سودانايل:
2025-02-07@07:33:06 GMT

حول قصة خروج البرهان بصحيفة نيويورك نيوز

تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT

شدني الخبر المنشور بالوسائط حول كيفية خروج البرهان من القيادة أو كما يحلو للبعض من البدروم.. فاستعنت بمحرك البحث قوقل Google بعد أن أرهقني وأرهقته في البحث عن صحيفة بإسم نيويورك نيوز. لم أعثر على صحيفة بهذا الإسم وإنما على نيويورك ديلي نيوز New York Daily News المؤسسة في العام ١٩١٩م... بغض النظر عن وجود أو عدم وجود صحيفة بإسم نيويورك نيوز يجب النظر الي فحوى الخبر وتسلسل الأحداث التي تلته مباشرة.

.. فقد أورد الخبر ما نصه :( أن قوة من مشاة البحرية الأمريكية قامت بإجلاء الجنرال البرهان من مبنى قيادة الجيش حيث ، أخطر البنتاغون قيادة الدعم السريع بدخول قوة أمريكية قوامها ٢٥ جندي الي الخرطوم قبل ساعات من التنفيذ.) ويواصل الخبر نقله :( أفرغت إحدى الطائرتين مدرعتين تحركتا من سوبا الي القيادة العامة وهما يحملان اعلام أمريكية كبيرة أخذت الجنرال البرهان الي نقطة هبوط الطائرين ومنها الي قاعدة وادي سيدنا العسكرية)
بغض النظر عن ركاكة الصياغة وعدم احترافيتها وتهافتها العجول، فإن منطق الأحداث التي جرت بعد هذا تشير الي تكذيب الخبر وتؤكد أن من صاغه لم يفلح في حبك خيوط قصته... فالواضح أن كل الخبر يهدف لتأكيد نقطة أساسية وهي أن مغادرة البرهان للقيادة ما كان لها أن تتم لولا موافقة الدعم السريع. وهذا بالتأكيد محاولة لإيصال رسالة مفادها أن البرهان ومن ثَم الجيش ليس بوسعهم التحرك دون "موافقة الدعم السريع". وفي ذلك تأكيد خفي وظاهر بأن اليد العليا في الساحة بيد الدعم السريع.. غير أن تسلسل الأحداث اللاحقة لم يسعف صانع الخبر بحيث تداخلت عليه الخيوط بشكل لم تسعفه من إخراج خبر يتكأ على منطق مقنع.. فقد زار البرهان مدينة عطبرة التي تجول في عدة مواقع فيها ثم بورتسودان دونما حراسة من أي جهة خارجية غير الجيش. وفجأة ودون مقدمات يجد القارئ والمتابع أن دور المارينز الأمريكي والطائرتين والمدرعتين بل وحتى الأسطول الثالث نفسه قد إنتهى... وبذلك يتعرى الخبر من أي هدف غير الذي تم توضيحه أعلاه، غير أن هنالك نقطة يجدر ملاحظتها وهي أن القصة في السياق الكلي تبدو "مُهلهَلة" ومقطعة الأوصال ولا تقوم على منطق داخلي متماسك يسند سياقها الكلي.. فكيف للأمريكان أن يقوموا بعمل مثل هذا دون أن يوصلوه لنهاياته التي تسربت فيما بعد بأن البرهان سيذهب للسعودية لتوقيع إتفاق ينهي الحرب. فإذا كان هذا هو حقيقة فحوى الخبر، إذن لإستيقظت جموع السودانيين وكل المتابعين للشأن السوداني على نبأ مفاده أن البرهان وصل مباشرة وبرعاية الأمريكان الذين تجشموا مشاق إخراجه لمدينة جدة ليحضر مراسم توقيع إتفاق وقف الحرب أو ليوقع مجبرا.
إن ظهور البرهان اللاحق تحت "راكوبة" ست شاي يحتسي القهوة ويأكل الزلابية وهذه الأخيرة فقط تنسف الخبر من أساسه بما حواه من تهويمات وتمويهات تصب في مجملها ليس فقط في رفع الروح المعنوية للدعم السريع، وإنما لتغييب دور الجيش في هذه العملية من أولها لآخرها وهذا أمر لا يقره المنطق الداخلي للقصة ولا تسلسل الأحداث بعدها.. لتكون قصة إخراج البرهان أو بالأحرى خروجه بدل أن تكون هزيمة فعلية للدعم السريع وما تواتر من حصار القيادة العامة تتحول لنوع من النصر بقدرة قادر ( أو بقدرة صانع الخبر).
على كلٍ تشير القراءات من ناحية ثانية الي أن ثمة مستفيد آخر من هذا الخبر وهي القوى السياسية المتلهفة لقبول منطق التسوية عبر إرغام قائد الجيش أولا على الخروج " بعد اذن الدعم السريع " وثانيا ليوقع على تسوية يبيع فيها بقايا النظام السابق الذين اصطفوا مع الجيش ليتركهم البرهان عند التوقيع منبوذين في عراء السياسة، لتأتي مراسم توقيع تدعم "التحول الديمقراطي" هكذا بدون أي مقدمات بعد نفي دور الفاعلين بخاصة الجيش السوداني بمجرد إستثارة خيال سينمائي ضامر يظهر فيه من الأسطول الثالث فجأة وتتحرك منه مروحيتان كبيرتان تلفظان مدرعتين تحملان اعلام أمريكية كبيرة في ضاحية سوبا لتنهي حرباً خربت سوبا وكل السودان.
د. محمد عبد الحميد  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

