يبحث اللصوص والمحتالون عبر الإنترنت باستمرار عن طرق جديدة لخداع الأشخاص، ومن أحدث تلك الخدع انتحال شخصيات آخرين عن طريق محاكاة أصواتهم بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعي، ومن ثم النصب على الضحايا من خلال إيهامهم بأن المتحدث هو قريبهم أو مديرهم أو أحد معارفهم، وفقا لما ذكرت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية.

وفي عام 2019، قام الرئيس التنفيذي لشركة بريطانية لتوفير الطاقة، بتحويل 220 ألف يورو (249 ألف دولار) إلى محتال، بعد أن تلقى مكالمة هاتفية بدت وكأنها صادرة عن رئيس الشركة الألمانية الأم للوحدة، يطلب منه تحويل أموال إلى مورد مجري.

وقد تم إنشاء الصوت باستخدام الذكاء الاصطناعي، كما يقول روديجر كيرش، خبير الاحتيال في شركة التأمين "يولر هيرميس"، التي رفضت تحديد هوية العميل لكنها دفعت التعويض المطلوب. 

ويخشى بعض خبراء الأمن السيبراني منذ فترة طويلة مما قد يتمكن المتسلل (الهاكر) من فعله باستخدام الذكاء الاصطناعي، إذ يمكن لأحدهم على سبيل المثال أن يتنكر  على هيئة مدير شركة صوتا وصورة، ليطلب من أحد الموظفين عبر مكالمة بتطبيق زووم أو غيره، كلمات سر معينة.

وفي 17 أغسطس الماضي، عمد باحثون في شركة"Mandiant" للأمن السيبراني، والمملوكة لشركة "غوغل" الأميركية، بتوثيق الحالات الأولى المعروفة لبرنامج يعتمد على تقنية" التزييف العميق" Deep FakeK والذي جرى تطويره وبيعه بغية استخدامه في عمليات التصيد الاحتيالي.

وتفاخرت الإعلانات على منتديات القراصنة وقنوات تلغرام باللغتين الإنكليزية والروسية، بقدرة برنامج على محاكاة شكل الشخص، لجعل محاولة الابتزاز أو الاحتيال تبدو أكثر إتقانا، عارضين أسعار صناعة فيديوهات بأقل من 20 دولار للدقيقة، أو 250 دولارًا للفيديو الكامل، أو 200 لجلسة تدريبية.

من جانبه، أوضح رئيس شركة "CyberArk Software Ltd" لأمن المعلومات، أودي موكادي، أنه اكتشف مؤخرًا مدى قوة هذه الأنواع من الاحتيالات.

ففي رسالة فيديو عبر تطبيق "مايكروسوفت" بتاريخ 20 يوليو، وجد مكادي نفسه يحدق في صورة مزيفة لنفسه. ويقول: "لقد صدمت.. لقد كنت جالسًا مرتديًا سترة ذات قلنسوة ومكتبي في الخلفية".

وكان قد جرى إنشاء هذه الحيلة من قبل أحد موظفي مكادي، حيث استخدم مدير أبحاث الثغرات الأمنية في الشركة، جال زرور، أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية المجانية لإعادة إنشاء صورة رئيس شركة "CyberArk ".

وكان هدف زرور الأولي هو رؤية ما هو بالإمكان فعله من خلال تلك التقنية، قبل أن يرسل بيانات تحذير إلى رؤسائه.

وكانت المحطة الأولى لزرور في مشروعه عبارة عن المشاركة في منتدى عبر الإنترنت يحظى بشعبية لدى المصورين المختصين بتوليد صور ومقاطع إباحية بواسطة تقنية "التزييف العميق".

وهناك قام بجمع النصائح بشأن استخدام أدوات تلك التقنية، حيث تعلم ضرورة أن يكون جهاز كمبيوتر المستخدم في تلك التقنية مزودا بمعالجات رسومات قوية، مثل تلك التي تصنعها شركة "نيفادا كروب" Nvidia Corp.

