علي رغم من انتشار التكنولوجيا في كثير من الصناعات في وقتنا الحالي ولكن مازل عدد من الصحاب المهن محافظين علي صناعة أباهم التي توارثوها من الزمن بعيد و في محافظة الإسكندرية عروس البحر الابيض المتوسط التي تعد أقدم المحافظات من حيث التاريخ و أحتضنها الكثير من المهن التي اندثرت ولكن محتفظين بها حتي الآن و من أهم تلك المهن هي صناعة المفاتيح التي تعتبر من المهن الشاقة و ليست بمهنه بسيطة، فهي واحدة من أقدم وأهم المهن، التي تطورت عبر سنوات طويلة، بدءًا من الطرق اليدوية واستخدام المبارد ومطابقة أسنان المفاتيح بعضها البعض، حتى وصولها للشكل الآلي خلال الأيام الحالية، كل مهنة ولها شيوخها التي يتوارثها الأبناء عن أبائهم وأجدادهم.

و عند مرورك بمنطقة العطارين بوسط المدينة يلفت نظرك رجلا في السبعينيات من عمرة يدعي عم «عيد» بملامح بها تعب و الجهد يقف و امامه طاولة خشبية و عليها بعد الأدوات التي يستخدمها في صناعة و تصليح المفاتيح و طبل الابواب و ذيع صيت فهو علم من أعلام المنطقة، و من أقدم صانعي المفاتيح والأقفال بالإسكندرية.

يقول عم «عيد» أقدم صانعي المفاتيح بالإسكندرية لـ الاسبوع أنه يعمل في تلك المهنة منذ أن كان صغيرا يقرب من 60 عام و تورثها من والده الذي كان يعمل بها و كنت أتي ليه وانا صغير لأمارس المهنة و مراحل تصنيع المفاتيح و أصلحها لافتا أن صناعة المفاتيح مهنة من المهن التي تصارع الاندثار بسبب دخول التكنولوجيا في صناعة المفاتيح مشيرا أن في البداية كان المفتاح يتم عمله عن طريق المبرد، أو عمولة يدوي، أي عمل المفاتيح على المفاتيح مثل المفتاح البلدي ولكن أصبح هناك تطور في عمل المفاتيح" لافتا أن بعد ذلك قد ظهرت الكوالين اللطش بالمفاتيح العادية المتعارف عليها، وبعد ذلك ظهر المفتاح الكمبيوتر، وبعد ذلك المفتاح الليزر، كان يتم استخدام الصابون والصلصال لنسخ المفتاح، ولكن الآن من الصعب عمل المفتاح بهذا الشكل، بسبب التعرض للمسائلة القانوينة.

وأضاف «عم عيد» أن في بداية الأمر كانت المهنة بالنسبة لي هواية و مع مرور الوقت أصحب مهنه حتي أصبحت محترف فيها لافتا أنني استخدم المنشار، المبرد، المنقل، الشاكوش، صباع خشبي، المفكات المختلفة، الكماشة، كل هذه الأدوات نستخدمها لإخراج مفتاح صورة طبق الأصل من النسخة الاصلية موضحا أنه عاصر أن حقبة زمنية كان سعر عمل المفتاح الواحد يبلغ 3 صاغ ونصف، وأغلى مفتاح في هذا الوقت كان سعره شلن ولكن الآن سعر عمل الفتاح بدأ سعره من 5ج علي حسب نوع المفتاح و حجمه.

وأكد «عم عيد» أن صناعة المفاتيح في البداية كانت تعتمد على طريقة رسم سن المفتاح فكانت تتم طباعته على صابونة، أو عجينة و، ويعتمد صانع المفاتيح على نسخ المفتاح بالمبرد يدويا على نفس شاكلة هذا السن وبعدها نسخه على صلصال ثم تطور شكل المفتاح وأصبح فيه أسنان، وحتى وصلنا إلى مفاتيح الكمبيوتر، وفى كل مرحلة تتطور معه الماكينات وأدوات صناعة المفتاح، وهو ما سهل الأمر بشكل كبير حتى وصلنا لأحدث ماكينات وهى صناعة المفاتيح الكمبيوتر، حيث أنه يتم وضع المفتاح المراد نسخه ومفتاح خام دون سن، ويتم وضعهما داخل الماكينة ويتم التشغيل، حتى يتم الانتهاء منه ويسمى المفتاح الذنب المبطط أو مفتاح الكمبيوتر و استكمل «عم عيد» حديثه قائلا: «أنا بعرف الحرامي من نوعية المفتاح مثل مفاتيح «الخزن، والسيارات المغلقة، وكالون أبواب المنازل الرئيسية»، بجانب مطالبة صاحب المفتاح بصورة البطاقة الشخصية أو جواب من الشركة التي ينتمي إليها، وفي هذه اللحظة يتم اكتشاف الحرامي من نظراته أو ملامح وجهه أو اعتراضه على تقديم هذه الأوراق.

