أشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إلى مخاوف فلسطينية من عودة إسرائيل إلى سياسة الردع عن طريق الاغتيالات، مشيرة إلى أن صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قلب هذه المخاوف.

 

وذكرت "يديعوت أحرونوت" أن التنظيمات الفلسطينية المُسلحة أصدرت تحذيرات في الأيام الأخيرة، على خلفية قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت السماح بمطاردة المُسلحين ومن أرسلهم، وهو قرار اعتبرته "حماس" بأنه تهديد باغتيال قادة كبار في التنظيمات المُسلحة.

 

נתניהו על בכיר חמאס סאלח אל-עארורי: "הוא יודע היטב למה הוא וחבריו נמצאים במקומות מחבוא. בחמאס מבינים היטב שאנחנו נילחם בכל האמצעים שלהם לייצר טרור נגדנו. מי שינסה לפגוע בנו – ישלם את מלוא המחיר"@SuleimanMas1 pic.twitter.com/Kg6GTe8n7r

— כאן חדשות (@kann_news) August 27, 2023

 


إجراءات أمنية غير مسبوقة

ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن تقارير أن التنظيمات المُسلحة قامت بتعزيز إجراءاتها الأمنية على مستوى غير مسبوق، سواء في قطاع غزة أو في لبنان، مشيرة إلى أن إحدى الصحف المحسوبة على تنظيم "حزب الله" اللبناني تحدثت عن اتصالات مكثفة لمنع اندلاع مواجهة عسكرية، وتحذيرات من أن  أي اغتيال سيؤدي إلى رد فعل "غير مسبوق".


العاروري ومخاوف الاغتيال

وتقول الصحيفة إن أحد كبار المسؤولين الذين قد يكونوا الآن في مرمى إسرائيل هو صالح العاروري، الذي يُحرك الخيوط فيما يخص أنشطة حماس في الضفة الغربية، مشيرة إلى أن إجراء العاروري مقابلتين خلال يومين يُمكن تفسيره على أنه خوف من الاستهداف، إذ ظهر على قناة محسوبة على حماس، وأخرى  محسوبة على تنظيم "حزب الله" اللبناني، حيث هدد برد قاس، إذا حاولت إسرائيل اغتيال قادة التنظيمات المُسلحة.
وقال العاروري في مقابلة: "هناك في إسرائيل من يريد حرباً إقليمية، وهناك من يفكر في خطوات تؤدي إليها، ومن يفكر في الاغتيالات يعرف أن ذلك قد يؤدي إلى حرب إقليمية".
ورغم  التهديد الضمني الذي أصدره مجلس الوزراء  الإسرائيلي بداية الأسبوع، توعد العاروري بمواصلة الترويج للهجمات المسلحة ضد الإسرائيليين في الضفة الغربية.
وكانت حماس قد أعلنت  مسؤوليتها عن الهجوم الذي قُتل فيه إسرائيلي يبلغ من العمر 60 عاماً ونجله البالغ 28 عاماً بالرصاص في حوارة الأسبوع الماضي. وقال متحدث باسم الحركة إن عناصر الجناح العسكري لحركة حماس، كتائب القسام " موجودون في قلب المعركة في الضفة الغربية".

 


من جانبه، قال العاروري إن "التحضير والتنفيذ الفوري لهجمات مسلحة هو الخيار الأفضل، إن النموذج الأفضل والأكثر فائدة لدينا في الضفة الغربية هو المواجهة المباشرة والفورية مع المستوطنين والجيش الإسرائيلي"، مشيراً إلى أن "المقاومة تسببت بكل هذا الإرباك للاحتلال".
كما أعرب العاروري عن ارتياحه لكون بعض الهجمات في الضفة الغربية هي فردية لا علاقة لها بالمنظمات المسلحة، وتنفَّذ بشكل مستقل، موضحاً أنه متفائل عندما تكون هناك هجمات من قبل أشخاص غير منظمين.


تخوفات العاروري

ورغم اللهجة القاسية للعاروري، تقول الصحيفة ،إن هناك تخوفاً من احتمال اغتياله. وبحسب مصادر أمنية فإن إسرائيل مهتمة باغتياله منذ فترة، باعتباره "رأس الأفعى" الذي يحاول قيادة الانتفاضة في الضفة الغربية، لافتة إلى أن أنشطة العاروري ساعدت في إثارة موجة من العنف الشديد قُتل فيها 35 إسرائيلياً منذ بداية العام، وتم إحباط أكثر من 480 هجوماً كبيراً، منها حوالي 400 عملية إطلاق نار.

 

סאלח אל-עארורי, בכיר חמאס ש"מושך בחוטים" ביו"ש - מאיים: "התנקשות תגרור מלחמה אזורית" pic.twitter.com/E4qC1MDetB

— ynet עדכוני (@ynetalerts) August 26, 2023

 


استراتيجية حماس في الضفة الغربية

وتقول الصحيفة الإسرائيلية إن العاروري يرأس الجناح العسكري لحماس، وإن استراتيجية الحركة تتركز في الآونة الأخيرة على استخدام العنف في الضفة الغربية، وهي المنطقة التي يُمكن من خلالها تقويض السلطة الفلسطينية والأمن في إسرائيل، كما أن النشاط المتسارع في الضفة الغربية يسمح لحماس الحفاظ على السلام في قطاع غزة، وتحسين الوضع الاقتصادي، وأيضاً تعزيز الوضع العسكري.
وفقاً للصحيفة، يلعب العاروري البالغ من العمر 57 عاماً دوراً مركزياً في ترجمة هذه الاستراتيجية إلى تكتيكات، وهو يفعل ذلك من خلال أدواته التي يمتلكها في القدس والضفة الغربية، لافتة إلى أنه يهتم بنقل الأموال إلى المنطقة لتنفيذ هجمات مسلحة، ويجند السكان المحليين للقيام بأنشطة مسلحة، مستطردة: "إنه يفعل كل ذلك عن بُعد، ومن مقعده في بيروت".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني إسرائيل الجيش الإسرائيلي الضفة الغربية حماس فی الضفة الغربیة الم سلحة إلى أن

إقرأ أيضاً:

الدويري: الضفة الغربية أمام تحدٍ إستراتيجي خطير قد ينتهي بضمها لإسرائيل

حذر الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري من أن العمليات العسكرية الإسرائيلية في المخيمات الفلسطينية بالضفة الغربية تشكل جزءاً من خطة إستراتيجية متكاملة تتجاوز مجرد العمليات الأمنية المحدودة.

وجاء ذلك في تعليقه على مواصلة جيش الاحتلال حملة الاقتحامات والاعتداءات بمناطق عدة، في سياق عملياته العسكرية المستمرة في مخيمي جنين وطولكرم شمالي الضفة.

وقال الدويري في فقرة التحليل العسكري "عندما تطلق دبابات الاحتلال النيران على مركبات المدنيين بالمفهوم العسكري، علينا ألا ننظر إلى هذه الجزئية بصورة منفردة، بل يجب أن نضع ما يجري في المخيمات ضمن المستويات الثلاثة: التكتيكي الميداني، العملياتي، الإستراتيجي، لأنها جميعها مترابطة وتشكل بناءً تراكمياً".

وأوضح أن على المستوى التكتيكي الميداني، هناك "المرتكز الأساسي المتمثل في التصريح السياسي المدعوم من قائد المنطقة الوسطى بضرورة بقاء القوات في المخيمات إلى نهاية العام، وبالتالي هذا نوع من فرض السيطرة ولكنه يعتمد على الإفراط في استخدام القوة واستخدام القوة غير المناسبة".

التمدد الجغرافي

وعلى المستوى العملياتي، لفت الدويري إلى التمدد الجغرافي للعمليات الإسرائيلية، قائلاً "لاحظوا التمدد من مخيم جنين إلى مخيم نور شمس إلى المنطقة الوسطى تقريباً، إلى مخيم بلاطة ومخيم الفارعة، ثم ننتقل جنوباً إلى الغرب، هذا على المستوى العملياتي، مما يعني أن الهجمة تشمل جغرافية الضفة الغربية بالمطلق".

إعلان

وشدد الدويري على أن الأخطر من ذلك كله يظهر عند ربط هذه العمليات بالمستوى الإستراتيجي، موضحاً "في السياق الإستراتيجي هناك عدة مرتكزات منها، تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي كان واضحاً جداً قبل عدة أيام بأن مساحة إسرائيل صغيرة كرأس قلم مقارنة بسطح الطاولة.

ويضاف إلى ذلك الخرائط التي عرضها الوزير بتسلئيل سموتريتش أو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حيث لا يوجد ضفة غربية وهناك سيطرة على أجزاء من دول الجوار، حسب ما أشار الخبير العسكري.

وأضاف "الأخطر من ذلك تصريحات رئيس الكنيست التي أطلقها اليوم عندما تحدث عن ضرورة السيطرة على دمشق والدخول إليها، وأن سوريا جسر العبور إلى العراق وكردستان".

ولفت الدويري إلى أن هذا يقودنا إلى المقولة الدينية أو الموروث الديني في الأسفار القديمة "أرضك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل".

وختم تحليله بتحذير واضح "الضفة الغربية الآن أمام تحدٍ إستراتيجي خطير قد يفضي من خلال هذا البناء التراكمي إلى ضم الضفة والسيطرة عليها بالكامل".

مقالات مشابهة

  • الدويري: الضفة الغربية أمام تحدٍ إستراتيجي خطير قد ينتهي بضمها لإسرائيل
  • مخاوف عراقية من تعطيل عودة محتجزي مخيم الهول بعد تعليق الدعم الأمريكي
  • مخاوف صهيونية من عودة الهجمات اليمنية
  • الضفة الغربية.. مواجهات مع قوات الاحتلال شرق قلقيلية
  • مقررة أممية: سلوك إسرائيل بالضفة الغربية مخزٍ والموقف العربي صادم
  • الاحتلال يورط الضفة الغربية في جحيم صراع لم تشهده منذ 58 عامًا
  • مركز حقوقي: إسرائيل تصعّد جرائم هدم المنازل في الضفة الغربية
  • أرقام مقلقة تكشف عجزا كبيرا في النقد الأجنبي وتثير مخاوف من تخفيض جديد لقيمة الدينار
  • الأونروا: إسرائيل تنفذ أكبر عملية تدمير في الضفة الغربية منذ 58 عاما
  • إسرائيل تنفذ أكبر عملية تدمير وتهجير في الضفة الغربية منذ 58 عامًا