استطاع مسلسل "سيب وأنا أسيب" أن يتصدر قائمة الأعلى مشاهدة، وسط مطالبات بتصوير جزء ثان للمسلسل المأخوذ عن الفيلم الأميركي "سويت هوم ألاباما" (Sweet Home Alabama) للمخرج إندي تينانت.

نسخة عصرية لأفلام قديمة

في مسلسل "سيب وأنا أسيب"، يجسّد أحمد السعدني شخصية إبراهيم الذي يعمل في الميكانيكا بعد تخرجه من كلية الهندسة، ويقف عائقا أمام تحقيق زوجته نبيلة (هنا الزاهد) أحلامها، فتقرر السفر إلى لبنان لتصبح خلال سنوات من أشهر مصممات الأزياء في الوطن العربي، إلى جانب حصولها على شهرة كبرى من خلال تحولها إلى "بلوغر" (مدوّنة) في شبكات التواصل الاجتماعي، لتغير اسمها إلى بيلا الجندي، وتقرر العودة إلى مصر لإخبار عائلتها أنها بصدد الزواج من ممثل لبناني شهير، إلا أنها تتفاجأ بأنها لا تزال زوجة لإبراهيم، مما يضعها في مأزق وتتوالى الأحداث والمفارقات الكوميدية.

نجح كل من المؤلفة رنا أبو الريش والمخرج وائل إحسان في تقديم نسخة عصرية بشكل ذكي تتشابه مع العديد من الأعمال التي سبق أن قدمت في السينما العربية والعالمية أيضا، منها فيلم "العائلة الكريمة" المعروض في عام 1964، وقدمت خلاله هدى سلطان شخصية الزوجة التي تقرر الهرب من الزوج لإرضاء طموحها والعمل فنانة، وترتبط بممثل شهير وتقرر الانفصال عن زوجها، إلى جانب التطابق بين المسلسل وأحداث الفيلم الأميركي "سويت هوم ألاباما" الذي عرض سنة 2002، كما تم تعريب القصة بشكل يتناسب مع طبيعة الجمهور.

ويتميّز العمل، الذي يحتل المركز الثاني ضمن قائمة الأكثر مشاهدة على منصة "شاهد"، بالديكورات والحارة المصرية، وطريقة ملابس الأبطال وحتى المبالغة في ملابس البطلة (هنا الزاهد) والتي جاءت مناسبة للتحول الذي حدث للشخصية بعدما أصبحت "بلوغر" شهيرة.

يمكن اعتبار "سيب وأنا أسيب" نموذجا عصريا ومختلفا لقصة "ترويض النمرة" لويليام شكسبير، التي تم تقديمها بأكثر من معالجة في العديد من الأعمال سينمائيا ودراميا، الأمر الذي يظهر في العديد من المشاهد مثل محاولات الزوج إبراهيم ترويض بيلا الجندي، وإعادتها لحياتها بشكلها الطبيعي، لتقوم بواجباتها المنزلية.

خلطة من الأزمات الحياتية

تطرق سيناريو "سيب وأنا أسيب" لعدد من المشاكل الاجتماعية بشكل كوميدي، مثل مشاكل الشباب المقبلين على الزواج في القصة التي يجسدها أحمد السعدني وهنا الزاهد، ومشكلة الزوج (محمد جمعة) الذي يعاني من تسلط زوجته (يارا جبران).

كما يتطرق العمل إلى مساوئ الأب الذي يعيش على هامش الحياة دون أدنى اهتمام بأسرته وأبنائه، وهذا النموذج يقدمه محمود البزاوي عبر شخصية الأب "سيد الجندي"، وهو أب مدمن على الخمر والمخدرات يقرر أن يزوج ابنته في غيابها، ويضعها في مشكلة كبيرة، في مقابل الأم التي تعول الأسرة لكنها ضعيفة أمام هذا الأب.

تفوّقُ الممثلين على بطلي العمل

نجاح السيناريو والإخراج في تقديم عمل جيد وناجح صاحبه أداءٌ تمثيلي مميز لعدد من الأبطال المشاركين، على الرغم من عدم ظهور البطلين الرئيسيين للمسلسل أحمد السعدني أو هنا الزاهد بإمكانيات تمثلية مختلفة، فالسعدني لم يخرج من عباءة الشاب الكوميدي الخفيف الظل.

يقدم المسلسل هنا الزاهد في ثوب أشبه بلعبة "باربي"، مما يتناسب مع فكرة ظهورها في صورة "بلوغر" شهيرة تسعى لنيل الشهرة وحصد المعجبين، إلا أن الزاهد لم تغيّر من أدائها أو طبقات صوتها أو حتى تعبيرات وجهها لتتفاعل مع تحولات الشخصية.