استعادة وسيطرة.. الجيش السودانى ينجح فى دخول «الخرطوم».. والدعم السريع ينسحب من العاصمة والجزيرة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

لا تزال المعارك بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع تجرى وقائعها بين الجانبين لبسط السيطرة، إلا أن الجيش السودانى نجح فى السيطرة على عدة مناطق فى العاصمة السودانية الخرطوم، بجانب سيطرته الكاملة على ولاية الجزيرة، ما دعا كثيرا من النازحين السودانيين فى عدة ولايات إلى العودة مرة أخرى إلى ولاية الجزيرة والخرطوم بعد تأمينها من قبل قوات الجيش السوداني.
ورصدت وسائل إعلام سودانية مغادرة حافلات تقل مدنيين سودانيين نازحين من مدينة بورتسودان على البحر الأحمر متوجهة إلى ولاية الجزيرة على بعد 700 كيلومتر جنوب غرب البلاد، حيث يعزز جيش البلاد مكاسبه الإقليمية الأخيرة فى المنطقة الغنية بالزراعة.
وكانت ولاية الجزيرة، جنوب الخرطوم، مسرحا لمعارك عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع بعد أن سيطرت المجموعة شبه العسكرية على عاصمتها ود مدنى قبل أكثر من عام.
وفى الأسابيع الأخيرة، نجح الجيش والقبائل السودانية المتحالفة معه فى طرد قوات الدعم السريع من مدن مهمة فى الجزيرة، بما فى ذلك ود مدنى والحصاحيصا. 
وقد هددت استعادة مناطق واسعة من الولاية خطوط إمداد قوات الدعم السريع الحيوية ووضعت الجيش والقبائل المتحالفة معه على الطريق المتجه شمالاً إلى الأطراف الجنوبية للعاصمة.
وأعلن وزير الدولة السودانى بولاية البحر الأحمر أن ٢٠ حافلة أسبوعيا ستنقل النازحين المدنيين إلى الجزيرة بعد استعادة الجيش السيطرة على مناطق واسعة، بإجمالى ١٠٠ حافلة ستستخدم فى العملية، وتضم الدفعة الأولى من النازحين المدنيين القادمين من مراكز الإيواء فى بورتسودان.
وأكدت المصادر أن الحافلات غادرت بورتسودان متوجهة إلى الجزيرة، ولم يعرف عدد النازحين من الولاية، لكن من المعتقد أنهم بمئات الآلاف، ويعتقد أن مئات الآلاف من السودانيين نزحوا من الجزيرة.
يأتى ذلك فيما كانت تسيطر قوات الدعم السريع على أجزاء كبيرة من العاصمة الخرطوم، والتى استولت عليها فى الأيام الأولى من الصراع، بما فى ذلك المطار والقصر الرئاسي، وانسحبت الحكومة المدعومة من الجيش وكبار القادة العسكريين إلى بورتسودان، التى أصبحت القاعدة الرئيسية لعمليات الجيش حيث حشد القوات والإمدادات للهجمات المضادة.
ويبدو أن العملية فى العاصمة بدأت تتشكل، مع ظهور إشارات تفيد بأن الجيش يستعد لشن هجوم كبير لاستعادة السيطرة على العاصمة بالكامل. وبالإضافة إلى مكاسبه فى الجزيرة، كان الجيش يتقدم ببطء إلى الخرطوم من الشمال والشرق ويدفع قوات الدعم السريع خارج مواقع حيوية هناك.
