قد نفهم خوف الإنسان من الحرب ، لكن قد نجادل في خوفه من استمرارها خاصة إذا لم يحصل له إنكسار عسكري لا يمكن المواصلة معه.

الكل يعرف أن الدولة لم تكن لتسير بجيشين. و الكل عرف أن حميدتي لم يقطع كل هذه الرحلة ليبقى الرجل الثاني ثم يندمج في جيش يبتلعه. و إذا كنا صادقين في رفع شعار ( الجنجويد ينحل ) ، فهو تفويض للجيش النظامي لحل المليشيا القبلية حسب ما تقتضيه ضرورة الحل العسكري مع محاولة تقليل الاثر على المدنيين.

الذين هتفوا : لا للحرب منذ البداية ، توهموا أن هناك طرق أقل تكلفة لحل المليشيا مثل الإتفاق الإطاري الذي كان بصدد تأمين عشر سنوات من الشرعية المستقبلية لحميدتي. و هذه مراهنة جربها الجيش منذ ٢٠١٩ عندما ظن أن تأخير حل المليشيا سيقوي الجيش أو يغير الظروف الإقليمية لصالحه ، فلماذا التكرار ؟

ذات المعسكر ، لا للحرب ، يدعو الى التسوية و إستبقاء المليشيا ، و هو بذلك يريد ، أو لا يبالي ، ببقاء الجنجويد في المشهد سياسيا و عسكريا مع كل القوى الدولية الداعمة لهم.
الثورة فشلت في التخلص من الكيزان عندما حانت الفرصة ، و الآن يريدون إعلان الفشل في التخلص من الجنجويد.

تريد قحت إبقاء البلد فاشلة و مناخها قابلا للإشتعال و الإنزلاق للحرب في أية لحظة مستقبلية.

تريد الإحتفاظ بكل “الخوازيق السابقة في مصنع إعادة التدوير أو مخزن المنظومان التي يستحيل التخلص منها بل يوصى بالإحتفاظ بها”
و حينها سينقطع حلم هذا الجيل في بلد آمن موحد و قابل للنهضة.
و ربما الأجيال القادمة.

عمار عباس

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

بعد الاحتجاجات.. دعوة من حركة امل للجيش والقوى الأمنية

أصدرت حركة أمل، مساء اليوم الجمعة، بياناً جاء فيه: "إن الإعتداء على اليونيفل إعتداء على جنوب لبنان، وأن قطع الطرقات في أي مكان كان هو طعنة للسلم الأهلي".

كما دعت قيادة الحركة الجيش والقوى الأمنية إلى ملاحقة الفاعلين والضرب بيد من حديد على أيدي العابثين.

مقالات مشابهة

  • الجنجويد (الشر المطلق)
  • ثلاثة مصائر تواجه المتبقي من مليشيا الجنجويد المحاصرين وسط الخرطوم
  • تكتيكات الجيش تصيب المليشيا بالتوتر والارتجال مما يعجل بانهيارها وهروب افرادها
  • تفويض الجيش أم تقويض مهامه؟
  • بعد تحرك طريق المطار.. مداهمات للجيش في بيروت!
  • توكل كرمان خلال مؤتمر ميونخ للدفاع والأمن : التخلص من ميليشيات الجنجويد والميليشيات العابرة للحدود ضرورة عالمية
  • بعد الاحتجاجات.. دعوة من حركة امل للجيش والقوى الأمنية
  • تمديد تفويض عملية أسبيدس البحرية في البحر الأحمر حتى شباط 2026
  • طبيب يحذر من خطورة التوتر النفسي: يؤدي إلى فقدان البصر
  • د.ابراهيم الصديق على يكتب: المليشيا: محاولات إنعاش