قالت الدكتورة بديعة علي أحمد الطملاوي، أستاذ الفقه المقارن والعميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالإسكندرية وعضو المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بالغربية، نحن نعرف أن الجهاد في الإسلام مفهومه ليس هو الحرب كيفما كانت بواعثها ومقاصدها، وإنما الحرب التي تكون في سبيل الله فقط، فإذا خرجت الحرب عن هذا الإطار فإنها لا تكون جهاداً وإنما تكون عملاً قبيحاً مرفوضاً في الشريعة الإسلامية.

إن المتأمل في معنى الجهاد في القرآن والسنة يتضح له بما لا يدع مجالاً للشك أن معنى الجهاد أوسع وأعم من معنى القتال، إذ يعني القتال المواجهة المسلحة في الحروب، بينما يعني الجهاد بذل الجهد في مقاومة العدو سواءً كان هذا العدو شخصاَ معتدياَ، أو شيطاناَ يجب على المؤمن مجاهدته أم حتى نفسه التي بين جنبيه.

ووردت كلمة الجهاد فالقتل يعني مبادرة الآخر ومباغتته بالسلاح والقتل، وهذا يتطلب قاتلاً من جانب وقتيلاً من جانب آخر، بخلاف القتال، فإنه لابد فيه من طرفين يقاتل كل منهما الآخر، ويمارس كل طرف منهما فعل القتل ضد الآخر والجهد يتضمن المعنى الثاني الذي هو قتال المقاتلين وليس القتل الذي هو الاعتداء، بمشتقاتها في القران الكريم 31 مره بينما وردت كلمة الحرب أربع مرات فقط.

وأضافت الطملاوي على ذلك فالجهاد في الإسلام حرباً، دفاعية في سبيل الله عز وجل فرضا ولازماً إذا دعت إليه الأحوال والظروف، وهي اليوم منوطة بالقوات المسلحة فقط إذ هي الجهة المنوط بها تحقيق أمن الوطن وسلامته من كل اعتداء خارجي، فلا يكون الجهاد فرض عين إلا في حق المجند إذا دعي إليه أو أمر به.. إن مشروعية الجهاد في الإسلام ترتبط بنصرة المظلومين ودفع الظلم عنهم وتمكينهم من حقهم في حياة مستقرة آمنه مثل غيرهم، وهذا حق أصيل لا يستطيع أي منصف أن ينكره، وتتعدد وسائل الجهاد مثلما تتعدد معانيه فهناك الجهاد بالنفس وبالمال وباللسان وذلك في مجال بيان الإسلام والدعوة إليه، وكلمة الجهاد وإن كانت تحمل معاني عدة غير القتال إلا أن استعمالها في القتال في سبيل الله هو الأغلب والمشهور في أدبيات الإسلام، ولا يباح القتال إلا عند التعدي على المسلم بدون وجه حق.

وقالت الطملاوي، هنا يجب عليه الدفاع عن نفسه، أما الكفر وحده دون عدوان فإنه لا يكون سبباً في الحرب على غير المسلمين، فالدعوة إلى الإسلام لا تكون إلا بالحجة والبرهان لا عن طريق السيف، والقرآن الكريم مليء بالآيات التي تدعو إلى السلام والعيش المشترك واحترام الشرائع المختلفة، وأنه الدين الوسط الذي ينبذ العنف والتطرف وهذا سر انتشاره في ربوع العالم، وهناك الكثير من الآيات التي تدل على أن الجهاد هو الدفاع عن النفس لا الاعتداء لمن خالف معتقد الإسلام إلا إذا استخدمه وأساليب الحرب فهو لصد الاعتداء لا لاختلاف العقائد ومن الآيات التي تدل على ذلك قوله تعالى ﴿ وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾(سورة البقرة: 190).

فالجهاد في الإسلام ليس قتال الكافر بل قتال الظالم مسلما كان أو كافراً، أما عن الأمر بالأخوة والتعايش مع المخالف والأمر بالقسط إليهم رحمة بهم وأمر بالدعوة بالحسنى في قوله عز وجل {لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9 الممتحنة) وقال تبارك وتعالى( وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ (الأنفال: 61) وقال عز وجل:( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾(البقرة 190).

