دولة عربية تمتلك الان مصادر طاقة هائلة وجميع دول اوروبا تتنافس لكسب ودها والاستحواذ على ثرواتها الجبارة

تنظر العديد من دول أوروبا إلى الطاقة المتجددة في المغرب بصفتها أحد الموارد الرئيسة للقارة العجوز لتأمين احتياجاتها من الطاقة النظيفة.

ويتصدّر المغرب دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط الأكثر نموًا في مشروعات الطاقة المتجددة، إذ يخطط لرفع مساهمتها إلى 52% في مزيج الكهرباء الوطني بحلول 2030، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

أكدت تقارير أوروبية أنّ تنوّع المجال الجغرافي يضع المغرب في موقع مصدّر محتمل رئيس للطاقة النظيفة إلى أوروبا، التي تشهد طلبًا متزايدًا، حسبما ذكرت صحيفة إنرجيا أولتر الإيطالية “Energia Oltre”.

إمكانات المغرب
تُعَدّ المشاهد الطبيعية الشاسعة في المغرب والامتداد الساحلي الكبير والمناخ المشمس مقومات توفر إمكانات كبيرة لإنتاج الكهرباء النظيفة المولدة من طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

ويتيح قرب المغرب من أوروبا للمملكة أن تصبح مصدرًا رئيسًا للطاقة النظيفة في الاتحاد الأوروبي، وفق ما ذكرته الصحيفة الإيطالية.

يأتي ذلك مع تنامي الطلب على مصادر الطاقة النظيفة بشكل ملحوظ في أوروبا التي تحاول إعادة تشكيل أسواق الطاقة لديها في أعقاب أزمة الطاقة التي شهدتها العام الماضي.

وسارعت أوروبا إلى الابتعاد عن الوقود الأحفوري الروسي والبدء في تحولها إلى الطاقة الخضراء، واستثمرت بكثافة في إنتاج الطاقة النظيفة المحلية، وحطمت أرقامها القياسية في إنتاج الكهرباء النظيفة، كما وافقت – مؤخرًا– على زيادة التزاماتها في مجال الطاقة النظيفة إلى مستويات أعلى.

ويتطلب تحقيق أهداف أوروبا المناخية الاعتماد على كميات هائلة من مصادر الطاقة النظيفة، سواء من خلال إنتاجها أو استيرادها من الخارج، وهنا يأتي دور المغرب.

الطاقة النظيفة في المغرب
يتطلع المغرب إلى عكس إرثه في مجال الطاقة، من مزيج الطاقة الذي يعتمد بشكل كبير على الوقود الأحفوري المستورد، إلى أن يصبح مصدرًا صافيا للطاقة النظيفة.

ويمكن أن تؤمّن الطاقة المتجددة في المغرب جزءًا من الطلب الأوروبي في ظل البنية التحتية الجاهزة، والتي تربط دول القارة مع الجارة الجنوبية.

ويعدّ المغرب من الدول الرائدة في مجال الطاقة المتجددة، إذ يحتلّ المرتبة السابعة عالميًا من حيث الأداء الطاقي، وفقًا لتقارير دولية.

وارتفع مزيج الطاقة المتجددة في المغرب إلى 42%، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 52% في 2030، وسط خطط لتطوير قطاع الهيدروجين الأخضر، ما يدفع طموح المملكة التي تهدف إلى تغطية 4% على الأقلّ من الطلب العالمي.

تحديات المغرب
سيكون التحدي الأكبر الذي يواجه المغرب هو الموازنة بين احتياجاته الاقتصادية -التي ستستفيد بشكل كبير من تجارة الطاقة الخضراء مع أوروبا- مع احتياجاته الخاصة من الطاقة.

ومن أجل تحقيق التنمية المستدامة وتحقيق أهدافه المناخية، يجب إعطاء الأولوية لتوليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة في المغرب، ولكن يواجه ذلك تحديات إزالة الكربون التي يمكن أن تتفوق عليها خطة الطاقة الخضراء الأوروبية.

وحاليًا، يستورد المغرب -وفقًا لتقارير أويل برايس- 90% من احتياجاته من الطاقة، ويأتي معظمها على شكل وقود أحفوري، ويتطلب الأمر قدرًا هائلًا من الاستثمار وتطوير البنية التحتية، للارتقاء بالقطاع إلى المستوى الذي يمكّنه من مجاراة دول أوروبا.

ويعمل الاتحاد الأوروبي على مساعدة المغرب في هذا الإطار، إذ خصص هذا العام 624 مليون يورو (688.6 مليون دولار) لمشروعات مختلفة لدعم تحول المغرب إلى الطاقة الخضراء، فضلًا عن معالجة الهجرة غير الشرعية وتسهيل الإصلاحات الرئيسة في القطاعات الحيوية، مثل الحماية الاجتماعية وسياسة المناخ والإدارة العامة.

