هل تنتصر أمريكا على الصين في معركة "تيك توك"؟
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
"الابتكار هو الطريقة المثلى للفوز بمعركة تيك توك".. هذا ما خلص إليه محللان في معهد السياسة الاستراتيجية الأسترالي. فرغم الحظر الأمريكي المفروض على تيك توك، ما زال هو التطبيق الأكثر استخداماً في العالم أجمع، وما برح يتفوق على منافسين أمثال "Meta"، في الفضاء الذي سيطرت عليه تلك التطبيقات تاريخيّاً.
خوارزمية تيك توك تعمل بطريقتين مُعزِّزتين
والشركة الأم المالكة لتطبيق تيك توك، وتُعرف باسم ByteDance، شأنها شأن جميع شركات التقنية الصينية، مسؤولة أمام الحزب الشيوعي الصيني، مما يميزها عن الشركات في البلدان الغربية.
وفي هذا الإطار، قال برونتي مونرو وغريغ بارون، المحللان في معهد السياسة الاستراتيجية الأسترالي في واشنطن، في مقال مشترك بموقع مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية إن التقنية الكامنة وراء نجاح خوارزمية تيك توك ستصمد مُستقبلاً. وفي غياب حظر مباشر أو استحواذ على تيك توك من قِبَل أي شركة أمريكية، يتعين على الحكومة الأمريكية ابتكار سبلٍ لرعاية بديل مُنافس تملكه الولايات المتحدة عبر حوافز الاستثمار. تفوق تيك توك على البدائل الأمريكية
وكشفَ التحليل الذي أجراه معهد السياسة الاستراتيجية الأسترالي، وغيره من الباحثين في وسائل التواصل الاجتماعي، عن تفسيرٍ بسيط لتفوق تيك توك على بدائله الأمريكية؛ ألا وهو خوارزمية الذكاء الاصطناعي، التي يوظفها التطبيق ويجعله أكثر جاذبية.
Understanding how #TikTok’s interest-based AI algorithm functions is the key to grasping the risks of the platform but also the secret to developing alternatives.@ASPI_DC https://t.co/T8v3Rn0d25
— Bronte Munro (@munro_bronte) August 25, 2023
ووُجِدَ أنّ أقرب منافس لتيك توك، ألا وهو مقاطع إنستغرام القصيرة (Instagram Reels)، هي مجرد مقاطع مُعاد تدويرها من تيك توك نفسه.
وأوضح المحللان أن استيعاب آلية عمل خوارزمية الذكاء الاصطناعي القائمة على الاهتمامات لتطبيق تيك توك هي مفتاح فهم مخاطر المنصة، وكذلك الوصفة السريَّة لتطوير بدائل لها.
وأشار الباحثان إلى أن خوارزمية تيك توك تعمل بطريقتين مُعزِّزتين:
أولاً، تتعلم الخوارزمية بتتبع تفضيلات المُستخدمين بناءً على تفاعلهم مع المحتوى. بحسب شهادة خبير التقنية يوجين وي، فإن تيك توك لا يتعلم وحسب ما إذا كان المُستخدم يفضل جلسة قوامها 20% من مقاطع الفيديو الإخبارية، و30% من مقاطع الفيديو المعنية بالموضة، و50% من أخبار المشاهير، وإنما يتعلم أيضاً تعديل التوازن بين هذه الأنواع، واستحداث تفضيلات جديدة للمُستهلك السلبي.
والطريقة الثانية التي تعمل بها خوارزمية تيك توك هي بتعلُّم خصائص مقاطع الفيديو، التي تحقق انتشاراً واسعاً، وتقديم خلاصة ما تعلمته إلى صانعي محتوى تيك توك المُستقلين، وذلك بتحديد الموسيقى والوسوم وتنسيقات مقاطع الفيديو والميزات، التي من الأرجح أن تستميل المشاهدين.
Excellent piece in @TheNatlInterest by @ASPI_DC's @munro_bronte and @GregoryEssBrown.
They argue in the absence of an immediate ban or acquisition of TikTok by an American company, the U.S. needs to out-innovate #TikTok.
Read more: https://t.co/K53DeVoRXV
ومن الممكن أن تُحدِّد وظائف تيك توك وتتنبأ بالمحتوى الذي يتهافت عليه المُستهلكون، قبل حتى أن يعرفوا أنهم يريدون مشاهدته.
ويفرز تيك توك التفضيلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للمُستخدمين ويصنفها، ويمكنه إما تعزيز أو تغيير ما يراه المُستخدم ويسمعه بمرور الوقت. وبذلك فإن تيك توك لديه القدرة على أن يصبح سلاحَاً لإقناع الجماهير بما يريد.