المفارقة أن المخرج وائل إحسان نجح في توظيف الممثلة عارفة عبد الرسول والممثل محمود البزاوي بشكل مختلف يغير من أدائهما الدرامي بعيدا عن الكوميديا من خلال المشاهد المأساوية التي تتناسب مع شخصية الأب المستهتر والأم السلبية.

هل العمل مناسب لجميع أفراد الأسرة؟

على الرغم من الترويج للمسلسل بأنه يتناسب مع جميع أفراد العائلة، فإنه يؤخذ على صنّاعه كثرة الشتائم واللجوء إلى التغطية عليها باستخدام تشويش صوتي عليها، مما عرّض أسرة "سيب وأنا أسيب" للانتقاد، وقد علق المخرج وائل إحسان على ذلك بأنه لم يعتقد أن الجمهور سيتمكّن من تفسير الشتائم بسهولة، وإلا لوضع شريطا على فم أحمد السعدني، وأن الزيادة في هذه الألفاظ والشتائم كانت مقصودة لتوضح حجم المشاكل بين البطلين.

تظل تجربة مسلسل "سيب وأنا أسيب" خفيفة الظل بإيقاع سريع، حيث تدور الأحداث في 10 حلقات فقط، وتتناسب مع طبيعة عرضها على المنصات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: سیب وأنا أسیب أحمد السعدنی هنا الزاهد

إقرأ أيضاً:

أحمد محمود الذي عركته الصحافة

أعترف أنني أكتب هذه السطور عن الأستاذ احمد محمود، ويسبقني إعجابي بشخصيتة الصحفية، ومصدر إعجابي أنه صاحب تجربة غنية بمفرداتها وقدرتها، يملك الإحساس الصحفي في أطراف أصابعه، وكما يقال إذا عرفت مفاتيح حياة إنسان، أصبح من السهل أن تعرفه. فمن هذه المفاتيح، تصدر أنغام حياته المسموعة.

عاش احمد محمود عمره المديد بين رواد الأدب والصحافة السعودية، وأجيال شتّى من المبدعين على اختلاف معارفهم، وسطَّر بقلمة ألوف الصفحات كاتباً ومحاوراً وناقداً.
والذين يعرفون الصحفي أحمد محمود ، واقتربوا منه
بحكم العمل معه، يعرفون كم كان جاداً في عمله، يوزع ألادوار، ويتابع سير تكليفات العمل الصحفي، ويتدخل في سبيل تحقيقه، كان طرازًا مميّزاً من رؤساء التحرير، مكتبه مفتوحاً للمحررين، لاتسمع من يقول لكل من يريد لقاءه : «الأستاذ مشغول»، وكان يبدى اهتمامًا كبيراً للمحررين الشباب، ويشجّعهم، ويخصّص لهم مساحات للرأى، يكتبها من يستطيع منهم لإعطائهم الفرصة لظهور مواهب صحفية جديدة. عاش الأستاذ أحمد محمود بدايات طفولته المبكرة في المدينة المنورة، وبها ألتحق بمدرسة [القراءات]
ليكمل حفظ القرآن، وينال نصيباً من التعليم النظامي،

وكانت المدرسة تمنح طلابها مكافأة قدرها أربعون
ريالاً. وبعد أن أنهى المرحلة الابتدائية، التحق بالمعهد العلمي السعودي لمدة خمس سنوات، كانت بالنسبة له نقلة نوعية في مستوى المناهج والنشاط الطلابي الذي يوسع مدارك الطلاب، ويفتح لهم نوافد واسعة للتفكير في المستقبل، وكانت المكافأة التي يمنحها لطلابه ومقدراها ثمانون ريالاً، أكبر تشجيع لهم على مواصلة التعليم.
وفي المعهد، تعرف على زميله الطالب عبد الله الخريجي الذي كان كفيف البصر، ولكن الله منحه بصيرة متّقدة وعزيمة تتخطّى الصعاب، وكان الخريجي(دينمو) الأنشطة اللامنهجية، ومنها النشاط الصحفي والرحلات.

