شعبية بريغوجين تضع بوتين في مأزق أمام غضب فاغنر والروس
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
لا يزال زعيم فاغنر الراحل يفغيني بريغوجين، يحظى بشعبية كبيرة رغم وفاته في حادث تحطم طائرة، حيث أقام الروس نصباً تذكارياً مؤقتاً فيما يقرب من 20 مدينة في جميع أنحاء روسيا وأوكرانيا المحتلة، في الأيام الأخيرة.
النخبة الروسية مقتنعة بأن وفاة بريغوجين كانت عملية اغتيال أمر بها بوتين
وتمثل شعبية بريغوجين المستمرة تحدياً جديداً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وسط الانقسامات داخل النخبة وفي الداخل العسكري فيما يتعلق بسير الحرب.
"The memorials showed Prigozhin’s support in hardline circles, & highlighted the Kremlin’s delicate task of managing potential anger among his supporters, with many convinced Prigozhin’s presumed death was ordered by the Kremlin." @RobynDixon__ https://t.co/rwE8MxjEDx
— Catherine Belton (@CatherineBelton) August 27, 2023 تحدي الغضبوذكرت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير لها، أن النصب التذكارية رغم أنها لا تمثل تدفقاً وطنياً للصدمة والحزن، فإنها أظهرت دعماً لبريغوجين في جميع أنحاء روسيا في الدوائر المتشددة والمؤيدة للحرب، مسلطة الضوء على مهمة الكرملين الدقيقة المتمثلة في إدارة الغضب المحتمل بين مؤيديه.
وأوضحت الصحيفة أن مهمة الكرملين تكمن في إقناع الكثيرين من النخبة الروسية بوفاة بريغوجين المفترضة، في وقت يدعي البعض منهم بأنها كانت عملية اغتيال بأمر من الكرملين. ونفى المتحدث باسم بوتين، ديمتري بيسكوف، بشدة التكهنات حول تورط الكرملين ووصفها بأنها "محض أكاذيب".
وقال المحلل الروسي والصحافي المستقل ديمتري كوليزيف، الذي غادر روسيا بعد غزو أوكرانيا إن: "التحدي الذي يواجه الكرملين هو إدارة غضب أنصار بريغوجين وفاغنر، بما في ذلك ضباط الجيش الصغار والمتوسطين"، وأضاف أن "بريغوجين، على الرغم من إعلان الولاء لبوتين، عرّض نظامه للخطر، وأظهر ضعفه الذي نال بسببه العقوبة الحتمية. أعتقد أن النخب فهمت هذه الإشارة جيداً".
ولاء مستمروأوضح كوليزيف "يحتاج بوتين إلى منع الناشطين العسكريين، وأنصار شركة فاغنر والمحاربين القدامى في المجموعة، ومن بينهم الموالين لبريغوجين، من أن يصبحوا معارضين له، وإبعادهم عن الأعمال المتطرفة المحتملة، من خلال تكريم بريغوجين".
ولفتت الصحيفة، إلى أنه لهذا السبب أشاد بوتين ببريغوجين، الخميس الماضي، ووصفه بأنه "شخص موهوب"، و"حقق النتائج الضرورية"، لكنه "ارتكب أخطاء"، في إشارة إلى التمرد، على حد قوله.
وجاءت النصب التذكارية التي تمجد زعيم فاغنر، على الرغم من الحملة الدعائية المنسقة التي قام بها الكرملين في أعقاب التمرد لتشويه سمعة بريغوجين، باعتباره مجرماً جشعاً وخائناً لروسيا.
ووضع الناس الزهور والصور الفوتوغرافية التي كتب عليها "بطل روسيا"، وأعلام وشارات فاغنر، والشموع، والصور الدينية، وحتى آلة الكمان، رمز المجموعة المرتزقة التي أطلقت على نفسها اسم "الأوركسترا"، وأعضائها "الموسيقيين"، كما ارتدى العديد منهم ملابس فاغنر المموهة مع تغطية وجوههم، أو قمصان سوداء عليها شعار جمجمة فاغنر المبتسم.