وأضافت، إن الإسلام يدعو في مبادئه إلى أن تكون الحياة وحده انسانيه غايتها التعارف والتعاون بين الجميع، ولا يتصورها صراعا بين الطبقات ولا حرباَ بين الشعوب ولا عداوة بين الأجناس، وقال تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ (الحجرات: 13) إن الأديان كلها دينا واحدا بعث الله به الرسل رسله للبشرية جمعاء ومن آمن بهذا الدين أمة واحدة في كل زمان ومكان، ويصور النبي صلى الله عليه وسلم هذه الوحدة فيقول صلى الله عليه وسلم (إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنه من زاوية فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة؟ قال فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين) صحيح البخاري رقم( 3535 ).

ويؤكد الإسلام في نصوصه ومبادئه على حفظ وصيانة حقوق الإنسان بصرف النظر عن دينه وجنسه ولونه ووطنه، تلك الحقوق التي لم يصل إليها حتى اليوم أي نظام ولا شريعة ولا فلسفة في عمقها وأصالتها ورفعتها، ولم يترك هذه الحقوق عرضة للعبث والضياع وإنما جعلها من صميم العقيدة، وفرض على المجتمع والدولة، فكرم الإنسان ووهبه حق الحياه وأسجد له ملائكته وسخر له كل شيء ليكون خليفته في الأرض فقال عز وجل( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَي كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) بل حرم قتله والتعدي عليه أيا كان، فقال عز من قائل:( وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151الأنعام)، وجعل الاعتداء على نفس واحدة كأنما اعتدى على كل نفس ومن حفظها فكأنما حفظ حق المجتمع بأسره، فقال عز وجل:(مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32 المائدة )، وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: مرت بنا جنازة فقام النبي صلى الله عليه وقمنا، فقلنا يا رسول الله إنها جنازة يهودي، فقال صلى الله عليه وسلم أوليست نفساً)، إن الإسلام يفرض على المسلم أن يتحلى بالسلم في كل عباداته وأفعاله، وليس فقط على غيره، ففي الحج يقول تعالى:( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (197 البقرة).

وفي الصوم يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (الصوم جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق وإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم ):وباستقراء القرآن الكريم نجد أن لفظ السلام وما اشتق منه يزيد على (133) آية فى القرآن، بينما لم يرد الحرب إلا في ست آيات فقط، ومن أسماء الله عز وجل( السلام )، وتحية المسلم لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة السلام تحيه المسلم لأخيه (السلام) عليكم، ومن أسماء الجنة (دار السلام)، وليلة القدر التي نزل فيها القرآن كلها سلام فقال عز وجل: سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ): (القدر 5).

وتحية المؤمن في الجنة السلام، يقول تعالى:( تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ ۚ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (44الأحزاب)، وغيرها من الآيات التي تحض على السلام وعلى أن الجهاد في الإسلام ليس تعدي على النفس البشرية بل شرع بضوابط وشروط تحفظ للآخر حياته وحقوقه ما دام لم يتعدى بها على غيره ظلماً وعدوانا.

اقرأ أيضاًالتخطيط والأزهر يبحثان سبل التعاون في المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء

المفتي: دور علماء الأمة تبليغ الناس صحيح الدين وبناء وعي المسلمين

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأزهر الشريف القرآن الكريم الشريعة الإسلامية الشرع الجنة سنة الرسول النار صلى الله علیه وسلم عز وجل

إقرأ أيضاً:

المتحدث باسم الجهاد يكشف لـعربي21 عن مساعٍ فلسطينية لمواجهة القرار الأمريكي

كشف المتحدث الإعلامي باسم حركة الجهاد الإسلامي، محمد الحاج موسى، عن مساعٍ فلسطينية مكثّفة تُبذل على المستويات السياسية والميدانية والإعلامية لمواجهة القرار الأمريكي الذي أقرّه مجلس الأمن الدولي بشأن مستقبل قطاع غزة، مؤكدا أن هذا القرار "لا يُمثّل الشعب الفلسطيني ولا يعكس إرادته، وأن قوى المقاومة تعمل وفق رؤية موحّدة لمنع فرض أي وصاية دولية أو إعادة إنتاج استعمار جديد للقطاع".

وقال الحاج موسى، في تصريحات خاصة لـ "عربي21": "كما واجهنا الاحتلال موحّدين، سنتصدى للقرار الأمريكي موحّدين أيضا، والتنسيق بين الفصائل قائم ودائم"، مشيرا إلى "اتصالات مباشرة ومشاورات جارية مع حركة حماس، وبقية الفصائل، من أجل الاتفاق على آليات مواجهة مشتركة".

