتر الذي يسود مدينة سنار التي تبعد عنها نحو 60 كيلومترا.

ونشرت قوات الدعم السريع مقطع فيديو تقول فيه إنها سيطرت على قيادة الجيش بالمدينة، التي تعتبر مركزا اقتصاديا مهما بالبلاد وتحيط بها عدد من المشاريع الزراعية الرئيسية.

ومنذ أكثر من 5 أيام تشهد المنطقة توترا كبيرا، تفاقم أكثر بعد سيطرة قوات الدعم السريع عل منطقة جبل موية الاستراتيجية الرابطة بين 3 ولايات حيوية، في وسط وغرب السودان.

وتقع منطقة جبل موية في سلسلة جبلية تمتد في حدود ولاية سنار التي تشكل نقطة تلاقي لثلاث طرق قومية صوب النيل الاببض غربا والنيل الأزرق جنوبا وولاية الجزيرة شمالا.

وتحيط المنطقة بمقر خزان سنار، الذي تتفرع منه المجاري المائية الرئيسية التي تسهم في التحكم في ري مشروع الجزيرة.

ومنذ أكثر من 4 أشهر، سعى الطرفان إلى تحقيق نصر في المنطقة الحيوية التي تضم مشاريع زراعية وإنتاجية شاسعة المساحة، ويقول مراقبون إن السيطرة عليها تضيق الخناق على عدد من المدن والفرق العسكرية الرئيسية في سنار وولاية النيل الأزرق المتاخمة، كما تعني التحكم في المثلث الذي يضم مدن الدويم وكوستي والمناقل.  

مقالات مشابهة

  • ما حقيقة زيارة قائد الجيش السوداني لجبهات القتال في ولاية سنار؟
  • دخول مربك مع زيارة البرهان.. ماذا تعني سيطرة الدعم السريع على سنجة؟
  • قوات الدعم السريع تعلن السيطرة على سنجة
  • بالتزامن مع زيارة البرهان لولاية سنار الدعم السريع يهاجم المدينة
  • بالتزامن مع زيارة البرهان.. الدعم السريع تهاجم مدينة سنجة بولاية سنار
  • البرهان يتفقد القوات السودانية في خط المواجهة بسنار
  • «البرهان» يتفقد الخطوط الأمامية بولاية سنار وسط تصاعد القصف المدفعي
  • «البرهان» يتفقد قوات الجيش بولاية سنار وسط تصاعد القصف المدفعي
  • «البرهان» يتفقد الخطوط الأمامية للمعارك بولاية سنار
  • غموض حول مصير لقاء البرهان و«حميدتي» في كامبالا