تعتبر دولة الإمارات رائدة على مستوى المنطقة والعالم، في تبني مفهوم السياحة المستدامة كجزء من استراتيجيتها، لتحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والحفاظ على الموارد الطبيعية.

ومع النمو الكبير في الطلب على السياحة المستدامة عالمياً، ووسط تسارع تطوير البنى التحتية والأنظمة التي تدعم السياحة المستدامة في الإمارات، فإن الدولة مرشحة لتكون واحدة من أبرز دول المنطقة والعالم، للاستفادة من تنامي الطلب على السياحة المستدامة بكافة أشكالها.

ووفق (آلايد ماركيت ريسيرش) "AMR" العالمية للأبحاث، بلغت قيمة سوق السياحة المستدامة العالمية 3.3 تريليون دولار في عام 2022، ومن المتوقع أن تصل إلى 11.4 تريليون دولار بحلول عام 2032، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 14% من عام 2023 إلى عام 2032.

وحققت دولة الإمارات التي تستضيف "COP28" خلال الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) إلى 12 ديسمبر (كانون الأول) من العام الجاري، تقدماً كبيراً في مجال السياحة المستدامة في السنوات الأخيرة، حيث قامت باتخاذ عدد من المبادرات والإجراءات لتعزيز الاستدامة في هذا القطاع.

وتهدف دولة الإمارات إلى أن تكون رائدة في مجال السياحة المستدامة، من خلال تطبيق أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال، وتحقيقاً لهذه الغاية، فإنها تلتزم بتعزيز التعاون مع الشركاء المحليين والدوليين، والعمل على معالجة التحديات التي تواجه هذا القطاع، وتطوير أدوات وبرامج التوعية البيئية.

وتؤكد جميع الدراسات أن السياحة المستدامة في تنامي كبير نتيجة لارتفاع الوعي والطلب على كافة أنواع السياحة المستدامة، وتظهر الكثير من الدراسات زيادة وعي وطلب الجمهور على السياحة المستدامة، إذ باتت مسألة مراعات الاستدامة عند اختيار وجهة السفر أو طريقة وأسلوب الحياة أكثر انتشاراً.

ووفق دراسة لـ"بين أند كومباني" العالمية للأبحاث والاستشارات، فثلثي المستهلكين الذين شملهم الاستطلاع في أسواق مختارة يعتبرون جوانب الاستدامة مهمة أو مهمة للغاية عند السفر بغرض الترفيه، ويتوقع 73% منهم أن تزداد الاستدامة أهميةً خلال السنوات الـ 5 المقبلة.

وتهدف السياحة المستدامة إلى تقليل الآثار الضارة للسفر على الكوكب مع تعزيز الفوائد الاجتماعية والاقتصادية من خلال التركيز على حماية البيئة، والحفاظ على التنوع البيولوجي، واحترام الثقافات الأصلية، ودعم المبادئ الأخلاقية.

وعلى الصعيد العالمي، فمع زيادة وعي المسافرين بالآثار البيئية والاجتماعية والثقافية لرحلاتهم، هناك رغبة متزايدة في السياحة المستدامة، إذ باتو يبحثون بنشاط عن الوجهات والأنشطة التي تعزز الحفاظ على البيئة وتقليل انبعاثات الكربون وحماية الموارد الطبيعية.

وتقوم العديد من الشركات والمنظمات أيضاً بدمج السياحة المستدامة في جداول أعمال المسؤولية الاجتماعية لها، من خلال الترويج لخيارات السفر الصديقة للبيئة، والتعاون مع مزودي السفر البيئي.

وتعد المبادرات الحكومية المواتية أمراً بالغ الأهمية لتطوير ودعم قطاع السفر والسياحة المستدام، وعلى الصعيد العالمي بدأت الحكومات في إدراك قيمة السياحة المستدامة للتنمية المجتمعية، والتوسع الاقتصادي، والحفاظ على البيئة، ووضعت الحكومات قوانين ولوائح لتعزيز السفر الصديق للبيئة وتقديم حوافز لشركات السياحة المستدامة، وحوافز مالية لدعم مبادرات السياحة المستدامة.

وتتراوح التقديرات المتاحة حالياً لانبعاثات السفر والسياحة بين 8 و11% من انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية، أي ما بين 3.9 إلى 5.4 مليار طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عام 2019، الأمر الذي يفرض حاجة ملحة لتسريع العمل نحو تحقيق الأهداف الصفرية بحسب المجلس العالمي للسفر والسياحة.

ووفق المجلس، فهناك حاجة إلى مزيد من البحث والمعايير المتوافقة لقياس انبعاثات الغازات الدفيئة في قطاع السفر والسياحة لضمان أدلة موثوقة وقابلة للمقارنة حول تأثير القطاع وفعاليته.