كما كان بحاجة إلى الكثير من البيانات لاستخدام أدوات التزييف العميق، والتي وجدها في شكل مكالمات مسجلة وعروض فيديو وصور لرئيس شركته.

ووجد زرور، أنه إذا استخدم كلمات فيها أحرف صوتية ذات نبرة طويلة، فإن ذلك يبدو غريبًا بعض الشيء. ومع ذلك، لم يعتقد "أن الأمر يمثل مشكلة كبيرة".

وأوضح: "بما أننا اعتدنا جميعًا على جودة الصوت والفيديو الرديئة في المكالمات الافتراضية، فلا يزال هذا جيدًا بما يكفي لتنفيذ هجوم خطير عبر الهندسة الاجتماعية".

وتعرف  "الهندسة الاجتماعية"، بأنها تلك الأنظمة التي تنطوي على خداع شخص ما للكشف عن معلومات، أو التمكن من الوصول إلى شبكات البيانات.

وقال زرور إن المشروع استغرق عدة أيام حتى اكتمل، ومن المحتمل أن يتمكن أي شخص ليست لديه خبرات تقنية كبيرة ويملك إمكانية الوصول إلى بعض القدرات الحاسوبية الجيدة، من إنجاز ذلك في غضون أسابيع.

وبتاريخ 11 أغسطس، قدم زرور نتاج عمله في مؤتمر "Def Con hacker"، بمدينة  لاس فيغاس الأميركية، والذي يعد من أهم المؤتمرات التي تناقش قضايا القرصنة الحاسوبية.

وقد صفق الجمهور بحرارة عندما تمكن زرور ، من تحويل نفسه إلى شخصية منظم المؤتمر، الهاكر الشهير جيف موس، على الهواء مباشرة، وبث ذلك على شاشة عملاقة.

ولم يحاول زرور أبدًا خداع زملائه في العمل باستخدام تقنية التزييف العميق، في حين يعتقد مكادي أن جميع الموظفين في شركته، البالغ عددهم  2800 شخص، بارعون في التكنولوجيا ولديهم ما يكفي من قدرات لاكتشاف المنتجات المزيفة.

وأضاف مكادي: "لو كنا بحجم شركة IBM أو Walmart أو من ضمن أكبر  500 شركة بالولايات المتحدة في قائمة مجلة فورتشن، لكان هناك سبب مشروع للقلق".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی التزییف العمیق

إقرأ أيضاً:

