إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية وعلى هامش مهرجان أنغوليم للسينما الفرنكوفونية جنوب فرنسا تحدث المخرج الفرنسي-الجزائري نذير مقناش عن وضع السينما في الجزائر مشيرا إلى أنها "لا تزال حية" نظرا لمجهودات من يكافح من السينمائيين قصد بقائها موجودة حول العالم.  

وقد نجح هذا المخرج الذي دأب خلال مسيرته الممتدة على أكثر من عقدين على "تحطيم الكليشيهات" وكسر الصور النمطية، مجددا في لفت الأنظار، هذه المرة من مهرجان أنغوليم للسينما الفرنكوفونية في جنوب فرنسا، حيث قدّم السبت في المسابقة الرسمية فيلمه الطويل السادس "لير دو لا مير ران ليبر" ("نسيم البحر يمنح الحرية").

فبعد ست سنوات على فيلمه "لولا باتر" الذي أدت فيه الممثلة فاني أردان دور امرأة متحولة جنسيا من أصول مغاربية تحاول إعادة وصل ما انقطع مع ابنها، يتطرق مقناش في عمله الجديد إلى المثلية الجنسية، أيضا ضمن قصة تتمحور حول عائلة من أصول مغاربية.

ويروي فيلم مقناش الجديد قصة زيجة مدبّرة يُراد منها ترتيب أوضاع أسرتين: عائلة سعيد التي ترى في هذا الزواج وسيلة لإخفاء المثلية الجنسية لأحد أبنائها، وأسرة هجيرة التي تسعى من خلال هذه الخطوة إلى تحسين سمعتها بعدما شوّهتها مشاكل قضائية.

كما يطرح الفيلم أيضا تساؤلات بشأن النظرة الموجودة في المجتمع تجاه المثليين المتحدرين من أوساط المهاجرين من شمال أفريقيا.

هذا، ويوضح المخرج لوكالة الأنباء الفرنسية "عندما يحاول أي فتى عربي مسلم البحث عن إجابات عن تساؤلاته من خلال استخدام كلمتي -مثلي عربي- على محركات البحث الإلكترونية، سيقع على صور إباحية ومواد خلاعية. ويشعر تاليا منذ البداية بالذعر لأنه سيفكّر أن ذلك يعكس نظرة غالبية الناس" للمثليين العرب.

"إرادة سياسية...وأجواء من الحرية"

وقد بدأ نذير مقناش المولود لأبوين جزائريين في باريس عام 1966، بعد أربع سنوات من استقلال الجزائر عن فرنسا، قبل فترة ليست ببعيدة، التطرق إلى قضايا هذه الأقلية خلال مسيرته السينمائية التي انطلقت عام 2000 مع "حريم مدام عثمان" والمتجذرة في البلدان المغاربية.

كما ابتعد مقناش عن الإنتاجات الضخمة، فيما نالت أفلامه، خصوصا "تحيا الجزائر" و"وداعا المغرب"، إشادة النقاد وتخطت كلها تقريبا عتبة المئة ألف مشاهد في شباك التذاكر.

ويذكر أنه في العام 2007، مُنع فيلمه "ديليس بالوما" الذي يتضمن إشارات إلى الفساد في الجزائر، من العرض في القاعات الجزائرية، الأمر الذي باعد بين مقناش وبلده الأمّ.

هذا وقد طال المنع أيضا فيلم "باربي" العالمي الضخم للمخرجة غريتا غيرويغ، إذ سحبته الجزائر بعد ثلاثة أسابيع من عرضه في الصالات المحلية.

إلى ذلك، وقبل عام، نددت جمعية مخرجات ومخرجي السينما في فرنسا بإلغاء آلية الدعم العام للسينما الجزائرية واستبدالها بنظام آخر، ما شكّل ضربة للسينما الجزائرية "المزدهرة والحاصلة على تقدير يتخطى حدود البلاد"، وفق تعبيرها.

ومن جانبه، يقول مقناش "لا أعتقد أن السينما الجزائرية لم تعد موجودة، إنها لا تزال حية بفضل مخرجين جزائريين يكافحون في كل مكان حول العالم ويحاولون الدفع بالأمور قدما".

كما يؤكد مقناش أن تطوير الفن السابع في الجزائر يتطلب "إرادة سياسية"، مضيفا "يجب اعتماد الأسلوب القديم، عبر اختيار مشاريع ومساعدتها في الحصول على التمويل، مع أجواء من الحرية".