وتقدّم الطاقة المتجددة في المغرب فرصة لعلاقات تجارية ذات عائد اقتصادي مع أوروبا، إذ سيحصل الاقتصاد المغربي على دفعة يحتاجها بشدة من خلال إنشاء عقود كبرى توفر العديد من فرص العمل، وتؤمن أوروبا بعض الطاقة التي تحتاجها لتلبية أمنها الطاقي.

ويمكن أن يوفر إنتاج طاقة الرياح والطاقة الشمسية لتصديرها إلى أوروبا عبر الخطوط البحرية –بحسب تقارير أويل برايس- ما يصل إلى 28 ألف فرصة عمل سنويًا، وهو ما قد يوفر حلًا لأزمة البطالة في المغرب.

وزيرة الطاقة المغربية ليلى بنعلي
استثمارات الطاقة المتجددة في المغرب
تبلغ قدرات مشروعات الطاقة المتجددة في المغرب (قيد الاستغلال) نحو 4.6 غيغاواط، باستثمارات تصل إلى 55 مليار درهم مغربي (5.5 مليار دولار)، وفق تصريحات وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ليلى بنعلي.

وكشفت بنعلي، خلال ردّها على سؤال برلماني، خطط المغرب للتوسع في مشروعات الطاقة النظيفة، موضحة أن بلادها أضافت خلال السنوات الـ3 الأخيرة قدرات تناهز 203 ميغاواط، في حين جرى الترخيص لمشروعات جديدة بقدرات تصل إلى 1000 ميغاواط.

تستهدف الرباط إنجاز عدد من مشروعات الطاقة المتجددة في المغرب، بقدرات تصل إلى 1.3 غيغاواط سنويًا خلال المدة 2023-2027، ارتفاعًا من 0.16 غيغاواط سنويًا خلال المدة 2009 – 2022، أي مضاعفة الإنتاج 10 مرات.

بالموازاة مع ذلك، شهدت استثمارات الطاقة المتجددة في المغرب طفرة كبيرة، إذ تضاعفت بأكثر من 4 مرات، ومن المقرر أن تزيد من متوسط 4 مليارات درهم (0.40 مليار دولار) سنويًا ما بين 2009 و2022، إلى استثمار 14 مليار درهم (1.41 مليار دولار) ما بين 2023 و2027.

كما يجري تطوير وتقوية شبكة الكهرباء الوطنية، من أجل استيعاب القدرات الجديدة ومشروعات الطاقة المتجددة في المغرب، وفق مشروع يُدرَس حاليًا، ومن المتوقع أن يرتفع حجم الإنفاق على مشروعات الشبكة خلال المدة 2023- 2027 إلى 23 مليار درهم (2.31 مليار دولار) بمعدل 4.58 مليار درهم (0.46 مليار دولار) سنويًا، مقابل 1 مليار درهم (0.10 مليار دولار) سنويًا خلال المدة 2009-2022.

المصدر: الميدان اليمني

كلمات دلالية: الطاقة المتجددة المغرب الهيدروجين الاخضر

إقرأ أيضاً:

سلطنة عمان تطلق أول محطة للهيدروجين الأخضر للتنقل

"عمان": افتُتحت اليوم أول محطة للهيدروجين الأخضر للتنقل في سلطنة عمان، حيث تقع المحطة الجديدة في موقع استراتيجي بالقرب من مطار مسقط الدولي، وتُعَد أول منشأة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في السلطنة، إلى جانب تقديمها لخدمات أخرى مثل الشحن السريع للسيارات الكهربائية، وخيارات التزود بالوقود التقليدي في موقع واحد.

وتعتمد المحطة على تقنية التحليل الكهربائي باستخدام الطاقة الشمسية لإنتاج ما يصل إلى 130 كجم من الهيدروجين الأخضر يوميا، وتأتي هذه المبادرة في إطار رؤية عُمان 2040 وأهداف الحياد الكربوني 2050 من خلال تعزيز حلول التنقل منخفضة الكربون.

وقال معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي، وزير الطاقة والمعادن: يمثل تدشين أول محطة لتزويد المركبات بالهيدروجين الأخضر في سلطنة عُمان خطوة مهمة نحو الاستدامة وتنويع مصادر الطاقة، وتعكس الالتزام بتنفيذ رؤية حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- لجعل سلطنة عمان مركزًا رائدًا في مجال الهيدروجين الأخضر وخطوة مهمة نحو تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، ويُظهر المشروع، من خلال دمج الطاقة المتجددة والإنتاج المحلي للهيدروجين وتقنيات التنقل المتقدمة، الإمكانات الكبيرة لأنظمة الهيدروجين في جذب الاستثمارات ودعم التقنيات المستقبلية.