طالبات يبتكرن تطبيق الكتروني لمساعدة الصم عبر الذكاء الاصطناعي

نجحت مجموعة من طالبات جامعة جدة في ابتكار Audio Aid، وهو تطبيق يعتمد على الذكاء الاصطناعي لمساعدة الأشخاص الصم في التعرف على الأصوات المهمة في بيئتهم المحيطة، مما يسهم في تعزيز سلامتهم وقدرتهم على التفاعل مع المجتمع دون الحاجة إلى الاعتماد على الآخرين، وذلك في إطار السعي لتطوير حلول تقنية مبتكرة تعزز من استقلالية الأفراد ذوي الإعاقة السمعية.
حول هذا الابتكار، أوضحت قائدة الفريق أسيل أحمد المحمادي، أن فكرة التطبيق استُلهمت من واقعة حقيقية لسيدة صماء تعرضت لحادث خطير نتيجة عدم قدرتها على سماع جرس إنذار الحريق، مما أدى إلى تأخر استجابتها للخطر. أسيل المحمادي
أخبار متعلقة صفر مئوية.. محافظة طريف تسجل أدنى درجة حرارة بالمملكة"الشورى" يدعو جامعة الإمام عبدالرحمن لتطوير شراكاتها الاستراتيجيةوأضافت أن هذا الحدث أظهر الحاجة الملحة إلى وسيلة تقنية تساعد الصم في التعرف على الأصوات من حولهم بشكل فوري وفعال.تحليل الأصوات
أشارت المحمادي إلى أن تطبيق Audio Aid يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة لالتقاط وتحليل الأصوات المهمة، مثل أجراس الإنذار، بكاء الأطفال، أصوات التنبيه وغيرها.
وتابعت "يقوم التطبيق بإرسال إشعارات مباشرة إلى الهواتف الذكية أو الساعات الذكية الخاصة بالمستخدمين، لتنبيههم إلى الأحداث التي تجري حولهم والتي قد تشكل خطراً عليهم أو تتطلب استجابتهم".
كما يتضمن التطبيق ميزة تحويل الكلام المسموع إلى نص مكتوب بشكل فوري، مما يسهل عملية التواصل بين الصم وأفراد المجتمع في مختلف المواقف اليومية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } طالبات يبتكرن تطبيق الكتروني لمساعدة الصم عبر الذكاء الاصطناعيمرحلة التطوير
أكدت المحمادي أن المشروع لا يزال في مرحلة التطوير، إلا أن الفريق يطمح إلى تحويله إلى منتج قابل للاستخدام الفعلي في المستقبل القريب، في ظل التوجه المتزايد نحو توظيف التقنيات الحديثة في دعم وتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأشارت إلى أن Audio Aid يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز الشمولية والدمج التقني للأشخاص الصم، مؤكدة على أن التكنولوجيا يمكن أن تكون وسيلة فعالة لتحقيق المزيد من الاستقلالية والمساواة في المجتمع.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } طالبات يبتكرن تطبيق الكتروني لمساعدة الصم عبر الذكاء الاصطناعيتشجيع العقول
شارك الفريق بهذا الابتكار في مسابقة أذكى يو التي تنظمها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (SDAIA) بالتعاون مع مايكروسوفت، وهي مسابقة تهدف إلى تشجيع العقول الشابة على تطوير حلول قائمة على الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المجتمعية.
واستطاع المشروع أن يحقق إنجازاً بارزاً بحصوله على المركز الثاني من بين ثمانين مشروعاً مشاركاً، مما يعكس أهميته وتأثيره المحتمل في تحسين جودة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } طالبات يبتكرن تطبيق الكتروني لمساعدة الصم عبر الذكاء الاصطناعيفريق العمل
تكون الفريق من الطالبات أسيل أحمد المحمادي، هديل عبدالهادي سردار، البتول شفيق العطاس وميس محمد مازن بإشراف الدكتورة إلهام الغامدي.
يعد تطبيق Audio Aid مثالاً حقيقياً على كيفية تسخير التقنيات الحديثة في تحسين جودة الحياة وتمكين الأفراد من ذوي الإعاقة السمعية من التفاعل مع محيطهم بأمان واستقلالية، مما يجسد التقاء الابتكار بالمسؤولية الاجتماعية لتحقيق مستقبل أكثر شمولاً للجميع.

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي يُبكي هنا الزاهد على الهواء
  • أوبن إيه آي تغير تكتيكها في تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي
  • الاحتلال استخدم الذكاء الاصطناعي بالقتل في غزة ولبنان
  • الاحتلال استخدم الذكاء الاصطناعي لقتل المدنيين في غزة ولبنان
  • نظرة عن سلبيات وإيجابيات الذكاء الاصطناعي
  • جروك 3.. أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي من xAI
  • Grok 3.. مستقبل الذكاء الاصطناعي بين الاستدلال والبحث العميق
  • الذكاء الاصطناعي يطيح بالجراحين.. أكثر دقة في كتابة الوثيقة الأهم بالعملية
  • طالبات يبتكرن تطبيق الكتروني لمساعدة الصم عبر الذكاء الاصطناعي
  • لمخاوف أمنية.. سول تعلق الذكاء الاصطناعي الصيني