وأضاف: "نحن لم نستجب لمطالب الوسطاء بشأن تسليم الأسرى الصهاينة، ونلتزم بكافة بنود المرحلة الأولى رغم كل العراقيل والخروقات التي قام بها الاحتلال، كي يأتي ترامب ويفرض وصاية دولية علينا من أي نوع. تسليم الأسرى تمّ بناءً على ضمانات واضحة قدّمها الوسطاء، وهذه الضمانات تُحمّلهم مسؤولية الوقوف بوجه القرار لا التسليم به"، مُشدّدا على ضرورة أن يمارس الوسطاء ضغطا حقيقيا وفاعلا لإصلاح المسار التفاوضي غير المباشر بأكمله.


وردا على سؤال حول ما إذا كانت المقاومة قد تعرّضت لعملية خداع، قال: "الولايات المتحدة تقود العدوان منذ اليوم الأول، وتواصل ألاعيبها لتغطية حرب الإبادة ودعم الاحتلال بلا حدود، لكن الأخطر هو التماهي العربي والإسلامي؛ إذ لم يصدر حتى الآن موقف رافض أو حتى متحفّظ على القرار، وهذا أمر شديد الخطورة".

التواصل مع الوسطاء
وتابع: "الإخوة في حركة حماس، بصفتهم المعنيّين بالملف التفاوضي، في تواصل مستمر مع الوسطاء. نحن اليوم أمام مرحلة جديدة وخطيرة تتطلب وضوحا أكبر، وضغطا مختلفا من قِبل الوسطاء على الإدارة الأمريكية التي لم تلتزم بما تعهّدت به؟، كان يفترض أن نكون في مرحلة تفاوضية، لا في مرحلة فرض وصاية".

وأكد المتحدث الإعلامي باسم حركة الجهاد الإسلامي، أن "الشعب الفلسطيني صمد عقودا ورفض الوصاية والتبعية، ولا يزال ثابتا على مواقفه، رافضا للاحتلال ولأي وصاية".

وأوضح أن "الإرادة الشعبية الفلسطينية هي الضمانة الأساسية في مواجهة أي حلول قسرية أو مسارات سياسية مجحفة"، لافتا إلى أن "القرار الأمريكي يمنح شرعية لسياسات الاحتلال بصيغ جديدة ومضلّلة، ويتعارض مع المواثيق الدولية، بما فيها المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة التي تكفل حق الشعوب في المقاومة".

شرعنة لإبادة غزة ونسف لمبدأ الدولة الفلسطينية
وانتقد الحاج موسى تصريحات مندوب الجزائر التي قال فيها إن الدول العربية والإسلامية دعمت الصيغة النهائية للقرار الأمريكي، متسائلا: "بأي حق يدعمون قرارا يرفضه الشعب الفلسطيني بكل مكوّناته؟، وبأي حق تُمنح الوصاية لأمريكا التي كانت طرفا أساسيا في الإبادة المستمرة لغزة منذ عامين؟".


وأشار إلى أن هذا القرار "يفتح الباب لاستعمار جديد على الشعب الفلسطيني، ويمنح إسرائيل ما لم تحلم بالحصول عليه"، مؤكدا أن بنوده المتعلقة بمستقبل غزة والضفة "غامضة ومبهمة، وتعتمد على موافقات إسرائيلية تعرف السلطة الفلسطينية قبل غيرها أنها لن تأتي".

وأضاف المتحدث الإعلامي باسم حركة الجهاد الإسلامي: "القرار الأمريكي ينسف مشروع الدولة الفلسطينية بالكامل، ويثبت الانقسام بين غزة والضفة، بل ويعمّقه، والادعاء بأنه يفتح الطريق لدولة فلسطينية هو تضليل صريح".

"قوة احتلال"
وشدّد الحاج موسى على أن "فصائل المقاومة ستتعامل مع أي قوة دولية مسلّحة تُكلّف بنزع سلاحها كقوة احتلال، بصرف النظر عن الدول المشاركة فيها".

