لبنان ٢٤:
2024-07-06@10:47:17 GMT

عودة: ألا يوجد لبناني قادر على تسلم زمام الأمور؟

تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT

عودة: ألا يوجد لبناني قادر على تسلم زمام الأمور؟

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس.   في عظته، قال عودة: "نسمع في إنجيل اليوم عن خبرة شاب غني يملك كل شيء لكنه يشعر بنقص، فجاء إلى الرب يسوع ليملأ هذا النقص، أعني عطشه لنوال الحياة الأبدية. لقد ظن هذا الشاب أن الحصول على الحياة الأبدية سهل كحصوله على المال، كما يظن بعض الأغنياء أن كل شيء بمتناول أيديهم، حتى ملكوت السماوات.

ربما يرث بعض الشبان أموالهم عن أهلهم، ولا يعلمون مدى الشقاء الذي يتكبده الأهل في سبيل جمع ميراث لأبنائهم، يساعدهم على متابعة حياتهم، فيبذرون المال كما فعل الابن الشاطر بميراث والده. وعند انتهاء المال الموروث يدركون عجزهم، كونهم لم يجاهدوا من أجل الحفاظ على ما تسلموه".

 

أضاف: "يمثل الشاب في إنجيل اليوم كل إنسان مؤمن تسلم من الآباء القديسين تقليد الكنيسة الشريف، ظانا أنه تقليد شكلي، فلا يجاهد من أجل الحفاظ عليه، حينئذ يأتي من يجعله يحيد عن إستقامة الطريق المؤدي إلى الملكوت، من بشر أشرار أو ماديات أو سلطة، فينزلق بسهولة، ويخسر خلاصه. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: «يتهم البعض هذا الشاب بأنه منافق وشرير، إذ يقترب من الرب يسوع ليجربه. إنني واثق في قولي إنه كان محبا للمال وجشعا. فقد وبخه المسيح على ذلك. إن طغيان المال كبير كما هو واضح هنا. حب المال يخرب الفضائل الأخرى التي نمارسها». لقد حفظ الشاب الغني الوصايا وقرأ الأسفار المقدسة، إلا أنه توقف عند الحرف ولم يعش بحسب ما تعلم، لذلك حزن عندما دعاه الرب إلى ترك أمواله وممتلكاته ليكون مؤهلا للحصول على الحياة الأبدية".

 

وتابع: "كان الشاب من الشعب اليهودي، واليهود لا يسمون صالحا إلا الله. لذا أراد الرب يسوع أن يؤكد على معرفة الشاب بتقاليد شعبه، فسأله عن سبب دعوته بالمعلم الصالح. أظهر الشاب معرفته بالناموس إذ قد حفظ الوصايا منذ حداثته، وقد اعترف بصلاح الرب يسوع، أي بألوهيته. قال له يسوع: «إن كنت تريد أن تكون كاملا فاذهب وبع كل شيء وأعطه للمساكين، فيكون لك كنز في السماء، وتعال اتبعني». يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: «كان الشاب مستعدا للعمل بالوصايا، تاليا للقيام بما سيطلب منه. لو دنا الشاب من يسوع ليجربه لما انصرف حزينا بسبب ما سمعه منه. لم يغضب، بل استولت عليه الكآبة، ما يدل على أنه لم يأت بنية شريرة، بل بإرادة ضعيفة جدا. لقد رغب في الحياة، لكن تملكه هوى خطر». هذه حال بعض الشباب في أيامنا، يريدون الخلاص وينشدون الوصول إلى الملكوت، إلا أن ما في العالم يشدهم ليبقوا فيه. هذا التناقض يجعلهم حزانى، يائسين، تائهين، لا يعرفون تحديد أولوياتهم. لقد خلقهم الله أحرارا وعليهم تحمل مسؤولية خياراتهم. قد يفضل البعض مثلا حضور حفل فني عوض المشاركة في القداس الإلهي بخفر وهدوء، مرددين مع العشار: «يا الله، ارحمني»، ومشاركين بأهم عشاء على الإطلاق هو مائدة الرب".

