مكالمات من مديرك.. أحدث موجة من عمليات نصب الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
يبحث اللصوص والمحتالون عبر الإنترنت باستمرار عن طرق جديدة لخداع الأشخاص، ومن أحدث تلك الخدع انتحال شخصيات آخرين عن طريق محاكاة أصواتهم بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي، ومن ثم النصب على الضحايا من خلال إيهامهم بأن المتحدث هو قريبهم أو مديرهم أو أحد معارفهم، وفقا لما ذكرت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية.
وفي عام 2019، قام الرئيس التنفيذي لشركة بريطانية لتوفير الطاقة، بتحويل 220 ألف يورو (249 ألف دولار) إلى محتال، بعد أن تلقى مكالمة هاتفية بدت وكأنها صادرة عن رئيس الشركة الألمانية الأم للوحدة، يطلب منه تحويل أموال إلى مورد مجري.
وقد تم إنشاء الصوت باستخدام الذكاء الاصطناعي، كما يقول روديجر كيرش، خبير الاحتيال في شركة التأمين "يولر هيرميس"، التي رفضت تحديد هوية العميل لكنها دفعت التعويض المطلوب.
ويخشى بعض خبراء الأمن السيبراني منذ فترة طويلة مما قد يتمكن المتسلل (الهاكر) من فعله باستخدام الذكاء الاصطناعي، إذ يمكن لأحدهم على سبيل المثال أن يتنكر على هيئة مدير شركة صوتا وصورة، ليطلب من أحد الموظفين عبر مكالمة بتطبيق زووم أو غيره، كلمات سر معينة.
وفي 17 أغسطس الماضي، عمد باحثون في شركة"Mandiant" للأمن السيبراني، والمملوكة لشركة "غوغل" الأميركية، بتوثيق الحالات الأولى المعروفة لبرنامج يعتمد على تقنية" التزييف العميق" Deep FakeK والذي جرى تطويره وبيعه بغية استخدامه في عمليات التصيد الاحتيالي.
وتفاخرت الإعلانات على منتديات القراصنة وقنوات تلغرام باللغتين الإنكليزية والروسية، بقدرة برنامج على محاكاة شكل الشخص، لجعل محاولة الابتزاز أو الاحتيال تبدو أكثر إتقانا، عارضين أسعار صناعة فيديوهات بأقل من 20 دولار للدقيقة، أو 250 دولارًا للفيديو الكامل، أو 200 لجلسة تدريبية.
من جانبه، أوضح رئيس شركة "CyberArk Software Ltd" لأمن المعلومات، أودي موكادي، أنه اكتشف مؤخرًا مدى قوة هذه الأنواع من الاحتيالات.
ففي رسالة فيديو عبر تطبيق "مايكروسوفت" بتاريخ 20 يوليو، وجد مكادي نفسه يحدق في صورة مزيفة لنفسه. ويقول: "لقد صدمت.. لقد كنت جالسًا مرتديًا سترة ذات قلنسوة ومكتبي في الخلفية".
وكان قد جرى إنشاء هذه الحيلة من قبل أحد موظفي مكادي، حيث استخدم مدير أبحاث الثغرات الأمنية في الشركة، جال زرور، أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية المجانية لإعادة إنشاء صورة رئيس شركة "CyberArk ".
وكان هدف زرور الأولي هو رؤية ما هو بالإمكان فعله من خلال تلك التقنية، قبل أن يرسل بيانات تحذير إلى رؤسائه.
وكانت المحطة الأولى لزرور في مشروعه عبارة عن المشاركة في منتدى عبر الإنترنت يحظى بشعبية لدى المصورين المختصين بتوليد صور ومقاطع إباحية بواسطة تقنية "التزييف العميق".
وهناك قام بجمع النصائح بشأن استخدام أدوات تلك التقنية، حيث تعلم ضرورة أن يكون جهاز كمبيوتر المستخدم في تلك التقنية مزودا بمعالجات رسومات قوية، مثل تلك التي تصنعها شركة "نيفادا كروب" Nvidia Corp.
كما كان بحاجة إلى الكثير من البيانات لاستخدام أدوات التزييف العميق، والتي وجدها في شكل مكالمات مسجلة وعروض فيديو وصور لرئيس شركته.
ووجد زرور، أنه إذا استخدم كلمات فيها أحرف صوتية ذات نبرة طويلة، فإن ذلك يبدو غريبًا بعض الشيء. ومع ذلك، لم يعتقد "أن الأمر يمثل مشكلة كبيرة".
وأوضح: "بما أننا اعتدنا جميعًا على جودة الصوت والفيديو الرديئة في المكالمات الافتراضية، فلا يزال هذا جيدًا بما يكفي لتنفيذ هجوم خطير عبر الهندسة الاجتماعية".
وتعرف "الهندسة الاجتماعية"، بأنها تلك الأنظمة التي تنطوي على خداع شخص ما للكشف عن معلومات، أو التمكن من الوصول إلى شبكات البيانات.
وقال زرور إن المشروع استغرق عدة أيام حتى اكتمل، ومن المحتمل أن يتمكن أي شخص ليست لديه خبرات تقنية كبيرة ويملك إمكانية الوصول إلى بعض القدرات الحاسوبية الجيدة، من إنجاز ذلك في غضون أسابيع.
وبتاريخ 11 أغسطس، قدم زرور نتاج عمله في مؤتمر "Def Con hacker"، بمدينة لاس فيغاس الأميركية، والذي يعد من أهم المؤتمرات التي تناقش قضايا القرصنة الحاسوبية.
وقد صفق الجمهور بحرارة عندما تمكن زرور ، من تحويل نفسه إلى شخصية منظم المؤتمر، الهاكر الشهير جيف موس، على الهواء مباشرة، وبث ذلك على شاشة عملاقة.