وكانت الإمارات واحدة من الدول السباقة في تبني وتطوير منظومة السياحة المستدامة بكافة تفاصيلها، بدءاً من التنظيم وصولاً إلى تحفيز الجهات العامة والخاصة على تطبيق معايير استدامة تخص البيئة واستهلاك الطاقة وإعادة التدوير وغير ذلك.

ومن المبادرات التي تسهم في تعزيز كفاءة السياحة البيئية والمستدامة في الإمارات تلك التي أطلقتها دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي لتعزز الاستدامة في القطاع السياحي، والتي تتوزع في 3 مبادرات وهي: الأدلة الإرشادية الجديدة الخاصة بالقطاع والاستدامة السياحية، ونظام قياس الانبعاثات الكربونية الخاص بالفنادق في أبوظبي؛ لتقدير البصمة الكربونية التي تخلّفها، وتدقيق استهلاك الطاقة بجميع الفنادق في الإمارة.

وفي دبي أيضاً، هناك العديد من المبادرات مثل: ختم دبي للسياحة المستدامة والذي يُمنح للمنشآت الفندقية التي تحقق أعلى نسبة التزام بمعايير الاستدامة الـ19 المُعتمدة من قبل الدائرة.

يذكر أن استراتيجية الاستدامة التي تتبعها دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، مهّدت الطريق لمبادرات مبتكرة مثل أداة احتساب الكربون، والتي تتيح للشركاء وأصحاب المنشآت الفندقية تحديد مستويات استهلاك الطاقة لإدارتها بكفاءة وفق الممارسات البيئية التي تتماشى مع متطلبات الاستدامة، بالإضافة إلى مبادرة "دبي تبادر" للاستدامة والتي تشجع على استخدام قوارير المياه القابلة لإعادة التعبئة.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الإمارات السياحة السیاحة المستدامة فی

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية والهجرة: مصر دولة ذات ريادة إقليمية وتعد ركيزة الاستقرار بالمنطقة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال السفير بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية والهجرة  الجديد، إن مصر تقع في منطقة تموج بالصراعات والأزمات، ولم تواجه في تاريخها الحديث والمعاصر أزمات من كافة الاتجاهات وتحديات من كافة الاتجاهات سواء من الشرق أو الجنوب أو الغرب، فهي فترة عصيبة لكن الدولة المصرية راسخة وقوية.

وأضاف "عبدالعاطي"، خلال لقاء خاص مع الإعلامية أمل الحناوي، على شاشة قناة "القاهرة الإخبارية"، أن دور مصر الإقليمي والدولي الآن واضح للعيان ومشهود به، كما تعد ركيزة الاستقرار في هذه المنطقة التي تموج بالصراعات.

وأشار إلى أن مؤتمر الاستثمار الأول من نوعه بين مصر والاتحاد الأوروبي، وسبقه التوقيع على الإعلان المشترك لتدشين الشراكة الاستراتيجية والشاملة بين الاتحاد الأوروبي، وكل ذلك كان نتيجة للاستقرار في مصر وقوتها وتماسكها ودورها الإقليمي والدولي الريادي.

ولفت أنه لم يجد الاتحاد الأوروبي والشركاء الغربيين دولة يعتمدون عليها في حفظ الأمن والاستقرار وأن تكون ركيزة للاستقرار مثل مصر، وهو الوضع بالنسبة لباقي دول العالم، التي تحرص حرص كبير على أن يكون الدور المصري مهم ونشيط حتى لا يحدث في المنطقة توالي أزمات مما هو قائم بالفعل.  

مقالات مشابهة

  • الأديبة رنيم الباشا لـ سانا: لا بد من توظيف الدراما لخدمة الحضارة والسياحة السورية
  • ريادة الأعمال تعزز دور الإمارات قوة اقتصادية عالمية فاعلة
  • مهتم بتاريخ حائل: تطوير المواقع التراثية بمواد طبيعية لتعزيز الاستدامة وجذب البعثات العلمية
  • جواز السفر.. خطوات استخراجه والتكلفة والأماكن المتاحة
  • «الفجيرة للبيئة» تستعرض محميات المحيط الحيوي بالإمارات
  • 24 ألف وظيفة جديدة بقطاع السياحة والسفر بالإمارات خلال 2024
  • لطيفة بنت محمد تبحث سبل تطوير الشراكة في مجال الصناعات الثقافية والإبداعية
  • وزير الخارجية والهجرة: مصر دولة ذات ريادة إقليمية وتعد ركيزة الاستقرار بالمنطقة
  • «استكمال 4 مشروعات».. ملفات مهمة على مكتب محافظ الإسكندرية الجديد
  • وزير الخارجية : المملكة وإستونيا يعملان على تطوير التنسيق السياسي والاقتصادي واستكشاف الفرص في مختلف المجالات