لعناية أحمد طه.. “البعاتي” هو العائد من الموت بعد دفنه بثلاثة أيام
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
هل يعود الموتى إلى الحياة فعلاً ؟
هنالك موضوع غريب ومريب يشغل تفكيري منذ مدة من الزمن ، وهو موضوع ” البعاتي “.
وكل السودانيين يعرفون ما هو البعاتي ، وهو للتوضيح عودة الميت إلى الحياة بعد دفنه ،
شيء مريب صحيح ؟ لكنه حقيقي ، وهنالك الألاف القصص تحكي عن البعاتي ، وهنالك قبائل تمتاز بعودة موتاهم إلى الحياة بعد دفنهم ، لكن يتم نفيهم خوفاً من الفضيحة وصمة العار ، كالكثير من الناس كنت أنكر وبشدة موضوع عودة الميت إلى الحياة بعد دفنه ، لكن في صيف 2014 م انقلبت كل الموازين.
ففي ليلة حارة كنت أجلس أنا وزميلي في العمل بحكم عملنا في مطعم يقدم ثلاثة وجبات ، وكنا موكلين لتجهيز مكونات فطور الغد من تقطيع للخضار وهكذا أشياء ، وأثناء انشغالنا رن هاتف زميلي وأخبره المتصل أن أخيه دخل المستشفى في حالة سيئة ، ذهب صديقي مسرعاً ، وبحكم عشرتي الطويلة معه لم أتردد وذهبت معه ، وصلنا إلى المستشفى ووجدنا أن أخيه قد توفي ، أخذناه إلى منزلهم وتم غسله وتكفينه ومواراته الثرى ، وأشرفت أنا على غسلة وتكفينه ودفنه ، بل ووضعت الطوب على قبره ،
مرت الأيام وعاد صديقي إلى العمل وقد لاحظت أن هنالك شخص غريب يومياً يحضر اليه ويقوم زميلي بإعطائه كيس ! لا أعلم ما فيه طعام أم شئت أخر ، لم أعر الأمر أي اهتمام ، لكن في ليلة تم أرسال زميلي لجلب شيء يخص المطعم ، وحضر ذلك الشخص الغريب ملثم وجهه ولم يجد زميلي فارتبك ، فذهبت اليه مستفسراً ماذا يريد لأن المطعم مغلق ، لم ينطق وشككت فيه وشككت أنه لص ، وبحركة سريعة مني نزعت ما كان يغطي وجهه ، يا للهول ! لقد صُدمت وبقوة مما رأيت إنه أخ زميلي بعلامته المميزة من جرح قديم على جبهته ! وأصبحت أردد : لقد دفنتك بيدي ، لقد دفنتك بيدي !.
وفي تلك اللحظة حضر زميلي وعندما راى الموقف تراجع ثم ذهب و أخيه ذهب خلفه ،
وأصبحت : أرد دفنتك بيدي !.
حتي ذهب بي أهلي إلى أحد الشيوخ لرقيتي ، أتذكر أنني أصبت بحمي شديدة ، بعد الموقف
لم يحضر زميلي إلى العمل بل وما زالت ملابسه معلقة ، ذهب المدير إلى منزلهم للاستفسار عن سبب الغياب ، لكنه تفاجئ من الجيران عندما اخبروه بأن زميلي و أسرته قد باعوا المنزل وذهبوا إلى جهة غير معلومة.
إلى هنا انتهت القصة.
لكن اكتشفت بعد البحث أن هناك أناس لا يدفنون موتاهم بالسودان بل يصنعون لهم بيوت من قش لعلمهم أنهم سيرجعون .
هناك تعتيم شديد على هذا الموضوع ولا يعرفه من هو خارج السودان ، والان البعاعيت أنخرطوا في المدن والحياة العصرية.
وعندما يموت أحدهم ويعود إلى الحياة يتم نفيه بوضعه في القطار أو يصبح مشرد أو مجنون.
