الهاشمي: الحكومة تعمل على سد فجوة انسحاب الدولة من النشاط الاقتصادي المباشر
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
تحدث الدكتورعذاب الهاشمي، الخبير والباحث في القانون التجاري الدولي والإستثمار وعضو منتدى الإقتصاد العالمي في سويسرا عن تطلع الحكومة إلى جذب مزيد من الإستثمار الأجنبي المباشر، وخططها لجذب الشركات الدولية إلى ممارسة نشاطها في مصر ليس فقط بإعتبارها سوقا واسعة ولكن باعتبارها مركزا إقليميا وإستراتيجيا هاما والمتابع للشأن المصرى يرى أن نظرة الحكومة المصرية هي بلا شك شديدة الإيجابية ومليئة بالتفاؤل والثقة تجاه الإستثمار الأجنبي وتعمل دائماُ على اجتذابه إلى مصر لتحقيق النمو الاقتصادي ، وأن الحكومة تعمل على سد الفجوة الناتجة عن إنسحاب الدولة من النشاط الاقتصادي المباشر وإختصار دورها على الرقابة والتنظيم وتهيئة المناخ اللازم لزيادة الإستثمار الخاص المحلي والأجنبي على السواء.
وأوضح أنه يجب عدم المبالغة بالتقارير الصادرة عن مؤسسات التقييم الدولية وشركات الاستثمار مثل موديز وستاندرد آند بورز وفيتش ومعهد التمويل الدولي وكذا مؤسسات البنك الدولي والأمم المتحدة وغيرها من الجهات التي تصدر بشكل دوري تقارير عن كثير من دول العالم ومناخ الاستثمار فيها وتوضح مدى ما تتمتع به كل دولة من جدارة ائتمانية في الأجلين القصير والطويل ومدي استقرار أوضاعها السياسية والاقتصادية ومدي انفتاحها على العالم الخارجي.
وأضاف شهدت السنوات السابقة تحقق كثير من الأهداف عبر تنويع المجالات التي يمكن لرأس المال الأجنبي العمل فيها وأدى هذا التقليل إلى توقعات سلبية بالنسبة لمؤشرات النمو والعمالة والتجارة الخارجية وحركة رؤوس الأموال الدولية الأمر الذي يجعل من الضروري إعادة بحث موضوع الاستثمارات الأجنبية المباشرة بالتعرف على اتجاهاته خلال السنوات الأخيرة سواء بشكل عام أو من حيث موقع مصر فيه، ثم إبراز دور الأزمة العالمية في ضرورة إعادة النظر في التوقعات السابقة ، مع إضافة البعد النوعي للاستثمارات الأجنبية التي يمكن أن تدخل إلى مصر في هذه الظروف وكيفية إخضاعها لمعايير الشفافية والحوكمة والمسئولية الاجتماعية كمطلب موضوعي محلي و دولي مهم.
وقال الدكتورعذاب إن الإعفاء الضريبي سواء كان كليا او جزئيا ، ولمدة غير محدودة طوال مدة الإستثمار أو لمدة محدودة بسنوات معدودة ، هو من الأمور المشجعة لتدفق رأس المال الأجنبي لافتا إلي أنه إذا ما اقتضى الامر فرض الضريبة على أرباح المال المستثمر فان التشجيع يقتضي ان لا تكون ضرائب تمييزية او مبالغ في مقدارها مع ضرورة تجنب الازدواج الضريبي.
مشيرا إلى أن الإعفاء الضريبي هو ميزة تمنحها الدولة وفقا للقانون للشخص الطبيعي او المعنوي تسعى من ورائه الدولة تحقيق جملة من الأهداف السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأن تخفيض الضرائب أو منح الإعفاء الجزئي تعتبر من العوامل التي تشجع على جذب الاستثمار الاجنبي المباشر، وأن جهود الحكومة في مد يد المساعدة للمشاريع الاقتصادية لتقليل الأعباء الضريبية غير كافية لجذب الاستثمار الاجنبي، إذ ينبغي توفير محفزات لجذب ومنها ( المحفزات الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية ، والطبيعية).
وأكد علي أن وجود المناخ الاستثماري ضروري لجذب الاستثمارات و يعد ضرورة ملحة في هذا المجال ويتطلب العمل باتجاهين الاول اعادة الثقة بالمناخ الاستثماري في البلد من خلال إصدار التشريعات الضرورية وتقديم الدليل على استقرار تلك التشريعات لأن المستثمر يريد ان يطمئن للأطر التشريعية الثابتة والثاني تهيئة البيئة المناسبة والبنى التحتية لجذب الاستثمار الاجنبي المباشر، وهذا ما تشهده مصر اليوم من انفتاح اقتصادي على العالم من خلال تفعيل الإستثمار الأجنبي المباشر وتوفير الحماية والأهمية القصوى في تدفق الاستثمارات، ومن أهم الاستنتاجات التي يجب التاكيد عليها هي ان التوسع بالاعفاءات الضريبية ومن دون رقابة حكومية سيكون ذا كلفة اقتصادية وسيكلف الدولة موارد ضريبية هائلة من جراء منحـها للاعـفاءات الضريبية لهذا يجب العمل الى ضرورة قيام هيئة الاستثمار المصرية بمنح الاعفاء الضريبي لجذب الاستثمار الاجنبي للمشاريع التي لها تاثير ايجابي كبير في الاقتصاد ككل.
