السيسي يهنئ رئيسة جمهورية مولدوفا بذكرى الاستقلال
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
بعث الرئيس عبد الفتاح السيسي ، ببرقية تهنئة إلى رئيسة جمهورية مولدوفا مايا ساندو بمناسبة الاحتفال بذكرى يوم الاستقلال .
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
ذكري الإستقلال تحت رائحة البارود والنار
د. فراج الشيخ الفزاري
ثمان وستون عاما قد مرت من عمر إستقلالنا المجيد في العام 1956,وكأننا لم زد عن الأمس إلا أصبعا، منذ ذلك اليوم المجيد، وحتي الآن لم ينعم السودان بعام يستحق الاحتفال به..فكل اعوامنا حروب ودمار وافتراق دروب..تتخللها أيام معدودات، تتنفس فيها البلاد رائحة الحياة الطبيعية.. وذكري الاستقلال المنسية..إلا ذكري هذه السنة .فقد جاءت تحت رائحة ألموت والبارود ولم تترك لنا الحرب اللعينة هنيأت حتي نسترد انفاسنا ونتبين افقنا للاحتفال بعيد استقلالنا.
ثمان وستون عاما..
ونحن في غزو داخلي متنوع الاتجاهات ، فإذا توقف الرصاص ، انطلقت الحناجر وتعال الصراخ وبرزت الخلافات ..وكلما مات طاغية انبت الزمان لنا ألف طاغية..واذا تأخر الزمان في قضاء المهمة جيئنا بطاغية من صنع أيدينا ثم نبكي حظنا فقد تمرد علينا وخرج عن المسار..
هناك ، ولا شك في ذلك، وجود خطأ بنيوي في تركيبة الشخصية السودانية وفي تقلب أهوائها والضيق بوجود الآخر ولو كان من أبناء عمومتنا.
هناك خطأ جيني في تلقيح وتخصيب الكروموسومات..فنحن لسنا كما يجب أن نكون نحن..خطأ في النتيجة.
وأيضا هناك خطأ في التربية الوطنية، أو بالأصح هناك غياب كامل لها..ونحتاج الي إعادة نظر في المناهج التي تنظم حياتنا..في العائلة الممتدة...في مؤسساتنا ومنظماتنا الاجتماعية ونظم الحكم والأدارة..
باختصار..نريد جيلا جديدا ليس له علاقة بخيبات جيل مع بعد الاستقلال.
نحن جيل ما بعد الاستقلال...قد حرمنا أنفسنا وظلمنا هذا الوطن العظيم..لم نحسن ادارة موارده ..بل دمرنا موروثه المادي والثقافي وما بناه وعمره غيرنا ..
جيل ما بعد الإستقلال...وهبه الله إرثا وموارد طبيعية..لو وزعت علي كافة بقاع الأرض لكفتها الحاجة المادية والروحية والتروحية طيلة الحياة.
أرض مترعة بالأنهار والأخضرار..وسماء دفاقة بوابل الأمطار..وجبال شاهقة تموج رواسيها بالكنوز والنفائس من الذهب والفضة ..ولازالت حبلي بالأسرار..وبحار تزخر بالدرر والياقوت والمرجان..وفي بوادينا ،تسرح وتمرح الملايين من الإبل والبقر وكل ما خطر بالبال من الانعام...كل ذلك وغيره مما وهبه الله كرما وجودا لأهل السودان...فما أحسنوا العطية بل ظلموا أنفسهم وكل السودان..حينما يموت أطفالنا عطشا ..وجوعا..واهمالا
ونزاعات تحرق الحرث والزرع والضرع وتسمم الأرض والنهر وحضارة الانسان؟
وبمناسبة عيدك الوطني..أيها الهرم المبجل..أعذرنا ..فهذا جيل عاجز..ليس في يديه زهورا يقدمها..ولا عطورا يبثثها ..ولا أغان وطنية يستلهمها.. ولأ اشعارا حماسية يستفيق بها..أنه عاجز.. يبحث عن رشفة ماء يبل بها ريقه و حلقه..ونسمة هواء يسترد بها وعيه..ويبحث عن الخلاص فرائحة الموت والبارود تزكم أنفه.. ومعالم الخراب والدمار تسد أفقه..
نحن نحبك يا وطني..ويا الخرطوم أعذرينا فحتي الدفاع عن شرفك لا يزال ضنينا..
د. فراج الشيخ الفزاري