ملاحظة :
البعاتي : مشتق من كلمة بعث ، أي عندما يُبعث الميت من القبر ، وهو عودة الميت إلى الحياة بعد ثلاث ليالي من دفنه.
بقلم : ذي القرنين – شمال السودان
تاريخ النشر : 2020-07-26
نقلا عن موقع كابوس
——
????سفير السودان في ليبيا يجهجه باكات أحمد طه بسبب كلمة “بعاتي” عندما قال: ان حميدتي مات ولو ظهر تاني نعتبره بعاتي????
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: إلى الحیاة بعد
إقرأ أيضاً:
فوز الفيلمان القصيران في قاعة الانتظار و بعد ذلك لن يحدث شيء بمهرجان أيام قرطاج السينمائية
فيلمان قصيران يفوزان بجائزتين بمهرجان أيام قرطاج السينمائية الذي اختتم فعالياته أمس السبت 21 ديسمبر، وهما جائزة التانيت الذهبي للفيلم السوداني بعد ذلك لن يحدث شيء للمخرج إبراهيم عمر، وجائزة الجمهور للفيلم الروائي القصير للفيلم الفلسطيني في قاعة الانتظار للمخرج معتصم طه.
في خطاب تسلّم الجائزة، وجّه معتصم طه السلام لبلده ولغزة الحبيبة "شكرًا لمهرجان أيام قرطاج السينمائي وشكرًا لأهل تونس الكرام. كم كنت أتمنى أن أكون معكم اليوم. أتمنى لغزة كل ما تتمناه غزة مدركًا أن إحدى أمنياتها الكثيرة ألا نستمر في خذلانها".
ومن تونس جاءت الأمنيات الصادقة للسودان، في خطاب إبراهيم عمر عند استلام الجائزة "بعد مرور قرابة العامين على اندلاع الحرب في بلادي السودان والتي تسببت في دمار هائل وخسائر فادحة في الأرواح، أجد نفسي مضطرًا للتعبير عما آلت إليه الأمور. لا يسعني سوى أن أتمنى السلام لبلدي الحبيب وأن يعم الأمن والاستقرار في ربوع الوطن، كما أتوجه بالشكر الجزيل إلى مهرجان قرطاج السينمائي على استضافته لفيلمي القصير. الحرية لفلسطين دائمًا وأبدًا وتحيا نضالات الشعوب الحرة"
في قاعة الانتظار من تأليف وإخراج معتصم طه، وتدور أحداثه في قاعة الانتظار بإحدى المستشفيات الإسرائيلية حيث يصطحب حسين، من فلسطيني الداخل المحتل، والدته رشيدة إلى موعدها الطبي وتحاول الأم التي لم تخرج من منزلها منذ ثلاثة أشهر، التواصل مع الآخرين بلغتها العبرية المحدودة.
شهد الفيلم عرضه العالمي الأول في مهرجان دبلن السينمائي الدولي بأيرلندا وهو من بطولة مارلين بجالي، وجلال مصاروة، ودرورا كوريم، وبيان ظاهر، وماريا طعمة، وتصوير مصطفى قدح، ومونتاج أيمن مطر، وموسيقى تصويرية يزيد الدالي، وتسجيل صوت سامي مرعب.
بعد ذلك لن يحدث شيء للمخرج إبراهيم عمر وتدور أحداثه حول توماس الذي يسعى لإيجاد مكان راحة أخير لطفله الوحيد، لكنه يفاجأ بأن اليوم ليس اليوم المناسب للقيام بذلك.
شهد الفيلم عرضه الأول بالعالم العربي بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي وهو من إنتاج معهد السودان للأفلام، ومن تأليف وإخراج وإنتاج إبراهيم عمر، ويشاركه في الإنتاج أحمد بشارى. من بطولة إبراهيم عمر، عامر أحمد، خالد معيط، وأحمد بشارى، وتصوير طارق عبد الله، مونتاج عامر أحمد وخالد معيط.