سلطة الطاقة: أعددنا خطة تدريبية شاملة لتأهيل طواقم قطاع الغاز الطبيعي
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
أعلنت سلطة الطاقة والموارد الطبيعية، اليوم الأحد، عن إعداد خطة تدريبية شاملة تهدف لتدريب وتأهيل الطواقم التي ستعمل في قطاع الغاز الطبيعي من سلطة الطاقة وشركة غاز فلسطين والمؤسسات الشريكة.
وقالت سلطة الطاقة في بيان لها، إنّه ضمن مشروع التوأمة المنفذ من قبل الاتحاد الأوروبي، تم تنفيذ العديد من الدورات التدريبية المتخصصة في مجال كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة ونقل خبرات الاتحاد الأوروبي في هذه المجالات، وتدريب كوادر الشركة الفلسطنية لنقل الكهرباء على وضع الخطط المستقبلية لتوسيع شبكات نقل وتوزيع الكهرباء.
وأضافت أنّه وبالتعاون مع المكتب التنظيمي السلوفاكي لصناعات الشبكات (URSO)، والمؤسسات الشريكة من ايطاليا واليونان، تمكن قطاع الطاقة من تحقيق الأهداف المرجوة من مشروع التوأمة المنفذ من قبل الاتحاد الأوروبي، من خلال رفع كفاءة المؤسسات العاملة في قطاع الطاقة في فلسطين، وتعزيز قدراتها في إطار رسم السياسات والهياكل والقوانين التنظيمية وإعداد الخطط الإدارية والمالية والفنية، عن طريق تبادل ونقل الخبرات من مؤسسات الاتحاد الأوروبي المنظمة لقطاع الطاقة في الدول الثلاث (سلوفاكيا وايطاليا واليونان) إلى المؤسسات الفلسطينية.
اقرأ أيضا:للمرة الأولى قطار تجاري روسي يصل إيران في طريقه للسعودية
اقرا أيضا: المرور تعلن حصيلة حوادث السير خلال 24 ساعة الماضية
وشكر رئيس سلطة الطاقة والموارد الطبيعية ظافر ملحم، الاتحاد الأوروبي على دوره الهام في دعم قطاع الطاقة في فلسطين، مضيفًا: "نسعى دوماً إلى تبني هذا النوع من المشاريع لما لها من دور كبير في تطوير وتلبية احتياجات قطاعنا الطاقي من خلال التعرف على تجارب الدول الأخرى وتبادل الخبرات مع شركائنا الدوليين".
وأشار إلى أنّه سيتم من خلال هذا المشروع إطلاق العديد من المشاريع والنشاطات المهمة مثل تطوير الموقع الإلكتروني الحالي لسلطة الطاقة ليكون عبارة عن منصة تفاعلية تحتوي على بيانات ومعلومات رقمية عن كل ما هو مرتبط بقطاع الطاقة، إضافة إلى تنظيم مؤتمر الطاقة الأول في فلسطين المنوي عقده في مدينة رام الله في شهر تشرين الأول/ أكتوبر المقبل.
بدوره، قال مدير المشروع مارثن هورفاث: "نشعر بالفخر بالفرصة التي اتيحت لنا من خلال الاتحاد الأوروبي لجلب أفضل الممارسات الأوروبية والدولية لتعزيز تطوير المؤسسات الفلسطينية وتمكينها في كافة الجوانب الفنية والإدارية، ونعمل حالياً على مراجعة وتقييم كافة النشاطات المنفذة بهذا الخصوص لتفادي أي قصور يمكن ان يمنعنا من تحقيق هدف مشروع التوأمة الرئيسي".
من جهته، أكّد مستشار مشروع "التوأمة" ميلان سيغان، أنّه "بفضل المشروع تمكنا من التعرف بشكل أقرب على احتياجات أصدقائنا الفلسطينيين، وبالتالي العمل معاً كفريق واحد لتذليل كافة العقبات التي تعيق تطوير قطاع الطاقة الفلسطيني".
المصدر : وكالة سوا- وفاالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی سلطة الطاقة قطاع الطاقة الطاقة فی من خلال
إقرأ أيضاً:
أين تقف تركيا في معادلة الدفاع الأوروبي؟
إسطنبول- بينما يتحرك الاتحاد الأوروبي لإعادة رسم خريطته الدفاعية بعيدا عن المظلة الأميركية، تبرز تركيا في قلب نقاشات بروكسل كلاعب محتمل في معادلة الأمن الأوروبي الجديدة.