وشدد الدكتورعذاب على أنه بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يتم تحديد الشروط والمعايير التي يجب تلبيتها للحصول على الإعفاء الضريبي والتي قد تتضمن الاستثمار في مجالات معينة أو الحفاظ على فرص العمل أو حتى الالتزام بمعايير السلامة البيئية ,وعلى الرغم من أن الهدف الأساسي للإعفاء الضريبي هو تحفيز النمو الاقتصادي وتحسين سوق العمل، إلا أنه يمكن أيضًا أن يحوي أهداف اجتماعية مثل تحسين الرفاهية الاجتماعية وتحسين الوضع المالي .
ومن أهم أهداف الإعفاءات الضريبية هى جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتعزيز الاقتصاد المحلي وعلى الرغم من تباين الأهداف لكل دولة على حدة، إلا أن هدف الإعفاءات الضريبية يتطابق في معظم الدول ومن هذه الأهداف:
جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة: يعد هذا الهدف الرئيسي والأساسي للإعفاء الضريبي. فالتخفيض من الضرائب يشجع على اتخاذ قرار الاستثمار من قبل المستثمر الأجنبي . تعزيز الاقتصاد المحلي: حيث يمكن للإعفاء الضريبي أن يعزز نمو الاقتصاد المحلي بفضل زيادة الإنتاجية، فضلاً عن توفير فرص عمل جديدة . تحسن نسبي في وضع الموازنة العامة للدولة : يمكن للإعفاء الضريبي أن يؤدي إلى زيادة الإيرادات المالية من خلال زيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة والمحلية . جذب المزيد من الشركات الدولية: حيث يمكن للإعفاء الضريبي أن يعزز من تحسين سمعة الدولة وجذب مزيد من الشركات الدولية للاستثمار والتوسع في السوق المحلي . تطوير البنية التحتية: يمكن للإعفاء الضريبي أن يؤدي إلى دفع الحكومة لتحسين البنية التحتية وتعزيز التنمية المستدامة.و الدكتورعذاب العزيزالهاشمي عضو اللجنة الدولية لمحاكم الأمم المتحدة فرع رابطة القانون الدولي الأمريكية.عضو لجنة محاكم التحكيم الدولية الفرع الأمريكي , عضولجنة السياسة الخارجية والقانون الدولي الجمعية الأمريكية للقانون الدولي ,وعضو فريق المراقبين والمندوبين الدوليين لجنة الأونسترال الأمم المتحدة .
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الإستثمار الأجنبي جذب الاستثمار الاستثمارات الأجنبیة المباشرة جذب الاستثمار الاجنبی لجذب الاستثمار
إقرأ أيضاً:
حسن الخطيب: جهود كبيرة للوزارة لجذب المزيد من الاستثمارات وزيادة الصادرات
استعرض المهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية أمام الجلسة العامة لمجلس الشيوخ سياسات الدولة الهادفة للتيسير على المستثمرين وتيسير حركة التجارة الخارجية لمصر ، وكذا جهود الوزارة الهادفة لجذب المزيد من الاستثمارات وزيادة الصادرات المصرية للأسواق الخارجية.
وقال الوزير إن الوزارة بصدد الانتهاء من صياغة الخطة الاستراتيجية الاستثمارية للدولة، والتي تستهدف جذب الاستثمار الأجنبي المباشر، مع التركيز على تحسين بيئة الأعمال وتسهيل الإجراءات، مما يعزز من تنافسية مصر كوجهة رئيسية للاستثمار والتجارة في المنطقة، ويعكس التزام الوزارة بتوفير فرص استثمارية مستدامة تدعم النمو الاقتصادي.
وأشار الخطيب إلى أن الدولة تمتلك بنية تحتية متطورة ومدن جديدة، كما يتميز السوق المصري بعمالة مؤهلة، كما تعد مصر سوقا استهلاكيا كبيرا، وتتمتع بموقع جغرافي إستراتيجي، يتوسط قارات العالم مما يسهل النفاذ إلى دول منطقة الشـرق الأوسط وقارات أوروبا وأفريقيا وآسيا.