ويقول متابعون ميدانيون إن السيطرة على الجزيرة أمر بالغ الأهمية بالنسبة للجيش حتى يتمكن من الاستعداد لشن هجوم على الخرطوم. لكن معركة العاصمة من المرجح أن تكون دامية ومدمرة، حيث كان لدى قوات الدعم السريع أشهر لتحصين مواقعها.
وقد نجح الجيش والقبائل المتحالفة معه بالفعل فى طرد قوات الدعم السريع من معظم أنحاء بحري، التى تشكل مع الخرطوم وأم درمان المنطقة الكبرى للعاصمة، كما استعادت المجموعة بعض المناطق فى أم درمان، بما فى ذلك المنطقة التاريخية للمدينة، وأسست موطئ قدم مفيدا فى الخرطوم عندما استعادت مقر القوات المسلحة الشهر الماضي.
وأكدت وسائل إعلام سودانية مقتل قائد قوات الدعم السريع فى ولاية الجزيرة خلال معارك جرت شرق النيل بين قوات الدعم السريع وقوات الجيش السوداني.
وإزاء ذلك واصل الجيش السودانى تقدمه باتجاه مدينة الكاملين التى تبعد مسافة كيلومترات قليلة عن العاصمة السودانية الخرطوم، بعدما نجحت قوات الجيش فى السيطرة على عدة قرى بمحليتى الحصاحيصا والكاملين.
جدير بالذكر أن الحرب الأهلية فى السودان، التى نشأت عن صراع على السلطة بين رئيس الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد دقلو، دمرت السودان، حيث قُتل عشرات الآلاف فى القتال. وقد أثبتت الجهود الرامية إلى تأمين وقف إطلاق نار دائم والتفاوض على إنهاء الصراع حتى الآن أنها غير مثمرة.
وكانت قوات الجيش السودانى قد نجحت فى وقت سابق فى استعادة سيطرتها على مقرّ القيادة العامة للقوات المسلحة فى العاصمة الخرطوم، كما نجحت قوات الجيش فى فك الحصار الذى فرضته قوات الدعم السريع على مصفاة الجيلى النفطية فى شمال الخرطوم.
وكانت الحرب السودانية بين قوات الجيش والدعم السريع قد تفجرت فى شهر أبريل من عام ٢٠٢٣، بعدما سيطرت قوات الدعم السريع على مناطق متعددة فى العاصمة الخرطوم، وكذا ولاية الجزيرة.
وتسببت الحرب السودانية فى أزمة إنسانية للشعب السوداني، حيث نزع أكثر من ١٢ مليون مواطن فى السودان إلى ولايات الجنوب، فيما لجأ ملايين السودانيين إلى الهروب خارج البلاد.
 

مقالات مشابهة

  • مواجهات ضارية بين الجيش السوداني و”الدعم السريع” للسيطرة على جسر استراتيجي في الخرطوم
  • مصطفى بكري: الجيش السوداني سيقضي على ميليشيا الدعم السريع
  • حملة الجيش لاصطياد الرؤوس الكبيرة بالدعم السريع.. مَن بعد الجنرال حسين؟
  • استعادة وسيطرة.. الجيش السودانى ينجح فى دخول «الخرطوم».. والدعم السريع ينسحب من العاصمة والجزيرة
  • كيف تفاعل النشطاء مع التراجع الكبير لقوات الدعم السريع أمام الجيش السوداني؟
  • «الجيش السوداني»: تقدمنا في كل المحاور وأوجعنا الدعم السريع
  • الجيش يعلن تحرير مناطق جديدة في الخرطوم من الدعم السريع
  • الجيش السوداني: قواتنا توجه ضربات لميليشيا الدعم السريع في كل المحاور
  • الجيش السوداني يستعيد آخر معاقل الدعم السريع بولاية الجزيرة
  • الجيش السوداني يستعيد آخر معاقل الدعم السريع بالجزيرة