ووفقاً لاستطلاعات الرأي المستقلة في مركز ليفادا، فإن تحركات الكرملين أدت إلى كبح شعبية بريغوجين الجامحة، والتي وصلت إلى 58% في الأسبوع السابق للتمرد.
إلهام لفاغنروحسب التقرير، ألهم الولاء رجال بريغوجين لأنهم رأوا أنه يقف إلى جانبهم ضد البيروقراطيين العسكريين المتعنتين، على الرغم من معدلات الضحايا المرتفعة للغاية في فاغنر، وخاصة بين المقاتلين المدانين السابقين، والادعاءات واسعة النطاق بأن أولئك الذين فروا من المعركة تم إعدامهم في كثير من الأحيان.
وكتب أحد مقاتلي فاغنر من سانت بطرسبورغ، بافيل شابرين، قصيدة عن بريغوجين جاء فيها: "لقد كان معنا في الجبهة: في الخنادق، في المخابئ. كان يعرف مشاكلنا ويفرح معنا. كان ينام في الخيام ويأكل عصيدة بالسكين ويضع الشموع للموتى أمام الأيقونات"، وأضاف أن "بريغوجين رفض الابتسام وتملق الغرفة، ومع كل كلمة، كان يقطع الهواء مثل السوط".
وخلال الحرب، زاد بريغوزين من شعبيته من خلال مقاطع فيديو مباشرة ووحشية تم تسجيلها بالقرب من الخطوط الأمامية - بعضها على ما يبدو في باخموت -، حيث وقعت انفجارات في مكان قريب، أثناء زيارته لرجاله في مخابئ تحت الأرض في منطقة الحرب.
ومع تعثر الجهود الحربية الروسية، ظهر في نظر كثيرين باعتباره صادقاً موثوقاً به، وأحد الشخصيات البارزة القليلة المستعدة لتحدي القوانين الروسية ضد تشويه سمعة المؤسسة العسكرية، من خلال فضح الإخفاقات العسكرية والخسائر الفادحة.
"توقع المصير".. فيديو يعزز نظريات المؤامرة حول #بريغوجين https://t.co/xyFjgLDSu9
— 24.ae (@20fourMedia) August 27, 2023 حزن وقلقوأعربت عائلات جنود فاغنر عن حزنهم وولائهم، عبر محادثات جماعية على تطبيق تليغرام في الأيام الأخيرة، وشعروا بالقلق بشأن ما إذا كانوا سيحصلون على المدفوعات والمزايا المستحقة لهم.
وكتبت أخت أحد مقاتلي فاغنر المتوفى "أن تكون محارباً يعني أن تعيش إلى الأبد!"، وأضافت "بالنسبة لي شخصياً، فهو رجل بمعنى الكلمة، فاز في المعركة أولاً ضد نفسه، وهو الذي أنشأ شركة فاغنر، وهو بلا شك يعتبر الجيش الأكثر استعداداً للقتال في العالم، والذي أصبح عائلة حقيقية للعديد من الرجال".
وتابعت "بريغوجين شخص وطني حقيقي لروسيا، يحب الوطن الأم ويكره جحافل البيروقراطية، التي لا تعد ولا تحصى، ولسوء الحظ لم يتمكن من اختراقها أبداً"، متمنية له "ذاكرة مشرقة وأبدية".
فيما أعربت امرأة أخرى عن مخاوفها من عدم اليقين، بشأن بقاء مقاتلي فاغنر في المستقبل دون حماية بريغوجين، واحتمال إجبارهم على الانضمام إلى مجموعات المرتزقة التي تسيطر عليها وزارة الدفاع أو التسجيل كجنود متطوعين، وقالت: "بدون الصفات القيادية، بدون الاتصالات، بدون سلطة يفغيني بريغوجين، من سيحمي الرجال من توقيع العقود مع وزارة الدفاع؟ ومن سيضمن عودتهم إلى ديارهم؟".
حادث أم اغتيال؟ووفقاً للمحللين، فإن الكثيرين من النخبة الروسية مقتنعون بأن وفاة بريغوجين كانت عملية اغتيال أمر بها بوتين.
