سودانايل:
2024-11-26@20:08:57 GMT

محمود قرني .. قصيدة الوداع

تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT

ahmadalkhamisi2012@gmail.com

فى قاعة صغيرة بمسجد آل رشدان بمدينة نصر أقيم عزاء الشاعر محمود قرنى. ووقف ابنه أحمد فى أول طابور طويل يستقبل المعزين ويصافحهم.
فى القاعة ساد الصمت، رغم أن معظم المثقفين الحاضرين يعرفون بعضهم البعض، صمت وحزن غمره فى قرارة الروح شعور عميق بالذنب، فقد ظل قرنى ثلاث سنوات مريضًا يسعى لعلاج كبده من دون أن ترتجف بأقل بادرة استجابة الهيئات الثقافية الرسمية: اتحاد الكتاب، والمجلس الأعلى، ووزارة الثقافة وغير ذلك.

وتكررت أمام أعين وضمائر الجميع حادثة الشاعر فتحى عامر، الذى فارق عالمنا فى يناير ٢٠٠٥ قبل أن يتم الخمسين عامًا، ولم يكن لديه هو الآخر ما يكفى من العلاقات والأموال لعلاج الكبد أو زراعة آخر. وعندما اجتمع بعض أصدقاء فتحى عامر قبل شهرين من وفاته وقرروا أن يصدروا نداءً للتبرع من أجل علاجه، رفض فتحى بشدة قائلًا بغضب: لا تشحذوا باسمى.
محمود قرنى أيضًا رفض بشدة كل عروض الأصدقاء التى تقدموا بها لمعاونته ماليًا، وقال لى فى حديث تليفونى: شكرًا جزيلًا. لكن صدقنى ليست هناك حاجة. المسائل ماشية.
بهذا التعفف وبهذه الكبرياء وقف قرنى على حافة الموت، يحدق ليس بصحته، لكن بكرامته. يرحل محمود قرنى، وفتحى عامر، وغيرهما ممن يحسبهم الناس «من التعفف» أغنياءً، يرحلون إلى الحقيقة التى تضم من لا يتواثبون إلى أى لقاء وكل ندوة وشاشة وميكروفون وأخبار الصحف، ويبقون فى الحقيقة شطرة من القصيدة العظيمة التى تكبر تحت افتتاحية المتنبى: " فلا عبرت بى ساعة لا تعزنى، ولا صحبتنى مهجة تقبل الظلما " !
رحل محمود قرنى فجر الأحد ٢ يوليو، قبل ذلك بساعات كتب الأستاذ نبيل عبدالفتاح على صفحته فى «فيسبوك» أن قرنى راقد بخير يستعد للعملية فى الصباح. كتبت له فى المحادثة أقول إنه إذا كانت الأجهزة الثقافية الرسمية قد قصرت معه، فإننا أيضًا مقصرون، لماذا لا نتحرك لتوفير نفقات علاجه؟. واستحسن نبيل عبدالفتاح الفكرة، بل وتخيرنا فيما بيننا عماد أبوغازى لبدء حملة جمع الأموال. ولم تمر سوى ساعات حتى رحل عنّا محمود قرنى، تاركًا ذلك الشعور العميق بالذنب، والعجز، وبأن رحيله كان قصيدته الأخيرة، المشبعة بالتعفف، والكبرياء، واجتناب الضوضاء الزائفة، والبعد عن الصغائر، أو التقرب لأصحاب القرار، رحل شاعرًا، كما عاش. وقد صدمنى الخبر طويلًا، كما تهبط الحقيقة بكل ثقلها على رأس الإنسان، فلا يسعه الحركة أو النطق. ولم أجد ما أكتبه على صفحته بعد رحيله سوى «حقك علينا». أما القصيدة فسوف نظل نقرأها طويلًا، ونرى فى كل بيت منها أحوال الذين وهبوا أعمارهم للفن، والفكر، والوطن، وماتوا غرباء، على الطريق الطويل للثقافة المصرية. "حقك علينا يا محمود. حقك علينا ".
د. أحمد الخميسي قاص وكاتب صحفي مصري  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

وزير بريطاني: التهديدات الروسية لن "تملي علينا قراراتنا"

قال بات مكفادن الوزير بمكتب مجلس الوزراء البريطاني إن بلاده لن تستسلم "لأصوات الضعف" التي من شأنها أن "تمنح بوتين حق النقض (الفيتو) ضد مساعدتنا لأوكرانيا".

