دُوْنَ ذَنْبٍ مُفْتَعَل (قصة قصيرة)
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
بقلم / ايمان الجابري
- هِاي...
أنت ماذا تفعل بالقُرب من بيتي؟!
- وماشأنُكِ أنتِ يالكِ من حِّشرية!
ثم مضى تاركاً إياها مندهشةً من رَدَةِ فِعلهِ.
تتوالى الأيام فتعتادُ وجودَه بنفسِ المكان، والوقتِ ذاته،لينسجَ عقلُها الكثير من الشكوك،والعديد من الأسئلةالتي تدور حولَه.
انقضى على حالهما هذا قرابة ستة أشهر،وفي ذات يوم كعادتها خرجت من بيتها إلى المدرسة التي تعمل فيها،لكنها استغربت من عدم تواجدِهِ صباح ذلك اليوم، وسريعاً ما تناست امره،فهناك أمورٌ تشغلُ بالها عنه،وعن الاهتمام به.
مرَّ اليوم دون أن تلمح له أثراً،وامتدَّ اليومُ إلى أسبوع.
- فرح،فرح تعالي
يابُنتي هناك ما أودُّ أن أُناقشكِ فيه.
- إني قادمةٌ يا أبي. ابتسمت بكل حُبٍّ عند رؤيتها لأبيها،فهو كل ماتبقى لها من أُسرتها.
إِسْتَهَلَّ حديثة قائلاً: أنتِ تعلمي يافرح أنك فرحة عُمري، وأنني لاأختار لك إلا ما هو مناسب لك يافرحتي.
- أبي ما الموضوع؟ لقد انتابني القلق.. تَحَدَّث يا أبي،إنني أُصغي إليك.
- لا داعي للقلق ياصغيرتي.
إن َّ كُلَّ مافي الأمر أن هناك من تقدم لخطبتك.
- لكن يا أبي أنا لا أفكر بـ.....قاطعها قائلاً:
أعلم انكِ لا تفكرين بسبب خُوفكِ عليَّ أن أبقى وحيداً، أليس كذلك؟
إختنق صوتُها بالعبرات،وتمردتْ الدموعُ فوق خديها.
إسمعي جيداً ما سأقوله لكِ يابُنيتي ولا تنسي هذا الكلام طول عُمركِ .. يَجِّبُ عليكِ الاعتماد على نفسكِ وأن تكوني قويةً بذاتك،فأنا معكِ اليوم لكن غداً...
-لاتُكمل أرجوك يا أبي أطال اللَّهُ في عُمرك.
تعالت( الزغاريط )،
وأصوات الأغاني معلنةً الفرح.
جَرَتْ العادةُ أن العروسَ لا ترى عريسها إلا يوم الزفاف حين يأتي لأخذها إلى بيتة.
حَلَّتْ الصدمةُ على فرح حين رأت عريسها.
فهو نفس الشخص الذي كان يَحُومُ قريباً من بيتها.
- مابكِ؟هل رأيتِ وحشاً؟
أين لسانُك الطويلُ ياعزيزتي؟
- أنا لا أفهم شيئاً!
لِمَ أنت؟ وماذا تريد مني؟
- أُصمتي.. صَرَخَ بها هادراً، وقد تملكه الغضب منها.
هنا ادركتْ فرحٌ أنها أمام شخصٍ ساديٍ، مُتفنِنٌ بتعذيب غيره...
لِيُمَزِقَهَا إِرباً إِرباً، ويمتزجُ صوتُ ضحكَتُه بأنِينِها بلا مبالاة منه.
بقلم: إيمان الجابري*دُوْنَ ذَنْبٍ مُفْتَعَل*
- هِاي...
أنت ماذا تفعل بالقُرب من بيتي؟!
- وماشأنُكِ أنتِ يالكِ من حِّشرية!
ثم مضى تاركاً إياها مندهشةً من رَدَةِ فِعلهِ.
تتوالى الأيام فتعتادُ وجودَه بنفسِ المكان، والوقتِ ذاته،لينسجَ عقلُها الكثير من الشكوك،والعديد من الأسئلةالتي تدور حولَه.
انقضى على حالهما هذا قرابة ستة أشهر،وفي ذات يوم كعادتها خرجت من بيتها إلى المدرسة التي تعمل فيها،لكنها استغربت من عدم تواجدِهِ صباح ذلك اليوم، وسريعاً ما تناست امره،فهناك أمورٌ تشغلُ بالها عنه،وعن الاهتمام به.
مرَّ اليوم دون أن تلمح له أثراً،وامتدَّ اليومُ إلى أسبوع.
- فرح،فرح تعالي
يابُنتي هناك ما أودُّ أن أُناقشكِ فيه.
- إني قادمةٌ يا أبي. ابتسمت بكل حُبٍّ عند رؤيتها لأبيها،فهو كل ماتبقى لها من أُسرتها.
إِسْتَهَلَّ حديثة قائلاً: أنتِ تعلمي يافرح أنك فرحة عُمري، وأنني لاأختار لك إلا ما هو مناسب لك يافرحتي.
- أبي ما الموضوع؟ لقد انتابني القلق.. تَحَدَّث يا أبي،إنني أُصغي إليك.
- لا داعي للقلق ياصغيرتي.
إن َّ كُلَّ مافي الأمر أن هناك من تقدم لخطبتك.
- لكن يا أبي أنا لا أفكر بـ.....قاطعها قائلاً:
أعلم انكِ لا تفكرين بسبب خُوفكِ عليَّ أن أبقى وحيداً، أليس كذلك؟
إختنق صوتُها بالعبرات،وتمردتْ الدموعُ فوق خديها.
إسمعي جيداً ما سأقوله لكِ يابُنيتي ولا تنسي هذا الكلام طول عُمركِ .. يَجِّبُ عليكِ الاعتماد على نفسكِ وأن تكوني قويةً بذاتك،فأنا معكِ اليوم لكن غداً...
-لاتُكمل أرجوك يا أبي أطال اللَّهُ في عُمرك.
تعالت( الزغاريط )،
وأصوات الأغاني معلنةً الفرح.
جَرَتْ العادةُ أن العروسَ لا ترى عريسها إلا يوم الزفاف حين يأتي لأخذها إلى بيتة.
حَلَّتْ الصدمةُ على فرح حين رأت عريسها.
فهو نفس الشخص الذي كان يَحُومُ قريباً من بيتها.
- مابكِ؟هل رأيتِ وحشاً؟
أين لسانُك الطويلُ ياعزيزتي؟
- أنا لا أفهم شيئاً!
لِمَ أنت؟ وماذا تريد مني؟
- أُصمتي.. صَرَخَ بها هادراً، وقد تملكه الغضب منها.
هنا ادركتْ فرحٌ أنها أمام شخصٍ ساديٍ، مُتفنِنٌ بتعذيب غيره...
لِيُمَزِقَهَا إِرباً إِرباً، ويمتزجُ صوتُ ضحكَتُه بأنِينِها بلا مبالاة منه.
بقلم: إيمان الجابري
المصدر: عدن الغد
إقرأ أيضاً: