هل يفسد غذاء العالم بسبب التغير المناخي؟
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
تفاقم ظاهرة التغير المناخي نقص المحاصيل الزراعية، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار سلع مثل عصير البرتقال وزيت الزيتون والكاكاو، وفقا لوكالة "بلومبيرغ" الأميركية.
ويضاف ارتفاع درجات الحرارة الناجم عن الاحتباس الاحترازي، إلى الآفات و"الأمراض النباتية"، في التأثير على المحاصيل المختلفة.
وتكلف الأمراض النباتية الاقتصاد العالمي أكثر من 220 مليار دولار سنويا، والحشرات الغازية ما لا يقل عن 70 مليار دولار، وفقا لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو).
وتتكيف الآفات بسهولة مع المناخ المتغير، حيث تسمح درجات الحرارة المرتفعة بالتكاثر بسرعة أكبر والهجرة بشكل أسرع، مما يؤدي بدوره إلى تقليل حجم المحاصيل، وفقا لما تقوله الخبيرة، ليا بوكمان، وهي عالمة حشرات بجامعة جورج تاون الأميركية.
وقالت بوكمان: "مع ارتفاع درجة الحرارة، يزداد النطاق الجغرافي لانتقال الحشرات التي تنشر الأمراض" في النباتات.
ونتيجة لذلك، تم العثور على فراشات مدمرة، موطنها الأميركيتين، وهي تلتهم الذرة والحبوب الأخرى في جميع أنحاء أفريقيا وآسيا. كما دمرت الذبابة البيضاء المرتبطة بالمناخ الاستوائي وشبه الاستوائي، مزارع طماطم في أوروبا.
الكاكاو والطماطموشهدت منطقة غرب أفريقيا، موطن ثلثي إمدادات الكاكاو العالمية، صعوبات خطيرة فيما يتعلق بمحصولها خلال المواسم الأخيرة، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الجملة هذا العام لتقترب من مستويات تاريخية.
وأدى هطول الأمطار الغزيرة لفترات طويلة، إلى زيادة فرص انتشار مرض "القرون السوداء" الناجم عن كائنات شبيهة بالفطريات، تنتشر بسرعة على قرون الكاكاو في الظروف الرطبة، وتحولها إلى اللون الأسود أو البني.
وتسببت "القرون السوداء" في تدمير ما يصل إلى 30 بالمئة من محاصيل الكاكاو السنوية، وفقا للعديد من الدراسات.
أما المرض الثاني، فهو فيروس البراعم المنتفخة، الذي ينتقل عن طريق "البق الدقيقي"، وهي حشرة تتغذى على عصارة نباتات الكاكاو. وتقلل هذه الحشرة بشكل كبير من إنتاجية المحاصيل قبل أن تقتل نبات الكاكاو في النهاية.
ويتكاثر البق الدقيقي في درجات الحرارة الأكثر دفئا، ويمكن أن ينشر الفيروس بسرعة، حتى لو أصيبت شتلة واحدة فقط.
واقتلاع الأشجار المصابة هو الطريقة الوحيدة للسيطرة على المرض، وفقا لمنظمة الزراعة الزراعية العالمية.
وفي يوليو الماضي، ارتفع سعر الطماطم في الهند بنسبة 700 بالمئة، وهي زيادة غير عادية، لدرجة أنها أثارت سخرية على وسائل التواصل الاجتماعي.
وتضرر إنتاج المحصول وسط تأخر الرياح الموسمية والأمطار الغزيرة في بعض مناطق الزراعة، وارتفاع درجات الحرارة لأكثر من المعتاد في يونيو. لكن محصول الطماطم عانى بشكل خاص بسبب ما يسمى بالذبابة البيضاء ذات الأوراق الفضية.
