القدس المحتلة - رنا شمعة - صفا

لا يكف وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير عن قراراته العنصرية بشأن مدينة القدس المحتلة وأهلها، والتي كان آخرها بدء تطبيق قرار حظر رفع الأعلام الفلسطينية في حي الشيخ جراح؛ تمهيدًا لتنفيذ "الخطة الخمسية" لتهويد المدينة، وتغيير هويتها.

مشهد رفع العلم الفلسطيني كل جمعة خلال التظاهرة الأسبوعية التي يُنظمها أهالي الحي المقدسي، احتجاجًا على سياسة الاستيطان والتهجير القسري، يغيظ الاحتلال ويُرعبه، كونه يشكل رمزًا من رموز الهوية الوطنية الفلسطينية، والسيادة على المدينة المقدسة.

ودائمًا ما تعتدي قوات الاحتلال بالضرب على الناشطين المشاركين في تلك التظاهرة، ولا سيما الناشط المقدسي محمد أبو الحمص، وتُصادر منه العلم الفلسطيني وتعتقله، ومن ثم تُبعده عن حي الشيخ جراح لفترة محددة.

ولم تقتصر الاعتداءات الإسرائيلية على المقدسيين، بل تطال الأجانب ونشطاء السلام الإسرائيليين الذين يُشاركون في التظاهرة السلمية داخل الحي.

وبدأت شرطة الاحتلال بتنفيذ قرار "بن غفير" حظر رفع العلم الفلسطيني في الشيخ جراح، ومصادرته من الاحتجاجات.

وسابقًا، أكدت جمعيات حقوقية إسرائيلية، بينها "جمعية حقوق المواطن في إسرائيل"، أن رفع العلم الفلسطيني قانوني، ولا يوجد بالقانون الإسرائيلي ما ينص على منعه.

قرار تعسفي

عضو لجنة الدفاع عن حي الشيخ جراح يعقوب أبو عرفة يصف قرار حظر رفع العلم الفلسطيني بأنه جائر وتعسفي، ويُدلل على عنصرية حكومة الاحتلال ومدى تطرفها.

ويقول أبو عرفة، في حديث لوكالة "صفا": إن "المتطرف بن غفير يفرض قرارات على الفلسطينيين تتلاءم مع وجود المستوطنين في الشيخ جراح، ضمن خطته الممنهجة للسيطرة على الحي وطرد سكانه منه".

ويشير إلى أن الاحتلال لم يكتف بحرمان المقدسيين من السكن في منازلهم، والاستيلاء عليها بالقوة، بل يُريد التعدي على هويتهم الوطنية، وحظر رفع العلم الفلسطيني في الحي.

ويضيف أن القرار يطال ليس فقط الفلسطينيين، بل المتضامنين الأجانب واليساريين الإسرائيليين، وكما الشيخ جراح فإن القانون العنصري سوف يسري على مدينة القدس بأكملها.

ويوضح أن قوات الاحتلال هددت كل من يرفع العلم الفلسطيني في الحي باعتقاله وملاحقته ومصادرة العلم منه، كما حدث مع الناشط أبو الحمص.

ووفقًا لأبو عرفة فإن سلطات الاحتلال تستهدف الشيخ جراح بشكل أساس، لأنها تريد بسط سيطرتها عليه، عبر الاستيلاء على منازل المقدسيين وتهجيرهم منها قسرًا، لإحلال المستوطنين مكانهم.

ويبين أن الاحتلال بقراره حظر رفع العلم، يريد إثبات أن "القدس بشطريها عاصمة موحدة لكيانه الغاصب، ولا يوجد أي سيطرة فلسطينية عليها"، لذلك يُحارب كل شيء يُدلل على رمزيتها وهويتها الفلسطينية العربية.

ويعد رفع العلم الفلسطيني شكلًا من أشكال مقاومة الاحتلال ومواجهة مخططاته واعتداءاته، وأيضًا لإثبات الهوية الفلسطينية للمدينة المقدسة، رغم كل عمليات التهويد والاستيطان المستمرة ضدها.

ويتابع أبو عرفة أن "حكومة الاحتلال تُسخر كل إمكانياتها ووسائلها، لأجل تعزيز السيطرة والسيادة الكاملة على القدس، وتثبيت الفكر الصهيوني والتهويدي فيها، وكذلك إلغاء كل مظاهر السيادة الفلسطينية، وأي نوع من الاحتجاجات والفعاليات الوطنية".