وقالت المحللة الروسية، تاتيانا ستانوفايا، المقيمة في باريس إن: "التعليقات العامة لشخصيات بارزة اتبعت خطى بوتين"، لكنها أشارت أيضاً إلى عدم ارتياحهم بشأن الحادث. وأضافت "كل هذا، بالطبع، ذاتي للغاية، لكن يمكن الآن فهم مشاعر الأشخاص مثل حاكم تولا، والرئيس السابق لأمن بوتين، أليكسي ديومين؛ فهم يعتقدون أن شخصيات مثل بريغوجين على الرغم من أخطائهم، لا تستحق مثل هذا الموت".
وبدوره، قال المحلل كوليزيف إن "تعليقات ديومين تشير إلى انقسامات داخل النخب بشأن عقوبة بريغوجين"، مشيراً إلى أن ديومين، الذي يبدو أنه ينصب نفسه وزيراً للدفاع في المستقبل، يحتاج إلى ضمان ولاء الضباط الصغار والمتوسطين، الذين من المرجح أن ينظروا إلى مقتل بريغوجين بشكل سلبي.
BORIS JOHNSON: That tumbling plane, and Prigozhin's televised immolation, are the ultimate proof there can never be a negotiated peace with Putin in Ukraine https://t.co/6zq5Y0dcXe
— Melissa ???????????????? (@Melissa5857) August 25, 2023 تكهنات غربيةومن جهته، أعرب رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون، عن قناعته بأن بوتين أمر باغتيال بريغوجين، في مقال بصحيفة "ديلي ميل"، وهو البيان الأكثر صراحة حول الحادث من أي سياسي غربي حتى الآن.
وقال: "بينما نشاهد اللقطات المرعبة لتلك الطائرة وهي تتجه نحو الأرض، فإننا نشهد شيئاً تاريخياً. هذه هي التصفية العنيفة – على شاشة التلفزيون – لأعدائه على يد رئيس دولة حالي"، وأضاف "لا أستطيع أن أفكر في مثال آخر لمثل هذه الوحشية المتفاخرة وغير المقيدة من قبل زعيم عالمي - ليس في حياتنا"، وتابع "العالم يريد أن يعرف أن بوتين هو المسؤول".
ويرى محللون غربيون للصحيفة، أن السبب الحقيقي وراء تحطم الطائرة قد لا يعرف أبداً، نظراً لنظام التحقيقات المسيَس في روسيا، حيث أن وسائل الإعلام الروسية المملوكة للدولة، والموالية للكرملين، ركزت على التحقيق الرسمي في الحادث، وتكهنت بأن الطائرة دمرت على يد مخربين أوكرانيين أو عملاء استخبارات أجانب.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الحرب الأوكرانية روسيا يفغيني بريغوجين مجموعة فاغنر على الرغم من
إقرأ أيضاً:
ترامب الذي انتصر أم هوليوود التي هزمت؟
ما دمنا لم نفارق بعد نظام القطب الواحد المهيمن على العالم تظل النظرية القديمة التي نقول إن الشعب الأمريكي عندما يختار رئيسه فهو يختار أيضا رئيسا للعالم نظرية صحيحة. ويصبح لتوجه هذا الرئيس في فترة حكمه تأثير حاسم على نظام العلاقات الدولية وحالة الحرب والسلم في العالم كله.
ولهذا فإن فوز دونالد ترامب اليميني الإنجيلي القومي المتشدد يتجاوز مغزاه الساحة الداخلية الأمريكي وحصره في أنه يمثل هزيمة تاريخية للحزب الديمقراطي أمام الحزب الجمهوري تجعله عاجزا تقريبا لمدة ٤ أعوام قادمة عن منع ترامب من تمرير أي سياسة في كونجرس يسيطر تماما على مجلسيه.
هذا المقال يتفق بالتالي مع وجهة النظر التي تقول إن اختيار الشعب الأمريكي لدونالد ترامب رئيسا للمرة الثانية ـ رغم خطابه السياسي المتطرف ـ هو دليل على أن التيار الذي يعبر عنه هو تيار رئيسي متجذر متنامٍ في المجتمع الأمريكي وليس تيارا هامشيا.