وتتمتع هذه الحشرة التي تتغذى على النسغ – السائل الذي ينتقل عبر النسيج الوعائي في النبات - بالقدرة على نقل مئات الفيروسات النباتية، مما يعيق إنتاج المحاصيل الرئيسية مثل الطماطم، وكذلك الكسافا (التي تعرف أيضا بالبَفرة، وهي شجيرة خشبية موطنها أميركا الجنوبية) والفاصوليا والبطاطا الحلوة.
وفي الهند أيضا، ساهم فيروس تجعد أوراق الطماطم شديد العدوى، الذي تنقله الحشرة، في حدوث خسائر مدمرة.
ووصل هذا الفيروس مؤخرا إلى أوروبا، ربما من الهند، وتسبب في تفشي المرض في العديد من الدول الأوروبية.
وأظهرت الحشرات قدرة عالية على التكيف مع التغيرات في النظم البيئية الزراعية، مع مزيج من الطقس الحار والرطوبة العالية، مما أدى إلى توفر بيئة مثالية لتكاثرها.
وتواجه إسبانيا - أكبر منتج لزيت الزيتون في العالم - أزمة خاصة بها، حيث تسبب الجفاف في تضاؤل الإنتاج، مما أدى إلى مضاعفة التكاليف في العام الماضي.
وواجهت تجارة الحبوب العالمية مشاكل لعدد من الأسباب، ليس أقلها التصعيد الأخير في الحرب الروسية ضد أوكرانيا.
وبينما ظلت الأسعار تحت السيطرة بشكل أو بآخر، أثارت الأحوال الجوية غير المواتية والآفات، مشاكل في الإنتاج المحلي في بعض البلدان.
وفي الصين، وهي واحدة من أكبر منتجي الذرة في العالم، تهاجم الآفات مثل دودة الحشد الخريفية، النباتات في وقت أبكر من المعتاد.
ويدعم الطقس الأكثر دفئا ورطوبة، بقاء هذه الآفة وتكاثرها، مما يسمح لليرقات ببدء هجومها في وقت مبكر جدا خلال دورة المحاصيل.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: درجات الحرارة
إقرأ أيضاً:
COP29.. تقدم كبير في تنفيذ إستراتيجية التغير المناخي لـ”أبوظبي 2023-2027″
أعلنت دائرة الطاقة وهيئة البيئة في أبوظبي عن تحقيق تقدم كبير في تنفيذ استراتيجية التغير المناخي لإمارة أبوظبي 2023-2027 التي تهدف إلى تعزيز مرونة الإمارة في مواجهة تداعيات التغيّر المناخي ودعم جهود تحقيق أهداف الحياد المناخي ومخرجات اتفاق الإمارات.
جاء الإعلان المشترك على هامش المشاركة في الدورة التاسعة والعشرين من مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP29 المنعقد في باكو أذربيجان في الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر.
وتعتبر الاستراتيجية الأولى من نوعها في المنطقة وهي قائمة على التخفيف من خلال خفض انبعاثات الإمارة والتكيف مع آثار التغير المناخي من خلال حماية جميع القطاعات الأكثر هشاشة لتداعيات تغير المناخ وتشكل الاستراتيجية المرحلة الأولى من خطة إمارة أبوظبي للوصول إلى الحياد المناخي بحلول 2050 ويتم تنفيذها على فترة زمنية تمتد لخمس سنوات من خلال 77 مشروعاً استراتيجياً تنفذها 14 جهة حكومية وغير حكومية.
ووفقا للتقريرالصادر عن لجنة متابعة تنفيذ استراتيجية التغير المناخي لإمارة أبوظبي والذي يرصد الإنجازات التي تحققت في العام الأول من إطلاق الاستراتيجية منذ يوليو 2023 تم خفض حوالي 26 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد كربون حتى نهاية 2024 ويُعد هذا إنجازا مهماً نحو تحقيق الهدف النهائي للاستراتيجية والمتمثل في خفض 22% من انبعاثات الإمارة بحلول عام 2027 مقارنة بسنة الأساس 2016.
