تونس (عدن الغد) خاص:

    يقدم الباحث مجيب الرحمن الوصابي قراءة لرحلة عبدالعزيز الثعالبي وكتابه " الرحلة اليمنية " وذلك في اليوم الثاني من مهرجان الأدباء الشبان في مدينة قليبية المقرر عقده نهاية شهرنا أغسطس 2023 ، ويختار " الخطاب المضمر في رحلة عبدالعزيز الثعالبي الى اليمن" عنوانا لمداخلته الجدير ذكره أن الشيخ عبدالعزيز الثعالبي كان قد زار اليمن في أغسطس عام 1924 ، وثّق رحلته بعدد من المراسلات التي جمعت في كتاب سماها " الرحلة اليمنية"

 

وعبد العزيز بن إبراهيم الثعالبي، مناضل وسياسي وزعيم ومصلح وخطيب و"رحالة" يعدّ في نظر الباحثين من رواد النهضة في العالم العربي ويصفّونه مع الإمام محمد عبده وجمال الدين الافغاني ومحمد رشيد رضا وعبدالرحمن الكواكبي والأمير شكيب أرسلان؛ ولد في مدينة تونس في عام 1874 ، وبها نشا وتثقف في كنف جده عبدالرحمن الثعالبي القاضي المجاهد الذي هاجر من الجزائر الى تونس ترفعا واعتزازا ان يخدم لدى الفرنسيين فورث أخلاقه العالية ومبادئه السامية ، وحفظ القرآن في حومة الأندلس ودرس النحو والعقائد والآداب ودخل مدرسة باب سويقة الابتدائية في تونس ، ثم التحق بجامع الزيتونة فقضى فيه سبع سنوات وتخرج عام 1896 حاملا شهادة التطويع، وأخذ يتردد على المدرسة الخلدونية  متبعا الدراسات العليا، وكانت وفاته في أكتوبر 1944 في تونس ودفن بها.

 

و یعد الثعالبي من أكبر زعماء الإصلاح والسياسة في تونس والعالم العربي والإسلامي فقد اجتمعت في شخصيته الخطابة والنقد و الاجتهاد ورغم تكوينه التقليدي كان منفتحا على الحداثة متصلا بأعلام الفكر في العالم العربي الإسلامي، فقد أتاح له رصیده الفكري ونضاله السياسي أن یتبوأ مكانة مرموقة في تونس والأقطار التي أقام بها.

 

جمع الشيخ الثعالبي بین التففه في الدین والإصلاح الاجتماعي والاقتصادي قبل أن یكون زعيما سياسا، فنجده یقدم حلولا في مجالات متعددة للخروج ّ من الأزمات والتصدي للطروحات الاستعماریة في تونس وفي أقطار العالم العربي والإسلامي ساهم تكوین الثعالبي الثقافي والفكري في غزارة إنتاجه العلمي المتنوع والذي شمل المجال الفكري والتاریخي والدیني وحتى الأدبي ، فترك لنا آثارا متنوعة وشاملة عالج من خلالها مواضیع دینیة كـ "روح التحرر في القرآن " ،وتاریخیة مثل كتاب "مقالات في التاریخ القدیم" ، وسیاسیة مثل كتاب "تونس الشهيدة ، هذا إضافة إلى بعض المؤلفات التي تم جمعها وتحقيقها من طرف باحثین؛ الجدير ذكره أن الوصابي يسعى مع بعض المؤسسات الأكاديمية في تونس واليمن إلى عقد ندوة دولية عن الثعالبي ورحلته إلى اليمن بمناسبة مرور مئة عام على الرحلة.

المصدر: عدن الغد

كلمات دلالية: فی تونس

إقرأ أيضاً:

10 رمضان عند الأدباء| أمين الخولي.. كيف يحارب شهر رمضان الطغيان ويهذب النفوس؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الأديب أمين الخولي في كتابه «من هدى القرآن في رمضان» أن شهر رمضان ليس مجرد موسم للخيرات والطاعات، بل هو فرصة ذهبية لإحداث تأثير عميق في حياة الأفراد والمجتمع. 