ففي 19 مارس/آذار الماضي، كشفت المفوضية الأوروبية عن "الكتاب الأبيض للدفاع – جاهزية 2030″، واضعة خطة طموحة لتعزيز الإنفاق العسكري والإنتاج الدفاعي عبر الدول الأعضاء، مدعومة بحزمة تمويلية قدرها 150 مليار يورو ضمن برنامج "العمل الأمني من أجل أوروبا".
وتسعى الإستراتيجية الأوروبية الجديدة إلى تقليص الاعتماد على الولايات المتحدة، في ظل التغيرات التي طرأت على السياسات الأميركية، وتزايد التهديدات الأمنية في أعقاب حرب أوكرانيا.
في السياق، تزداد التساؤلات حول موقع تركيا، الحليف الإستراتيجي في حلف شمال الأطلسي والدولة المرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي، وإمكانية انخراطها في مشاريع الدفاع الأوروبية رغم التعقيدات السياسية القائمة.
هامش محدودوحسب تقرير المفوضية الأوروبية، فإن تركيا مستبعدة من المنظومة الدفاعية الجديدة الممولة عبر برنامج "العمل الأمني من أجل أوروبا"، إذ أشار "الكتاب الأبيض للدفاع – جاهزية 2030" إلى أنقرة بوصفها "شريكا طويل الأمد" في سياسات الأمن والخارجية الأوروبية، دون أن يمنحها موقعا داخل آلية التمويل الدفاعي المشترك.
إعلانوسعيا في تعزيز التنسيق مع الحلفاء، أنشأ الاتحاد الأوروبي منصة "الدول ذات التفكير المماثل" لتبادل الأفكار والخطط الدفاعية، وانضمت تركيا إلى المنصة، مستندة إلى إنجازاتها المتسارعة في قطاع الصناعات الدفاعية.
بَيد أن إشراك تركيا بشكل أوسع يبقى مشروطا بمعالجة الملفات السياسية العالقة، وعلى رأسها قضية قبرص وتحقيق الاستقرار في شرق المتوسط. ووفق قواعد الاتحاد، فإن أي اتفاق شراكة دفاعية مع أنقرة يتطلب إجماع الدول الأعضاء الـ27، ما يمنح دولا مثل اليونان وقبرص القدرة على عرقلته، ما لم تتحقق الشروط السياسية اللازمة.
ورغم هذه القيود، أبقى الاتحاد هامشا محدودا للتعاون الفني، حيث تتيح المادة 17 من مقترح برنامج "العمل الأمني من أجل أوروبا" للدول المرشحة، مثل تركيا، المشاركة في مشاريع الدفاع المشتركة بنسبة لا تتجاوز 35% من مكونات المشروع، دون الحق في الحصول على تمويل مباشر من الصندوق الأوروبي.
وإذا رغبت تركيا أو شركاتها الدفاعية بتوسيع مساهمتها أو الاستفادة من التمويل، فسيتطلّب الأمر توقيع اتفاق شراكة دفاعية كاملة، كما هو معمول به مع دول كاليابان والنرويج وكوريا الجنوبية.
وفي هذا الإطار، أوضحت المفوضية الأوروبية أن الشركات الدفاعية العاملة ضمن أراضي الاتحاد، حتى لو كانت مملوكة لأطراف أجنبية، يمكنها المشاركة في المشاريع المشتركة بشرط استيفاء معايير الأمن الأوروبي، وهو ما يعني عمليا ضرورة إنشاء فروع "محوطة" للشركات التركية داخل أوروبا لضمان إدماجها بمرونة في برامج التسلح الأوروبية القادمة.
إصرار أنقرةمن جانبها، حسمت الرسائل الرسمية لأنقرة الموقف ورفضت استبعادها من منظومة الدفاع الأوروبية الجديدة، فقد أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، خلال مؤتمر صحفي عقده في أنقرة أواخر فبراير/شباط الماضي، أن تركيا يجب ألا تُستبعد من أي هيكل أمني أوروبي قيد التشكل، مشددا على أن تجاهل القدرات العسكرية التركية يجعل أي منظومة دفاعية أوروبية غير واقعية.
إعلانوأضاف فيدان أن موقع تركيا الإستراتيجي، إضافة إلى امتلاكها أحد أكبر الجيوش داخل (الناتو)، يجعلان من مشاركتها عنصرا -لا غنى عنه- في أي ترتيبات أمنية جديدة تسعى القارة الأوروبية إلى بنائها.