ولفت الوزير إلى أن السوق المصري يتمتع بمقومات وفرص استثمارية متميزة تجعله وجهة جاذبة للاستثمارات المحلية والأجنبية، مشيرا إلى الإقبال المتزايد للشركات الجديدة التي بدأت بالفعل دخول السوق المصري والاستثمار فيه، مدفوعة بما يتيحه من فرص استثمارية متنوعة وإمكانات نمو كبيرة.
وأوضح الخطيب أن السوق المصري يمتلك العديد من المقومات والإمكانات الاستثمارية، والتي تشمل توافر مصادر الطاقة المتجددة، وارتباطها باتفاقيات تجارة حرة وتفضيلية مع أكثر من٧٠ دولة، وأيضا إتاحة عدد كبير من الحوافز الاستثمارية.
وأضاف الوزير أن الوزارة تعمل خلال المرحلة الحالية على خلق بيئة اقتصادية مرنة ومستقرة، وكذا مناخ استثماري يتميز بالشفافية والتنافسية، لافتا إلى التوجه الحالي للدولة لتمكين القطاع الخاص باعتباره المحرك الأساسي لمنظومة التنمية الاقتصادية.
وتابع الخطيب أن الدولة تدعم توطين الصناعة المحلية من خلال الإجراءات المتعلقة بحمايتها من الممارسات التجارية الضارة، وكذا العمل على تنميتها ودعمها باعتبارها العمود الفقري للاقتصاد الوطني، فضلا عن منح القطاع الخاص دور محوري في دفع عجلة الاقتصاد، مع قيام الدولة بدور الرقيب والمنظم لضمان بيئة استثمارية عادلة وشفافة.
وفيما يتعلق بالصندوق السيادي أشار الوزير إلى أن الصندوق يهدف إلى تعظيم العائد على أصول الدولة، لتعكس القيمة الحقيقية للاقتصاد المصري، وإعادة إحياء الماركات الوطنية وبناء هوية قوية وتعزيز تنافسيتها وزيادة قيمتها والعائد عليها.
وقال الخطيب أن الوزارة تعمل خلال المرحلة الحالية على توفير مناخ استثماري ملائم للاستثمار من خلال توفير البيئة المؤسسية والتشريعية الداعمة وتبسيط الإجراءات وتذليل العقبات التي تواجه المستثمرين، مشيرا إلى أنه جاري العمل على تنفيذ المزيد من الإصلاحات للسياسات المالية والنقدية والتجارية والإجرائية بهدف إتاحة المزيد من التيسيرات للمستثمرين وتسهيل حركة التجارة الخارجية لمصر.
ونوه الوزير إلى أن الحكومة وضعت سياسات واضحة ومحفزة للاستثمار والتجارة لتخفيف الأعباء المالية غير الضريبية والإجرائية عن المستثمرين حيث تم وضع خطة لتطبيق هذه السياسات على مرحلتين، المرحلة الأولى (الحالية) والتي تشمل معالجة أبرز الاستقطاعات المالية المطبقة على الشركات بشكل دوري، حيث تم تخفيض نسبة صندوق تمويل التدريب والتأهيل من 1% من الأرباح إلى 0.25% من الحد الأدنى للأجر التأميني، مع معالجة الأثر الرجعي بالتنسيق مع وزارة العمل، وتعديل ضريبة المساهمة التكافلية لتُحتسب على الأرباح بدلاً من الإيرادات وجاري التنسيق مع كافة الجهات المعنية في هذا الشأن، لافتا إلى أن المرحلة الثانية ستركز على تحليل كل قطاع على حد بالتنسيق مع كافة الجهات.
ولفت الخطيب إلى أنه تم وضع خطة طموحة لتقليل زمن الإفراج الجمركي تدريجياً ليصل إلى يومين بحلول عام 2025 تعتمد الخطة على مرحلتين: المرحلة الأولى تستهدف تقليص فترة الإفراج إلى 4 أيام، مما يعزز كفاءة العمليات الجمركية، أما المرحلة الثانية، فتستهدف الوصول إلى يومين فقط، ما يعزز التنافسية التجارية، ويخفض التكاليف اللوجستية بشكل كبير، مما ينعكس إيجابياً على بيئة الأعمال، ويوفر تكاليف باهظة على الاقتصاد.
ونوه الوزير إلى أن هذه السياسات والإصلاحات ستسهم في جعل السياسة التجارية لمصر منفتحة على العالم، وكذا في زيادة الصادرات المصرية للأسواق الخارجية، فضلا عن توفير بيئة جاذبة للصناعة المحلية ودعم قدرتها التنافسية، لافتا إلى أن هذه السياسات والإصلاحات ستسهم أيضا في وضع مصر في مرحلة متقدمة في مؤشرات التجارة العالمية لتكون ضمن أكبر ٥٠ دولة عالميًا خلال الفترة القادمة، وبالتالي الانتقال إلى المراكز العشرين الأولى بحلول عام ٢٠٣٠ مع تحقيق قفزة نوعية في الصادرات.