فنجاح رمضان، كما يرى الخولي، يعتمد على الوعي الصحيح والتخطيط الدقيق، بحيث تتضافر جهود الأفراد والهيئات الشعبية والرسمية، لتثمر نتائج حقيقية تعود بالنفع على الأمة الإسلامية.

رمضان.. مدرسة لضبط النفس وكبح الغرور

يصف الخولي رمضان بأنه "رياضة تنبيهية" تهدف إلى كبح جماح الطغيان، وإيقاظ الشعور الإنساني لدى الأفراد. فالصيام، في جوهره، يجعل الإنسان يدرك ضعفه واحتياجه، مما يمنعه من الاستكبار، ويجعله أكثر تواضعًا ورحمة بالآخرين. فالحرمان المؤقت من الطعام والشراب يكشف للفرد معنى الحاجة، ويجعل من رمضان موسمًا لكسر الفوارق الاجتماعية، حيث تتهذب النفوس، وتلين القلوب، وتتحول قسوة الحياة إلى رحمة وسخاء.

الجانب النفسي للصوم.. معركة داخلية ضد الشهوات

يشير الخولي إلى أن الأثر النفسي للصيام لا يمكن إنكاره، فهو يوقظ لدى الصائمين إحساسًا فريدًا بحاجتهم للطعام والشراب، ويجعلهم يقدّرون النعم التي اعتادوا عليها. ورغم النية المبيتة للصيام، إلا أن الإنسان قد ينسى في لحظات ويهمّ بتناول الطعام دون قصد، وهو دليل على أن الحرمان يولّد شعورًا أكثر وعيًا بالحاجة. ومن هنا، يأتي الصوم كأداة لتهذيب النفس، وكسر الشهوة، وتشجيع الإنسان على الامتناع عن الإسراف، مما يعزز التقوى ويقوي الإرادة.

الصيام.. محاكاة للصمدية والملائكة

ويتناول الخولي بُعدًا فلسفيًا للصيام، حيث يعتبره وسيلة للتشبه بأحد أخلاق الله، وهو الصمدية، أي الاستغناء عن الطعام والشراب. فكما أن الصمد هو الذي لا يجوع ولا يعطش، فإن الإنسان، خلال فترة الصيام، يحاول قدر الإمكان التشبه بهذا المعنى، كما يسعى لتقليد الملائكة بالكف عن الشهوات، ليقترب من حالة الصفاء الروحي، ويتغلب على النزعات المادية التي تسيطر عليه في باقي أيام السنة.

رمضان.. موسم الشكر والامتنان

يختم الخولي حديثه بالتأكيد على أن الصيام وسيلة لشكر النعمة، فحين يجوع الإنسان يدرك قيمة ما لديه، ويشعر بمعاناة الفقراء، مما يجعله أكثر عطاءً ورحمة. وهكذا، يتحول رمضان إلى مدرسة روحية وإنسانية متكاملة، تعيد تشكيل شخصية الفرد، وتُرسّخ قيم العدل والتواضع، ليخرج الإنسان منه أكثر تقوى ونقاء.

مقالات مشابهة

  • رمضان حول العالم.. رحلة إلى السودان حيث الكرم والتقاليد العريقة
  • رمضان حول العالم.. من العصيدة للحلومر رحلة في مطبخ رمضان السوداني
  • 10 رمضان عند الأدباء| أمين الخولي.. كيف يحارب شهر رمضان الطغيان ويهذب النفوس؟
  • ‏اليمن يكتب فصلًا جديدًا في التضامن العربي
  • «الشبان العالمية» تطلق المسابقة السنوية لحفظة القرآن الكريم بمطروح
  • قصة بائع مصري يجلب نكهة أسوان إلى موائد الإسكندرية برمضان
  • 9 رمضان عند الأدباء .. طه حسين يكشف أجواء الأزهر في رمضان
  • إليك أغرب أشكال الاحتجاج التي شهدها العالم على مر التاريخ (صور)
  • الراعي في عظة الأحد: آن الاوان ان يستعيد لبنان دوره في العالم العربي
  • في ذكراه.. يسري الجندي رحلة من العطاء والإبداع الفني