 

وقال: "رأينا أن من شاركوا في الحفل غادروا المكان تاركين قاذوراتهم أرضا، لينظفها آخرون. هذا الأمر يعكس حياة مليئة بالضياع واللامسؤولية، حياة عبثية قائمة على فرح وقتي وسعادة أنانية لا تأبه لتعب الآخرين. هكذا تكون حياة المسيحي الذي يحفظ بعض الآيات، ويأتي إلى الكنيسة عند الحاجة، أي عندما يمرض أو قبل الإمتحانات أو قبل عملية جراحية.. ينسى هذا النوع من المسيحيين أن السعادة الحقيقية هي في أحضان الرب، وأن كل الأشياء الأخرى زائلة. حتى البشر سيزولون عاجلا أم آجلا. قد يقول شباب اليوم إنهم يتعبون ويكدون لكي يجنوا المال بغية إسعاد أنفسهم، لأن الحياة قصيرة ويجب أن يعيشوها بملئها. هل من فرح يسمو على فرح القيامة وخلاصنا من خطايانا؟ ألم يجذب المسيح العشارين والخطأة والفريسيين وكل شرائح المجتمع قديما؟ ماذا نحتاج أكثر من المسيح عنصرا جاذبا إلى الكنيسة؟"

 

أضاف: "لا تدعوا أحدا يشدكم إلى القعر بعد أن رفعكم المسيح وجعلكم أبناء لله وألهكم. لا تعيروا آذانكم لمن يشوهون صورة الكنيسة. ولا تنسوا مثل الغني الغبي الذي بنى الأهراء ووسعها ليجمع فيها محاصيله، ثم قال لنفسه: «يا نفس، لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة، استريحي وكلي واشربي وافرحي» (لو 12: 19)، وفي النهاية أسلم روحه في الليلة ذاتها".

 

وسأل: "هنا نسأل من ملأوا خزناتهم من خيرات البلد وأموال الشعب، ألا يخشون حكم ربهم؟ ألا يخافون من عاقبة ما جنت أيديهم؟ أليس عليهم أن يتوبوا وأن يتنحوا تاركين المجال لمن يستطيع عملا أفضل؟ لبنان غني بالطاقات البشرية التي، للأسف، لا تجد فرصة لخدمة وطنها. فهل يكون بلدنا بحاجة إلى يد أجنبية لإنقاذه؟ ألا يوجد لبناني قادر على تسلم زمام الأمور، يكون قائدا وقدوة؟ وهل يحتمل البلد الإستمرار في الحالة الحاضرة طويلا؟ وهل اعتاد الجميع على عدم وجود رئيس؟ أسئلة أطرحها على من بيدهم القرار علهم يصغون، وعلهم يدركون أن انتخاب رئيس هو الخطوة الأولى الضرورية في مسيرة إنقاذ البلد وتسيير إداراته".

 

وقال: "يكررون الحديث عن الحوار. الحوار أمر محمود ومبارك، لكن في ما خص انتخاب الرئيس هل يتوافق الحوار مع بنود الدستور؟ هل نص الدستور على حوار يسبق انتخاب الرئيس، أم أن على مجلس النواب أن يلتئم في دورات متتالية لانتخاب رئيس، كما قلنا وكررنا منذ بداية شغور كرسي الرئاسة؟ نحن في بلد ديموقراطي لكنه لم يصل بعد إلى الممارسة الديمقراطية الصحيحة، ولم يع المسؤولون فيه أن الإصلاح الحقيقي يبدأ من هنا، من احترام الدستور وتطبيقه. في ظل السواد المخيم على بلدنا بدأت أعمال التنقيب عن الغاز في بحرنا. أملنا أن يشكل هذا الأمر بصيص أمل، وأن ينعم الله على لبنان بثروة تديرها أيد أمينة تحسن استثمارها، فتكون خميرة صالحة لأجيال الغد، ولا تمسها أيد ملوثة أساءت استخدام السلطة وإدارة البلد، واستنزفت طاقاته لغايات شخصية".

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

لأنني خجولة جدا سأخسر حقي في الحياة..

السلام عليكم ورحمة الله، سيدتي أتمنى أن أجد التفهم لرسالتي وأن تردوا عليها حتى أتحرر من صفة تكاد تقضي عليّ وعلى أحلامي حقي في ان أثبت ذاتي في هذا المجتمع، فأنا فتاة في الـ20 من عمري، طالبة جامعية سنة أولى.