طمس الهوية

أما الناشط المقدسي صالح ذياب فيقول إن حكومة الاحتلال اتخذت عدة قرارات مصيرية بشأن مدينة القدس، وخصصت ميزانيات ضخمة لأجل تنفيذ مشاريع تهويدها، ومحاربة هويتها الإسلامية والعربية.

ويوضح، في حديثه لوكالة "صفا"، أن من بين هذه القرارات حظر العلم الفلسطيني شرقي المدينة، ولاسيما الشيخ جراح، في محاولة لإلغاء الهوية وطمس الوجود الفلسطيني، وفرض السيطرة الكاملة على الحي، وتهجير أهله.

ويشير إلى أن قوات الاحتلال تعمدت الاعتداء بطريقة همجية على المتظاهرين في الحي، الجمعة الماضي، "وهددت باعتقالي واعتقال كل من يرفع العلم الفلسطيني مجددًا، وتقديمه للمحاكمة، وأيضًا مصادرة العلم منه".

ويؤكد ذياب أن "هذه التهديدات لن تُرهبنا ولن تُثنينا عن مواصلة تمسكنا بهويتنا وقدسنا، بل تزيدنا صمودًا وثباتًا وتحديًا في مواجهة قرارات الاحتلال، والأيام القادمة كفيلة بإثبات ذلك".

ويحتج أهالي الشيخ جراح على هذا القرار العنصري، مؤكدين تمسكهم بحقهم في رفع العلم الفلسطيني في كل الميادين، وأنه لا يحق للمتطرف بن غفير منعهم قانونيًا.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: الشيخ جراح الهوية الوطنية القدس الشیخ جراح بن غفیر

إقرأ أيضاً:

حمدان: رسالة مباشرة من السنوار للشعب الفلسطيني والعالم قريبا

سرايا - قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسامة حمدان، إنه سيكون هناك رسالة مباشرة من قائد حركة حماس يحيى السنوار للشعب الفلسطيني والعالم قريباً.


وكان قد أكد في مقابلة صحفية، أن الحركة ما تزال تحتفظ بـ"قدرة عالية" على الاستمرار في الحرب الدائرة مع الاحتلال الإسرائيلي والتي دخلت قبل أيام شهرها الثاني عشر.


وقال حمدان- وهو عضو المكتب السياسي للحركة- إنّ "قدرة المقاومة على الاستمرار عالية وستتواصل"، مضيفا "هناك شهداء وهناك تضحيات… لكن بالمقابل حصل تراكم في الخبرات وحصل تجنيد لأجيال جديدة في المقاومة".

وأضاف: "قد تكون هناك تضحيات وخسائر في جانب وهناك كسب وتطور في جوانب أخرى"، وتابع "المحصلة النهائية أن هذه المقاومة لا تزال قادرة بل أكثر من ذلك، ستكون أكثر قدرة على الإبداع في قادم الأيام".

وتأتي تصريحات حمدان بعد أقل من أسبوع على تصريح لوزير الدفاع في حكومة الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت اعتبر فيه أن حركة حماس "لم تعد موجودة" كتنظيم عسكري في غزة.

وأكد حمدان أن "حجم الإصابات الذي يقع في المقاومة هو أقل بكثير مما هو متوقع في معركة بهذا الحجم والمستوى والاتساع".

وخلال المقابلة التي أجريت الأحد، رأى حمدان أن الولايات المتحدة- الداعم العسكري والسياسي الأكبر للاحتلال- لا تبذل جهودا كافية لإجبار رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تقديم تنازلات من شأنها أن تضع حدا لإراقة الدماء، بل تحاول أن تبرر تملص الجانب الإسرائيلي من أي التزام.

وسبق أن اتهم نتنياهو حماس بأنها ترفض التنازل وتعهد بـ"عدم الاستسلام للضغوط" في ما يتّصل بالنقاط العالقة المتبقية في الصفقة التي يتم التفاوض في شأنها.