وفكرة أن خصماً ما أو شركة تابعة له تتمتع بالقدرة على التأثير على ما يراه قطاع كبير من الأمريكيين تمثل إشكالية أمن قوميّ، لا سيما عند النظر إليها في سياق التهديد الأوسع للمعلومات المُضللة، والتخريب السيبراني الذي تشكله الصين على الولايات المتحدة وحلفائها.
مخاوف على حسابات المُستخدمين
وأعرب الحلفاء والشركاء الأجانب وبعض المسؤولين الأمريكيين عن مخاوفهم حيال مجموعة متنوعة من الطرق التي قد يؤول بها المآل بحسابات مُستخدمي تيك توك، في أيدي الحزب الشيوعي الصيني.
ففي أوائل أغسطس (آب)، أعلنت أستراليا النتائج التي توصلت إليها لجنة برلمانية مُختارة حول التدخل الأجنبي عبر وسائل التواصل الاجتماعي قدَّرَت أن التطبيقات المملوكة للصين، مثل تيك توك ووي تشات، يمكن أن تفسد "صناعة القرار والخطاب السياسي والأعراف المجتمعية، مما يساهم في التدخل الأجنبي الذي يُعدُّ أكثر مخاوف الأمن القومي إلحاحاً في أستراليا".
وفي الولايات المتحدة، انضمَّ حُكام الولايات إلى المسؤولين الفيدراليين في حظرهم لتطبيق تيك توك على بعض الأجهزة المملوكة للحكومة، بسبب مخاوف بشأن إساءة استخدام البيانات.
ففي ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قدَّمَ النائبان الفيدراليان مايك غالاغر وراجا كريشنامورثي، بمشاركة عضو مجلس الشيوخ ماركو روبيو، مشروع قانون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لحظر تطبيق تيك توك في أمريكا، وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى الصينية أو الروسية.
وتصدت شركات التقنية الأمريكية لهذه المساعي دعماً لتيك توك.
وعلى نطاق أوسع، وُجِدَ أن النقاش الخاص بتيك توك يؤثِّر أيضاً على الحملة الرئاسية، إذ قال المرشح الرئاسي الجمهوري رون ديسانتيس أنه سيُحقق في حظر تيك توك، إذا اختِير رئيساً، مشيراً إلى التهديد الأمني بسبب علاقة التطبيق بالصين.
ومن جانبهم، أفاد مسؤولو تيك توك أن جميع بيانات المُستخدمين الأمريكيين مُخزّنَة إما في فيرجينيا وإما في سنغافورة، أو في مكانٍ بعيد عن متناول بكين.
وأقرت شركة ByteDance الصينية المالكة لتطبيق تيك توك بأن موظفيها قادرون على الوصول إلى بيانات المُستخدمين الأمريكيين، واستحدثت ضمانات، بعد أن تعرضت لضغوط، مثل "مشروع تكساس" الذي يعزل بيانات مُستخدمي الولايات المتحدة، ويحصر استخدامها بموظفي ByteDance في الولايات المتحدة فقط.
وقد لا يسمح تطبيق تيك توك حاليّاً لموظفين في الصين بالوصول إلى البيانات، لكنه قد يسمح لمواطنين صينيين يقطنون أمريكا بالدخول إليها، نيابةً عن الحزب الشيوعي الصيني.
وخلص الباحثان إلى أن العثور على منصة أخرى تحل محل تيك توك دون أن تكون لها صلة بالخصوم، وتتمتع بتدابير حماية البيانات الكافية، التي يمكن إخضاعها لأطر تنظيمية موثوقة في الولايات المتحدة هو البديل الذي يحتاج صناع السياسات إلى النظر فيه.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني تيك توك الولایات المتحدة مقاطع الفیدیو
إقرأ أيضاً:
بيان مشترك بين سفارتيّ الولايات المتحدة وفرنسا في لبنان واليونيفيل... هذا ما جاء فيه
صدر عن سفارتيّ الولايات المتحدة وفرنسا في لبنان واليونيفيل البيان المشترك التالي: اجتمعت الولايات المتحدة وفرنسا واليونيفيل والجيش اللبناني وقوات الدفاع الإسرائيلية مرة أخرى في 18 كانون الأول في الناقورة. استضافت قوات اليونيفيل الاجتماع الذي انعقد برئاسة الولايات المتحدة، بمساعدة فرنسا، وبمشاركة الجيش اللبناني وقوات الدفاع الإسرائيلية. سوف تجتمع لجنة الاشراف بهذه الطريقة بانتظام وستنسّق عملها بشكل وثيق لتحقيق التقدّم في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701.