ضربة للسوق السوداء| السماح بإيداع الدولار في البنوك دون السؤال عن مصدره.. ما هي قاعدة "اعرف عميلك"؟

أثارت المعلومات التي كشف عنها مصدر مصرفي مهم في مجال الأمور المالية بمصر، استفسارات وجدلاً واسعين في الأوساط المصرفية والاقتصادية. حيث أشار هذا المصدر إلى أن البنوك المصرية تستقبل الدولارات من جميع عملائها، سواء كانوا أفرادًا أم شركاتٍ، دون السؤال عن مصدر تلك الأموال، وفقًا لقاعدة "اعرف عميلك". هذا التوجه الجديد أثار تساؤلات حول آليات التحقق من شفافية ومشروعية مصادر تلك الأموال.

 

 

تبني قاعدة "اعرف عميلك"

مبدأ "اعرف عميلك" يُعتبر مرجعية مالية مهمة تهدف إلى معرفة المزيد عن عملاء المصارف ومصادر دخولهم المالي. وعلى الرغم من أن هذا المبدأ يحظى بتأييد ودعم كبيرين في مجال مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، إلا أن السؤال الذي يطرحه المصدر المصرفي هو: هل ينبغي توسيع نطاق تبني هذا المبدأ ليشمل استقبال الدولارات من العملاء دون السؤال عن مصدرها؟

 

الرفع عن العملاء والسوق السوداء

ووفقًا للمصدر المصرفي، تعتقد البنوك أن العملاء الذين يقومون بإيداع الدولارات لديهم نوايا حسنة، ويمكن أن يكون المبلغ المودع ناتجًا عن أنشطتهم التجارية أو حتى من مدخراتهم الشخصية. وتمثل هذه السياسة تخفيفًا عن العملاء وتسهيلًا لعملياتهم المالية دون الحاجة إلى إثبات مصدر كل دولار يتم إيداعه.

ضربة للسوق السوداء 

ومن ناحية أخرى، يُعتقد أن هذا الإجراء يسهم في تقليل الطلب على الدولار في السوق السوداء، حيث يمكن للعملاء إيداع أموالهم بشكل رسمي في البنوك بدلاً من التعامل مع السوق السوداء التي تؤدي إلى تقلبات سعر الدولار.

 

الآثار الاقتصادية والاجتماعية

لكن هذا التوجه الجديد أثار مخاوف من آثار سلبية على الاقتصاد المصري. فعلى الرغم من تيسير العمليات المالية للعملاء، قد يفتح الباب أمام تجاوزات محتملة واستغلال غير مشروع للنظام. كما أنه قد يؤثر على الجهود المبذولة للحد من تداول الأموال غير المشروعة.

 

ويبدو أن هذا التوجه الجديد للبنوك المصرية يثير نقاشًا حيويًا حول التوازن بين تسهيل العمليات المالية ومكافحة الجرائم المالية. سيظل لزامًا على الجهات المختصة متابعة آثار هذا الإجراء على المدى القريب والبعيد، لضمان استقرار الاقتصاد وسلامة النظام المالي.

المصدر: صدى البلد