من جهته، قال وليد هادي، رئيس شركات شل في سلطنة عُمان: يعكس مشروع الهيدروجين الأخضر للتنقل التزام عُمان شل بالابتكار المستدام؛ فمن خلال استغلال الطاقة الشمسية المتجددة لإنتاج الهيدروجين الأخضر في الموقع، ستقدم المحطة حلولًا متكاملة تدعم الانتقال إلى وسائل نقل منخفضة الانبعاثات، وتوفر المحطة أساسًا لاستكشاف الدور الذي يمكن أن يؤديه الهيدروجين في مستقبل التنقل، كما أن المشروع لا يقتصر على البنية التحتية فحسب، بل يوفر فرصًا لتطوير الكفاءات المحلية ويدعم تقليل الانبعاثات في سلطنة عمان، ويأتي المشروع كثمرة للتعاون بين شل عُمان وشركة مواصلات وشركة نماء لشراء الطاقة والمياه، مما يُبرز أهمية الشراكات في تسريع التحول إلى حلول الطاقة المستدامة.

من جهته قال المهندس بدر بن محمد الندابي، الرئيس التنفيذي لشركة مواصلات: "نحتفل اليوم بتدشين أول محطة لتزويد المركبات بالهيدروجين الأخضر في عُمان، لتكون حقبة جديدة في منظومة النقل المستدام وبفضل تعاوننا مع شل عُمان وشركة نماء لشراء الطاقة والمياه، سنضيف 15 مركبة تعمل بالهيدروجين إلى أسطولنا، مما يشكل خطوة جوهرية نحو تحقيق رؤية عمان 2040 والحياد الصفري 2050".

وأضاف الندابي: يعَد المشروع نقلة نوعية في قطاع النقل المخصص باستخدام مركبات صديقة للبيئة، حيث تقدم خدمات نقل مخصصة ومميزة بالشراكة مع مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص، مشيرا إلى التزام مواصلات بتوظيف وتدريب سائقين عمانيين على تشغيل هذه المركبات من خلال معهد مواصلات للتدريب، مما يسهم في تمكين الكفاءات الوطنية.

وقال أحمد بن سالم العبري، الرئيس التنفيذي لنماء لشراء الطاقة والمياه: "ستوفر نماء لشراء الطاقة والمياه ما مجموعه 7,000 شهادة دولية من الطاقة المتجددة لشركة شل عُمان على مدار السنوات الخمس المقبلة حتى عام 2029م، بمعدل 1,400 شهادة سنويا، لافتا إلى بيع 250 ألف شهادة دولية للطاقة المتجددة I-REC(E) للسوق المحلي حتى الآن، وسيتم طرح أكثر من 3 ملايين شهادة دولية للطاقة المتجددة I- REC(E) في عام 2025م".

وأوضح الدكتور محمد البلوشي، الرئيس التنفيذي لشركة شل للتسويق على دور الطاقة المتجددة في تسريع التحول نحو التنقل المستدام حيث يُبرهن المشروع قدرة الهيدروجين الأخضر على تعزيز قطاع التنقل ووضع الأساس التقني لنظام نقل مرن منخفض الكربون، وتُعَد محطة الهيدروجين الأخضر للتنقل خطوة جديدة في تطوير البنية التحتية للهيدروجين الأخضر في سلطنة عُمان، بما يدعم أهداف سلطنة عمان في تنويع مصادر الطاقة وتقليل الانبعاثات الكربونية.

مقالات مشابهة

  • خطوة طموحة نحو مستقبل الطاقة النظيفة
  • سلطنة عمان تطلق أول محطة للهيدروجين الأخضر للتنقل
  • غرام واحد يعوّض 7500 غالون بنزين.. وقود يعد بثورة في الطاقة النظيفة
  • بالتفاصيل.. توقيع اتفاقية لإنشاء محطتي تخزين طاقة بقدرة 1500 ميجاوات
  • وزير الكهرباء يشهد عقد إنشاء محطتى تخزين طاقة بقدرة 1500 ميجاوات ساعة
  • مصر والإمارات توقعان اتفاقية مشروع إنشاء محطتى تخزين طاقة بقدرة 1500 ميجاوات في الساعة
  • سوريا.. بدء توريد «النفط» من المناطق التي يسيطر عليها «الأكراد» نحو دمشق
  • بدء تصدير الطاقة النظيفة من «حتا» إلى دبي إبريل المقبل
  • حتا تصدر الطاقة النظيفة إلى دبي في أبريل المقبل
  • بدء تصدير الطاقة النظيفة من حتا إلى دبي خلال إبريل