حظر علم فلسطين بالشيخ جراح.. محاولة إسرائيلية لطمس الهوية والوجود
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
القدس المحتلة - رنا شمعة - صفا
لا يكف وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير عن قراراته العنصرية بشأن مدينة القدس المحتلة وأهلها، والتي كان آخرها بدء تطبيق قرار حظر رفع الأعلام الفلسطينية في حي الشيخ جراح؛ تمهيدًا لتنفيذ "الخطة الخمسية" لتهويد المدينة، وتغيير هويتها.
مشهد رفع العلم الفلسطيني كل جمعة خلال التظاهرة الأسبوعية التي يُنظمها أهالي الحي المقدسي، احتجاجًا على سياسة الاستيطان والتهجير القسري، يغيظ الاحتلال ويُرعبه، كونه يشكل رمزًا من رموز الهوية الوطنية الفلسطينية، والسيادة على المدينة المقدسة.
ودائمًا ما تعتدي قوات الاحتلال بالضرب على الناشطين المشاركين في تلك التظاهرة، ولا سيما الناشط المقدسي محمد أبو الحمص، وتُصادر منه العلم الفلسطيني وتعتقله، ومن ثم تُبعده عن حي الشيخ جراح لفترة محددة.
ولم تقتصر الاعتداءات الإسرائيلية على المقدسيين، بل تطال الأجانب ونشطاء السلام الإسرائيليين الذين يُشاركون في التظاهرة السلمية داخل الحي.
وبدأت شرطة الاحتلال بتنفيذ قرار "بن غفير" حظر رفع العلم الفلسطيني في الشيخ جراح، ومصادرته من الاحتجاجات.
وسابقًا، أكدت جمعيات حقوقية إسرائيلية، بينها "جمعية حقوق المواطن في إسرائيل"، أن رفع العلم الفلسطيني قانوني، ولا يوجد بالقانون الإسرائيلي ما ينص على منعه.
قرار تعسفي
عضو لجنة الدفاع عن حي الشيخ جراح يعقوب أبو عرفة يصف قرار حظر رفع العلم الفلسطيني بأنه جائر وتعسفي، ويُدلل على عنصرية حكومة الاحتلال ومدى تطرفها.
ويقول أبو عرفة، في حديث لوكالة "صفا": إن "المتطرف بن غفير يفرض قرارات على الفلسطينيين تتلاءم مع وجود المستوطنين في الشيخ جراح، ضمن خطته الممنهجة للسيطرة على الحي وطرد سكانه منه".
ويشير إلى أن الاحتلال لم يكتف بحرمان المقدسيين من السكن في منازلهم، والاستيلاء عليها بالقوة، بل يُريد التعدي على هويتهم الوطنية، وحظر رفع العلم الفلسطيني في الحي.
ويضيف أن القرار يطال ليس فقط الفلسطينيين، بل المتضامنين الأجانب واليساريين الإسرائيليين، وكما الشيخ جراح فإن القانون العنصري سوف يسري على مدينة القدس بأكملها.
ويوضح أن قوات الاحتلال هددت كل من يرفع العلم الفلسطيني في الحي باعتقاله وملاحقته ومصادرة العلم منه، كما حدث مع الناشط أبو الحمص.
ووفقًا لأبو عرفة فإن سلطات الاحتلال تستهدف الشيخ جراح بشكل أساس، لأنها تريد بسط سيطرتها عليه، عبر الاستيلاء على منازل المقدسيين وتهجيرهم منها قسرًا، لإحلال المستوطنين مكانهم.
ويبين أن الاحتلال بقراره حظر رفع العلم، يريد إثبات أن "القدس بشطريها عاصمة موحدة لكيانه الغاصب، ولا يوجد أي سيطرة فلسطينية عليها"، لذلك يُحارب كل شيء يُدلل على رمزيتها وهويتها الفلسطينية العربية.
ويعد رفع العلم الفلسطيني شكلًا من أشكال مقاومة الاحتلال ومواجهة مخططاته واعتداءاته، وأيضًا لإثبات الهوية الفلسطينية للمدينة المقدسة، رغم كل عمليات التهويد والاستيطان المستمرة ضدها.
ويتابع أبو عرفة أن "حكومة الاحتلال تُسخر كل إمكانياتها ووسائلها، لأجل تعزيز السيطرة والسيادة الكاملة على القدس، وتثبيت الفكر الصهيوني والتهويدي فيها، وكذلك إلغاء كل مظاهر السيادة الفلسطينية، وأي نوع من الاحتجاجات والفعاليات الوطنية".