فكرة الصدفة أو الخروج عن المألوف التي روج لها الديمقراطيون عن فوز ترامب في المرة الأولى ٢٠١٦ ثبت خطأها الفادح بعد أن حصل في ٢٠٢٤ على تفويض سلطة شبه مطلق واستثنائي في الانتخابات الأخيرة بعد فوزه بالتصويت الشعبي وتصويت المجمع الانتخابي وبفارق مخيف.
لكن الذي يطرح الأسئلة الكبرى عن أمريكا والعالم هو ليس بأي فارق من الأصوات فاز ترامب ولكن كيف فاز ترامب؟ بعبارة أوضح أن الأهم من الـ٧٥ مليون صوت الشعبية والـ٣١٢ التي حصل عليها في المجمع الانتخابي هو السياق الاجتماعي الثقافي الذي أعاد ترامب إلى البيت الأبيض في واقعة لم تتكرر كثيرا في التاريخ الأمريكي.
أهم شيء في هذا السياق هو أن ترامب لم يخض الانتخابات ضد هاريس والحزب الديمقراطي فقط بل خاضه ضد قوة أمريكا الناعمة بأكملها.. فلقد وقفت ضد ترامب أهم مؤسستين للقوة الناعمة في أمريكا بل وفي العالم كله وهما مؤسستا الإعلام ومؤسسة هوليوود لصناعة السينما. كل نجوم هوليوود الكبار، تقريبا، من الممثلين الحائزين على الأوسكار وكبار مخرجيها ومنتجيها العظام، وأساطير الغناء والحاصلين على جوائز جرامي وبروداوي وأغلبية الفائزين ببوليتزر ومعظم الأمريكيين الحائزين على نوبل كل هؤلاء كانوا ضده ومع منافسته هاريس... يمكن القول باختصار إن نحو ٩٠٪ من النخبة الأمريكية وقفت ضد ترامب واعتبرته خطرا على الديمقراطية وعنصريا وفاشيا ومستبدا سيعصف بمنجز النظام السياسي الأمريكي منذ جورج واشنطن. الأغلبية الساحقة من وسائل الإعلام الرئيسية التي شكلت عقل الأمريكيين من محطات التلفزة الكبرى إلي الصحف والمجلات والدوريات الرصينة كلها وقفت ضد ترامب وحتى وسائل التواصل الاجتماعي لم ينحز منها صراحة لترامب غير موقع إكس «تويتر سابقا». هذه القوة الناعمة ذات السحر الأسطوري عجزت عن أن تقنع الشعب الأمريكي بإسقاط ترامب. صحيح أن ترامب فاز ولكن من انهزم ليس هاريس. أتذكر إن أول تعبير قفز إلى ذهني بعد إعلان نتائج الانتخابات هو أن ترامب انتصر على هوليوود. من انهزم هم هوليوود والثقافة وصناعة الإعلام في الولايات المتحدة. لم يكن البروفيسور جوزيف ناي أحد أهم منظري القوة الناعمة في العلوم السياسية مخطئا منذ أن دق أجراس الخطر منذ ٢٠١٦ بأن نجاح ترامب في الولاية الأولى هو مؤشر خطير على تآكل حاد في القوة الناعمة الأمريكية. وعاد بعد فوزه هذا الشهر ليؤكد أنه تآكل مرشح للاستمرار بسرعة في ولايته الثانية التي تبدأ بعد سبعة أسابيع تقريبا وتستمر تقريبا حتى نهاية العقد الحالي.