وعن استخدام ماكينات عمل المفاتيح قال عم «عيد» أن أشكالها و استخدمتها تختلف حيث أصبح هناك تطور أيضا في الماكينات التي يتم عمل المفاتيح من خلالها، فالماكينات الحديثة يمكن من خلالها عمل كافة أنواع المفاتيح الحديثة، أما عن تحقيق عنصر الأمان فيتحدد حسب جودة المكان الذى يتم عمل فيه المفاتيح، وحسب جودة الخامات المستخدمة من الشركة أو التاجر الذى تمت عملية الشراء منه لافتا أنه اشكال وانواع المفاتيح تختلف عن بعضها مثل مفاتيح الشيزا، وهى مفاتيح لها جانبين، لم يكن لها في الأساس استخدام، مثل المفاتيح البلدي الخاصة بالشقق القديمة، وأبواب الغرف القديمة، أيضا هناك أشكال للأقفال القديمة، والتي تطورت بعدها حتى أصبحت بالشكل المتعارف عليه الآن.

واختتم «عم عيد» حديثه للأسبوع قائلًا: صناعة المفاتيح ليست بالصناعة البسيطة، فهي واحدة من أقدم وأهم المهن، التي تطورت عبر سنوات طويلة، بدءًا من الطرق اليدوية واستخدام المبارد ومطابقة أسنان المفاتيح بعضها البعض، حتى وصولها للشكل الآلي خلال الأيام الحالية، كل مهنة ولها شيوخها التي يتوارثها الأبناء عن أباءهم وأجدادهم، لأنها تحتاج إلى خبرة قوية، والأهم هو الحس والأمانة.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الإسكندرية محافظ الإسكندرية محافظة الإسكندرية

إقرأ أيضاً:

بعد وفاتها.. من هي الفنانة منى أبو الفتوح؟

رحلت عن عالمنا الفنانة منى أبو الفتوح، مساء أمس الإثنين، بعد صراع مع المرض، وفقًا لما أعلنته لنقابة المهن التمثيلية.

وفاة منى أبو الفتوح

وقالت نقابة المهن التمثيلية، في بيان: «إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، تنعى نقابة المهن التمثيلية ببالغ الحزن والأسي وفاة الفنانة الكبيرة منى أبو الفتوح».

وأضافت: «تتقدم نقابة المهن التمثيلية برئاسة الدكتور أشرف زكي ومجلس الإدارة لأسرتها بخالص التعازي داعين المولي عز وجل ان يتغمد الراحل بواسع رحمته، وان يلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان. وانا لله وانا اليه راجعون».

سبب وفاة منى أبو الفتوح

وأوضحت نقابة المهن التمثيلية، سبب وفاة الفنانة منى أبو الفتوح، لافتة إلى أنها واجهت مرضًا طويل الأمد أثر على صحتها بشكل كبير في السنوات الأخيرة، ورافق ذلك ابتعادها عن الأضواء والحياة العامة.

منى أبو الفتوح

وبدأت الفنانة منى أبو الفتوح، مسيرتها الفنية خلال فترة الثمانينات، حيث شاركت في العديد من الأعمال الفنية منها «البنات عايزة ايه، امرأتان ورجل، مسلسل الفرح ومسلسل يوميات ونيس».

وكان آخر أعمالها الفنية مسلسل «موعد مع الوحوش» الذي عرض عام 2010، بطولة الفنان الراحل خالد صالح.

من هي منى أبو الفتوح؟

وشاركت منى أبو الفتوح في العديد من الأعمال السينمائية، منها: «الفرح، أنغام الغريب، دائمة الموت، الطعنة الأخيرة، الزمن الصعب، رحلة فرج وغريب، فتحية والمرسيدس، أمان يا دنيا، كباب ولكن، حظ من السماء، إمرأتان ورجل، لعبة الكبار، إمرأة متمردة، والمعتوة»، وغيرها.

كما شاركت في عدد من الأعمال الدرامية، منها: «نادي القلوب الجريحة، السفينة، حرب الدخان، المرأة في الإسلام، يوميات ونيس، وداعا ربيع العمل، البخيل وأنا» وغيرها.

اقرأ أيضاًذكرى وفاة سعاد نصر.. تفاصيل النهاية المأساوية لبطلة «يوميات ونيس» ووصيتها الأخيرة

محمد صبحي: شخصيات ونيس انتهت وأصبحنا نعيش وسط أجيال مُرعبة.. فيديو

محمد صبحي يكشف عن الصور الأولي من مسرحيته الجديدة «فارس يكشف المستور»

مقالات مشابهة

  • رجل يذبح شقيق زوجته أمام المارة
  • "المربع المفقود".. المفتاح السري لحياة مليئة بالرضا
  • الكفاءَةُ أولا.. معيار صناعة الأحداث المفصلية
  • إثيوبيا تحتفل بعيد الميلاد حسب التقويم الشرقي في واحدة من أقدم الكنائس بالعالم |شاهد
  • رغم ثرائهم.. أقدم 5 سيارات يمتلكها المشاهير
  • بعد وفاتها.. من هي الفنانة منى أبو الفتوح؟
  • ندوة لخريجي الأزهر بالمنيا بالتعاون مع “صانعي السلام” لمواجهة التطرف
  • حول العالم.. إعدام نحو 100 عنصر في الكونغو وأب يقتل ابنه بالأردن
  • بسبب انتشار فيروس HMPV.. سكان الصين أمام تحد جديد بعد كورونا «فيديو»
  • سكان الصين أمام تحد جديد بعد كورونا بسبب انتشار فيروس يصيب الكبار والأطفال