طمس الهوية
أما الناشط المقدسي صالح ذياب فيقول إن حكومة الاحتلال اتخذت عدة قرارات مصيرية بشأن مدينة القدس، وخصصت ميزانيات ضخمة لأجل تنفيذ مشاريع تهويدها، ومحاربة هويتها الإسلامية والعربية.
ويوضح، في حديثه لوكالة "صفا"، أن من بين هذه القرارات حظر العلم الفلسطيني شرقي المدينة، ولاسيما الشيخ جراح، في محاولة لإلغاء الهوية وطمس الوجود الفلسطيني، وفرض السيطرة الكاملة على الحي، وتهجير أهله.
ويشير إلى أن قوات الاحتلال تعمدت الاعتداء بطريقة همجية على المتظاهرين في الحي، الجمعة الماضي، "وهددت باعتقالي واعتقال كل من يرفع العلم الفلسطيني مجددًا، وتقديمه للمحاكمة، وأيضًا مصادرة العلم منه".
ويؤكد ذياب أن "هذه التهديدات لن تُرهبنا ولن تُثنينا عن مواصلة تمسكنا بهويتنا وقدسنا، بل تزيدنا صمودًا وثباتًا وتحديًا في مواجهة قرارات الاحتلال، والأيام القادمة كفيلة بإثبات ذلك".
ويحتج أهالي الشيخ جراح على هذا القرار العنصري، مؤكدين تمسكهم بحقهم في رفع العلم الفلسطيني في كل الميادين، وأنه لا يحق للمتطرف بن غفير منعهم قانونيًا.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: الشيخ جراح الهوية الوطنية القدس الشیخ جراح بن غفیر
إقرأ أيضاً:
دعوة إسرائيلية لعدم إبعاد الأسرى خارج فلسطين لصعوبة متابعتهم
وجه المستشرق إيهود يعاري، انتقادات إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وقال إنه "يقود الإسرائيليين مرة أخرى لخطأ مدمر، من خلال اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، نظرا لوجود بند مثير للقلق في الخطوط العريضة لصفقة تبادل الأسرى، وقد يكون حاسما لتجديد حماس وقيادتها المستقبلية".
وأضاف يعاري في مقال نشرته القناة الـ12 العبرية، وترجمته "عربي21"، أن "الأمر يتعلق بقدرة تل أبيب على اتخاذ قرار بشأن ترحيل بعض أسرى حركة حماس البارزين، والذين سيتم إطلاق سراحهم كجزء من الصفقة، وهذا مطلب يصر عليه نتنياهو، وتحت ضغط شركائه اليمينيين".
وتابع: "العديد من قادة المؤسسة الأمنية والعسكرية يعارضون هذه الخطوة"، موضحا أن "إطلاق سراح قادة حماس من السجون خطأ كبير، لأن السجن يعني قيادة جديدة وخبرة طويلة، وإخراجهم منها، مثل إبراهيم حامد أو عباس السيد، من شأنه أن يؤدي لإضعاف إسرائيل، وضخ دماء جديدة في قيادة حماس".
وأردف قائلا: "يخططون بالفعل من داخل السجن لكيفية الوصول إلى القيادة، وتوجيه حماس نحو مسارات عمل أخرى، وبالتالي فإن الميزة الوحيدة في إطلاق سراحهم، أن يبقوا في الضفة الغربية وقطاع غزة، لتسهيل مراقبتهم ومتابعتهم ومعالجتهم إذا لزم الأمر".
ودعا إلى "ضرورة التفكير في هذا الأمر أكثر حتى لا نندم عليه فيما بعد، وما زال هناك وقت للضغط على نتنياهو، ومن العار أن نضيع الوقت، وعدم الانسياق إلى فرضية نفي أسرى حماس الثقيلين للخارج، لأن النتيجة ستكون مدمرة، وسيكون من الأفضل لهم أن يفرحوا في قراهم الأصلية في الضفة الغربية وغزة، بدلاً من مواجهتهم كأعداء متطورين في الخارج، مثل صالح العاروري وخليفته زاهر جبارين".
وختم بالقول إنّ "الأسرى القابعين في السجون يكونون أكثر خطورة عندما يكونون بعيدين عن قدرة الاستخبارات الإسرائيلية على مراقبتهم، وأي محاولة لضربهم تتطلب العمل عن بعد، وبالتالي فإن نتنياهو يقود الإسرائيليين مرة أخرى لخطأ غير ضروري، لأنه قد لا يفهم أي شيء عن مكافحة الإرهاب"، وفق تعبيره.