وهذا هو مربط الفرس في السؤال الكبير الأول هل يدعم هذا المؤشر الخطير التيار المتزايد حتى داخل بعض دوائر الفكر والأكاديميا الأمريكية نفسها الذي يرى أن الإمبراطورية ومعها الغرب كله هو في حالة أفول تدريجي؟
في أي تقدير منصف فإن هذا التآكل في قوة أمريكا الناعمة يدعم التيار الذي يؤكد أن الامبراطورية الأمريكية وربما معها الحضارة الغربية المهيمنة منذ نحو٤ قرون على البشرية هي في حالة انحدار نحو الأفول. الإمبراطورية الأمريكية تختلف عن إمبراطوريات الاستعمار القديم الأوروبية فبينما كان نفوذ الأولى (خاصة الإمبراطوريتين البريطانية والفرنسية) على العالم يبدأ بالقوة الخشنة وبالتحديد الغزو والاحتلال العسكري وبعدها يأتي وعلى المدى الطويل تأثير قوتها الناعمة ولغتها وثقافتها ونظمها الإدارية والتعليمية على شعوب المستعمرات فإن أمريكا كاستعمار إمبريالي جديد بدأ وتسلل أولا بالقوة الناعمة عبر تقدم علمي وتكنولوجي انتزع من أوروبا سبق الاختراعات الكبرى التي أفادت البشرية ومن أفلام هوليوود عرف العالم أمريكا في البداية بحريات ويلسون الأربع الديمقراطية وأفلام هوليوود وجامعات هارفارد و برينستون ومؤسسات فولبرايت وفورد التي تطبع الكتب الرخيصة وتقدم المنح وعلى عكس صورة المستعمر القبيح الأوروبي في أفريقيا وآسيا ظلت نخب وشعوب العالم الثالث حتى أوائل الخمسينات تعتقد أن أمريكا بلد تقدمي يدعم التحرر والاستقلال وتبارى بعض نخبها في تسويق الحلم الأمريكي منذ الأربعينيات مثل كتاب مصطفى أمين الشهير «أمريكا الضاحكة». وهناك اتفاق شبه عام على أن نمط الحياة الأمريكي والصورة الذهنية عن أمريكا أرض الأحلام وما تقدمه من فنون في هوليوود وبروداوي وغيرها هي شاركت في سقوط الاتحاد السوفييتي والمعسكر الشيوعي بنفس القدر الذي ساهمت به القوة العسكرية الأمريكية. إذا وضعنا الانهيار الأخلاقي والمستوى المخجل من المعايير المزدوجة في دعم حرب الإبادة الإسرائيلية الجارية للفلسطينيين واللبنانيين والاستخدام المفرط للقوة العسكرية والعقوبات الاقتصادية كأدوات قوة خشنة للإمبراطورية الأمريكية فإن واشنطن تدمر القوة الناعمة وجاذبية الحياة والنظام الأمريكيين للشعوب الأخرى وهي واحدة من أهم القواعد الأساسية التي قامت عليها إمبراطورتيها.
إضافة إلى دعم مسار الأفول للإمبراطورية وبالتالي تأكيد أن العالم آجلا أو عاجلا متجه نحو نظام متعدد الأقطاب مهما بلغت وحشية القوة العسكرية الأمريكية الساعية لمنع حدوثه.. فإن تطورا دوليا خطيرا يحمله في ثناياه فوز ترامب وتياره. خاصة عندما تلقفه الغرب ودول غنية في المنطقة. يمكن معرفة حجم خطر انتشار اليمين المتطرف ذي الجذر الديني إذا كان المجتمع الذي يصدره هو المجتمع الذي تقود دولته العالم. المسألة ليست تقديرات وتخمينات يري الجميع بأم أعينهم كيف أدي وصول ترامب في ولايته الأولى إلى صعود اليمين المتطرف في أوروبا وتمكنه في الوقت الراهن من السيطرة على حكومات العديد من الدول الأوروبية بعضها دول كبيرة مثل إيطاليا.
لهذا الصعود المحتمل لتيارات اليمين المسيحي المرتبط بالصهيونية العالمية مخاطر على السلم الدولي منها عودة سيناريوهات صراع الحضارات وتذكية نيران الحروب والصراعات الثقافية وربما العسكرية بين الحضارة الغربية وحضارات أخرى مثل الحضارة الإسلامية والصينية والروسية.. إلخ كل أطرافها تقريبا يمتلكون الأسلحة النووية!!
حسين عبد الغني كاتب وإعلامي مصري