وبيّن أن "المقاومة لا تمانع وجود قوة مراقبة لوقف إطلاق النار، لكن أي قوة تتدخل في الشؤون الداخلية وتفرض وقائع جديدة على الأرض وترفع يد الشعب الفلسطيني عن حقه في المقاومة وتعمل على خنقه ستكون قوة احتلالية نتعامل معها كما تعاملنا مع الاحتلال طوال العقود الماضية".

وأكد أن "الواقع صعب ومرير، ولكن صعوبة الواقع لا تبرر التنازل"، مشيرا إلى أن "الشعب الفلسطيني لم يستسلم يوما رغم اختلال موازين القوى، وأن المطلوب اليوم هو توافق وطني شامل لمواجهة القرار الأمريكي".

وعن تأثير القرار الأمريكي على المرحلة الثانية من المفاوضات، قال: "القرار الأمريكي كان بمثابة انقلاب على المفاوضات من أساسها. لم يُطرح للنقاش مع الوسطاء ولا مع الفصائل؛ فواشنطن تجاوزت الجميع وفرضت مسارا أحاديا يتماهى مع أهداف الاحتلال الإجرامية الإحلالية".


وذكر الحاج موسى أن "التواصل مع الوسطاء والدول العربية والإسلامية مستمر منذ ما قبل صدور القرار الأمريكي، وأن المقاومة ستستخدم كل الوسائل الممكنة لمواجهته؛ لأنه يُشكّل تهديدا مباشرا لمستقبل الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة".

وانتقد الحاج موسى ترحيب السلطة الفلسطينية بالقرار الأمريكي، قائلا: "السلطة تتصرف كمَن سمع بحكم إعدام صادر بحقه ثم ذهب لتنفيذه بنفسه. هذا القرار يقوّض كل الوجود الفلسطيني ويلغي ما يسمى بالسلطة ذاتها.. فماذا سيبقى منها إذا فرضت الوصاية الخارجية - امتدادا للاحتلال - على غزة وضم الاحتلال الضفة؟".

وزاد: "على السلطة الفلسطينية أن تعود إلى رشدها، وأن تدرك حجم المخاطر، وأن تقف إلى جانب شعبها ومقاومته. لن نخرج سويا من هذه الأزمة غير المسبوقة إلا بوحدتنا، وليس من المقبول أن تنفرد السلطة باتخاذ القرارات، ولا أن تتماهى مع القرار الأمريكي"، مضيفا: "المطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى أن نتوحد، وننبذ الخلافات، ونجتمع على رؤية موحدة للمواجهة".

ومساء الاثنين، اعتمد مجلس الأمن الدولي بالأغلبية المشروع الأمريكي بشأن إنهاء الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، حيث صوت 13 عضوا بالمجلس لصالحه، بينما امتنعت روسيا والصين عن التصويت.

ورحب القرار الأممي، الذي يحمل رقم 2803، بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المكونة من 20 بندا لإنهاء النزاع في غزة والصادرة في 29 أيلول/ سبتمبر الماضي.

وطرحت واشنطن مشروع القرار من أجل نشر قوة متعددة الجنسيات بغزة، في ظل اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" يسري منذ 10 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

مقالات مشابهة

  • عالم أزهري: الإسلام صنف السحر ضمن السبع الموبقات وحرم الذهاب للعرافين
  • حسام موافي: المسلم الذي يشبع بكثرة يغضب الله عليه .. فيديو
  • أزهري: الأبراج من أكبر المصائب التي ابتليت بها الأمة
  • د.إبراهيم الغماري: الفرائض تتقدّم على النوافل وسداد الدين مقدَّم على الحجبرّ الوالدين أولى من كثير من النوافل العبادات المتعدّية النفع أولى من القاصرة على النفس
  • حكم استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة المحتوى العلمي ثم نسبته إلى النفس
  • الشيخ خالد الجندي يحذر من أخطر صور الشرك الخفي ونسب النعم إلى النفس
  • مجلس القضاء الأعلى: نقدِّر دور شيخ الأزهر وجهوده في نشر السلام وبيان الصورة الصحيحة عن الإسلام
  • رامي صبري لـ تامر حسني: يا رب الفترة دي تعدي على خير
  • حركة “الجهاد”:مجزرة عين الحلوة تؤكد النوايا العدو لجر المنطقة إلى مزيد من التصعيد
  • المتحدث باسم الجهاد يكشف لـعربي21 عن مساعٍ فلسطينية لمواجهة القرار الأمريكي