السينما الجزائرية لا تزال حية لكن ينبغي توفر الإرادة السياسية لتنمية القطاع
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
في مقابلة مع وكالة الأنباء الفرنسية وعلى هامش مهرجان أنغوليم للسينما الفرنكوفونية جنوب فرنسا تحدث المخرج الفرنسي-الجزائري نذير مقناش عن وضع السينما في الجزائر مشيرا إلى أنها "لا تزال حية" نظرا لمجهودات من يكافح من السينمائيين قصد بقائها موجودة حول العالم.
وقد نجح هذا المخرج الذي دأب خلال مسيرته الممتدة على أكثر من عقدين على "تحطيم الكليشيهات" وكسر الصور النمطية، مجددا في لفت الأنظار، هذه المرة من مهرجان أنغوليم للسينما الفرنكوفونية في جنوب فرنسا، حيث قدّم السبت في المسابقة الرسمية فيلمه الطويل السادس "لير دو لا مير ران ليبر" ("نسيم البحر يمنح الحرية").
فبعد ست سنوات على فيلمه "لولا باتر" الذي أدت فيه الممثلة فاني أردان دور امرأة متحولة جنسيا من أصول مغاربية تحاول إعادة وصل ما انقطع مع ابنها، يتطرق مقناش في عمله الجديد إلى المثلية الجنسية، أيضا ضمن قصة تتمحور حول عائلة من أصول مغاربية.
ويروي فيلم مقناش الجديد قصة زيجة مدبّرة يُراد منها ترتيب أوضاع أسرتين: عائلة سعيد التي ترى في هذا الزواج وسيلة لإخفاء المثلية الجنسية لأحد أبنائها، وأسرة هجيرة التي تسعى من خلال هذه الخطوة إلى تحسين سمعتها بعدما شوّهتها مشاكل قضائية.
كما يطرح الفيلم أيضا تساؤلات بشأن النظرة الموجودة في المجتمع تجاه المثليين المتحدرين من أوساط المهاجرين من شمال أفريقيا.
هذا، ويوضح المخرج لوكالة الأنباء الفرنسية "عندما يحاول أي فتى عربي مسلم البحث عن إجابات عن تساؤلاته من خلال استخدام كلمتي -مثلي عربي- على محركات البحث الإلكترونية، سيقع على صور إباحية ومواد خلاعية. ويشعر تاليا منذ البداية بالذعر لأنه سيفكّر أن ذلك يعكس نظرة غالبية الناس" للمثليين العرب.
"إرادة سياسية...وأجواء من الحرية"وقد بدأ نذير مقناش المولود لأبوين جزائريين في باريس عام 1966، بعد أربع سنوات من استقلال الجزائر عن فرنسا، قبل فترة ليست ببعيدة، التطرق إلى قضايا هذه الأقلية خلال مسيرته السينمائية التي انطلقت عام 2000 مع "حريم مدام عثمان" والمتجذرة في البلدان المغاربية.
كما ابتعد مقناش عن الإنتاجات الضخمة، فيما نالت أفلامه، خصوصا "تحيا الجزائر" و"وداعا المغرب"، إشادة النقاد وتخطت كلها تقريبا عتبة المئة ألف مشاهد في شباك التذاكر.
ويذكر أنه في العام 2007، مُنع فيلمه "ديليس بالوما" الذي يتضمن إشارات إلى الفساد في الجزائر، من العرض في القاعات الجزائرية، الأمر الذي باعد بين مقناش وبلده الأمّ.
هذا وقد طال المنع أيضا فيلم "باربي" العالمي الضخم للمخرجة غريتا غيرويغ، إذ سحبته الجزائر بعد ثلاثة أسابيع من عرضه في الصالات المحلية.
إلى ذلك، وقبل عام، نددت جمعية مخرجات ومخرجي السينما في فرنسا بإلغاء آلية الدعم العام للسينما الجزائرية واستبدالها بنظام آخر، ما شكّل ضربة للسينما الجزائرية "المزدهرة والحاصلة على تقدير يتخطى حدود البلاد"، وفق تعبيرها.
ومن جانبه، يقول مقناش "لا أعتقد أن السينما الجزائرية لم تعد موجودة، إنها لا تزال حية بفضل مخرجين جزائريين يكافحون في كل مكان حول العالم ويحاولون الدفع بالأمور قدما".
كما يؤكد مقناش أن تطوير الفن السابع في الجزائر يتطلب "إرادة سياسية"، مضيفا "يجب اعتماد الأسلوب القديم، عبر اختيار مشاريع ومساعدتها في الحصول على التمويل، مع أجواء من الحرية".
وفي سؤال عمّا إذا كان يعرّف عن نفسه بأنه مخرج جزائري كما كان يؤكد قبل سنوات، يجيب مقناش "نعم، أنا مخرج جزائري، لكني أيضا مخرج فرنسي. الموضوع معقّد وغير معقّد في آن واحد لأنه ثمرة تاريخنا المشترك".
ويضيف "رغم أن البعض لن يعجبه هذا الكلام، لكنّ أي شخص يريد أن يكون مخرجا جزائريا له الحق في أن يصبح كذلك، حتى لو اضطررنا للبحث عن التمويل من مصادر أخرى وتعذّر علينا التصوير" في الجزائر.
وتجدر الإشارة إلى أن الجزائر وإلى يومنا هذا، لا تزال البلد الأفريقي الوحيد الفائز بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي، وذلك عام 1975 مع فيلم "وقائع سنين الجمر" للمخرج محمد الأخضر حمينة.
فرانس24/ أ ف ب
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: النيجر الحرب في أوكرانيا مجموعة بريكس ريبورتاج سينما مهرجان الجزائر ثقافة فيلم فی الجزائر لا تزال
إقرأ أيضاً:
اليوم.. المؤتمر الصحفي لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في دورته الـ14
ينطلق اليوم، الجمعة، المؤتمر الصحفي لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في دورته الرابعة عشرة، برئاسة السيناريست سيد فؤاد، والمقرر انطلاقها في الفترة من 9 حتى 14 من يناير المقبل، تحت شعار «مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية قمر 14».
تفاصيل المؤتمر الصحفي لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقيةوينطلق المؤتمر الصحفي لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية بحضور رئيس المهرجان السيناريست سيد فؤاد، عزة الحسيني مدير المهرجان، الفنان محمود حميدة الرئيس الشرفي للمهرجان، بأحد الفنادق الكبري بالقاهرة، ويضم المهرجان فى دورته الحالية عددا كبيرا من الأفلام المشاركة فى المسابقات المختلفة من بينهم 18 فيلمًا في مسابقة الفيلم القصير، و6 أفلام في مسابقة أفلام الشتات (دياسبورا)، كما اختارت لمسابقة أفلام الطلبة 12 فيلمًا، لافتة إلى أن حفل الافتتاح سيُقام في معبد الأقصر.
أسماء المكرمين بالدورة الـ14 لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقيةومن المقرر أن يتم الإعلان عن أسماء المكرمين في الدورة الـ14 لمهرجان الأقصر، والذي تنظمه مؤسسة شباب الفنانين المستقلين منذ عام 2011، وذلك بدعم من وزارات كل من الثقافة، هيئة تنشيط السياحة، وزارة الشباب والرياضة، السياحة والآثار، وزارة الخارجية، ومحافظة الأقصر، ونقابة المهن السينمائية.