أتعرض في احتكاكي بالزملاء إلى الكثير من الحرج، فسرعان ما أصمت في أي حوار يدور بيني وبين الآخرين، لأنني بسرعة أشعر بالخجل واحمرار في الوجه، ليس لأني لا أملك ما أقول، بل مجرد أن أشعر أن الغير يهتم لما أقول أرتبك، وأترك الكلمة لغيري، وهذه الصفة تقلقني، لأنني المقابل أشعر أنني أضيع الكثير من الفرص لأثبت ذاتي وجدارتي، فأنسحب من موضوع كان حتى وإن كنت أعلم أنني متمكنة منه، فكيف أتخلص من صفة الخجل، وأواجه ذاتي وأواجه غيري.

منال من الوسط.

الرد:

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته حبيبتي، سررت كثيرا برسالتك، واعلمي أننا دوما في الخدمة بحول الله، وقبل الرد أود أن أشكرك وأشكر كل وضع ثقته فينا التي تزيدنا تكليفا لنكون دوما عند حسن ظنكم، طرحك مهم للغاية، فالتواصل وإدارة أي حوار هي مشكل الكثير من الناس، فهناك من يخجل من إبداء الرأي ويفضل أن يكتمه في صدره، وهناك من له جرأة كبيرة أكثر من المعقول لدرجة أن يستحوذ على الكلمة في أي حوار حتى يصبح مملا ينفر منه الغير.

عزيزتي، التواصل الفعال هو حقا فن يحتاج كل منا تعلم آدابه، لأنه العامل الأول الذي يحدد مصير علاقاتنا الاجتماعية، فالحوار الجيّد مع الآخرين طريقا لكسب ودّهم واحترامهم، وهو أمر حاسم يُغير نظرتهم إلينا، ويجعلها لطيفة في إن كنا نحن لطفاء، ولا يقتصر ذلك على الحديث المهذب فقط، بل على الأسلوب أيضا، وقدرة المرء على إدارة الحوار بشكل فعّال وهادف، وذلك من خلال الاستماع لوجهات نظر الآخرين وتقبّلها واحترامها وإن تعارضت مع آرائنا.

حبيتي اعلمي أن الكمال لله تعالى، وأنك قادرة على التواصل والتحاور مع كل الأطراف، فأنت وأنا وكلنا لدينا نقص ما في شخصيتنا، لهذا فإن أول ما يجب أن تفعليه هو تحبي ذاتك كما أنت، وتعملين على نهل المعرفة وتثقيف ذاتك، حتى تخوضين أي حوار بمعلومات أكيدة وثقة كبيرة، ولا عيب إن قلت “أنا لا أعرف”، فهذا أول دافع سيجعلك تبحثين وتتعلمين، ثم لابد أن تفكري فيما ستبوحين به، لتنتقي ألفاظا مهذبة تعكس أخلاقك وثقافتك وشخصيتك، لكن لا داعي للخجل الذي يجعلك تتنازلين عن حقك في بناء علاقات جيدة، وهنا نتحدث عن الخجل من جانبه السلبي، لا عن الحياء الذي يجب أن يكون ردائك في الحياة، وبالتوفيق إن شاء الله.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • الساعات الأخيره للاعب أحمد رفعت قبل وفاته
  • بايدن: سأنسحب من الانتخابات الرئاسية إذا أمرني الرب بذلك
  • أوكرانيا تعلن تسلم دفعة صواريخ "باتريوت" من ألمانيا
  • نداء عاجل لقادة الجيش
  • عودة حجاج بيت الله الحرام العالقين في السعودية إلى مطار صنعاء
  • التسوق البطيء سبيلك لمكافحة إغراء الشراء السهل عبر الإنترنت
  • لأنني خجولة جدا سأخسر حقي في الحياة..
  • بعد محاولة وصل ما انقطع.. هل يرفع حزب الله الثمن مقابل عودة باسيل؟!
  • لا حرب على لبنان.. هذا ما اكده مصدر ديبلوماسي
  • «الإفتاء» تضع «روشتة» لتحصين النفس من الفتن ومكائد الشيطان.. السر في ذكر الله