الهجوم الحوثي

وصباح الأحد، قالت جماعة أنصار الله (الحوثيين) إنها استهدفت موقعا عسكريا في يافا "تل أبيب" بصاروخ "فرط صوتي"، فيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتراض صاروخ من نوع أرض-أرض فوق منطقة مطار اللد بين "تل أبيب" والقدس، في حين قالت وسائل إعلام عبرية إن الصاروخ استهدف مطار بن غوريون، شرق "تل أبيب" وسقط جنوب شرق المطار.

وقال حمدان- تعليقا على ذلك- إنّ الهجوم أظهر محدودية قدرة الاحتلال على الدفاع عن نفسه؛ بما في ذلك نظام الدفاع الجوي الذي يتباهى به كثيرًا.

واعتبر الهجوم بمنزلة "رسالة تقول لكل المنطقة إن "إسرائيل" ليست كيانا محصنا… حتى "إسرائيل" بقدراتها وتقنياتها ليست قادرة على منع الوصول إليها وإصابتها"، وتابع أن "إمكانية أن يتطور الفعل المقاوم ضد الكيان الصهيوني جادة وحقيقية وليست شيئا من الأوهام أو من الآمال غير القابلة للتحقيق".

وكرّر حمدان موقف حماس- التي اعتبرت أن الهجوم الذي وقع في وقت سابق من الشهر الحالي وأطلق خلاله سائق شاحنة أردني النار على 3 حراس إسرائيليين عند معبر حدودي وقتلهم- يعكس غضبا واسع النطاق تجاه الاحتلال في المنطقة.


اليوم التالي للحرب.. يوم فلسطيني

وفيما يتعلق باليوم التالي للحرب، قال حمدان إنه يستحيل تخيل سيناريو يغادر فيه رئيس المكتب السياسي للحركة يحيى السنوار قطاع غزة.

وأضاف أن السنوار "مستعد أن يستشهد ألف مرة في فلسطين ولا يغادر؛ لأن كل ما يفعله هو لتحرير فلسطين".

وتتمسك حماس بمطلب انسحاب الاحتلال الكامل من غزة؛ بما في ذلك "ممر فيلادلفيا"، وهو شريط ضيق من الأرض على طول الحدود المصرية برز كنقطة خلاف رئيسية في محادثات التوصل إلى الهدنة.

وقال حمدان إن حماس تريد "حكما فلسطينيا مشتركا" في غزة بمجرد انتهاء الحرب في القطاع المحاصر، مضيفًا أن مسؤولي حماس وممثلي الفصائل الفلسطينية الأخرى سيلتقون قريبا في القاهرة لمناقشة رؤيتهم لما بعد الحرب.

وأضاف: "اتفقنا على أن تشكل حكومة وفاق وطني تدير الشؤون الفلسطينية في غزة"، مشددا على أن "اليوم التالي يجب أن يكون فلسطينيا". (وكالات)

إقرأ أيضاً : تطورات اليوم الـ346 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزةإقرأ أيضاً : مدير شرطة بالم بيتش: المشتبه به كان مختبئا بين الشجيرات وكان ترامب على بعد 300 إلى 500 متر منهإقرأ أيضاً : زيلنسكي: نعاني من خسائر كبيرة بسبب بطء توريد الأسلحة

مقالات مشابهة

  • حمدان: رسالة مباشرة من السنوار للشعب الفلسطيني والعالم قريبا
  • إصابة جندي ومجندة إسرائيلية في عملية طعن بمدينة القدس (شاهد)
  • مراسلة «القاهرة الإخبارية»: الاحتلال يقتحم الحي الشرقي بالضفة الغربية
  • بورصة فلسطين.. تراجع مؤشر القدس بنسبة الربع واستثمارات جديدة رغم الحرب
  • حارة الواد إحدى حارات الحي الإسلامي بالقدس
  • الرئيس الفلسطيني يمنح وسام نجمة القدس للشهيدة التركية الأميركية
  • استشهاد الصحفي الفلسطيني عبد الله شكشك برصاص مسيرة إسرائيلية في رفح
  • الجزيرة تبث مشاهد حصرية لتفجير سرايا القدس آلية إسرائيلية بجنين
  • عاجل | الجزيرة تعرض بعد قليل مشاهد حصلت عليها لتفجير عناصر سرايا القدس آلية عسكرية إسرائيلية بعبوة ناسفة في جنين
  • عبد الحميد السائح الشيخ الأحمر المقدسي