أبوظبي في 27 أغسطس /وام/ تعتبر دولة الإمارات رائدة على مستوى المنطقة والعالم في تبني مفهوم السياحة المستدامة كجزء من استراتيجيتها لتحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والحفاظ على الموارد الطبيعية .
ومع النمو الكبير في الطلب على السياحة المستدامة عالمياً، ووسط تسارع تطوير البنى التحتية والأنظمة التي تدعم السياحة المستدامة في الإمارات فإن الدولة مرشحة لتكون واحدة من أبرز دول المنطقة والعالم للاستفادة من تنامي الطلب على السياحة المستدامة بكافة أشكالها.


ووفق (آلايد ماركيت ريسيرش) "AMR" العالمية للأبحاث بلغت قيمة سوق السياحة المستدامة العالمية 3.3 تريليون دولار في عام 2022، ومن المتوقع أن تصل إلى 11.4 تريليون دولار بحلول عام 2032، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 14% من عام 2023 إلى عام 2032.
وحققت دولة الإمارات التي تستضيف "COP28" خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر من العام الجاري، تقدماً كبيراً في مجال السياحة المستدامة في السنوات الأخيرة، حيث قامت باتخاذ عدد من المبادرات والإجراءات لتعزيز الاستدامة في هذا القطاع.
وتهدف دولة الإمارات إلى أن تكون رائدة في مجال السياحة المستدامة، من خلال تطبيق أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال، وتحقيقاً لهذه الغاية، فإنها تلتزم بتعزيز التعاون مع الشركاء المحليين والدوليين، والعمل على معالجة التحديات التي تواجه هذا القطاع، وتطوير أدوات وبرامج التوعية البيئية.
و تؤكد جميع الدراسات أن السياحة المستدامة في تنامي كبير نتيجة لارتفاع الوعي والطلب على كافة أنواع السياحة المستدامة.
وتظهر الكثير من الدراسات زيادة وعي وطلب الجمهور على السياحة المستدامة، إذ باتت مسألة مراعات الاستدامة عند اختيار وجهة السفر أو طريقة وأسلوب الحياة أكثر انتشاراً.
ووفق دراسة لـ"بين أند كومباني" العالمية للأبحاث والاستشارات، فثلثي المستهلكين الذين شملهم الاستطلاع في أسواق مختارة يعتبرون جوانب الاستدامة مهمة أو مهمة للغاية عند السفر بغرض الترفيه، ويتوقع 73% منهم أن تزداد الاستدامة أهميةً خلال السنوات الخمسة المقبلة.
وتهدف السياحة المستدامة إلى تقليل الآثار الضارة للسفر على الكوكب مع تعزيز الفوائد الاجتماعية والاقتصادية من خلال التركيز على حماية البيئة، والحفاظ على التنوع البيولوجي، واحترام الثقافات الأصلية، ودعم المبادئ الأخلاقية.
وعلى الصعيد العالمي، فمع زيادة وعي المسافرين بالآثار البيئية والاجتماعية والثقافية لرحلاتهم، هناك رغبة متزايدة في السياحة المستدامة، إذ باتو يبحثون بنشاط عن الوجهات والأنشطة التي تعزز الحفاظ على البيئة وتقليل انبعاثات الكربون وحماية الموارد الطبيعية.
و تقوم العديد من الشركات والمنظمات أيضاً بدمج السياحة المستدامة في جداول أعمال المسؤولية الاجتماعية لها، من خلال الترويج لخيارات السفر الصديقة للبيئة، والتعاون مع مزودي السفر البيئي.
وتعد المبادرات الحكومية المواتية أمراً بالغ الأهمية لتطوير ودعم قطاع السفر والسياحة المستدام، وعلى الصعيد العالمي بدأت الحكومات في إدراك قيمة السياحة المستدامة للتنمية المجتمعية، والتوسع الاقتصادي، والحفاظ على البيئة.
وضعت الحكومات قوانين ولوائح لتعزيز السفر الصديق للبيئة وتقديم حوافز لشركات السياحة المستدامة، وحوافز مالية لدعم مبادرات السياحة المستدامة.
وتتراوح التقديرات المتاحة حالياً لانبعاثات السفر والسياحة بين 8 و11% من انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية أي ما بين 3.9 إلى 5.4 مليار طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون عام 2019، الأمر الذي يفرض حاجة ملحة لتسريع العمل نحو تحقيق الأهداف الصفرية بحسب المجلس العالمي للسفر والسياحة.
ووفق المجلس فهناك حاجة إلى مزيد من البحث والمعايير المتوافقة لقياس انبعاثات الغازات الدفيئة في قطاع السفر والسياحة لضمان أدلة موثوقة وقابلة للمقارنة حول تأثير القطاع وفعاليته.
و كانت الإمارات واحدة من الدول السباقة في تبني وتطوير منظومة السياحة المستدامة بكافة تفاصيلها بدءاً من التنظيم وصولاً إلى تحفيز الجهات العامة والخاصة على تطبيق معايير استدامة تخص البيئة واستهلاك الطاقة وإعادة التدوير وغير ذلك.
ومن المبادرات التي تسهم في تعزيز كفاءة السياحة البيئية والمستدامة في الإمارات تلك التي أطلقتها دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي لتعزز الاستدامة في القطاع السياحي، والتي تتوزع في ثلاث مبادرات وهي الأدلة الإرشادية الجديدة الخاصة بالقطاع والاستدامة السياحية، ونظام قياس الانبعاثات الكربونية الخاص بالفنادق في أبوظبي؛ لتقدير البصمة الكربونية التي تخلّفها، وتدقيق استهلاك الطاقة بجميع الفنادق في الإمارة.
وفي دبي أيضا هناك العديد من المبادرات مثل ختم دبي للسياحة المستدامة والذي يُمنح للمنشآت الفندقية التي تحقق أعلى نسبة التزام بمعايير الاستدامة الـ19 المُعتمدة من قبل الدائرة.
يذكر أن استراتيجية الاستدامة التي تتبعها دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي مهّدت الطريق لمبادرات مبتكرة مثل أداة احتساب الكربون، والتي تتيح للشركاء وأصحاب المنشآت الفندقية تحديد مستويات استهلاك الطاقة لإدارتها بكفاءة وفق الممارسات البيئية التي تتماشى مع متطلبات الاستدامة، بالإضافة إلى مبادرة "دبي تبادر" للاستدامة والتي تشجع على استخدام قوارير المياه القابلة لإعادة التعبئة.