وقالت وكالة الأنباء البريطانية "بي إيه ميديا" إن مكفادن حذر في حديثه في مؤتمر لحلف شمال الأطلسي (الناتو) يوم الإثنين، من أن روسيا "صعّدت" هجماتها الإلكترونية ضد أوكرانيا وحلفائها خلال العام الماضي.

وأصرّ مكفادن على أن المملكة المتحدة لن تتوقف عن دعم كييف "في حربها ضد الغزو الروسي".

وأضاف الوزير البريطاني: "لن ننضم إلى أصوات الضعف التي تريد منح بوتين حق النقض (الفيتو) ضد مساعدتنا لأوكرانيا".

وتابع قائلا: "بالنظر إلى حجم العداء الروسي، فإن رسالتي إلى الأعضاء اليوم واضحة: في الوقت الذي لا يجب فيه لأحد أن يقلل من شأن التهديد السيبراني الروسي العدواني والمتهور تجاه الناتو، فإنه لن يخيفنا ولن نسمح له أبدا أن يملي علينا قراراتنا أو سياساتنا".

واجتمع مسؤولو الدفاع من ألمانيا وفرنسا وبولندا وإيطاليا والمملكة المتحدة في برلين يوم الإثنين لمناقشة التدابير اللازمة لتعزيز الأمن والدفاع في أوروبا.

وأفاد وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس بعد الاجتماع بأن ألمانيا ودول أخرى في حلف شمال الأطلسي تعتزم تعزيز إنتاج الأسلحة داخل أوكرانيا ردا على التصعيد الروسي في الحرب.

وأشار إلى أن تطوير وشراء طائرات مسيرة يتم التحكم فيها بالذكاء الاصطناعي يمثل أولوية، وكذلك تحسين التعاون للمساعدة في إنتاج الذخيرة.

وكانت تقارير قد تحدثت عن إطلاق أوكرانيا مؤخرا صواريخ "أتاكمز" أميركية الصنع وصواريخ كروز البريطانية "ستورم شادو" على أهداف عسكرية في روسيا.

وردا على ذلك، هاجمت روسيا مدينة دنيبرو الأوكرانية بصاروخ جديد متوسط المدى صباح الخميس الماضي.

وأشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالصاروخ المعروف باسم "أوريشينك" باعتباره فريدا من نوعه في العالم، معلنا إنتاج سلسلة منه.

ووفقا لموسكو، يمكن للصاروخ التحليق بسرعات تفوق سرعة الصوت ولن تتمكن الأنظمة المضادة للطائرات من رصده.

ويفترض خبراء أن الصاروخ يمكن من الناحية التقنية تزويده أيضا برؤوس حربية نووية.

مقالات مشابهة

  • قصَّة أوَّل قصيدة حُبٍّ..!
  • وزير بريطاني: التهديدات الروسية لن "تملي علينا قراراتنا"
  • الحريري: لا تجاملون أمام الحقيقة الهلال آخر بطل للدوري السعودي
  • هاري كين: علينا الفوز بجميع المباريات المتبقية بـ"التشامبيونز ليغ"
  • هاري كين: علينا الفوز في كل مبارياتنا المتبقية بدوري أبطال أوروبا
  • «فبركة إعلامية» تثير البلبلة: الحقيقة الكاملة حول حادث حفظة القرآن ببلبيس
  • فرصة قضائية جديدة لـ أحمد فتحى أمام المحكمة بعد حكم تغريمه 200 جنيه
  • شاعر الأهازيج الشعبية أحمد حسين هبة لـ ” الثورة “: نعيش في مرحلة ذهبية بالنسبة للشعر والشعراء والسيد القائد منحني هدية بإشارته إلى قصيدة “بورت “
  • مجلس الشيوخ حول رفع الحصانة عن النائب أحمد دياب: شجاعة لإظهار الحقيقة
  • تزامنا مع مليونية التضليل .. ناشطون يكشفون الحقيقة ” جبايات حوثية بدماء غزة