ولم يحاول زرور أبدًا خداع زملائه في العمل باستخدام تقنية التزييف العميق، في حين يعتقد مكادي أن جميع الموظفين في شركته، البالغ عددهم 2800 شخص، بارعون في التكنولوجيا ولديهم ما يكفي من قدرات لاكتشاف المنتجات المزيفة.
وأضاف مكادي: "لو كنا بحجم شركة IBM أو Walmart أو من ضمن أكبر 500 شركة بالولايات المتحدة في قائمة مجلة فورتشن، لكان هناك سبب مشروع للقلق".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی التزییف العمیق
إقرأ أيضاً:
بيل غيتس يكشف عن 3 مهن آمنة في عصر الذكاء الاصطناعي
يشهد العالم اليوم تسارعًا غير مسبوق في تقدم الذكاء الاصطناعي، مما يفتح أمام الصناعات فرصًا جديدة بينما يثير في الوقت نفسه مخاوف بشأن تأثيره على سوق العمل.
العديد من الناس يعبرون عن قلقهم من أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى استبدال العديد من الوظائف، مما سيسبب تحولات كبيرة في هيكل سوق العمل العالمي.
وفقاً لموقع "THE TIMES OF INDIA"، أعرب بيل غيتس، الملياردير ورائد الأعمال التكنولوجي، عن رأيه في هذا الجدل المتزايد، محذرًا من أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى جعل العديد من الوظائف قديمة خلال السنوات المقبلة.
ومع ذلك، أشار غيتس إلى ثلاث مهن تبقى، حتى الآن، محصنة نسبيًا من الأتمتة التي يدفعها الذكاء الاصطناعي. هذه المجالات، وهي البرمجة، إدارة الطاقة، وعلم الأحياء، تتطلب مهارات إنسانية فريدة مثل القدرة على حل المشكلات، الإبداع، والقدرة على التكيف، وهي مهارات لا يستطيع الذكاء الاصطناعي تقليدها بشكل كامل.
ثلاث وظائف لا يمكن للذكاء الاصطناعي استبدالها وفقًا لبيل غيتس:
المبرمجون: مهندسو الذكاء الاصطناعي
يرى بيل غيتس أن مهنة البرمجة تعد من المهن التي لا تزال في مأمن نسبيًا من التهديدات التي يشكلها الذكاء الاصطناعي. ورغم أن الذكاء الاصطناعي قادر على المساعدة في بعض المهام البسيطة مثل كتابة الأكواد أو تصحيح الأخطاء، إلا أن تطوير البرمجيات يتطلب مهارات معقدة في حل المشكلات، بالإضافة إلى الإبداع وفهم عميق لاحتياجات البشر.
اقرأ أيضاً.. "آخر اختبار للبشرية".. التحدي الأخير أمام الذكاء الاصطناعي لاجتياز قدرات البشر
أخبار ذات صلة
المبرمجون هم من يبتكرون ويصممون الأنظمة التي يعتمد عليها الذكاء الاصطناعي نفسه، وهي مهمة تتطلب أكثر من مجرد قدرات تقنية، بل تتطلب أيضًا فهماً دقيقًا للبيئات المعقدة التي يصعب على الآلات التعامل معها بمفردها.
إدارة الطاقة: قيادة مستقبل الاستدامة
المجال الآخر الذي ذكره غيتس هو إدارة الطاقة. مع التحولات العالمية نحو الطاقة المستدامة، تظل الحاجة إلى الإشراف البشري أمرًا بالغ الأهمية.
يستطيع الذكاء الاصطناعي تحسين استهلاك الطاقة، التنبؤ بالطلب، وإدارة الموارد، لكنه لا يستطيع تفسير البيانات المعقدة واتخاذ القرارات الأخلاقية حول استدامة الطاقة.
إضافة إلى ذلك، يلعب الخبراء البشريون دورًا أساسيًا في التعامل مع السياسات التنظيمية والبيئة القانونية المتعلقة بالطاقة، وهي جوانب تتطلب مهارات تفاوض واتخاذ قرارات بشرية لا يمكن للذكاء الاصطناعي محاكاتها.
علم الأحياء: التحديات الإنسانية في الأنظمة البيولوجية
أخيرًا، يسلط غيتس الضوء على مجال علم الأحياء، الذي لا يزال يتطلب المهارات الإنسانية بشكل كبير. رغم أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساهم في تحليل البيانات البيولوجية الضخمة، محاكاة العمليات البيولوجية، واقتراح العلاجات الطبية، إلا أن إدارة وتعقيد الكائنات الحية، سواء في علم الوراثة أو الطب أو البيئة، يحتاج إلى حدس بشري وفهم دقيق للمواقف التي تتسم بالتحولات المستمرة.
بالإضافة إلى ذلك، يتطلب التعامل مع القضايا الصحية والبيئية اتخاذ قرارات معقدة لا يستطيع الذكاء الاصطناعي اتخاذها بمفرده.
اقرأ أيضاً.. عصر جديد يبدأ.. "كيرال" أول نموذج للذكاء الاصطناعي يقرأ العقل
يؤكد غيتس أن الذكاء الاصطناعي سيغير بلا شك ملامح سوق العمل في المستقبل، لكنه يشير إلى أن هناك مجالات وظيفية تظل بحاجة إلى المهارات البشرية الأساسية مثل الإبداع، التفكير النقدي، والقدرة على التكيف.
حتى في المجالات التي يتطور فيها الذكاء الاصطناعي بسرعة، ستظل الحاجة إلى التدخل والإشراف البشري أمرًا حيويًا في المستقبل القريب.
إسلام العبادي(أبوظبي)