عماد العلي/ جورج إبراهيم

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: السیاحة المستدامة فی

إقرأ أيضاً:

وزير السياحة يتفقد آخر مستجدات أعمال مشروع تطوير منطقة أهرامات الجيزة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تفقد شريف فتحي وزير السياحة والآثار منطقة أهرامات الجيزة، وذلك للوقوف على آخر مستجدات الأعمال بمشروع تطوير الخدمات بها، تمهيداً لقرب افتتاح المشروع بشكل كامل خلال الفترة القليلة القادمة.

رافقه خلال الزيارة الدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، واللواء عاطف مفتاح المشرف العام الهندسي على مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة، والدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وأشرف محيي مدير عام آثار القاهرة والجيزة.

تضمنت الجولة زيارة بوابات الدخول، وما تم بها من تجهيزات حيث تم تزويدها بلوحات إرشادية ومعلوماتية تتضمن التعريف بأسعار تذاكر دخول المنطقة الأثرية، وبعض الإرشادات السياحية والمعلوماتية عن المنطقةً ككل ومسارات الزيارة، بالإضافة إلى تجهيز المنطقة لاستقبال السياحة الميسرة من ذوي الهمم وإعداد مسارات زيارة ودورات مياه مجهزة خاصة بهم بما يعمل علي توفير كافة سبل الإتاحة بالمنطقة الأثرية.

كما تضمنت الجولة زيارة المبني الإداري وغرف المراقبة الإلكترونية والتحكم بالكاميرات، وتفقد مسار زيارة السائحين والزائرين بالمنطقة والتي ستكون من خلال وسائل نقل كهربائية آمنة تراعي المعايير البيئية، وتتيح للزوار مشاهدة ممتعة لمعالم المنطقة خلال تنقلهم، وما يتم تنفيذه في ضوء مشروع تطوير الخدمات المقدمة بها بما يساهم في تحسين التجربة السياحية بها وجعلها أكثر جذباً، بالإضافة إلى تفقد المسارات الجاري تجهيزها لحركة سير الدواب من الجمال والخيول أثناء ركوب وتجول السائحين بهم.  

وأثني شريف فتحي على الجهد المبذول لتطوير المنطقة،  موجها بضرورة التأكد من توفير كافة الخدمات المقدمة للزائرين بها لتحسين التجربة السياحية بما يتناسب وأهمية المنطقة التاريخية والأثرية في ظل ما تشهده مصر من نمو في حركة السياحة الوافدة إليها. 

جدير بالذكر أن أعمال التطوير تشمل كذلك إقامة مركز لخدمة السائحين، ودورات مياه فندقية، وبوابات ذكية بتذاكر إلكترونية، وقاعات سينما، ومركز طبي، بالإضافة إلى وجود مركز لكبار الزوار، والعمل على اتاحة كل ما يحتاجه الزائر لجعل زيارته للمنطقة الأثرية تجربة مميزة بما يُسهم في تحسين التجربة السياحية للزائرين، وإحداث أثر إيجابي يدفعهم لتكرارها والترويج لها في بلدانهم واستقطاب زوار أكثر.  

WhatsApp Image 2025-01-15 at 8.05.44 PM WhatsApp Image 2025-01-15 at 8.05.43 PM (3) WhatsApp Image 2025-01-15 at 8.05.43 PM (2) WhatsApp Image 2025-01-15 at 8.05.43 PM (1) WhatsApp Image 2025-01-15 at 8.05.43 PM

مقالات مشابهة

  • وزير السياحة يتفقد آخر مستجدات أعمال مشروع تطوير منطقة أهرامات الجيزة
  • حاكم ألاسكا: التنمية المستدامة ركيزة المستقبل وعلاقاتنا مع الإمارات نموذجية
  • وزير البترول يشارك في فعاليات الجلسة الاستراتيجية بمؤتمر التعدين الدولي
  • تدوير.. ريادة في إدارة النفايات وتعزيز الاستدامة
  • “تدوير” .. ريادة في إدارة النفايات وتعزيز الاستدامة
  • وكيل الوزارة المساعد لقطاع المسرعات الصناعية لـ «الاتحاد»: 1.1 مليار درهم تمويلات التكنولوجيا المتقدمة بمصانع الإمارات
  • الإمارات.. ريادة في تسريع وتيرة الاستدامة
  • وزير الثقافة والسياحة يدعو للاستثمار في القطاع السياحي والاستفادة من مزايا قانون الاستثمار الجديد
  • تعزيز الابتكار واستكشاف الفرص الواعدة في قطاع التعدين
  • “هيئة الترفيه” تطلق 29 فرصة جديدة بالتعاون مع وزارة الاستثمار