ولم يقتصر الموقف التركي على التصريحات الدبلوماسية، بل تزامن مع استعراض مكاسب ملموسة حققتها الصناعات الدفاعية التركية في السنوات الأخيرة.
وبرزت أنقرة كلاعب رئيسي في مجالات تطوير المسيّرات الهجومية والطائرات بدون طيار والصواريخ المتقدمة، مما أكسب الصناعات الدفاعية التركية مكانة مرموقة على الصعيد الدولي.
وترى الباحثة المتخصصة في السياسة الخارجية زينب جيزام أوزبينار، أن الاتحاد الأوروبي بات أكثر إصرارا في السنوات الأخيرة على بناء هيكل دفاعي مستقل، وتجلَّى ذلك بإطلاق إستراتيجية الصناعات الدفاعية الأوروبية، ومبادرة العمل الأمني من أجل أوروبا.
وتعتبر أوزبينار في حديثها للجزيرة نت، أن تركيا تمثل عنصرا لا غنى عنه في معادلة الأمن الأوروبي، مستندة إلى امتلاكها ثاني أكبر جيش في الناتو، وموقعها الجيوسياسي الحساس عند تقاطعات البحر الأسود والشرق الأوسط والبلقان.
لكنها ترى أن الخلافات السياسية حول قضايا مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون تضع عراقيل أمام اندماج تركيا الكامل في مشاريع الدفاع الأوروبية.
وحول السيناريوهات المحتملة لانخراط تركيا في برنامج العمل الأمني الأوروبي، تستعرض أوزبينار 3 مسارات رئيسية:
السيناريو الأول والأكثر إيجابية، يتمثل بتوقيع اتفاقية شراكة أمنية ودفاعية رسمية بين تركيا والاتحاد الأوروبي، تتيح لأنقرة الانخراط المؤسسي الكامل في مشاريع البرنامج، بما في ذلك إنتاج وتوريد المعدات بنسبة تصل إلى 35%.وتشير إلى أن هذا الخيار من شأنه فتح صفحة جديدة من الثقة بين أنقرة وبروكسل ويحقق مكاسب إستراتيجية للطرفين. السيناريو الثاني، يكون بمشاركة تركيا بشكل غير مباشر عبر تأسيس شركات تابعة في أوروبا أو شراكات مع كيانات أوروبية قائمة، دون توقيع اتفاقية رسمية.
غير أن هذا النموذج -حسب أوزبينار- يمنح تركيا دورا محدودا ويضعف من مكاسبها الإستراتيجية مقارنة بالشراكة المؤسسية الكاملة. أما السيناريو الثالث، فتعتبره الباحثة أوزبينار الأكثر سلبية، ويتمثل في نجاح اليونان و"قبرص الرومية" في عرقلة انخراط تركيا، ما قد يؤدي إلى استبعاد أنقرة من مشاريع الدفاع الأوروبية.
وترى أن مثل هذا السيناريو سيمثل خسارة كبيرة لمنظومة الدفاع الأوروبية، وإن كانت تركيا قادرة في هذه الحالة على مواصلة ارتباطها بأمن القارة عبر قناة الناتو.
من جهته، يرى المحلل السياسي أحمد أوزغور، أن إصرار الاتحاد الأوروبي على استبعاد تركيا من مشاريعه الدفاعية لا يعكس فقط "مخاطرة تكتيكية"، بل يحمل في طياته تناقضا بنيويا يهدد مشروع الاستقلال الإستراتيجي الأوروبي ذاته.
إعلانويقول أوزغور للجزيرة نت، إن الحديث عن بناء منظومة دفاع أوروبي مكتفية ذاتيا دون إشراك قوة إقليمية بحجم تركيا، وفي ظل تآكل الالتزام الأميركي التقليدي بأمن القارة، يكشف فجوة عميقة بين الطموحات المعلنة والموارد الفعلية المتاحة للاتحاد.
ويعتبر أن قدرة تركيا على المناورة، سواء عبر تعزيز تحالفاتها الثنائية مع دول أوروبية منفردة أو من خلال توثيق تعاونها مع حلف الناتو، تضع بروكسل أمام معادلة معقدة؛ فاستبعاد أنقرة قد يمنح انسجاما سياسيا لحظيا داخليا، لكنه قد يؤدي على المدى الطويل إلى "شلل إستراتيجي" عندما تجد أوروبا نفسها أمام تحديات أمنية لا تستطيع مواجهتها وحدها.