وبتوفيق الله، ثم بهذه الإرادة القوية، استطاع أن يواصل دراسته الجامعية، وينال شهادة الدكتوراه من مصر، وأصبح أستاذاً جامعياً في علم الاجتماع، فيما اختار أحمد محمود بعد تخرجه من المعهد العلمي السعودي، الالتحاق بكلية الشريعة في مكة المكرمة، استجابة لرغبة والدته، وتم قبوله بها منتظماً عام 1381هـ، وفي الكلية التقى بزميله نعمان طاشكندي، الذي كان له خير معين لما يستغلق عليه من دروس، وعن طريقه دخل باب الصحافة ليعمل متعاوناً بقسم التصحيح في صحيفة الندوة ، وهناك تعرف على المراحل الأولى من صناعة العمل الصحفي، وإعداد الجريدة للطباعة، وحين انتقل نعمان طاشكندي إلى جريدة المدينة عام 1382هجرية، رافقه إليها، وتم تكليفه بإعداد صفحة أسبوعية، اختار لها عنوان: “دعوة الحق”، ومنحوه 400 ريال شهريا مكافأة لإعدادها، وخلال العمل، توثّقت علاقته بمدير التحرير الأستاذ محمد صلاح الدين، وتم تكليفه بإعداد الأخبار للنشر، وبدأ بـ “مطبخ التحرير”، وحين تخرج من الجامعة في عام 1385 هجرية، عين مدرساً في مدينة رابغ، ثم انتقل منها إلى مدينة جدة.

وفي مقابلة له مع الشيخ أحمد صلاح جمجموم، بصفته رئيس مجلس الإدارة، ومدير عام جريدة “المدينة”، قال له ضاحكاً وهو يراه لأول مرة : يا شيخ كنت أظنك شيخاً كبيراً بلحية يخالطها الشيب. ورحب به وأبدى إعجابه بما ينشره.
وفي عام 1391هجرية، تفرّغ للعمل بجريدة المدينة بعد ثماني سنوات من العمل متعاوناً، يوم كان موظفا بوزارة الإعلام، وقبلها بوزارة المعارف، ومع مجيء السيد عثمان حافظ لرئاسة التحرير، قام بتوزيع العمل، فأصبح هاشم عبده هاشم سكرتيراً لتحرير الشؤون المحلية والرياضية، وسباعي عثمان للثقافة والراي، وأحمد محمود للشؤون الخارجية.

وفي عام 1394هجرية، غادر جريدة المدينة، وتولى رئاسة تحرير جريدة (Arab News) بطلب من الأخوين هشام ومحمد علي حافظ اللذيْن تربطه بهما علاقة مميّزة، وكان لهما دور في تشجيعه عندما كانا مسؤولين عن جريدة المدينة وبعد تجربته الناجحة في [عرب نيوز]، عاد إلى جريدة {المدينة} بطلب من معالي الشيخ أحمد صلاح جمجوم -رحمه الله-، وخلال العشر سنوات التي أمضاها رئيساً لتحريرها، شهدت الجريدة نجاحاً كبيراً بفضل من الله، ثم لتفهُّم معالي الشيخ الجمجوم لدور الصحافة، ودور الإِدارة في دعم التحرير، والجهد الكبير الذي يبذله كل العاملين في
أقسام التحرير والإدارة، فزادت مبيعاتها وتضاعف حجم إعلاناتها، وبدأ توزيع أرباح سنوية على ملُّاك الجريدة، وتخّصيص مبلغ سنوي من الأرباح لتطوير إمكانات الجريدة التحريرية والإدارية والطباعية، وتم انشاء مجمع مبان إدارية ومطابع للمؤسسة بشارع الصحافة، بلغت تكلفته 120 مليون ريال.
وفي عام 1404، غادر الأستاذ أحمد محمود جريدة المدينة، بعد أن ترك في جنباتها أثراً لايمَّحى.

مقالات مشابهة

  • «كان نفسي في دعوة».. تفاصيل تكريم أحمد عز بمهرجان القاهرة السينمائي ورسالة عاجلة لـ الزعيم عادل إمام
  • إمام عاشور: أشعر بالحزن لعدم اكتمال مسيرتي الإحترافية.. وأنا الآن في أفضل نادي في إفريقيا
  • أحدث ظهور لسارة سلامة من كواليس مسلسل نقطة سوداء
  • مواعد عرض مسلسل نقطة سوداء والقنوات الناقلة
  • بعد نجاح بين السطور.. انتعاشة فنية للنجم أحمد فهمي بنقطة سوداء وتليجراف
  • بعد نجاح بين السطور.. انتعاشة فنية لأحمد فهمي بنقطة سوداء وتليجراف
  • انتعاشة فنية للنجم أحمد فهمي بـ" نقطة سوداء وتليجراف"
  • إنتعاشة فنية لـ ميرنا نور الدين.. تعرف على أبرز الأعمال التي تنتظر عرضها (تقرير)
  • ما الذي نعرفه عن المقاتلات الأمريكية التي تقصف الحوثيين لأول مرة؟
  • أحمد محمود الذي عركته الصحافة