وفي سؤال عمّا إذا كان يعرّف عن نفسه بأنه مخرج جزائري كما كان يؤكد قبل سنوات، يجيب مقناش "نعم، أنا مخرج جزائري، لكني أيضا مخرج فرنسي. الموضوع معقّد وغير معقّد في آن واحد لأنه ثمرة تاريخنا المشترك".

ويضيف "رغم أن البعض لن يعجبه هذا الكلام، لكنّ أي شخص يريد أن يكون مخرجا جزائريا له الحق في أن يصبح كذلك، حتى لو اضطررنا للبحث عن التمويل من مصادر أخرى وتعذّر علينا التصوير" في الجزائر.

وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر وإلى يومنا هذا، لا تزال البلد الأفريقي الوحيد الفائز بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي، وذلك عام 1975 مع فيلم "وقائع سنين الجمر" للمخرج محمد الأخضر حمينة.

فرانس24/ أ ف ب

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: النيجر الحرب في أوكرانيا مجموعة بريكس ريبورتاج سينما مهرجان الجزائر ثقافة فيلم فی الجزائر لا تزال

إقرأ أيضاً:

تنصيب مدير المعهد الوطني العالي للسينما

أشرفت وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة صورية مولوجي أمس، على تنصيب مدير المعهد الوطني العالي للسينما الدكتور إلياس بوخموشة بمقر وزارة الثقافة والفنون.

ودعت وزيرة الثقافة مدير المعهد إلى بذل المجهودات اللازمة كي يضطلع المعهد بكافة المهام المنوطة به. من أجل تكوين الطلبة في كل التخصصات تكوينا جيدا وملائما لتطورات العصر. قصد مواكبة المستجدات في هذا المجال، والنهوض بالصناعة السينماتوغرافية في بلادنا وفق المأمول والرؤية الجديدة التي تستجيب لتوجيهات رئيس الجمهورية. المتعلقة بتحسين التكوين الأكاديمي في المجالات الفنية، إلى جانب تشجيع المواهب الناشئة بالتكوين والمرافقة.

مدير المعهد الوطني العالي للسينما الدكتور إلياس بوخموشة من المشتغلين في الحقل السينمائي في الجزائر منذ سنوات. وهو أستاذ التعليم العالي فنون، تخصص دراسات سينمائية، وقد شغل مناصب بحثية وبيداغوجية. منها رئاسة ميادين الفنون على مستوى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي. كما أطر وأشرف على عدة مشاريع ماستر ودكتوراه، وله العديد من المشاركات في الملتقيات العلمية وطنيا ودوليا. ومن مؤلفاته “سينما توثيق المجتمع”، و سلسلة من الدراسات العلمية المحكمة، وهو مهتم بالسينما التجريبية والوثائقية.

وأشرفت وزيرة الثقافة والفنون أمس على افتتاح السنة الجامعية لطلبة الفنون 2024 / 2025. من خلال تدشين مقر المعهد الوطني العالي للسينما محمد لخضر حمينة بمدينة القليعة ولاية تيبازة. وذلك بحضور مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالتربية والتعليم العالي والتكوين المهني والثقافة محمد الصغير سعداوي. و وزير التعليم العالي والبحث العلمي كمال بداري، وكذا السلطات المحلية بالولاية، إلى
جانب نخبة من الوجوه الفنية الجزائرية.

مقالات مشابهة

  • وفد من البنك الدولي يتباحث تعزيز التعاون مع وزارة الطاقة
  • تنصيب مدير المعهد الوطني العالي للسينما
  • الخارجية الجزائرية: يجب الإسراع في معالجة التدخلات الخارجية في ليبيا
  • "أحمس" ملحمة مصرية على مسرح الجمهورية تجسد انتصار الإرادة على الطغيان
  • خبراء أمميون يدعون لإلغاء الحكم بسجن الشاعرة الجزائرية جميلة بن طويس
  • ثمن الغازوال لا ينبغي أن يتجاوز 9.83 دراهم للتر في أكتوبر وفقا للأسعار الدولية (نقابي)
  • بالفيديو.. العواملة يفضح كابرانات الجزائر ويكشف السبب الحقيقي الذي عجل بفرض الفيزا على المغاربة
  • شقيقه شهيد أيضاً.. إستشهاد عسكريّ في غارة إسرائيلية استهدفت حاجزاً للجيش
  • إرجاء اجتماع مجلس الأمة
  • رغم فرض السلطات الجزائرية للتأشيرة..المغرب يسلم الجزائر جثة توأم حاول الهجرة من الفنيدق