ورصد التقرير سير العمل بمشاريع الاستراتيجية التي تضم 77 مشروعًا تدعم أربع محاور رئيسية تشمل التكيف التخفيف والتنوع الاقتصادي ومواضيع متقاطعة حيث بلغت نسبة المشاريع المنجزة 26% من إجمالي المشاريع المخطط لها خلال فترة الاستراتيجية وتضم هذه المشاريع 20 مشروعًا رئيسيًا تم إنجازها من بينها دراسة جدوى للحد من انبعاثات الكربون وتداولها وتطوير محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية.
وأكد سعادة المهندس أحمد محمد الرميثي وكيل دائرة الطاقة في أبوظبي “أن المشاركة في مؤتمر الأطراف ”كوب29″ تشكل فرصة مميزة لتبادل الأفكار والرؤى ووضع معايير جديدة للعمل المناخي.
وأضاف أن أبوظبي أكدت مكانتها الريادية في مجال التصدي لظاهرة التغير المناخي من خلال تقديم مجموعة من الحلول المبتكرة وتنفيذ عدد من المشاريع الاستراتيجية البارزة مثل محطة براكة للطاقة النووية التي تساهم في خفض الانبعاثات الكربونية بمقدار 22 مليون طن متري سنويًا والتي تعادل إزالة 4.8 مليون مركبة من الطرق ومحطة نور أبوظبي للطاقة الشمسية التي تساهم في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار مليون طن متري سنويًا أي ما يعادل إزالة 200 ألف مركبة من الطرق إضافة إلى محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية التي تساهم في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في أبوظبي بأكثر من 2.4 مليون طن متري سنويًا أي ما يعادل إزالة 470 ألف مركبة.
كما تضم قائمة المشاريع محطة الطويلة لتحلية المياه بالتناضح العكسي التي تُعد أكبر محطة تناضح عكسي في العالم حاليًا بطاقة إنتاجية تبلغ 200 مليون جالون يوميًا وهو ما يكفي لتلبية الطلب على المياه لأكثر من 350 ألف منزل.
وقالت سعادة الدكتورة شيخة سالم الظاهري الأمين العام لهيئة البيئة أبوظبي أن مستهدف التكيف الرئيسي في الاستراتيجية يستهدف حماية كاملة للقطاعات الأكثر عرضة لتداعيات التغير المناخي بنسبة 100% حيث تتضافر جهودنا مع جميع الجهات المعنية من خلال فريق عمل أبوظبي لتغير المناخ لتحقيق أهداف هذه الاستراتيجية التي سيكون لها الدور الفاعل في تعزيز قدرة أبوظبي على التكيف مع تغير المناخ والتي نهدف من خلالها لحماية جميع قطاعاتنا المتأثرة بتداعيات تغير المناخ.
وأكدت أن التحول إلى اقتصاد منخفض الكربون هو مسعى رئيسي في جميع دول العالم ويمكن لأبوظبي أن تلعب دورًا رائدًا في هذا التحول وسنقوم من خلال تنفيذ مستهدفات الاستراتيجية بخفض انبعاثات الإمارة بنسبة 22% مقارنة بالانبعاثات الكلية لعام 2016 وعلى سبيل المثال فمن خلال الشراكة مع دائرة الطاقة سنقود تحولًا كبيرًا في تنويع مصادر الطاقة لخفض الانبعاثات الكربونية بشكل كبير في هذا القطاع الحيوي وذلك من خلال وضع لوائح تنظيمية جديدة تستهدف توليد 60% من الكهرباء في إمارة أبوظبي من مصادر نظيفة ومتجددة بحلول عام 2035 كما تدعم الهيئة خطة “أدنوك” لتسريع جهود الحدّ من الانبعاثات للمساهمة في تحقيق هدفها للحياد المناخي بحلول عام 2045 بدلاً عن عام 2050 المعلن سابقاً وتحقيق انبعاثات صفرية لغاز الميثان بحلول عام 2030.